الخميس، 28 فبراير 2013

رقائق بوح


كتبها

صبري الصبري ، في 16 أغسطس 2011 الساعة: 08:50 ص




رقائق بوح
(تحية للشعب السوري)
***
شعر
صبري الصبري
***



شعـبٌ عريـقٌ بالـعـلاء تـأصـلا

فـذا مهابـا فـي مقامـات الـعُـلا

بالشـام يحـيـا شامـخـا متألـقـا

فخـمـا كريـمـا طيـبـا متهـلـلا

فـي الأرض يثبـت أنــه بتمـيُّـز

بين الخلائق فـي صـدارات المـلا

ببسالـة الفرسـان يجعـل خصمـه

شيئـا حقيـرا بالتـراب مجـنـدلا

مـن سابـق الأيـام برهـن أنــه

يـدَع العـدو الجاهـلـي مهلـهـلا

مهمـا يلاقـي مـن خطـوب جمـة

ينهـال وابلهـا الغـزيـر مُعَـجَّـلا

أو واجـه الطغيـان فظـا سـافـرا

بلظـاه فـجـا بالمـآسـي مقـبـلا

يأبـاه بالإقـدام يمـضـي شـاهـرا

سيفـا لأربـاب العزائـم مصـقـلا

وسل الملاحم عـن خطـاه ترسخـت

في المجد يسمـو بالأعالـي موغـلا

ينسـاب بالإعـزاز شهمـا بـاهـرا

يهـب الجميـع بشـام عـز موئـلا

سحـا كريمـا نـاضـرا ذا وفــرة

بـرا كريمـا إن نـزلـت المـنـزلا

بفراتـه العـذب الرطيـب سـلافـة

بحلالهـا تهـدي النديـم تعـقَّـلا !

بالسلسبيـل المـاء يسقـي أرضهـا

ريـا نضـيـرا بالنـمـا متخـلـلا

في ريفهـا البستـان جـاور آخـرا

روضـا جمـيـلا لـلأنـام مـذلـلا

كالجـنـة الفـيـحـاء إلا أنـهــا

فـي هـذه الدنيـا بأصنـاف الكـلا

واذكر (دمشـق) بحسنهـا وبهائهـا

واسرد لهـا سـردا هنـاك مؤصـلا

و(الرقـة) الرغـداء طـل زمانـهـا

يحكـي لنـا ذكـر السنـاء مرتـلا

إنَّ الأمـاجـد بـالإبـاء تمـكـنـوا

فـي الأرض نالـوا للبعيـد توصـلا

و(حماة) .. (حلب) ما أعـز منـارة

بهمـا بنـور شـع إجـلالا عــلا

(درعا) و(دوما) (إدلبٍ) فـي وثبـة

شاعت وحازت في الكرامـة معقـلا

(وكلتلـخٍ) بحدودهـا قـد سطـرت

فخـرا مكينـا للعـمـوم مفـصـلا

و(بديـر زور) نهضـةٌ فـي طيهـا

آفـاق مـجـد بالفـخـار تجـلـلا

(بانياس) (حمـص) (لاذقيـة) عـزة

بثـوا لنـا وعـي العقـول معـلـلا

(طرطوس) (حسكة) و(السويداء) التي

بالقلـب مـا عنهـا الفـؤاد تحـولا

و(معـرة النعمـان) فـاح أريجـهـا

بجمالهـا بيـن الـمـروج تـدلـلا

والناس في (حوران) طـاب معينهـم

برقائـق كالشهـد للدنـيـا حـلـى

يسري بأرض الشـام عذبـا دافقـا

للراغبيـن علـى الـدوام مُسَـهَّـلا

ويبـث (للجـولان) دمعـة حـزنـه

بيـن المدائـن بالصريـخ مُهَـلِّـلا

(جـولان) بالقيـد المريـر بأسـره

يحيـا بأصفـاد اليـهـود مكـبـلا

في أرضـه صهيـون يرتـع كيفمـا

شـاءت إرادتـه يــدق المـعـولا

وحـدوده تاقـت بشـائـر عــودة

ملـت بأصقـاع السنيـن تملـمـلا

يهفـو لتحريـر سريـع هـل لـنـا

تحريـر (جـولان) المـآثـر أولا ؟!

لنهـب هبـة فــارس متـمـرس

(للقـدس) نادانـا حزينـا مثـقـلا

يا شعب (سوريا) بالصمـود تبيَّنـت

كل الحقائـق قـد حملـت المحمـلا

إنـي رأيتـك بالجـسـارة واثـبـا

تنثـال تصنـع بالـدروب تـحـوّلا

وتهـب هـبـة واثــق متـأهـب

يا مـن نهضـت مقاومـا مستبسـلا

تأبـى المهانـة تستـمـر بـثـورة

صلـدا جسـورا رائعـا مسترسـلا

بالعـزم والإصـرار تثبـت دائـمـا

للكـون أصـلا بالشمـوخ مؤصـلا

لكِ وافـر الإجـلال (سوريـا) كلهـا

أهديـك شعـري بـالـوداد مكـلـلا

وصـدوقَ حبـي للكـرام بشامـنـا

لكـمُ جميعـا بالـزهـور مظـلـلا !

ب(الكامل) المحبوب للقلـب انبـرى

صوتـا وقـورا بالقصيـد مجلجـلا

يهدي لـك الأشعـار رغـم مـرارة

ممـا يشاهـد بالـعـراء وبالـخـلا

أبطـال شعـب ثـائـر بجمـوعـه

تمضـي تشيـع بالدمـوع مُقَـتَّـلا

وتعـود بالإصـرار تهتـف أنـهـا

ستنـال عـدلا بالحقـوق مكـمـلا

ولَّـت ليالـي القهـر فـات أوانهـا

والصبـح داهـم بالضيـاء مُضَلِّـلا

فالشعب قـرر .. والشعـوب إذا رأت

أمرا تحقق رغم أنـف مـن اعتلـى

كرسـيَّ حكـم بالغـرور معـربـدا

بالظلـم يحيـا والمآسـي والـبـلا

ظن الأمـور قـد استدامـت بالبقـا

فثـوى لديهـا بالخلـود مكلـكـلا !

والله يؤتـي مـن يـشـاء تملُّـكَـا

ويزيـل منحتـه بـنـزع أو بِـلَـى

سبحـانـه رب الـوجـود بـقـدرة

يقضي يزلـزل ذا الفجـور تزلـزلا

كـم ذي جرائـم ظـن ربـك غافـلا

فدهـى إلهُـك بالعـذاب مغـفـلا !

وثـوى حسيـرا بالمذلـة صاغـرا

هـذا المغفـل بالصـغـار مقلـقـلا

تلـك الشـعـوب إذا أرادت حقـهـا

هبـت تعـوّل بالصـمـود مـعَـوَّلا

تمضي وإن كـان الشـراب معكـرا

تسـري وإن كـان الهـواءُ مفلفـلا

تعلـو علـوا بــالإرادات الـتـي

بـزَّت خبيثـا بـالـدروعِ مـهـولا

يا صفوة الأخيار فـي شـام المنـى

يا شعب (سوريـا) بالفخـار تظلـلا

إنـي أحبـك لا تــزال بمهجـتـي

بالرغم من بثـي القصيـد مُطَـوَّلا !

فاقبـل قصيـدة مـن أحبـك قائـلا

بالعزم والإصـرار بالحسنـى : بلـى

سأظل أطلب فـي المعالـي ذروتـي

حتى أحلـق فـي (فلسطيـن) العـلا

صلـى الإلـه علـى النبـي وآلــه

مـا عـمَّ مـاءٌ بالإفاضـة جـدولا !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق