السبت، 12 يونيو 2021

طائرُ الأشواقِ

 طائرُ الأشواقِ

***
شعر
صبري الصبري
***
يا مصرُ جئتك طائـرَ الأشـواقِ
والحبُّ يغمـرُ بالنـوى خفاقـي

أنسابُ بالأجـواءِ صبـَّا عاشقـا
أشدو بشعري صبـوةَ العَشَّـاقِ

وتحلِّقُ الأبياتُ في بوحـي كَمَـا
بالأيك حلـَّقَ خافـقُ المشتـاقِ

وأبشـِّرُ الوجـدانَ باللقيـا بهـا
أنْسُ الجوارحِ في ربيـع تـلاقِ

يا منيةَ الروحِ الشغوفـةِ للصفـا
بمروجِ حسنك يا ضِيا الأحـداقِ

يا واحةَ الملهوفِ للأمـنِ الـذي
بالوحي جـاءَ بنعمـةِ الخـلاقِ

يا روضـةَ الإبـداعِ زادَ بهـاؤه
في وصفِ أوصافِ الرحابِ الراقي

ألزمتُ فكري شعر حبـك أينمـا
كنتُ استبقتكِ في أحَـنِّ سبـاقِ

أحيا ببعدي في ربوعك شاخصـا
آهات حزنك فـي دمـوعِ مآقـي

وأُسرّ حقـا بابتهاجـي عندمـا
أرنـو إليـك برفقـةِ لمـراقـي

وأسجـل الآمـالَ تتـرا أقبلـت
صوبَ الحبيبـةِ بالنقـا الدفـاقِ

وأصاحبُ السحب العوالي رافقت
طيرانَ قلبي في فضـاءِ تراقـي

وأساءل الأطيارَ طـارت جانبـي
عما احتوانا من ضنـا الأشْـواقِ

فتجيب إنَّا بالغـرامِ .. تحدثـت
عما نعاني مـن هجيـرِ فـراقِ

حتى نعـود لمصرنـا بنضـارة
تسقي الضلوع هيامها بمساقـي

لاقيـت بالتحنـانِ طيبـا باهـرا
بعبيـر غـرسٍ وافـر الإغـداقِ

والنيلُ يجري دافقـا مسترسـلا
بعطاءِ ربـي المرتجـى الـرزاقِ

سبحانه وافـى الحبيبـةَ رزقهـا
بسطـا شهيـا عامـرَ الأطبـاق
ِ
وأنالها حبـا بوجـدان الـورى
يسري بعشـق صـادقٍ ووفـاقِ

من رامها ضرا يعـود بحسـرة
وهزيمـة للمـجـرمِ الأفَّــاق
ِ
للخائن الفظ الجهـولِ المرتـدي
فيهـا ثيـابَ تلَـوِّن الفُـسَّـاقِ

من راح يشعل ناره مـن حقـده
بسمومـه بالسطـحِ والأعمـاقِ

من لوث النيل الطهـورَ بإفكـه
واختار قتـلَ النـاسِ بالإغـراقِ

أو بالحرائق في مساراتٍ حـوت
أعتى الغوائل في لظى الإحـراقِ

وهي الجميلةُ رحَّبَتْ بمن ارتجى
أمنـا وعيشـا طيـبَ الأسـواقِ

مدَّتْ لهم كف المعونـة والسخـا
فتنكـروا لوثـائـقِ الميـثـاقِ

ميثاق معروفٍ وحسـنِ تخلـق
بسماحـة ومكـارمِ الأخــلاقِ

ظنـوا المهالـك للإلـهِ تقربـا
بمكائـد التدمـيـرِ والإغــلاقِ

قطع الطريق بمنكـراتِ فعالهـم
بشعـار غـيٍّ بالهـوى خفَّـاقِ

والبغي باسم الدينِ شر وسيلـة
للجاهلين على مـدى الآفـاقِ !

في مصر ظنوا بالغباءِ ظنونهـم
فهم الهداةُ وغيرهـم بشقـاقِ !

وهم الصراطُ المستقيمُ ودونهـم
نار الجحيـمِ بمحتواهـا الشـاقِ

وهم الكرامُ المسلمون وغيرهـم
ضلـوا ضـلالا مقرنـا بمشـاقِ

بئس الذين تخيلوا هـذا الدجـى
نـورا مبينـا بالسنـا الرقـراقِ

مصرُ البهيـةُ بالعلـومِ تزينـت
بربيع أزهرهـا بصحـوِ فـواقِ

تهدي الجميع نقاءها وصفاءهـا
بخشوعها وخضوعهـا للباقـي

يحمي برحمتـه حماهـا دائمـا
بالحفظ يحفظ مصرنـا بسيـاقِ

سمـحٍ جميـلٍ طيـبٍ متـألـقٍ
متـدفـقٍ متمـيـزِ الأعــراقِ

فـأدم أمانـك للحبيبـة بارئـي
وأفـض عليهـا واسـعَ الأرزاقِ

صلى الإلهُ علـى النبـي وآلـه
ما الروضُ لاح بخضرةِ الأوراقِ !

السبت، 5 يونيو 2021

الأقصى وبراقه

 الأقصى وبراقه

***
شعر
صبري أحمد الصبري
***
يا قدس مازالت بنا أشواقي
تمضي تسارع في علا الأخلاقِ

تعلو تحاضر كل شيء هاهنا
كي ما توافي بالوفا الإغداقِ

قدسي يلوح بالانطلاق بسرعة
ويبيح أعطافي بعذب نطاقِ

ما زلت أعدو للحاق بمقدسي
وأروم وصلي قد بدا بلحاقي

تبدو (فلسطين) الجميلة هاهنا
بجمال ينبوع صفا بطباقِ

تحيا الحبيبة (عكة) فيما لقى
وتبيح ما تلقى هنا بعناقِ

وتحط (يافا) هاهنا بجوائح
وتروم لقيا هاهنا بوفاقِ

ضاعت (فلسطين) الحبيبة كلها
وثوى اليهود على مدى الأطباقِ

مدوا موائدهم تلوح بما لها
من مستطير الشر والإملاقٍ

مازلت الدنيا تطالع حزننا
لما بقينا في هوى الأشواقِ

كنا هناك ولم تواصل نهجنا
إلا الفوارس تصطلي الأفاقِ

وهم الذين تبجحوا بحوائج
ظلت تمالق كبوة الأنفاقِ

ظلوا بها بالمنكرات وليتهم
حلوا بها بالمنكر الدفاقِ

يا أرض (قدسي) لا أزال بروعتي
حتى أوافي رفعة المصداقِ

كانت هنا كل الظروف فأمطرت
ودقا علينا في أليم صداقِ

ستزول (إسرائيل) يوما للفنا
وتحل تلقى ما ثوى بسباقِ

ويحيط أقصانا بوافر رفعة
يحمى حمانا ينتقي بوثاقِ

وتموج ما تبقى بوابل حسننا
نلقى المعالي كلها بسياقِ

ستزول (إسرائيل) يوما قادما
و(القدس) تبقى هاهنا ببراقِ

صلى الإله على النبي وآله
ما لاح (قدس) بيننا برفاقِ !!


ترانيم عاشق

 ترانيم عاشق

***
شعر
صبري الصبري
***

مصر الحبيبة سـوف تبقـى مقصـدا
للخيِّريـن عـلـى امـتـدادات الـمـدى

ولـسـوف تبـقـى معلـمـا متحـضـرا
عـذبــا نـديــا للـخـلائـق مــرشــدا

فيهـا المـبـادئ والتخـلُّـق بالـهـدى
نـهـجـا قـويـمـا للهدايـــة مـــوردا

تـهـدي البـريـة نـورهـا وضيـاءهـا
وتـبـث فــي أرض الحـيـاة تـــوددا

وتصالـحـا بـيـن الأنـــام ورحـمــةً
وتقاربـا فـي الخـيـر يـربـو مـزبـدا

لـن يعـرف النيـل الطهـور مفـاسـدا
فيـهـا تـضــم المسـتـبـد المـفـسـدا

لـن ينظـر الـهـرم الأشــم عصـابـة
تحوي اللصـوص يجـردون المعبـدا

لن يشخص الروض النضير بحقلـها
فـــلاحَ حـقــل بـالـعــراء مــمــددا

لـن يرقـب التصنيـع عامـل مصنع
باللهو يـتـرك خــط إنـتـاج ســـدى

ستهـب مـصـر رجالـهـا ونسـاؤهـا
ببـكـور صـبــح مسـتـحـمٍ بـالـنَّـدى

فشبابـهـا قـامـوا بـثــورة نـهـضـة
فيحـاء لاقـت فــي عـلاهـا الفـرقـدا

تمتـاز بالإخـلاص فــي زحــف به
حـلَّــت نفـوسـهـم طـواعـيـةً يـــدا

مـن أجـل مصـر فنـاؤهـا وبقـاؤهـا
فالشعـب مـن أجـل الصـلاح تجـرَّدا

مصـر القديـمـة لا يــزال ضيـاؤهـا
رغـــم الـفـسـاد بـريـقـه مـتـجـددا

بـزَّت صنـوف المفسديـن ودمــرت
عـرش الـظـلام لهيـبـه قــد أُخْـمِـدا

وتـلاحـق الـزلـزال يقتـلـع الـدجـى
مـن كــل شـبـر كــان فـيـه مقـيـدا

واستنـقـذ التحـريـر مـصـرا كـلـهـا
مـن أسـر طغيـان تجاسـر واعتـدى

واستـعـذب الـثـوار ثــورة شعبـهـا
أضحـى بـأرض الله ربـي المنـتـدى

فالـكـون هـلَّـلَ بانـتـصـار سـاحق
للشعـب فـي هـذا الفخـار تـوحَّـدا !

وأزاح بـهـتـان الـمـظـالـم عــنــوة
قـد كــان بهتـانـا فظيـعـا أســودا !

شعـب أصيـل يرتقـي مـرقـى الـعـلا
بالـعـزم أسـعـده الـعــلاءُ وأسـعــدا

فحضـارة الإنسـان فـي مصـرٍ لـهـا
سـبـقٌ يسـابـق للحقـائـق مـشـهـدا

فنـقـاء (إخـنـاتـون) يـشـهـد أنـنــا
بالنـور ندحـض مستطـيـرا ملـحـدا

وصـفـاء سـيـدة النـسـاء بمصـرنـا
بسـنـاء (آسـيـة) اليقـيـن تـفـصَّـدا

عــن در يـاقـوت النفـائـس تـبـره
يلـقـى ببـاقـات الجـمـال زبـرجـدا !

وشجاعـة الإنسـان فـي مصـر لهـا
صـوت يجلجـل بالحقيقـة والصـدى

في وجه فرعون الكذوب ب(غافـر)
مصـريُّـنـا الـمـقـدام قـــام مُـؤَيَّــدا

بـالـحـق والآلاء يـصــدح جــهــرة
بالـعـدل حـــرا واثـقــا مستـشـهـدا

بمـجـامـع الآيـــات كـانــت حـجــة
بـثــت ذكـــاء بالقـريـحـة مــوقــدا

ستظـل مصـر علـى الـدوام مـنـارة
للناس تهدى مـن بشاطئهـا اهتـدى

أو رام أزهـرهـا الشـريـف لعـلـمه
يـأتـي مُـرِيـدا بالضـيـا مسـتـرشـدا

وسطـيّـة الإســلام ينـهـل بالـتـقى
نـبـعـا جـلـيـلا لـلــورى مــتــوردا

يصـفـو بتوحـيـد الإلـــه وشـرعــة
عصـمـاء للرحـمـن يكفـيـه الـعِــدا

وبسنـة الهـادي البشيـر المصطفى
طـه الـرسـول الهاشـمـي (محـمـدَ)

مصر الجديدة سوف يشـرق نورهـا
شمسـا وبـدرا فـي الفضـاء مجـددا

ستـقـود قافـلـة الحـضـارة مثـلـمـا
قـادت وكانـت للحضـارة مقـصـدا !

ستـنـيـر أذهـــان الـعـبـاد إنــــارةً
تهـديـهـمُ فـكــرَ الـفَــلاحِ مُــسَــدَّدا

وسيـزحـف الـثــوار للـبـيـد الـتي
ظـلـت دهــورا مستـبـاحـا أجـــردا
للجـدب والقـفـر الشـديـد وشعبـهـا
يغـشـى رحـابـا بـالـزحـام مُـحَــدَّدا

سنـشـق أنـهـار الـرخـاء بـأرضـنـا
ونمـهـد الــدرب الصحـيـح مُـعَـبَّـدا

ونعـمـر الـبـيـداء نـــزرع قمـحـنـا
والـغـرس أيـضـا بالـغـذاء مُـعَــدَّدا

والقطـن يـرجـع للـصـدارة ناصـعـا
حـلــوا طـويــلا رائــعــا مـتـنـهـدا

يشـتـاق منـزلـة الأوائــل صـادحــا
بالنـصـر يـشـدو كالطـيـورِ مـغـردا

يــروي حكايـتـه القـديـمـة حيـنـمـا
كـان المبجـل فـي النضـارِ المـفـردا

مصـر الجديـدة لـن تهـاب عـدوهـا
سـتـرد خصـمـا للحـقـوق مـهــودا

ستـعـود أمـــا للـعـروبـة والـدنى
نـهـرا سـخـيـا بـالأطـايـب مـوفــدا

بالحـب والأشــواق والخـيـر الـذي
يـجـري بـــآلاء الـجـمـال مـوطــدا

ربــــاه هــــذي أمـنـيـاتـي بـثـهــا
قـلـبـي لـمـصـر مـهـلـلا ومـوحــدا

يـرجــوك عـونــا للكـنـانـة إنــهــا
تـرجـوك ذخــرا حـافـظـا ومُـؤَيِّــدا

صلـى الإلـه علـى النبـي المجتـبى
طه المشفع فـي الخلائـق (أحمـدَ) !

والآل آل الـبـيــت ربــــي كـلــهم
والصحب ما ودق السحائب أرعدا !