الأحد، 20 نوفمبر 2011

حمقاء

حمقاء
***
شعر
صبري الصبري
***
حمقاءُ تدعى في الـورى (عليـاءُ)
خـارت فلاحـت سـوءة سـوداءُ
وتوسد الشيطـان ساحتهـا ثـوى
فيها مـن الخصـم اللـدود  بـلاءُ
فأهـاج فيهـا سيئـات  أطبـقـت
بأزيـزهـا فتفـجـرت  أهــواءُ
واسترسلت فـي غيهـا وضلالهـا
يغـزو مداهـا بالسقـام  الــداءُ
ويلوك فك الإفتراس مـن  ادعـت
(حريـةً) قـد بثـهـا الإغــراءُ
يا فحـش أفعـال اللئـام  تشتتـوا
بيـن الخطـوب وسادهـم إغـواءُ
يا ويلهم صاروا ضحايـا  فسقهـم
بفجورهـم قـد دبـت البغـضـاءُ
وتوشح الوجـدان قـار سخامهـم
فتلوثـت بجسومـهـم أعـضـاءُ
وتجمدت أبصـار وعـي وارتـأت
بالعـري لـذات بهـا الأضــواءُ
والشهرةُ العرجاء تنشـر  سكرهـا
فيها مـع الكـرب الشديـد عَمـاءُ
أرضيتِ عرضك بالتعـري ظاهـرا
جافاه بالستـر الجميـل غطـاءُ ؟!
أنزعـت عنـك تدثـرا  وتستـرا
حتى قـلاك مـن الثيـاب رداءُ ؟!
وبرزت بالعري البغيض على  الملا
كم بالمـروق توغـل السفهـاءُ  !
أين المبـادئ والتخلـق  بالهـدى
أين التزام الحـق .. والإعـلاءُ ؟!
أين التمسـك بالفضائـل  والتقـى
أين العفاف وطهـره الوضـاءُ  ؟!
بئس التعلم بالعلـوم ومـا  حـوت
من شـوك أخـلاق بهـا الظلمـاءُ
يا خيبة الآمـال فـي نـشء بـدا
بـالإفـك ذاع فـذاعــت الأدواءُ
قالوا قديمـا بالقصائـد مـا حمـى
عرضـا بـه يتفاخـر الشـرفـاءُ
(لن يسلم الشرف الرفيع من الأذى)
حتى تـراق علـى حمـاه  دمـاءُ
أبغض بما نلقاه مـن قـوم فشـى
فيهـم مـع الفخـر الأثيـم زنـاءُ
جهـروا بعصيـان الإلـه  فيالهـم
من قوم غـي بالفجـور  أسـاءوا
ظنـوا الحيـاة عبـادة  لمزاجهـم
لذاتهم وفق الهـوى مـا  شـاءوا
والله حـد حـدوده فيهـا  النـقـا
والحفـظ والتحصيـن والإيــواءُ
والفـرج حصنـه بحصـن ملـزم
فـي زيجـة يأتـي بهـا  الأبنـاءُ
وزنى الفروج لـه عقـاب صـارم
وحجـارة فـي رجمهـا صـمـاءُ
والجلـد مائـة بالعـذاب  تألـمـا
حتـى يـولـي بـالأنـام بـغـاءُ
يا من بغضت هراءهـا  ومجونهـا
لمـا جفاهـا بالجـنـون حـيـاءُ
ضاق القصيد بما فعلت  وأُضرمـت
نـارٌ يراهـا باللظـى الشـعـراءُ
يأبـون للأخـلاق مهلكهـا فـمـا
إلا لهـا قـد أرســل الكـرمـاءُ
ورسولنـا المحمـود تممهـا  لنـا
هل تهدميهـا بيننـا (عليـاءُ)  ؟!
لن يترك الأطهارُ أخـلاق  الهـدى
تهـوي فعنهـا نافـح  الكـرمـاءُ
ستظل مصر هي المنـارة  للضيـا
بالعلـم أزهرهـا بــه العلـمـاءُ
ما ضرها تلك الجهولـة  أظهـرت
عـورات جسـم يعتريـه  فـنـاءُ
لكنـه داء التفسـخ قــد  بــدا
وبه البـلاءُ فهـل يكـون دواءُ ؟!
إن الـدواء هـو الشريعـة  كلهـا
نـورٌ مبيـن للـورى  وضـيـاءُ
صلى الإلـه علـى النبـي  وآلـه
فبه تنيـر الشرعـة السمحـاءُ !!


حمقاء :: شعر :: صبري الصبري

حمقاء
***
شعر
صبري الصبري
***


الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

الحياء :: شعر صبري الصبري

الحياء
***
شعر
صبري الصبري
***

إذا ضاع الحياء فلا نماءُ
بمهجتنا ولا ظلٌ وماءُ
ولا طلعٌ ببستان الخلايا
ولا روضٌ به يحلو الهناءُ
ولا خيرٌ ولا رشدٌ وضوءٌ
أبالظلماء يُلْتَمَسُ الضياءُ ؟!
أبالأهواء تنتظم السجايا
وتغشاها السلامةُ والنقاءُ ؟!
فبالشهوات تمتشق النوايا
سفاهتها ويرديها البلاءُ
فلا زجرٌ ولا أمرٌ ونهيٌ
ولا طهرٌ به يزهو الرداءُ
ولا قلبٌ سليم النبض تجري
بساحته بنضرتها الدماءُ
ولا دينٌ هدايته نجاةٌ
وبرءٌ في وضاءته الشفاءُ
فما للبعض بالأهواء يحيا
حياة في مراتعها الشقاءُ
يرى بالعري لذَّات توالى
بها الإسفافُ يزجيه البغاءُ
ويستبق الخطايا في ولوغ
بعمق الإثم أرداه العماءُ
وأهداه الْمَرِيدُ الفظ نهجا
فظيعا في ثناياه العناءُ
هو الشيطان ينتزع الحنايا
فتُختطف الجوارحُ والكساءُ
وتبدو في فضائحها البرايا
بها السوءات سوَّدها اشتهاءُ
تتابع من شرار الناس جهرا
به زلُّوا .. به راحوا وجاءوا
وماجوا في وضاعتهم تناجوا
وهزهمُ بعهرهم انتشاءُ
وسادهمُ السقام المر يسري
بأجساد بها سقمٌ وداءُ
وأفكارٌ تخفَّت في فجور
فعافاها التَّستُّر والخفاءُ
فلا صلَّت ولا زكَّت وأعلت
بها الإيمان يعليه العلاءُ
ولا أعطت صلاة الفجر حظا
ولا ظهرا يوافيه الوفاءُ
ولا عصرا فديدنها مروقٌ
بمغربها كذا مرت عِشَاءُ
فهذا القلب في نار التلاهي
له فيها بنقمتها احتساءُ
يظن العري ترياقا مريعا
به للروح بالإفك إحتماءُ
ويا أسفاه قد أضحى التعري
بلاءً فيه تنتهبُ النساءُ
وتهوي في مهالكها ببغي
تلاشى من جوارحها الصفاءُ
وقد صابت مصائبهم بلادا
لنا فيها من الخير ارتواءُ
بهذا العصر قد حلت رزايا
ببعض الناس سادهم الخواءُ
فغاصوا في سفاهات جسام
وغرهم التعري والعراءُ
فصاروا ضمن أشرار لئام
بهم في ذل عيشهم ابتلاءُ
وظنوا وهم علياء التعري
بها يهوي بشقوتها الغباءُ
خسئتم بئس ما قلتم .. فعلتم
فعال النكر زينها انكفاءُ
وكنتم بُهْمَ أهواء بقلب
يقلبه مع الريح الهواءُ
فما لكمُ بدينكمُ اتباعٌ
وما لكمُ بشرعته انتماءُ
وما لكمُ اعتقادٌ فيه نورٌ
به لكمُ لمنهجه الولاءُ
كما الأنعام عيشتكم فخبتم
وخاب القصد وانكسر الإناءُ
أفيقوا إن مرتعكم وخيم
له بالسعر في النار انتهاءُ
وطوق الفوز توبتكم بصدق
بها يغشى جوارحكم بهاءُ
فحفظ الفرج من عهر وفسق
بستر الطهر للنفس اهتداءُ
فمن ترك الحياء بكل فَجٍ
له بالإثم والشر اجتراءُ
ومن رام النجاة إليه يأوي
هو الإنقاذُ للمرء الحياءُ !!

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

ضيف ثقيل

ضيف ثقيل
***
شعر
صبري الصبري
***

ضيفٌ ثقيـلٌ زارنـي بمشيبـي
فحمدت ربي واستشرت طبيبـي
وجلست أحصي ذكريات واكبـت
سعيي بكـل طرائقـي ودروبِـي
ومسار عمري بانطلاقي عندمـا
كانت حياتي في رشيق وثوبـي
بشباب دهـرٍ يستمـر بفكرتـي
بربيع عيش بالمـروجِ قشيـبِ
ومزارع القصب اللذيـذ بشهـده
بجمال روض بالزهور خصيـبِ
بالسكر الحلـو الشهـي بطعمـه
بفمي يحقق أحسـن المطلـوبِ
فحلاوة القصب النضير هوايتـي
في قريتـي برحيقـه المسكـوبِ
وحلاوة الحلوى الجميلة أثمـرت
بالنفس فرحة مطعـم مرغـوبِ
إنْ حَلَّ سُكَّرُها اللذيـذ بمهجتـي
نـال ابتهاجـا وافـر الترحيـبِ
بل كنت أهرع نحـوه بمحبتـي
فهو اللذيذ على الـدوام حبيبـي
الآن أصبـح شانئـي بمعيتـي
ضيفـا ثقيـلا قادمـا بلهـيـبِ
هو سكـر الأدواء هددنـي بمـا
فيه التقلب فـي عميـق قليـبِ
أطبـاق حلوانـا اللذيـذة فتهـا
وتركتهـا بمجالسـي لقريـبـي
وهجرت أصناف الهدايا إن بـدا
من كان قبلا هاهنا محبوبـي !!
وكذلك الشـاي الشهـي تركتـه
حلوا بلـون مذاقـه المصبـوبِ
والبن واللبن المحلـى إن ثـوى
بالكوب سكـره بجـوف حليـبِ
وأقول : سكر ؟! لا أريد !! فإنني
منه استجرت بدعوتـي لمجيـبِ
رب الأنـام بلطفـه وبفضـلـه
يحمي حياتي من جميع كروبـي
ثم استجرت بحميتي ورياضتـي
ودواء سكـر دائمـا بجيـوبـي
فإذا طعمت هرعت نحو حقيبتـي
وبلعت فـورا حصتـي بحبـوبِ
وسألت ربـي عفـوه وشفـاءه
ودعوت ربي ضارعـا لحسيـبِ
فهو الولي به الشفـاء برحمـةٍ
تأتي فتصلح عثرتـي وعيوبـي
سبحانـه بـرأ البرايـا كلـهـا
بلطيـف حكمـة قـدرة لقريـب
وأمدهـم رب الوجـود برزقـه
بغزيـر رزق طيـب مـوهـوبِ
فله الثناء على الـدوام بدمعتـي
أدعوه يحفظ صحتـي بمشيبـي
يا من له بسط العطايا هـب لنـا
بسطـا يـدوم برأفـة لرقـيـبِ
واغفر بفضلك يا كريم إساءتـي
وامح الخطايـا كلهـا وذنوبـي
وأفض علينا ذا الجـلال إفاضـةً
من نور وجهك سيـدي بقلـوبِ
ترجوك ذخرا ذا الجـلال وملجـأ
يا من كشفت الضر عن أيـوبِ
صلى الإله علـى النبـي وآلـه
ما لاح شهدُ الزهر لليعسـوبِ !!