الاثنين، 25 فبراير 2013

هي الأقدار

قصيدة رثاء الدكتور غازي القصيبي الذي توفي يوم الإثنين 6 رمضان 1431الموافق 16 أغسطس2010 بعد حياة حافلة بالعطاء حيث كان وزيرا وسفيرا وشاعرا فحلا
**

هي الأقدار
**
شعر
صبري الصبري
***
هي الأقدارُ نلقاها كِفَاتا
فتردينا وتصلينا المماتا
وتنزلنا منازلنا قبورا
برازخنا بها نحيا رفاتا
إذا وافت توافينا بحتمٍ
وحسم فيه تقتلع النباتا
يجف الماءُ في عمر تراءى
زمان العيش في الدنيا فراتا
يعود المرءُ عودته لأرض
ترابا مثلما بدأ الحياةَ
كأن الناس بالأجداث أمست
حصيدا خامدا يرجو النجاةَ
وكانت في معيشتها بسعي
حثيث واكبت فيه السعاةَ
وجاء الموتُ بالأقدار أمرا
من الجبار يجعلنا كفاتا
أحقا (غازي) الإبداع ماتا ؟!
وصاحب في حمى الصوم المواتا ؟!
وودَّع عالم الأحياء يلقى
ببرزخه مع الموتى الوفاةَ ؟!
فُجِعت بفارس الأشعار شعري
تهدَّر بحره نادى النعاةَ
هلموا للرثاء بشعر حزن
يطبب من عَنَا الفقد الذواتا
ويذكر للفقيد جليل قدر
يرافق بالأسى عنه الرواةَ
ف(غازي) عاشق الوجدان يحيا
حياة أنجبت فينا البناتا
وأبناءً حسانا في قصيدٍ
ل(غازي) كلهم كانوا حماةَ
لأمتنا الجريحة في شموخٍ
بحكمة فكره عنها استماتا
وزيرٌ إن شخصت وزير عملٍ
وماءٍ تلتقي فيه السقاةَ
وكهربةٍ وصحة في وثوقٍ
بهم قد كان للعليا نواةَ
فساهم في نهوض الفكر فيها
ورسَّخَ في مرابعها الثباتا
سفيرٌ إن رغبت سفير قومٍ
يسير محاربا فيهم سباتا
خطيبٌ إن سمعت خطيب حفلٍ
يباري في بلاغته النحاةَ
وأثرى أمة الأمجاد جهرا
يحارب في حمى القدس البغاةَ
ويحمي بالقصيد عرين أقصى
يلاقي في إبا العزم العتاةَ
أ(غازي) ما طرقت الشعر إلا
وكنت مواكبا دوما غزاةَ
أراهم مهدوا الأشعار نهجا
لغيرهم وما عرفوا الفواتا
كأسد الغاب هابتهم عوادي
وأمتهم بأعينهم شتاتا
ينادونا بهمتهم جميعا
كما بالوعي قد نادوا الولاةَ
بشعري قد رثيت الفذَّ أحصي
له في وسع مقدرتي السماتا
وأدعو ربنا المعبود يعطي
ل(غازي) في سنا الخلد الحياةَ
ويجزل فضله المرغوب بسطا
له يمنحه بالعفو النجاةَ
وأبلغ سيدي الهادي وآلا
إلهي خالقي فضلا صلاةً
وتسليما لهم ما ضم شهرٌ
صياما أو قياما أو زكاةَ !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق