الثلاثاء، 1 مارس 2022

أُحِبُّ (مارس)

 أُحِبُّ (مارس)

***
شعر
صبري الصبري
***
أحب (مارس) مشرق الأنوارِ
شهر الربيع معطر الأزهارِ

وأبث فيه قصائدي بتشوق
للبوح تنبت صحوة الأشعارِ

وأراقب الأجواء تذخر بالندى
قطراته كالوابل المدرارِ

متكثفا متساقطا بغزارة
من بين بخر خمائل الأشجارِ

وأرى العصافير الرقيقة تبتدي
تشييد أعشاش لها بتباري

وكذا الطيور بدقة ومهارة
سبحان ربي خالق الأطيارِ

أعطى الخلائق هديها فاسترسلت
في سعيها بمهارة وقرارِ

وتلوح فيها بهجة وسعادة
في شهر (مارس) وافر النّوَّارِ

بحقول قمح قد تكوَّن حبه
بسنابل مخضرة ونضارِ

أكمام غرس بانتظام باهر
بتناسق مسترسل الإبهارِ

والناس تنهل من عطاء إلهها
خيرات رزق واسع الإدرار

ترنو الربيع موقرا بنضارة
فوَّاحة الألأء والآثارِ

والكل ينشط فالدروب قد انتشت
بالناس تسعى في فسيح مدارِ

فالجو يحلو للجميع فشمروا
للجد ساعدهم بدأب عَمَارِ

وذكاء كثفت الأشعة يرتدي
منها الفضاء لوامع الإبصارِ

فالشمس لاحت للعيون حنونة
كالأم ترسل دفئها لصغارِ

والطقس يجتذب العزائم فانبرت
فيه الإرادة في علا الإصرارِ

فاليوم مشمس بالصفاء مشعشعها
بمحاسن الآلاء والأنوارِ

حتى الليالي بالربيع تجملت
ببهائها بوضاءة الأقمارِ

ولى الشتاء ببرده فاستشعرت
أرواحنا سعيا بدا بغِمَارِ

فاستبشرت وتحركت مقدامة
فياضة بالبوح كالأنهارِ

إن الحياة بـ(مارسٍ) قد أشرقت
فيها محاسن نضرة الأغيارِ

ألوان أزهار الربيع قد ازدهت
جذبت لها إطلالة الأنظارِ

ستعود حتما للذبول خريفها
يأتي يدور بدورة الأعمارِ

سبحان من وهب الحياة نظامها
وأفاض فيها حكمة الأقدارِ

يحيي يميت بحكمه وقضائه
سبحان ربي الواحد القهارِ

فامنن علينا بالربيع قلوبنا
تحيا بقرآن الكريم الباري

فهو الربيع لروحنا ولنفسنا
ولقلبنا بالحب للمختارِ

صلى الإله على النبي وآله
خير الخلائق سيد الأبرارِ !

درجات المحبة

 درجات المحبة

***
شعر
صبري أحمد الصبري
***
هواك وميل نفسك بالأماني
علاقة خافق فيه المعاني

وكلْف بالمشقة في شجون
بعشق بالمحبة باقترانِ

وشغْف باحتراق في سعير
بلوعة عاشق في كل آنِ

وشعفة مثخن بالنار يمضي
جواه مبطن بين الجَنَانِ

متيم في محبته برق
تبتل في مسيرات الزمانِ

تدله من ذهاب العقل يبدو
هيام كالظماء إلى المكانِ

صبابته برقته بدفء
بوامق حبه الصافي المصانِ

بوجد قلبه بالحزن يزهو
بدنف سقمه جم الثواني
بشجو في الهموم بكل ربع
بشوق للحبيب مع الحنانِ

ببلبال شديد الحب يعلو
وكمد بالهموم مع اقترانِ

وأرْق فيه لازمة السجايا
حنين لاح في عزم الأماني

جنون الحب معمور الثنايا
بود فاح منثور العيانِ

وخلة صاحب زكى خليلا
غرام فيه متسع الرهانِ

بوله فيه تخييل استباق
بمرسيس الثبات بسمت شانِ

بجزْع فاض بالقلب اعتنقا
وشهد في السهاد بلا ضمانِ

وغل باشتداد الحب يجلو
بلهف للمحب مع الهوانِ

بتدبيل تبالته بسقم
بلوعة سابق الأحلام وانِ

بلوعته المحب بنار حب
يخامر قلبه والروح دانِ

بسدْم كان مكسوا بحزن
حبيب كان في هذا الصوانِ

هي الدرجات للأحباب طرا
بشعري قد سَطَرْتُ مع البيانِ !!

شمس الشتاء

 شمس الشتاء

***
شعر
صبري أحمد الصبري
***
شمس الشتاء ببعدها بنهار
عن أرضنا في فصله السيار

نظمت لنا الأجواء في برد أتى
بسياق هذا المشهد الجبار

والناس تلقى بالشدائد غمرة
محتومة من هاطل الأمطار

والبرد ما أقسى البرودة أقبلت
بشغافها بركائب الأخطار

فترى الأنام القاطنين بخيمة
في نكبة بمصائب ودمار

عانى المهجر من تخوم بلاده
صعب الحياة برفقة الأضرار

بالبرد كانوا في مشاهد لوعة
تطغى بوخز حائر الأفكار

بمزيد عوز باحتياج شؤونهم
لمعونة بالغوث والإيثار

مدوا إليهم عونكم بتسارع
بشتاتهم في غربة الأسفار

هذا الشتاء ببرده درس لنا
بالاعتبار بحضرة الأقدار

بعبادة لله ربي بالصفا
بتضرع للواحد القهار

بخضوعنا لله بارينا الذي
خلق الحياة بحكمة للباري

شمس وبدر في حساب منازل
للناس تعلم عيشها بقرار

وإذا استكانوا في كهوف معاشهم
شخصوا الأمور بروعة المنظار

وبدت علوم مسارهم بجلائها
ونقائها ببصيرة الأبصار

وسمت معاني قربهم بشريعة
لله ربي مبدع الأطوار

توحيد رب العالمين قلوبنا
تصفو لرب العرش باستمرار

وبحب محبوب الإله المصطفى
طه المشفع سيدي المختار

صلى الإله على النبي المجتبى
ما لاح نور الحسن بالأقمار

والآل والصحب الكرام برشدهم
ما اشتاق كل الناس للأزهار !!

دين التوحيد

 دين التوحيد

***
شعر
صبري أحمد الصبري
***
قل للفخور بكفره ستلاقي
رب الوجود بقدرة الرزاق

قد كنت عبدا للإله معاندا
بالكفر تسعى ملحد الخفاق

وسعيت مسعى الخائبين بخيبة
ترجو الوقوع بحفرة الأعماق

وسقطت فيها بالهراء مكابدا
ويل الهلاك بمنحنى الإحراق

وصددت غيرك عن بلوغ مراده
بهوى المكوث برفقة الفساق

ماذا جنيت من المفاسد بعدما
صاحبت رجس نجاسة الأسواق

إبليس يرتع في العقول مكابرا
بالكفر يخدع خدعة الإغراق

ويضل قوما تابعين لمكره
بضلال فكر مجرم الإطباق

بدعاة شر في الحياة تخصصوا
كبغاة فجر ناطق بنطاق

ويراه بعض الساقطين نموذجا
للحق في سعة وفي استغراق

فالكل شيطان مريد قابع
في المنكرات وسيء الأخلاق

ونرى مزيدا من سفاهات بها
هذا الوقوع بخيبة ونفاق

مهلا .. فإن الله رب واجد
رب الوجود مقسم الأرزاق

والدين عند الله دين واحد
دين السلام بشرعة للباقي

دين ل(إبراهيم) توحيد به
لله في سعي له مصداق

(موسى) بتوحيد الإله موحد
قد كان عبدا طائعا بوفاق

(عيسى ابن مريم) بالخضوع لربه
قد عاش بالتوحيد للخلاق

ونبينا المحبوب يدعو عالما
لضياء توحيد سما بمراق

هو خير كل المرسلين نبينا
من طار للأقصى بظهر براق

وكتاب ربي بالشريعة أشرقت
للناس جمعا أحسن الإشراق

يا من تحارب بالضلالة ملحدا
ستكون مهزوما بكل سباق

والنصر للإسلام دين إلهنا
وبه اعتصمنا بالسلام الواقي

صلى الإله على النبي وآله
ما اخضر ساق الزرع والأوراق !!

نضرة الإسراء

نضرة الإسراء
***
شعر
صبري أحمد الصبري
***
لإسراء الحبيب هفا فؤادي
لمعراج له بالحسن نادِ

بمعجزة تجلت في كتاب
كريم الوحي يهدي للرشادِ

فسبحان الذي أسرى بطه
من البيت الحرام بخير وادي

إلى (القدس) الشريف له اشتياقي
وأقصاه الذي يهفو فؤادي

بظهر براق إقدام بجو
فسيح للمشفع بانقيادِ

و(جبريل) الأمين رفيق صدق
لـ(أحمد) بالتقارب والودادِ

وصلى المصطفى الهادي إماما
برسل الله ربي باعتمادِ

على الرحمن في بدء لقرب
بمعراج بموفور السدادِ

بنضرة وجهه يعلو علوا
و(جبريل) له بالحب حادي

إلى أن كان في حد افتراق
بسدرة منتهى دون افتقادِ

تقدم (أحمدٌ) للعرش يحظى
بلقيا ربه .. جلَّ المنادي

يسبح ربَّهُ المعبودَ يعطي
لطه المجتبى صفو المرادِ

ويفرض فرضه المبرور خمسا
بخمسين به رشد العبادِ

فما أبهاه من فرض عظيم
لخمس قواعد خير العمادِ

ومعراج لهم لله دوما
نهارا أو بصحو من رقادِ

وعاد المصطفى المحمود ليلا
لـ(مكة) بالسلامة باتئادِ

يلاقي زمرة الأعداء لاحوا
بموفور السفاهة والتمادي

بتكذيب لـ(أحمد) باعتلال
مع الشيطان في خبث اعتقادِ

(أبو بكر) بتصديق وحب
من الصديق في خير اتحادِ

وكانت رحلة الإسراء مَحْقَاً
لأرباب الضلالة والفسادِ

بوحي الله نتلوها بـ (إسرا)
و(نجم) بالهداية والسعادِ

مدحتك يا حبيب الله مدحي
بتقصيري وحبي واجتهادي

وإن مديحكم أسمى الأماني
مع الإخلاص للمولى عتادي

وصلى الله ربي كل وقت
على طه بقربي وابتعادِي

تعم الآل والأصحاب طرا
يعم ضياؤها كلَّ البلادِ !!

 

إنه الإسراءُ

 إنه الإسراءُ

***
شعر
صبري الصبري
***
يـــــــــا شــــعـــــر هــــيـــــا إنـــــــــه الإســـــــــراءُ
فــــــــــــــــي نــــــــــــــــوره تــــــــتـــــــــلألأ الآلاءُ

هـــــيــــــا لــيــغــشــانـــا الـــضــــيــــاء فـــــإنــــه
فــــيــــض تـــفـــيـــض بــحــســنـــه الأضـــــــــواءُ

هـــــيــــــا نـــواكــــبــــه بـــــنــــــص قـــصــــيــــدة
فـــــــي مـــــــدح طـــــــه أفــــلــــح الــشـــعـــراءُ !

فــــــــــــــــي لــــــيـــــــلـــــــة الإسراء أسمى رفعة
للمصطفى وتجلةٌ وعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاءُ

فالله أعــــــطـــــــاه الــــمـــــواهـــــب جــــلـــــهـــــا
وأتـــــــــاه مـــــــــن رب الـــــوجـــــود عـــــطـــــاءُ

فـــــــي مـــكــــة الأنــــــــوار حــــلَّــــت عــصـــبـــة
لــلـــكـــفـــر فـــيــــهــــم حـــــلــــــت الــظـــلـــمـــاءُ

تـــطـــغـــى بــطــغـــيـــان الـــــعـــــداء لـــــدعـــــوة
لـلـمــجــتــبــى فـــــــــــي طـــيــــهــــا الإيـــــــــــذاءُ

مـــاتـــت (خــديــجـــة) بـــعــــد عـــمــــر حـــافـــل
بـــالـــحــــب فـــــيــــــه دعـــــائــــــمٌ وســـــخــــــاءُ

لــلــدعــوة الـعـظــمــى تـــواجـــه مـــــــن عـــتـــى
ولـــــهـــــا بـــــإقـــــدام الـــشــــمــــوخ بـــــهــــــاءُ

والـــعـــم مــــــات وكــــــان يــنــصـــر (أحـــمــــدا)
نـــــصـــــرا بــــــــــه تــتــصـــاغـــر الأعـــــــــــداءُ

فــمــضـــى لـ(طــــائــــف) بــانـــطـــلاق مــــؤمـــل
لـــــهـــــم الـــــهـــــدى فــتــتـــابـــع الــســـفـــهـــاءُ

لـلـنــيْــل مــــــن طــــــه الـحــبــيــب الـمـصـطــفــى
ســالـــــت بـــأعـــقــــاب الــحــبـــيـــب دمــــــــــاءُ

وتــــوجـــــه الــــهـــــادي الــبــشــيـــر بــــدعـــــوة
لله فـــــيـــــهــــــا بـــالـــعـــظـــيــــم رجــــــــــــــــاءُ

فـــتـــنــــزل الـــمـــلــــك الـــشــــديــــد بـــــأمــــــره
تـــمـــضـــي الـــجـــبـــالُ بــزحــفــهـــا الإفــــنـــــاءُ

كـــــــي يــهــلـــك الـــقــــوم الــلــئـــام بــمــكــرهم
راحـــــــــوا بــــغـــــي الــمــوبــقـــات وجـــــــــاءوا

لـــكــــن (أحـــمــــد) ســـيــــدي يـــرجــــو لــــهــم
خــــيـــــرا وإن ســـــــــاءوا لـــــــــه وأســـــــــاءوا

وتـــجـــهـــز الــــركـــــب الــمــهــيـــب بــكــعـــبـــة
يـــســـمــــو بـــــهـــــا وبـــنـــورهــــا الأحـــــيـــــاءُ

لـلـمــســجــد الأقــــصــــى الــشـــريـــف بــــراقـــه
لـــلـــقـــدس يــــزهـــــو بـالــحــبــيــب فـــــضـــــاءُ

أمَّ الــــــكـــــــرام الــمــرســـلـــيـــن جــــمـــــاعـــــة
بــصـــلاتـــهـــم فـــيــــهــــا لــــــــــــه إعــــــــــــلاءُ

وتــهـــيـــأ الــمـــعـــراج يــــحـــــوي الـمــجــتــبـى
نــــــــــارت بــــــــــه بـالـمــشــرقــيــن ســـــمـــــاءُ

وبـــــكــــــل إجـــــــــــلال وتـــوقــــيــــر أتـــــــــــى
بــــالــــحــــب تــــكــــريــــمٌ لــــــــــــه وثــــــنــــــاءُ

مـــــمـــــن لـــقــــاهــــم بــالـــســـمـــاء تـــحــــيــــة
ومـــــــــــــــودة وبـــــشـــــاشـــــةٌ وإخــــــــــــــــاءُ

(إدريــــــــسُ) (آدمُ) و(الــمــســيــحُ) وصــــنـــــوه
(يـحــيــى) و(مــوســـى) فـــــي حــمـــاه تـــــراءوا

وأبـــــــــوه (إبـــراهـــيـــمُ) يـــســـعــــد بــالــلـــقـــا
ب(مـــحـــمـــد) ســــعـــــدت بـــــــــه الــحــنـــفـــاءُ

حــــتــــى تــــقــــدم واثــــقــــا فـــــــــي ســـــــــدرة
لـلــمــنــتــهــى فـــيــــهــــا لـــــــــــه الإدنــــــــــــاءُ

بــضــيــافـــة الـــرحـــمــــن يـــــنـــــزل هـــانـــئــــا
طــــــــــه الـــــرســـــول تـــحــــفــــه الــنـــعـــمـــاءُ

ورأى بــــفــــضـــــل الله جـــــــــــــل جـــــــلالــــــه
آيــــــــــــــــات إعــــــــجــــــــاز بــــــــهــــــــا الألاءُ

فـــــــي جـــنــــة الـــمــــأوى بــإخــبـــات الــتــقــى
يـــحــــلــــو بـــــأنــــــوار الـــكــــريــــم لــــــقــــــاءُ

وأتــــــــــى لأمـــــتـــــه بـــــفـــــرض صـــلاتـــهــــا
مــعـــــــــــراج أرواح لـــهــــــــــــــا ودعــــــــــــاءُ

وقــــــيــــــام أفــــــئــــــدة لــــــــــــرب واحــــــــــــد
إن صــــــاح فـــــــي وقـــــــت الـــصــــلاة نـــــــداءُ

بـــالـــعـــزِّ عـــــــــاد لـــمـــكـــة فـــــــــي لـــيـــلـــة
فـــيـــهـــا ســــمـــــا الـــمـــعـــراج والإســــــــــراءُ

يـــمـــضـــي يــــواصـــــل دعـــــــــوة مــــبـــــرورة
فـــيــــهــــا لــــــكــــــل الــعــالــمـــيـــن نــــــقــــــاءُ

وبــحــمـــد ربـــــــي كـــــــان بـــســــط ضـيــائــهــا
بـــالـــكــــون يـــعـــلــــو بـــــالأنــــــام صـــــفــــــاءُ

صــــلــــى الإلــــــــه عــــلــــى الــنـــبـــي وآلــــــــه
مــــــــــا لاح للهادي الــبـــشـــيـــر ضـــــيــــــاءُ !!

يا من كفرت بسورة (الإسراء)

 يا من كفرت بسورة (الإسراء)

***
شعر
صبري أحمد الصبري
***
يا من كفرت بسورة (الإسراء)
وبسورة (النجم) التي بعلاءِ

وبقدرة الله العظيم المرتجى
رب الوجود القادر المعطاءِ

وبسنة الهادي البشير المصطفى
خير الأنام وسيد الشفعاءِ

أعماك جهلك عن بلوغ حقيقة
جاءت لنا بشريعة عصماءِ

وجعلت نفسك في البلاء برفقة
مخبولة مجنونة رعناءِ

من كافرين معربدين بفسقهم
صالوا وجالوا بالفضا بغباءِ

ظنوا الثقافة محض فكر تائه
في الغي والطاغوت والأهواءِ

وبدت مواقع فُجْرِهم بسقوطهم
بالمنكرات وسيء الأدواءِ

جهرا أعادوا كل وغد سابق
من كافرين بحلكة الظلماءِ

فنرى (أبا جهل) وعصبته هنا
معه (أبو لهب) بدا بشقاءِ

فرقى (أبو بكر) بصدق كلامه
في صدق إيمان علا ببهاءِ

إن كان طه قالها هو صادق
وهو الأمين على مدى الآناءِ

يا أيها الصديق نلت مكانة
بجمال تصديق نما بنماءِ

يا أيها الكفار خاب ضلالكم
وركبتم خسر الهوى بعماءِ

من مات منكم كان يوم لقائه
بحسابه في حفرة الأرزاءِ

يا خسر من عادى الإله بكفره
وثوى حسيرا بائر الإغماءِ

سنرى قريبا فيكمُ عدل السما
يا من جهرت بفعلة شنعاءِ

بكتاب ربي كل إعجاز حوى
شقا لبدر في أتم جلاءِ

وهنا بمعراج الرسول بسورة
لـ(النجم) جاوز موقع الجوزاءِ

ولجنة المأوى تجاوز (أحمدٌ)
نحو اللقاء بأعظم الآلاءِ

وهناك فرض صلاتنا في رفعة
معراج أمته لخير لقاءِ

صلى الإله على النبي وآله
ما رتلوا الآيات بـ (الإسراءِ) !!

ندى الإسراء

 ندى الإسراء

***
شعر
صبري أحمد الصبري
***
ندى الإسراء والمعراج فاقا
علاء يملأ الكون اتساقا

وأنباء سرت في الجو ترقى
رحابا جاوز السبع الطباقا

بآلاء حسان قد توالت
وأضحت في العلا تحوى النطاقا

بنور جمالها الباهي لتروي
قلوبا بالهدى تهوى استباقا

لسيرة (أحمد) عشقا مديدا
بوافر حبها ترجو انطلاقا

بليلة وقعها كانت بنصر
وإعجاز أتى يعلي السباقا

براق نابه يمضي كبرق
بإسراء حوى جهرا براقا

وصلى (أحمد) بالرسل جمعا
بأقصى يحتوي رسلا رفاقا

بمعراج العلا يعلو حبيب
بإعلاء علا جهرا تراقى

لسدرة منتهى تلقاه شوقا
و(جبريل) لقى فيها افتراقا

و(أحمد) سيد الأطهار جمعا
يواصل في مسيرته اختراقا

ويشهد بالعلا آيات حق
ويمضي ناظرا فيها الوفاقا

فمن وافى الصلاح له خلود
بفردوس النعيم له مساقا

ومن عاث الفساد بكل رَبْعٍ
ينال الويل بالعسرى وثاقا

ومن عادى الإله له عذاب
بنار .. فيه يحترق احتراقا

وشاهد (أحمد) آلاء صدق
برحلة قربه شهد النطاقا

بسورتها الكريمة جاء وحي
بـ(إسراء) نرى فيها اشتياقا

و(نجم) قد حوت معراج طه
بإعجاز نرى فيه اتفاقا

وكانت رحلة عظمى تجلت
وكانت بالندى والحسن فاقا

بـ(مكة) تلتقى الهادي بكفر
وويل فيه ترتشق ارتشاقا

(أبو بكر) الكريم له بعزم
بصدق الحق يعتنق اعتناقا

يصدق صدقه الصافي جليا
يكذب كاذبا عانى انزلاقا

ونحن قلوبنا بالحب تهفو
ونلفظ كلنا "وغدا معاقا"

ونمدح (أحمدا) مدحا حثيثا
بعشق ننتشي منه اغتباقا

صلاة الله نهديها إليه
وآلا تملأ الدنيا ائتلاقا !!