الخميس، 28 فبراير 2013

دُرَّةُ الشرق

كتبهاصبري الصبري ، في 15 ديسمبر 2011 الساعة: 19:45 م


درة الشرق :: شعر :: صبري الصبري



دُرَّةُ الشرق

***
شعر
صبري الصبري
***


أحــبــك كــــل الــنــاس يــــا درة الــشــرقِ
أيا من لهـا الوجـدان فـي شـدة الشـوقِ
ويـا نبضـة الخفـاق فـي روضـة المـنـى
ويـا همسـة الأحبـاب ملهـوفـة العـشـقِ
سـطــرتــك بالـتـلـمـيـح بـالـشــعــر تــــــارة
كتـبـتـك بالتـصـريـح بـالـصــدق والــحــقِ
وأشــرقـــت الأبــيـــات بـالــحــب تـــرتـــدي
غـلالــة بـــوح بـاهــر الــشــدو والــدفــقِ
لتنبـي عـن الأشـواق فـاضـت بمهجـتـي
خريـدة نبـض الـحـب مــن رقــة الخـفـقِ
بحـبـك نـبـض القـلـب فــي شــدو عـزفـه
لـحـون جـمـال الـوصـف طـاهـرة العـبـقِ
وبــــــاح فــــــؤاد الــعــشــق بـــــــوح وداده
بهمـس سـلاف الحـب بـالأمـن والـرفـقِ
وكــان لـهــا الإعـــزاز فـــي كـــل وجـهــة
ودام لـهـا الإجــلال مــن سـائـر الخـلـقِ
وفـاض بهـا الإغــداق مــن بـسـط رازقٍ
أبــاح بـهـا الخـيـرات بالـفـضـل والـــرزقِ
يــســوق مــيــاه الـنـيــل تــجـــري بــوفـــرة
تـــؤم رحـــاب الـجُــرْز بـالـنـبـت والـفـلــقِ
تـعــم فـجــاج الــتــرب تــســري بـجـوفـهـا
لتسكن عنـد الجـذر فـي ملتقـى العمـقِ
وتـبـلـغ حـــد الـمــزج فــــي عــــذب لــــذة
تسـيـل بـهـا الأهـــداب محـبـوبـة الـشــقِ
تــهــز بــطــون الأرض هـــــزة عـرســهــا
فتحمـل روض الخـيـر فــي رحــم البـثـقِ
وتعلـن زحـف الحسـن فــي كــل سـاحـةٍ
تضـم مــروج الــدوح معلـومـة الـفـرقِ !
عـشـقـتـك عــشــق الـمـغـرمـيـن بـجــنــة
تـتـيـه بــهــا الأرجــــاء عـالـيــة الــفــوقِ
وأعـلــنــت حــبـــي لا أخــــــاف مـــلامـــة
أيا من لها التحنان بالطهر والصدقِ !
وإن كـــان بـالـوجـدان لـلـحــب مــوضــعٌ
فـأنـت هــدى الحـيـران بالـبـرق والــودقِ
نسـجـت لـــك التـحـنـان بـوحــا مـوشـحـا
بتبر شـذا الإحسـاس مـن وارف الـذوقِ
وكــنــت إذا الأطــيـــار غــنـــت بـجـانـبــي
قصيدة عشق النيل تنسـاب فـي عرقـي
أردد شـــــدو الــطــيــر يــهــتــز خــافــقــي
كمـثـل رحـيـق الـزهـر بـالــودق والـبــرقِ
فـإن تخـوم العشـق فـي جـوف مهجتـي
تزيد مع الأسفـار عـن موضـع الطـوقِ
وتشـعـل بالـوجـدان عـنـدي مــع الـنــوى
وقـود فــوات الـوصـل بالقـسـر والـحـرقِ
فــإن خـلايـا الـحـب فــي هـجـر أرضـهـا
تـكـون بـهـا الأغـــلال بالـكـبـت والـــرقِ
يــكــون مــــن الآلام بـالـبـعــد مـشــربــي
ومـنـه مــع الآهــات مسـتـودع الـطَّـرْقِ
أُشَــتَّـــت بـالـهـجــران فـــــي كـــــل بــلـــدة
وأشخص صوب البدر بالحزن والطهقِ
أجـــوب سـقـيـم الـنـفـس أنـحــاء غــربــة
لـعـل نسـيـم الـقـرب ينـثـال فــي صفـقـي
فأنـتِ شغـاف القلـب فـي عمـق نبـضـة
تضـخ لــك الأشــواق يــا فخـمـة العـتـقِ
فروضك حصن الأمن في رغد عيشتي
وعـزك تـاج المجـد قـد لاح مــن فـوقـي
أظـلــل فـيــه الـعـمـر مـــن نـضــر أيـكــة
بحـقـل سـنـا الإنـتـاج بـالـكـدح والـعــزقِ
وأفـرش سطـح البيـت مـن طهـر غلـتـي
تطيـب شـذا الأفنـان مـن ناضـر الـعـذقِ
وأسـكــب فـيــك الـشـعـر يـجــري بـأبـحــرٍ
تفـيـض بـهـا الأوزان صـادقـة النطقِ
فـيــا مـــن بـهــا الأحـبــاب حـلــوا بـألـفـة
يــرون بـهـا الآثــار فــي أمـتـع الـطـفـقِ
ويكـثـر فيـهـا الـمـشـي فـــي كـــل بـقـعـة
ويحسن فيها المكث فـي جوهـا الطلـقِ
أحــبــك كــــل الــنــاس حــبــا بـــــه أتـــــوا
لأجــل نــداك الـعـذب يـــا درة الـشــرقِ !
الطويل


هناك تعليقان (2):