الثلاثاء، 26 فبراير 2013

هجرة الحبيب

هجرة الحبيب
***
شعر
صبري الصبري

***
كَسَاني الحـبُّ للمحبـوب نـورا
وأنزلنـي بحضرتـه القـصـورا
وقرَّبـنـي بروضـتـه مـلـيَّـا
ففارقـت الأحـبـةَ والحـضـورا
لأحظـى فـي ضيافتـه بـرغـدٍ
وأصطحـب السعـادةَ والسـرورا
وأدخلنـي لحجـرتـه حبيـبـي
وأهدانـي الهـدايـا والعـطـورا
دعانـي دعـوة التكريـم طــه
فشرفنـي بهـا أحيـا فـخـورا
ولاقـانــي بـتـرحــاب وود
تجلـى فـي نضـارتـه وثـيـرا
جميـلا طيـبـا عـذبـا بهـيـا
سنيـا ناعمـا فخـمـا وفـيـرا
صـلاةُ الله يـا طــه عليـكـم
وتسليـمٌ بهـا أدعـو الخبـيـرا
أيـا محبـوب أمتنـا سـلامـي
لكـم قلبـي يـرددهـا كثـيـرا
أود الهجـرة الفيـحـاء قـصـدا
ومنهـاجـا ونبـراسـا منـيـرا
أوافيهـا .. توافيـنـي ببـسـط
يوافينـا … ويعطينـا الحبـورا
سطـرت لأجلهـا الأشعـار تبـرا
وبحـرا وافـرا فـاق البـحـورا
يضـم الحـب للمختـار ضـمـا
بديعـا رائقـا يزهـو نضـيـرا
فبعـد الجهـر بالقـرآن شرعـا
جليـلا طاهـرا حـقـا وقــورا
تداعـى الكفـر والفجـار صفـا
أثيمـا ناعقـا فـظـا عـقـورا
يلاحـق ثلـة الأخيـار يطـغـى
خبيثـا غـادرا وغـدا مكـيـرا
وساموا الهـادي المختـار شـرا
كذا الأصحاب قد لاقـوا الشـرورا
ومـازال العـذاب يسـوم صحبـا
لطـه واجهـوا البغـي الخطيـرا
وجـاء الأمــر للهادي بـتـرك
لمكـة فابتـدا الهـادي المسيـرا
لطيبـة يرتجـي فيهـا مقـامـا
مكينـا آمنـا يلقـى النصـيـرا
ويعلـن دولـة الإسـلام فيـهـا
ويحمـي فـي مهابتهـا الثغـورا
أمـام الـدار بالعـدوان سَـلُّـوا
سيوفهـمُ وقـد مـدوا النحـورا
وقبضتهم بها الشيطـان يمشـي
مـع الفـجـار بهتـانـا وزورا
وخير الخلق ذو الأنـوار يغشـى
جموعهـم وقـد لاقـوا الثبـورا
ووقَّرهـم تـرابَ الأرض رغـمـا
ليجعلهـم لنومـهـم حصـيـرا
ونـام الفَـذُّ فارسنـا (عـلـيٌ)
مكـان النـور مقدامـا جسـورا
فحيـوا فـي سنـا الأنـوار فـذا
شجاعـا حيـدرا ليثـا هصـورا
ويخطو الهـادي المبـرورُ جهـرا
إلـى الصديـق يرتقـب الأمـورا
فهلَّل مشـرق الترحـاب : أهـلا
وسهـلا بالهـدى بـث العبيـرا
وأسـرع بـاذلا أهــلا ومــالا
فكـم أهـدى لدعوتـه الـدثـورا
و(أسمـاء) التـي شقَّـت نطاقـا
لتحمـل زادهـا لهمـا طـهـورا
إلـى غـارٍ بثـورٍ فـي هــدوء
بهجرتـه ثـوى الهـادي قريـرا
وصديـق المآثـر كـان صنـوا
لطـه فـي مسيـرتـه وزيــرا
يسـد بثوبـه الأحجـار وافــى
شقوقا واكبـت فيهـا الصخـورا
وبالباب الحمامـة فـوق بيـض
بعـش قشـه يأبـى الـمـرورا
وبيت العنكب المشتـاق أضحـى
لأيكتهـا وروضتـهـا سـريـرا
تكاتـف والقشـور لهـا وعـشٌ
رقيـقٌ شامـخٌ صَـدَّ الكَـفُـورا
وأصبح في وصيـد الغـار سـدا
منيعـا باهـرا .. حصنـا مثيـرا
يغالب فـي ذرا الإعجـاز شركـا
ويمنعـه إلـى طــه العـبـورا
وجيـش الكفـر محتـارا يلاقـي
ببـاب الغـار بالخسـران بـورا
يولِّـي خائبـا بالخـزي يمضـي
كئيبـا محطبـا فظـا حسـيـرا
وطـه المجتبـى بالأمـن يخطـو
نديـا واثقـا يـدعـو القـديـرا
وصدِّيـق الهدايـة كـان يرنـو
بعـيـدا يرتـجـي الله الكبـيـرا
يخاف على الحبيـب عيـون بيـد
ويخشى خصمه الوغـد المكيـرا
يصـون بحبـه الهـادي يفـادي
(محمـد) سيـدَ الخلـق الهجيـرا
و(أحمـد) سيـد الأكـوان بــدرٌ
منيـرٌ نـوره ضــاء الـبـدورا
وبالوهـم البهيـم رأتـه عـيـنٌ
يداعب سُكْرُها الضافـي الخمـورا
يروم (سراقـةُ) الأمـوالَ يهـوى
بها الإثـراء مصطحبـا غـرورا
فيهوي في الثرى والصخر يعـوي
كذئب قـد ثـوى يبكـي أسيـرا
يلاقـي قبضـة الأغـلال قـهـرا
وذلا قـاحـلا صعـبـا مـريـرا
يكـاد المـوت يخطفـه بحـتـفٍ
به يلقـى مـع الهـول القبـورا
فأنقـذه الْمُشَـفَّـعُ .. إنَّ طــه
رءوفٌ .. فامدحوا الهادي النذيرا !
وأعطـاه الأسـاور وعـد حـق
به (كسرى) سيخسرهـا كسيـرا
تلقَّاها (ابـنُ مالـك) مـن أميـرٍ
فَحَيُّـوا فـارسَ العـدلِ الأميـرا
هو الفاروق مـن أضحـى مثـالا
لعـدل ضـم سيدنـا الفقـيـرا !
وبالبيـداء خيمتُـهـا تــراءت
بوحدتهـا وقـد ظلـت شهـورا
تغالـب وَحْـرَ صَحْـرَاءٍ تنامـى
بها الإجـداب يختـرق الجحـورا
ويطغـى جـم طغيـان يعـانـي
بـه الأحيـاءُ عيشهـم العسيـرا
بكرب العيـش (عاتكـةٌ) تلاقـي
حبيـب الله يحبـوهـا الغـديـرا
بشـاة الوهـن قـد درت شرابـا
مريعـا طيبـا غـدقـا شهـيـرا
وصاغت وصفهـا وصفـا بليغـا
لطه المصطفى … صعبا يسيرا !
فمـا أبهـاكِ بالتاريـخ يــروي
ل(عاتكة) التـي حـازت ظهـورا
وبالأحبـاب شوقـهـمُ تجـلَّـى
إلى المختـار يدعـون الشكـورا
وقد تركوا المدينـةَ فـي حنيـنٍ
لطـه يحـتـوي نـاسـا ودورا
ولمـا هلَّـت الأنــوار طـلَّـت
ب(أحمد) يلتقي الجمـع الغفيـرا
لـه بالحـب قـد حملـوا قلوبـا
ترافـق فـي أكفهـم الـزهـورا
وبثـوا حبهـم جمعـا نشـيـدا
جميـلا خالـدا عـذبـا نمـيـرا
فأغـدق للـورى صدحـا بمـدحٍ
لطـه والتقـوا النـور البشيـرا
بهجرتـه التـي كانـت لديـنـا
ستبقـى بيننـا غيثـا مطـيـرا
ونبراسـا جليـل النـور يزهـو
ويمحـو ليلنـا الغافـي النكيـرا
فلـن ننسـى تفاصيـلا حسانـا
ولن ننسى مـن الذكـرى نقيـرا
سطرت لأجلهـا الأشعـار رامـت
ضياء المصطفى وافـى الشعـورا
فهجـرة (أحمـد) فينـا تـلالـت
أنـارت أمـة ترجـو النـشـورا
وتأمـل قـائـدا فــذا حكيـمـا
بسنـة (أحمـد) يسمـو مشيـرا
لننهـض نهضـة فيهـا عــلاءٌ
وندحر خصمنـا العاتـي دحـورا
ونصفـو بالهـدى نرقـي رقيـا
لنلقى في عـلا العليـا الأجـورا
وننجو من ردى الخـذلان جمعـا
نجانب في لظى الأخـرى سعيـرا
ونغشى في سنا الفـردوس عـزا
ومجـدا نرتـدي فيـه الحـريـرا
ونسكن خيمة الروضـات ضمـت
بحسن فراشها المرغـوب حـورا
ستبقى هجرة المحبـوب حصنـا
وصوتـا صادحـا فينـا جهـورا
أفيضـي أمـة الإسـلام علـمـا
ولبـا نابـه الفحـوى ذَكُــورا
وداوِ يالتـقـى الأدواء فـيـهـا
نعالـج بالهـدى فينـا القصـورا
وأبلـغ ربنـا فضـلا صـلاتـي
إمامـا شافعـا بــدرا منـيـرا
بشيـرا طيبـا هــادٍ رءوفــا
رحيما طاهـرا .. دومـا مَـزُورا
وآلَ البيـت يصحبهـا سـلامـي
تبث بمهجتـي أُنْسَـاً ونـورا !!



هناك تعليقان (2):

  1. التقويم الهجري بدأ في السنة السادسة عشرة للهجرة
    كتبت : رجاء ليلة

    عرف المسلمون الأوائل التأريخ الهجري منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم ويؤكد د‏.‏ محمد جبر أبو سعدة أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر.

    أن البداية الحقيقية كانت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العام السادس عشر من الهجرة بداية التأريخ وتم تسجيل الأحداث التاريخية قبل ذلك كانوا يقومون بتسجيل الأحداث كالآتي‏,‏ مثال غزوة بدر فقد وقعت في رمضان والهجرة حدثت في شهر ربيع الأول أي يكون‏19 شهرا من هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم أي أنها وقعت في رمضان في السنة‏2‏ هجرية وكذلك كان الحساب بالنسبة لأي حدث تاريخي‏.‏
    وقصة التأريخ تبدأ منذ وجد المسلمون أنه لابد أن يتخذوا تقويما للأمة العربية الإسلامية وأن التاريخ القمري استقلال للدولة وتميز لشخصيتها ومن مظاهر تفردها يكون في كتابة التاريخ فكان القرار بمجلس عمر بن الخطاب عندما جمع كبار الصحابة ورجال الدولة الإسلامية وقال لهم كيف نبدأ ومتي نبدأ بالتأريخ وقد وافق الحاضرون نبدأ بهجرة الرسول صلي الله عليه وسلم وقد وافق هذا الاختيار السنة‏16 هجرية‏.‏
    فأول ما فرض من الفرائض هي الصلاة فكانت في مكة قبل الهجرة‏.‏ ويشير د‏.‏ محمد جبر أبو سعدة إلي أن الزكاة فرضت مع الصلاة‏.‏وأن الصوم قد فرض علي المسلمين في السنة الثانية من الهجرة والحج والعمرة كتب علي المسلمين في السنة السادسة من الهجرة‏,‏ وهي نفس السنة التي كان فيها فتح الحديبية وكانت فيها عمرة القضاء‏.‏
    أما الرسول صلي الله عليه وسلم فقد حج في السنة العاشرة من الهجرة وهي تسمي بحجة الإسلام أو بحجة الوداع‏.‏

    صبري الصبري قال:
    ديسمبر 8th, 2010 at 8:47 ص
    من المكتبة الإسلامية‏:‏ الهجرة النبوية
    كتب: محمد هزاع

    أيام قليلة ونستقبل عاما هجريا جديدا نعيش معه في رحاب مناسبة طيبة‏,‏ ذكري الهجرة النبوية.

    التي أشارت إليها الكتابات البحثية‏,‏ التي تناولته وفضيلة د‏.‏ محمد المختار محمد المهدي من علماء الأزهر الشريف يقدم للمكتبة الإسلامية كتابا بعنوان من حصاد الفكر الدعوي في مواكبة المناسبات والأحداث وفيه يتناول المناسبات الدينية‏,‏ وخصوصا حدث الهجرة في تأكيد الحقائق القرآنية في الأذهان والأخطار المحدقة بالأمة الإسلامية‏,‏ وفي مبحثين يتناول فيهما المؤلف حدث الهجرة تحت عنوان الهجرة النبوية دروس وعبر والهجرة بين التخطيط البشري والتأييد الإلهي وقد أشار المؤلف إلي قرار عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ بدأ تاريخ هذه الأمة بحادثة الهجرة‏.‏ ويقارن الكاتب بينالهجرة وحدث الإسراء وما تعرض له النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ في الهجرة من مشقة بخلاف الإسراء والمعراج الذي لم يبذل فيه جهد بشري في الإعداد والتخطيط فيقول فضيلة د‏.‏ المختار إن الهجرة وسيلة من وسائل الدعوة وليست خاصة برسول الله أي التي يكون فيها الرسول‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قدوة لأمته ويذكر د‏.‏ حسام عقل في محاضرة له‏,‏ إن الاحتفال بالهجرة يتعين أن يكون تذكيرا بعبرة التاريخ وروعة المنجز وقوة العطاء الدعوي‏.‏ إن التشبث القوي بالمساحات المضيئة من تاريخنا الإسلامي هو أكثر الوسائل قوة وفاعلية في وجه الغزو الثقافي‏,‏ وفي الذروة من أحداث التاريخ حدث الهجرة‏,.‏ فيلاحظ في حدث الهجرة أن النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ما ترك أمرا للصدفة‏.‏ وقد كان المسافرون إلي المدينة يتخذون طريق الشمال فاتخذ طريق الجنوب لتضليل المطاردين واستعان براحلتين قويتين‏,‏ كما استعان برجل خبير يعرف الطرق الممهدة والطرق الجانبية التي يمكن عند الضرورة اللجوء إليها‏.‏ وفي جملة تخطيطه المحكم كان المكث بالغار ثلاثة أيام‏,‏ وأن يكون راعي الغنم ماحيا للآثار حتي لا يترك لقصاصي الأثر وعرافي الطريق أثرا يعرفون به أين اختبأ المطاردان‏,‏ وهذا درس نحتاج أن نعيه الآن‏.‏

    ردحذف
  2. صبري الصبري قال:
    ديسمبر 8th, 2010 at 8:07 ص
    (تتبني وزارة التضامن الاجتماعي استراتيجية جديدة للنهوض بالأسر الفقيرة والأولي بالرعاية تهدف لتوفير مصادر دخل لرعاية الأطفال بمقدار أربعين جنيها معاشا شهريا للطفل.) ::::: لماذا كل هذا التبذير يا سعادة الوزير الدكتور على المصيلحي ؟! أربعون جنيه ؟! أمسك يدك شويه يا عم .. بلاش (بعزفة) !!

    صبري الصبري قال:
    ديسمبر 8th, 2010 at 8:50 ص
    2 - تعليق:مهندس استشاري : صبري الصبري تاريخ: 08/12/2010 - 09:56
    نموذج يصلح للتطبيق في مصر كلها … ولكن ؟!
    هذا نموذج يصلح للتطبيق في مصر كلها … ولكن ؟! هل تم تشغيل المشروع وتطبيقه على أرض الواقع أم أنها أمنيات وأحلام جميلة تداعب عيون رئيس مدينة السادات ؟! أتمنى أن تكون الإجابة : نعم تم تشغيل المشروع بنسبة 100% … وحينها سأطلب من المهندس أشرف عبد الرحمن رئيس جهاز مدينة السادات أن يتم تعميم تجربته الجميلة على مصر كلها لأننا بحاجة فعلا لذك المشروع الذي يخلصنا من مياه الصرف الصحي بمعالجة ثنائية تجعلها تروي الأشجار وتحارب التصحر وتساهم في تحقيق بيئة نظيفة صحية نفية بدلا من الواقع المرير الذي تحياه القاهرة الكبرى وما حولها في مصر المحروسة .

    صبري الصبري قال:
    ديسمبر 8th, 2010 at 8:51 ص
    2 - تعليق:مهندس استشاري : صبري الصبري تاريخ: 08/12/2010 - 10:09
    لماذا كل هذا التبذير يا سعادة الوزير ؟!
    (تتبني وزارة التضامن الاجتماعي استراتيجية جديدة للنهوض بالأسر الفقيرة والأولي بالرعاية تهدف لتوفير مصادر دخل لرعاية الأطفال بمقدار أربعين جنيها معاشا شهريا للطفل.) ::::: لماذا كل هذا التبذير يا سعادة الوزير الدكتور على المصيلحي ؟! أربعون جنيه ؟! أمسك يدك شويه يا عم .. بلاش (بعزقة) !!

    حنين قال:
    ديسمبر 31st, 2010 at 6:15 ص
    هذا حال جُل الوزراء بمصر والعالم العربي إن لم اكن متجنية وظالمة , لكن الدليل على صدق كلامي ما نراه ونسمع عنه ونعيشه الآن من ازمات رهيبة وصعبه بداخل مصر خاصة والعالم العربي بشكل عام

    ولك الله يا مصري الحبيبة ولكل الامة العربية

    وحسبنا الله ونعم الوكيل

    صبري الصبري قال:
    ديسمبر 31st, 2010 at 5:53 م
    شكرا للأخت الأستاذة حنين حضورها الطيب ومشاركتها القيمة .. حفظكم الله
    تحياتي وتقديري
    وبانتظار دوام حضوركم المنير

    حنين قال:
    يناير 8th, 2011 at 11:37 ص
    الشكر موصول لكم أستاذنا الخلوق

    وكم يسعدنا تشريفك لنا في منتدى قصة الإسلام للدكتور . راغب السرجاني لا يختلف كثيراً عن منتداي الحبيب عودة ودعوة فكله للدعوة

    لا حرمنا الله خيركم يارب

    ردحذف