الأحد، 28 أبريل 2013

إيداع


إيداع
**
شعر
صبري الصبري
***







أســتـــودع الله الـعـظـيــم الـمـرتــجــى

مـصـر الحبيـبـة .. دائـمـا بـدعـائـي

أدعــــو لــهــا رب الأنــــام بـدمـعـتــي

وبـخـشـيـتـي وضـراعــتــي ورجــائـــي

فالحال صعب ... والخطـوب كثيـرة

والــنــاس فـــــي كـــــرب وفـــــي أدواءِ

والإقتـصـاد عـلـى شـفــا جـــرف بـــه

إفـــلاســــنــــا بــالـــفـــقـــر والـــبــــلــــواءِ

والإكـتــئــاب قـــــد اســتـــراح ركـــابُـــهُ

بــنــفــوســنـــا بــتـــمـــكـــن ودهــــــــــــاءِ

والـكـل فــي فـوضـى تـعـاظـم شـأنـهـا

حــتــى اسـتـقــرت مـصــرنــا بــالـــداءِ

تـطـغــى الـهـمــوم بـأهـلـهـا وبـنـيـلـهـا

وتــــعــــم فــيـــهـــا كــــافــــة الأرجــــــــاءِ

وتـبــيــت أحـــــزانٌ جــســـامٌ عــنــدهــا

وتـــدوم فـــي صــبــح لــهــا ومــســاءِ

مــا مــن بصـيـص لـلأمـانـي عـمـهـا

بـالـبـشْــر شـــــع شـعــاعــه بـضــيــاءِ

أو مـسـتــقــر بــالــهـــدوء بــأرضــهـــا

مـــن بــعــد دهــــر مـعـاشـهـا بـهـنــاءِ

دب الشـقـاق وكــان شـمـل حيـاتـهـا

كـالـعــقــد زيَّـــــــن جــيــدهـــا بــبــهـــاءِ

شـبـت بـهـا النـيـران تـحـرق أمـنـهـا

هـل مـن جــريء مطـفـئ وضــاءِ ؟!

فــدخـــان حـرقـتـهــا تــخــلــل أنــفــســا

تـــاقـــت لــســابــق بــهــجــة ونـــقــــاءِ

كـــم مـــن تـربــص مـحــدق مـتـأهــب

لـلــنــيــل مــنـــهـــا شــــاهــــرا لــــبــــلاءِ

كـم مـن جهـول يمتطـي ظهـر الغبـا

لــيــدوس مــصـــر وأهـلــهــا بــحـــذاءِ

كــــم مــــن حــقــود حــاســد مـتـسـلـح

بـــالـــســـوء والإجـــــــــرام والأهــــــــــواءِ

بـالـداخــل الـمـنـهـوب جــهــرا مـنـهــمُ

بـــتـــبـــجـــح وتــــــجــــــرئ وخــــــفــــــاءِ

زادت مـعـانــاة الـجـمـيـع وأصـبــحــت

مــصــر الأمـــــان مـخــافــة الـغــربــاءِ

قــلَّــت سـيـاحــة سـائـحـيــن تــعـــودوا

فيـهـا الـســلام عـلــى مـــدى الآنـــاءِ

وتـحـدثــت أصـــــوات ذكــراهـــم لــهـــا

مــــــــن بُــعـــدهـــم بــتـــأثـــر وبــــكـــــاءِ

وتـســاءلــوا عـنــهــا وأخـــبـــار بـــهـــا

بــــصــــدارة الأحـــــــــداث والأنــــبـــــاءِ

مـــاذا جـــرى لـلأنْــس فـيـهـا والـهـنـا

ومـقـامــنــا بـالـجــنــة الــخــضـــراءِ ؟!

مـاذا دهانـا ليـت شعـري مــا انـبـرى

فـيـنـا مـــن الأوبـــاش والـجـهـلاءِ ؟!

كيـف اتخذتـم نـهـب مـصـر وسيـلـة

لـلـحــكــم والـتـلـفـيــق والإقـــصـــاءِ ؟!

كـيـف انسجمـتـم بالمظـالـم وانـتـهـى

عصر العدالـة فـي رسـوخ قضـاءِ؟!

كـيـف استبحـتـم كــل شــيء هـاهـنـا

يـــــا مـــــن ظـنـنـتــم ظـنــكــم بـــخـــواءِ

خـبــتــم وأفـلـســتــم وضــعــتــم كــلــكــم

يـــا مـــن صـحـبـتـم زمــــرة الأعــــداءِ

يـا مــن قصـدتـم وئــد نــور شريـعـة

قـــدســـيــــة وســـطــــيــــة ســـمــــحــــاءِ

مصـر الفضيلـة بالضيـاء تسربـلـت

واسـتـمـسـكـت بـمـجـامــع الأضــــــواءِ

لا تــرتــدي ثــــوب الـتـشــدد مـطـلـقـا

إن الــتــنــطـــع وجـــــهـــــة لـــشـــقــــاءِ

حـاصـوا بـهـا حـيـصـا وزادوا كـربـهـا

كـــربــــا جـــديــــدا صـــارخــــا بــعــنـــاءِ

فـــي كـــل صــبــح أو بـلـيــل نـرتـئــي

فـيــهــا الـمــآســي أطـبــقــت بــجـــلاءِ

لا رأس فـيــهــا أو حـكــيــم نـرتــجــي

بــحــديـــثـــه إطـــــلالـــــة الــحـــكـــمـــاءِ

فـمــراء قـومــي قــــد تـعـالــى فـحـشــه

حــتــى اسـتــقــر بـفـكـرنــا الـمـسـتــاءِ

أقـــــوال قــــــذف تـسـتــفــز مـسـامــعــا

أصــغـــت لـــهـــا مـبـثــوثــة بــفــضــاءِ

والــكـــل يـعـتـقــد الــصـــواب لـنـفـســه

بـــغــــرور رأي صـــائــــح الــخـــيـــلاءِ

هوت الحبيبة في الشرور وساءها

مـــــا عـمــهــا مـــــن قــســـوة ومـــــراءِ

وإســـــــــــاءة بـــتـــقـــاتـــل وتــــــدابــــــر

وتـخــاصــم فـــــي حــلــكــة الـظـلــمــاءِ

فــمــتــى نــفــيــق لأجــلــهــا بــبــراعــة

ومــــحــــبــــة وتــــــوافــــــق ووفــــــــــــاءِ

لا تـســتــبــد جــمـــاعـــة بـمـصــيــرهــا

فــهــي الــتــي تــجــري بــنـــا بــدمـــاءِ

أبـنــاء مـصــر المخلـصـيـن تـقـدمــوا

مـــــــن أجــلــهـــا بــجـــســـارة وإبــــــــاءِ

لا تـتـركــوهــا لـلــغــريــب الـمــعــتــدي

أو لـــلـــقــــريــــب مــــشـــــتـــــت الآراءِ

أو للتـجـارب مــن جـهــات أعـتـمـت

وجـــــه الـحـقـيـقـة بـارتــيــاب شـــــراءِ

أو لـلـتـبــاحــث والـتــخــابــر خــفـــيـــة

مـــــع مــــــن يــــــروم إزالــــــة لــبــنــاءِ

كــونــوا لــهــا جـمـعــا جــنـــودا إنــهـــا

تـحـتـاجـكــم يــــــا مــعــشــر الأبـــنــــاءِ

لا تــنــتــمــوا إلا لــــهــــا ولأرضــــهـــــا

بــكــيــاســـة الـــعـــقــــلاء والــنــبـــهـــاءِ

لا تــفـــخـــروا إلا بــــهــــا وبــنـــورهـــا

وبـــأزهــــر فـــــــي روضـــــــة زهـــــــراءِ

لا تـسـمــعــوا إلا حـــديــــث فـــؤادهــــا

فـــهـــي الــصــدوقـــة نـــضــــرة الآلاءِ

وهـي الجميلـة ذات بهـجـة غرسـهـا

كـعــروس طـهــر مــلاحــة عـصـمــاءِ

فـلــهــا دعـــــوت الله جــــــل جـــلالـــه

بالـحـفـظ فــــي ســتــر لــهــا ورخــــاءِ

والــطـــف إلــهـــي دائــمـــا بـلـطــائــف

مـــــبـــــرورة بـــســـلامــــة وصـــــفـــــاءِ

وبــلـــوغ مــصـــر أمــانــهــا ورقــيــهــا

بـمــهــابــة فـــــــي الـــعــــز بـالـعــلــيــاءِ

(نسـتـودع الله المهـيـمـن مـصـرنـا)

قـــــولـــــوا مـــــعـــــي بــمــحـــبـــة وولاءِ

صـلــى الإلــــه عــلــى الـنـبــي وآلــــه

مـــا ضـــم نـيــلٌ سلسـبـيـل الــمــاءِ !

الجمعة، 26 أبريل 2013

الأعداد في احاديث خير العباد 11

الأعداد
في أحاديث خير العباد
صلى الله عليه وسلم
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
(العدد أحد عشر)
***

روى البخاري عن مسروق قال (سألت عائشة رضي الله تعالى عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت سبع وتسع وإحدى عشرة سوى ركعتي الفجر)

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول أن العدد (أحد عشر) قد جاء في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم منها ما رواه البخاري في هذا الحديث الذي رواه عن مسروق أنه سأل السيدة عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت (سبع وتسع وإحدى عشرة سوى ركعتي الفجر)

وفيه أوضحت أم المؤمنين الصديقة رضي الله عنها أنه كان يقوم الليل بسبع ركعات وتسع ركعات وإحدى عشرة ركعة بالإضافة لركعتي الفجر ، فرضي الله عنها وأرضاها كم نقلت لنا من هدي قويم من سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم . ( وفي هذا الحديث نجد الأعداد اثنين وسبع وتسع وإحدى عشرة) .

ونجد جانبا آخرا مما نقلته لنا أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها في الحديث الذي رواه البخاري في باب (قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل في رمضان وغيره) ورواه مالك في موطئه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره أنه ((سأل عائشة رضي الله تعالى عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر فقال يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي )

وفيه هدي نبوي شريف عن قيامه بالليل في رمضان وفي غير رمضان (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة) كما أخبرتنا بذلك السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما وأوضحت كيفية صلاة الحبيب المصطفى بالليل وصفتها ونقلت إلينا قول النبي صلى الله عليه وسلم لها (يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي) فقلبه صلى الله عليه وسلم يقظان بذكر الله وبصلته بالعلي القدير جل وعلا . ( وفي هذا الحديث نجد الأعداد ثلاثة وأربعة وإحدى عشرة) .


كما وصف لنا حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنه صلاة الحبيب المصطفى بالليل عندما بات عند خالته ميمونة في الحديث الذي رواه البخاري عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال (بت عند خالتي ميمونة فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) ثم قام فتوضأ واستن فصلى إحدى عشرة ركعة ثم أذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الصبح) .

وفيه وصف لهديه صلى الله عليه وسلم وما فعله في هذه الليلة :

1ـ تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة .
2ـ ثم رقد .
3ـ لما كان ثلث الليل الآخر قعد .
4ـ نظر إلى السماء .
5ـ قال ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) .
6ـ قام .
7ـ توضأ .
8ـ استن (استاك بالسواك) .
9ـ صلى إحدى عشرة ركعة .
10 ـ لما أذن بلال فصلى ركعتين .
11ـ خرج .
12 ـ صلى الصبح (في المسجد)
( وفي هذا الحديث نجد الأعداد ثلث واثنين (مجازا) وإحدى عشرة) .

كما نرى هديه الشريف في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه ومالك في موطئه عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يجيء المؤذن فيؤذنه))

كما نصغي لمحاورته الشريفة للصحابي الجليل العابد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن تبتله في صومه في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي قلابة قال أخبرني أبو المليح قال دخلت مع أبيك على عبد الله بن عمرو فحدثنا (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي فدخل علي فألقيت له وسادة من آدم حشوها ليف فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه فقال أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام قال قلت يا رسول الله قال خمسا قلت يا رسول الله قال سبعا قلت يا رسول الله قال تسعا قلت يا رسول الله قال إحدى عشرة ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لا صوم فوق صوم داود عليه السلام شطر الدهر صم يوما وأفطر يوما)

وفي هذا الحديث نلاحظ حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على مناقشة عمرو بن العاص رضي الله عنه فيما يتعبد به لله عز وجل من صوم لأنه أُخبر بذلك صلى الله عليه وسلم ولو تركه لكانت سنة تقريرية يستن بها عموم المسلمين ... فلنتأمل ماذا فعل الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذا الخصوص :
1ـ ذُكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له صوم عبد الله بن عمرو رضي الله عنه .
2ـ دخل على عبد الله بن عمرو (ذهب إليه) .
3ـ ألقى عبد الله بن عمرو رضي الله عنه وسادة من جلد حشوها ليف ليجلس عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
4ـ لم يجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الوسادة وتركها وجلس على الأرض .
5ـ صارت الوسادة بين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين عبد الله بن عمرو رضي الله عنه .
6ـ دار بين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين عبد الله بن عمرو رضي الله عنه الحوار التالي :
رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما يكفيك (صيام) من كل شهر ثلاثة أيام؟
عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : يا رسول الله (أي أكثر من ذلك) .
رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمسا (أي صم خمسة أيام) .
عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : يا رسول الله (أي أكثر من ذلك) .
رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبعا (أي صم سبعة أيام) .
عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : يا رسول الله (أي أكثر من ذلك) .
رسول الله صلى الله عليه وسلم : تسعا (أي صم تسعة أيام) .
عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : يا رسول الله (أي أكثر من ذلك) .
رسول الله صلى الله عليه وسلم : إحدى عشرة (أي صم احدى عشرة يوما) .
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لا صوم فوق صوم داود عليه السلام شطر الدهر صم يوما وأفطر يوما) .
ونرى ما بهذا الحديث عن فقه الصيام ومدى الفسحة التشريعية في هديه الشريف صلى الله عليه وسلم . ( وفي هذا الحديث نجد الأعداد واحد (مجازا) وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة) .

ثم نجد فقه سجود التلاوة في الحديث الذي روى الترمذي ( باب ما جاء في سجود القرآن ) عن عمر الدمشقي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال ((سجدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة منها التي في النجم))
وروى مالك في موطئه عن هشام بن عروة عن أبيه ( أن عمر بن الخطاب قرأ سجدة وهو على المنبر يوم الجمعة فنزل فسجد وسجد الناس معه ثم قرأها يوم الجمعة الأخرى فتهيأ الناس للسجود فقال على رسلكم إن الله لم يكتبها علينا إلا إن نشاء فلم يسجد ومنعهم أن يسجدوا قال مالك ليس العمل علي أن ينزل الإمام إذا قرأ السجدة على المنبر فيسجد قال مالك الأمر عندنا أن عزائم سجود القرآن إحدى عشرة سجدة ليس في المفصل منها شيء قال مالك لا ينبغي لأحد يقرأ من سجود القرآن شيئا بعد صلاة الصبح ولا بعد صلاة العصر وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وعن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس والسجدة من الصلاة فلا ينبغي لأحد أن يقرأ سجدة في تينك الساعتين سئل مالك عمن قرأ سجدة وامرأة حائض تسمع هل لها أن تسجد قال مالك لا يسجد الرجل ولا المرأة إلا وهما طاهران وسئل عن امرأة قرأت بسجدة ورجل معها يسمع أعليه أن يسجد معها قال مالك ليس عليه أن يسجد معها إنما تجب السجدة على القوم يكونون مع الرجل فيأتمون به فيقرأ السجدة فيسجدون معه وليس على من سمع سجدة من إنسان يقرأها ليس له بإمام أن يسجد تلك السجدة ) .

فيبن الإمام مالك أن عزائم السجود إحدى عشرة سجدة (سجود التلاوة) .

أما مجمل سجود التلاوة في كتاب الله عز وجل فخمسة عشرة سجدة وفي بعضها قول الفاروق رضي الله عنه (على رسلكم إن الله لم يكتبها علينا إلا إن نشاء فلم يسجد ومنعهم أن يسجدوا ) ومجملها كما يلي :
1- ( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) (الأعراف : 206 ) .
2- ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصال) . ( الرعد : 15) .
3- ( ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ) (النحل : 49) .
4- ( قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ) (الإسراء : 107 ) .
5- ( إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً ) ( مريم : 58 ) .
6- ( ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء ) (الحج : 18 ) .
7- ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) (الحج :77 )
8- ( وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزداهم نفوراً) . ( الفرقان/60 ) .
9- ( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون ) (النمل : 25 ) .
10- ( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ) (السجدة : 15 ) .
11- ( وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب ) (ص : 24) .
12- ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) (فصلت : 37) .
13- ( فاسجدوا لله واعبدوا ) (النجم : 63) .
14- ( وإذا قرء عليهم القرآن لا يسجدون ) (الانشقاق : 21 ) .
15- ( كلا لا تطعه واسجد واقترب ) (العلق : 19 ) .

ولنختم حديثنا عن العدد (أحد عشر) بما رواه البخاري في باب حسن المعاشرة مع الأهل عن هشام بن عروة عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت (جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا قالت الأولى زوجي لحم جمل غث على رأس جبل لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل قالت الثانية زوجي لا أبث خبره إني أخاف أن لا أذره إن أذكره أذكر عجره وبجره قالت الثالثة زوجي العشنق إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق قالت الرابعة زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة قالت الخامسة زوجي إن دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد قالت السادسة زوجي إن أكل لف وإن شرب اشتف وإن اضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث قالت السابعة زوجي غياياء أو عياياء طباقاء كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع كلا لك قالت الثامنة زوجي المس مس أرنب والريح ريح زرنب قالت التاسعة زوجي رفيع العماد طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من الناد قالت العاشرة زوجي مالك وما مالك مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك قالت الحادية عشرة زوجي أبو زرع فما أبو زرع أناس من حلي أذني وملأ من شحم عضدي وبجحني فبجحت إلى نفسي وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق فعنده أقول فلا أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقنح أم أبي زرع فما أم أبي زرع عكومها رداح وبيتها فساح بن أبي زرع فما بن أبي زرع مضجعه كمسل شطبة ويشبعه ذراع الجفرة بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع لا تبث حديثنا تبثيثا ولا تنفث ميرتنا تنقيثا ولا تملأ بيتنا تعشيشا قالت خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقى امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فطلقني ونكحها فنكحت بعده رجلا سريا ركب شريا وأخذ خطيا وأراح علي نعما ثريا وأعطاني من كل رائحة زوجا وقال كلي أم زرع وميري أهلك قالت فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت لك كأبي زرع لأم زرع قال أبو عبد الله قال سعيد بن سلمة عن هشام ولا تعشش بيتنا تعشيشا قال أبو عبد الله وقال بعضهم فأتقمح بالميم وهذا أصح) .

وفيه حال الأزواج مع زوجاتهم وما عبرت عنه النساء بفصاحة وبلاغة عجيبة وتكنية مهذبة ولمحات دقيقة عن عشرتهن مع أزواجهن .

(وفي هذا الحديث نجد الأعداد واحد (مجازا) واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة وستة وسبعة وثمانية وتسعة وعشرة وإحدى عشرة) .

فما أحسن حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وما فيه من هدي قويم ومكارم أخلاق عالية فجزاه عنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء ورزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

الأحد، 21 أبريل 2013

الأعداد في احاديث خير العباد 10

الأعداد
في أحاديث خير العباد
صلى الله عليه وسلم
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
(العدد عشرة)
***

روى الترمذي عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه أن سعيد بن زيد حدثه في نفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((عشرة في الجنة أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص قال فعد هؤلاء التسعة وسكت عن العاشر فقال القوم ننشدك الله يا أبا الأعور من العاشر قال نشدتموني بالله أبو الأعور في الجنة قال أبو عيسى أبو الأعور هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نوفل وسمعت محمدا يقول هو أصح من الحديث الأول)) الترمذي

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول أن العدد (عشرة) قد جاء في هذا الحديث الشريف ليوضح لنا العشرة الذين بشرهم الحبيبُ المصطفى صلى الله عليه وسلم بالجنة وهم :

1ـ أبو بكر (الصديق) :
عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد القرشي التميمي، كنيته أبو بكر، وكنية أبيه أبو قحافة .
2ـ عمر بن الخطاب (الفاروق) :
عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط القرشي العدوي، كنيته أبو حفص، ولقبه الفاروق .
3ـ عثمان بن عفان (ذو النورين) :
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي. ثالث الخلفاء الراشدين .
4ـ علي بن أبي طالب (أبو الحسنين) :
علي بن أبي طالب، وأبو طالب هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي. ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة .
5ـ الزبير بن العوام (حواري رسول الله) :
الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، كنيته أبو عبد الله، حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية .
6ـ سعد بن أبي وقاص (أول من رمى بسهم في سبيل الله) :
سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري .
7ـ أبو عبيدة (عامر بن الجراح)
عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن ضبة بن الحارث بن فهر، من كنانة وكنيته أبو عبيدة .
8ـ طلحة بن عبيد الله (طلحة الخير) :
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد القرشي التميمي .
9ـ عبد الرحمن بن عوف :
عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام .
10ـ سعيد بن زيد (أبو الأعور) :
سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل العدوي القرشي ، أبو الأعور ، من خيار الصحابة ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته .
رضي الله عنهم أجمعين .


وقد سبق الإشارة إلى اقتصاد الحبيب صلى الله عليه وسلم في الماء في حديثنا عن العدد رقم (تسعة) فيما رواه أحمد عن موسى الجهني قال جاءوا بعس في رمضان فحزرته ثمانية أو تسعة أو عشرة أرطال فقال مجاهد حدثتني عائشة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بمثل هذا) وشمل هذا الحديث أعداد (ثمانية وتسعة وعشرة)


كما سبق الإشارة إلى مضاعفة الله تعالى الأجور لعباده في حديثنا عن العدد رقم (تسعة) فيما رواه النسائي عن عبد الله بن عمرو قال ((ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم الصوم فقال صم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر تلك التسعة فقلت أني أقوى من ذلك قال صم من كل تسعة أيام يوما ولك أجر تلك الثمانية قلت إني أقوى من ذلك قال فصم من كل ثمانية أيام يوما ولك أجر تلك السبعة قلت أني أقوى من ذلك قال فلم يزل حتى قال صم يوما وأفطر يوما)) وشمل هذا الحديث أعداد (ثمانية وتسعة وعشرة)


وجاء الذم عن التفاخر بالأنساب والغرور بالأحساب وحذر الذين يتفاخرون ويتعالون بأنسابهم وغمط الآخرين من عذاب النار وبشر الذين يفخرون بالانتساب إلى الإسلام بالنعيم في الجنة فقد روى أحمد عن أبي بن كعب قال ((انتسب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما أنا فلان بن فلان فمن أنت لا أم لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام فقال أحدهما أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة فمن أنت لا أم لك قال أنا فلان بن فلان بن الإسلام قال فأوحى الله إلى موسى عليه السلام ان هذين المنتسبين أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة)) وشمل هذا الحديث أعداد (وتسعة وعشرة)


ونسمع السيدة عائشة رضي الله عنه وأرضاها تحدثنا عن نور الإسلام وهديه القويم في النكاح وتبين لنا ما كان في الجاهلية من سفاح وظلمة وانتهاك للأعراض فالحمد لله على نعمة الإسلام فقد روى البخاري عن عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته ((أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء فنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ومر عليها ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها تقول لهم قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع منه الرجل ونكاح الرابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما فمن أرادهن دخل عليهن فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها ودعوا لهم القافة ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاط به ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق هدم نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم)) وشمل هذا الحديث أعداد (أربعة وعشرة)


ونرى سعة الله عز وجل ورحمته بالمؤمنين يوم القيامة حيث يعطي هذا العبد المؤمن الذي هو آخر أهل النار دخولا الجنة مثل عشرة أمثال الدنيا فقد روى البخاري عن سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبرهما أن الناس قالوا ((يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه حجاب قالوا لا يا رسول الله قال فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا قال فإنكم ترونه كذلك يحشر الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبع فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيدعوهم فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل وكلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم شوك السعدان قالوا نعم قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار فكل بن آدم تأكله النار إلا أثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار دخولا الجنة مقبل بوجهه قبل النار فيقول يا رب اصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فيقول هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك فيقول لا وعزتك فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل به على الجنة رأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال يا رب قدمني عند باب الجنة فيقول الله له أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت فيقول يا رب لا أكون أشقى خلقك فيقول فما عسيت إن أعطيت ذلك أن لا تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسأل غير ذلك فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول يا رب أدخلني الجنة فيقول الله ويحك يا بن آدم ما أغدرك أليس قد أعطيت العهد والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت فيقول يا رب لا تجعلني أشقى خلقك فيضحك الله عز وجل منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول تمن فيتمنى حتى إذا انقطعت أمنيته قال الله عز وجل من كذا وكذا أقبل يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله تعالى لك ذلك ومثله معه قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة رضى الله تعالى عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله لك ذلك وعشرة أمثاله قال أبو هريرة لم أحفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قوله لك ذلك ومثله معه قال أبو سعيد إني سمعته يقول ذلك لك وعشرة أمثاله))


كذلك رواه الإمام البخاري في رواية أخرى عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا رجل يخرج من النار حبوا فيقول الله اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه انها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا فيقول أتسخر مني أو تضحك مني وأنت الملك فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه وكان يقال ذلك أدنى أهل الجنة منزلة ))


ونرى براعة الصحابي الجليل عبد الله بن عمر وأدبه حينما عرف أن الشجرة الطيبة هي النخلة ولكنه سكت احتراما لكبار الصحابة فقد روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال ((بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوس إذ أتي بجمار نخلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم فظننت أنه يعني النخلة فأردت أن أقول هي النخلة يا رسول الله ثم التفت فإذا أنا عاشر عشرة أنا أحدثهم فسكت فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة))


ونرى بسالة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم العشرة حينما واجهوا مائة رجل من الكفار واستشهد منهم من استشهد وأسر منهم من أسر وكان من الشهداء الصحابي عاصم من ثابت الذي حمته أسراب النحل من أن يقطع من أعضائه شيء وكان من الأسرى ثم الشهداء الصحابي خبيب بن عدي (خبيب بن عدي، الأوسي الأنصاري الشهيد، شهد بدرا وأحدا, وكان أول من صلب في ذات الله,وأول من سن الصلاة قبل الموت) فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال ((بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب حتى إذا كانوا بالهدأة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه فقالوا تمر يثرب فاتبعوا آثارهم فلما حس بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى موضع فأحاط بهم القوم فقالوا لهم انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدا فقال عاصم بن ثابت أيها القوم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر ثم قال اللهم أخبر عنا نبيك صلى الله عليه وسلم فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها قال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم فأنطلق بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بعد وقعة بدر فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل خبيبا وكان خبيبا هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا قتله فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها فأعارته فدرج بني لها وهي غافلة حتى أتاه فوجدته مجلسة على فخذه والموسى بيده قالت ففزعت فزعة عرفها خبيب فقال أتخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك قالت والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة وكانت تقول إنه لرزق رزقه الله خبيبا فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب دعوني أصلي ركعتين فتركوه فركع ركعتين فقال والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت ثم قال اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا ثم أنشأ يقول))
((فلست أبالي حين أقتل مسلما))
((على أي جنب كان لله مصرعي))
((وذلك في ذات الإله وإن يشأ))
((يبارك على أوصال شلو ممزع ))
ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة وأخبر يعني النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم أصيبوا خبرهم وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قتل أن يؤتوا بشيء منه يعرف وكان قتل رجلا عظيما من عظمائهم فبعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا أن يقطعوا منا شيئا)) وشمل هذا الحديث أعداد (عشرة ومائة) .


ونصغي لحديث الصحابي الجليل أنس بن مالك الذي خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين وهو يروي لنا في الحديث الذي رواه البخاري كيف كان الطعام الذي أهدته أم سليم للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في عرسه بزينب وما كان من دعوته لعشرة من الصحابة ثم عشرة بعدما وضع يده الشريفة في برمة الطعام (وتكلم بها ما شاء الله) فكانت البركة التي عمت الطعام فكفى العشرات من الصحابة وقد وصاهم بآداب الطعام (اذكروا اسم الله وليأكل كل رجل مما يليه) ثم ما كان من آداب المكوث في بيوت النبي صلى اله عليه وسلم (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق) . فما أجمل ما في هذا الحديث الشريف من آداب . فقد روى البخاري في باب الهدية للعروس عن أنس بن مالك قال مر بنا في مسجد بني رفاعة فسمعته يقول ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر بجنبات أم سليم دخل عليها فسلم عليها ثم قال كان النبي صلى الله عليه وسلم عروسا بزينب فقالت لي أم سليم لو أهدينا لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فقلت لها افعلي فعمدت إلى تمر وسمن وأقط فاتخذت حيسة في برمة فأرسلت بها معي إليه فانطلقت بها إليه فقال لي ضعها ثم أمرني فقال ادع لي رجالا سماهم وادع لي من لقيت قال ففعلت الذي أمرني فرجعت فإذا البيت غاص بأهله فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع يديه على تلك الحيسة وتكلم بها ما شاء الله ثم جعل يدعو عشرة عشرة يأكلون منه ويقول لهم اذكروا اسم الله وليأكل كل رجل مما يليه قال حتى تصدعوا كلهم عنها فخرج منهم من خرج وبقي نفر يتحدثون قال وجعلت أغتم ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم نحو الحجرات وخرجت في إثره فقلت إنهم قد ذهبوا فرجع فدخل البيت وأرخى الستر وإني لفي الحجرة وهو يقول {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق} قال أبو عثمان قال أنس إنه خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين))

ونلمس رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن أبي بردة الأنصاري قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ((لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله))

كذلك رحمته صلى الله عليه وسلم وهو يقبل الحسن بن علي رضي الله عنهما وقوله الشريف (من لا يرحم لا يرحم) فقد روى البخاري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال ((قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال من لا يرحم لا يرحم))

فما أعظم الهدي النبوي القويم وما أحسنه وأجمله فيه صلاح البشرية وفلاحها في الدنيا والآخرة ، اللهم اجز عنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء وارزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


الأربعاء، 17 أبريل 2013

خليدة مسعودي


خليدة مسعودي
***
شعر
صبري الصبري
***

كـــفـــرت بـــوحـــي الـــواحــــد الـمــعــبــودِ
جهـرا (خلـيـدة) ابـنـة (المسـعـودي) !
رأس الـــــــــوزارة لـلــثــقــافــة أعـــلـــنـــت
فـــكــــر الـــدجــــى بــجــزائـــر الـتــوحــيــدِ
وتحـدثـت عــن رفضـهـا شــرع الضـيـا
وكــذا السـجـود لــذي الـنــدى والـجــودِ
وتـكـلـمــت بــوقــاحــة عــــــن عـيـشــهــا
بــــســـــعـــــادة بــــتـــــبـــــرج وجـــــــحـــــــود
لــقــواعـــد الإســـــــلام تــأبـــاهـــا كــــمــــا
قــــالـــــت بــــحـــــج مـــــزهـــــق لـــنـــقــــودِ
وتـــرى الــــزواج إســــاءة فــــي عــقــده
ذل الـــنـــســــاء بـــطـــهــــره الــمــعـــقـــودِ
وتـــريــــد إقـــــــرارا صــريـــحـــا بــالـــزنـــا
بــرضـــا الـجـمـيــع بـمـضـجــع وقـــعـــودِ
وتــــــــروم فــتـــحـــا لــلــفــنــادق كـــلـــهـــا
لــتــكـــون مـــوضــــع مــتــعـــة مـــمــــدودِ
ولـيـذهــب الــديــن الـقـويــم ومـــــا بـــــه
لــهــوى الـخــلاعــة بـالـلـيـالـي الــســـودِ
وتــضــيــع أخــــــلاقٌ حـــســـان بـيــنــنــا
بــمـــهـــب هــــمــــس هــــائــــج لِــمَـــريـــدِ
أودى بـــقـــلـــب وزيـــــــــرة مــســكــونـــة
بــمــجـــون فـــهــــم خـــاســــئ مــــــــردودِ
ظــــنــــت شــريـــعـــة ربــــنـــــا ألـــعـــوبـــة
فـمــضــت تـســطّــر أبـــشـــع الـتـمـهـيــدِ
لثقـافـة التـغـريـب عـــن نـــور الـهــدى
بــمـــداد خــســـر الـمـحــتــوى الـعـربــيــدِ
وكــأنــهـــا لــيـــســـت وزيــــــــرة دولــــــــة
فــيــهـــا تـــرســــخ مــنـــهـــج الــمــعــبــودِ
وكـــأنـــهـــا رأس لـــحـــربـــة خــصــمــنـــا
مـــن ضـمــن عـصـبـة شــقــوة لـيـهــودِ
أو مـــــن جـمــاعــاتٍ لــكــفــر أمــعــنــت
فـــــــي الــبــغـــي والآفـــــــات والـتــهــديــدِ
أو مــــــن جــهــالــة زمــــــرة مـمـجــوجــة
تــطــغـــى بــخــبـــث مـــاكــــر مــشـــهـــودِ
مـنــذا الـــذي وَلَّـــى الــوزيــرة مـنـصـبـا
لـــثـــقـــافــــة بــــخــــطـــــورة الــــتـــــرديـــــدِ
لــحــديـــث إفـــــــك مــســطـــر بـســجــلــه
يـــحـــوي الـــظـــلام بــأفــخــر الـتـجـلــيــدِ
مـنــذا الــــذي يــرضــى بــغــيّ صــــدارة
لــــــوزيــــــرة الأهــــــــــــواء والـــتـــجـــريـــدِ
بــئـــس الــوزيـــرة عـــرَّجـــت بــفــؤادهــا
نـــحــــو الــحـــيـــاة بــخـــافـــق مــفـــقـــودِ
أبــغــض بــهـــا وبـسـمـتـهـا وبـعـيـشـهـا
فــــــي وحــلــهــا بـطـريـقـهــا الــمــســدودِ
راقـــتــــك أفـــكــــار الــلـــئـــام بـفـســقــهــا
فـظـنــنــت نــعــقـــك أجـــمــــل الـتــغــريــدِ
ونــشـــرت إفـــكـــك بـافـتــخــار خـبـيــثــة
آوت لــــــوكــــــر ســــــيــــــئ الــتــعــقـــيـــدِ
يــــا ويــــح أنــثـــى يـسـتـبـيـح حـيـاتـهــا
إبــلــيــس يــنــهـــب طــهــرهـــا بــجــنـــودِ
مــــا ضــــر إســــلام الـضــيــاء كــفـــورة
ردت شـــريــــعــــة ربــــــنــــــا بــــــحــــــدودِ
جـــــاءت لـتـنـظـيــم الأمــــــور بـعـيــشــة
حـــتــــى نـــقــــوم بـيــومــنــا الــمـــوعـــودِ
هـل تذكريـه (خلـيـدة) ؟! فـيـه الــورى
فــــــي ويــــــل هـــــــم بـالــعــبــاد شـــديــــدِ
وصحائـف الإحصـاء طاشـت واللـظـى
فــــي الــنــار يــأمــل مـسـتــزاد حـصــيــدِ
والـخـوف مــن هــول اللـقـاء ومــا بـــه
مــــن كــــرب مــوقـــف حــســـرة لـفـقـيــدِ
إنــــي لأســطــر صـدمـتــي يـــــا أمــتـــي
من بعض قومي في شجون قصيدي
أيــكــون ذلــــك بـعـدمــا نـلــنــا الــهـــدى
مـن شـرع ربـي فـي وثـيـق عـهـودِ ؟!
تـــوبــــي لـــربــــك وارجـــعــــي لــرحـــابـــه
فـــهـــو الــغــفـــور الـمــرتــجــى لـعــبــيــدِ
ربــــــاه لــطــفــك يــــــا لــطــيــف فــإنــنـــا
نـدعــوك ربـــي فــــي خــشــوع ســجــودِ
صــلـــى الإلـــــه عــلـــى الـنــبــي وآلـــــه
طـه الحبيـب المصطـفـى المحـمـودِ !!