الأحد، 22 سبتمبر 2013

لآمنة


لآمنة
***
شعر
صبري الصبري
***


 
ل(آمـنـةَ) الكريـمـةِ بـنــتِ وهـــبِ
تـحــيــاتــي وأشـــواقــــي وحـــبــــي
وإجــلالـــي وتـقــديــري وبـــوحـــي
بـمــدح فـيــه أنـــوارٌ ســـرت بــــي
بـتــحــنــانٍ وتــبــجــيــلٍ وشــــــــدوٍ
لـهـا مـــن شـعــر تـوقـيـر لـصــبِ
فــــــأمُّ الـــنـــور هــاديــنــا بـــقـــدر
جـلـيــل طــيــب الأنــهــار عــــذبِ
نـضــيــرٍ طــاهـــرٍ فـــخـــمٍ جـــلِـــيٍّ
جـمـيــلٍ بــاهــر الـمـقــدار رحــــبِ
خـيـارٌ مـــن خـيــار الـنـسـل طـــه
أتى المحمـودُ مـن طهـر لصلـبِ
ف(عــبــد الله) والـــــدُه الْـمُــفَــدَّى
بحـفـظٍ مـــن إلـــه الـعــرش ربـــي
ووالـــدةُ الحـبـيـب بـأمــن عـيــش
ونـــــور قــــــد تــــــخللها بـــوهـــبِ
مــــن الـرحـمــن بـاريــنــا تـعــالــى
حـبـاهــا بــســط تـكــريــم وقـــــربِ
تَـكَــوَّنَ (أحـمــدٌ) مـنـهــا ونــالــت
بـفــضــل الله أشـــــواقَ الــمــحــبِ
مـــن الأخـيــار بـالـدنـيـا فـهـامــوا
بـهــا والله فــــي شــــرق وغــــربِ
وطـابــت فـــي مـدائـحـهـم مــزايــا
لــهـــا لاحـــــت بـإنــشــاد لــركـــبِ
يـــود زيـــارة (الأبــــواءِ) يـمـضــي
بمـهـجـة مــغــرم بـضـيــاء قــلــبِ
صـدوقٍ نابـض الإيمـان يسـمـو
سـمـوا عاشـقـا بـرحــاب صـحــبِ
لــهـــا لاحــــــت مــآثــرهــا تـــراهـــا
بحـسـن أشـرقــت فـــي كـــل دربِ
وبـالـمـيـلاد قــــد نــــارت قــصــورٌ
لشـام أشـرقـت مــن بُـعْـدِ صــوبِ
و(ساوة) جهرة غيضت وصارت
بـفـارس كـلـهـا فـــي جـــم جـــدبِ
وأمـسـى خـاويـا إيــوان (كـسـرى)
تحطـم وانـزوى فـي بــؤس كــربِ
ف(أحمـد) قـد أتـى الأكـوان بـدرا
منـيـرا يــا ريــاح الخـيـر هُـبِّــي !
خفـيـف الحـمـل (آمـنــةٌ) تـلاقــي
بحـمـل المصطـفـى يـسـرا بـــدأبِ
تــوالــى بـالـهــدى بــســطٌ كـثــيــرٌ
من المعبود ذي الإجلال حسبي
وتـصـبــر أُمُّــــه صــبـــرا جـمــيــلا
لـبــعــد صـــــار تـأريــقــا لــجــنــبِ
بسعـدٍ قـد مضـى عنـهـا رضيـعـا
(حليمة) تجتني روضـات رطـبِ
وتــنــظــر عـيـنُــهــا الألاء تـــتــــرا
بطالعـه السعـيـد كـضـوء شـهـبِ
بشـق الـصـدر قــد كــان اجتـبـاءٌ
وتطهـيـر الحبـيـب بـجـهـر طـــبِ
وعــاد المصطـفـى طـفـلا صغـيـرا
ل(آمنـةَ) الحبيبـةِ بنـتِ (وهــبِ)
تــــربِّــــي إبــنـــهـــا واللهُ يــــرعـــــى
(مـحـمـدَ) نـــال إغـــداقَ الْـمُـرَبِّـي
وأدبَّـــــهُ الإلـــــهُ الــفـــردُ يــعــطــي
لـه الأفضـال فــي بـسـط لسـكـبِ
ومـاتــت أمــــه أضــحــى وحــيــدا
بــيــتــم مــطــبــق الآلام صـــعـــبِ
فـــــآواه الـمـهـيـمـنُ ذو الـعـطـايــا
بـأعــيــنــه الـعــظــيــمُ اللهُ ربـــــــي
تــعــالـــى الله بــاريــنـــا يــــوافــــي
نـبـيـنـا (أحــمــدا) عــــزا بـكــســبِ
غــزيــرٍ طــيــبٍ الآيـــــات ظــلـــت
تـقــيــم بــخــافــق تــحــيــا بـــلـــبِ
يــــؤم مــنــارَه الأحــبـــابُ جـمــعــا
بـكـل الأرض مــن عـجـم وعُــرْبِ
ويــمــدحـــه و(آمـــنــــةً) بـــمــــدح
كـــــــرامٌ بـالــمــديــح الْـمُـسْـتَــحَــبِّ
و(عــبــدَ الله) نـمــدحــه مـديــحــا
مـديــد الـبــوح بـالأبـيـات يًـسْـبـي
فــــإن الــحــبَّ بــرهــانٌ مــضـــيءٌ
لــقــلـــب يـقــتــفــي آلاء جـــــــذبِ
لأنــــــوار الــنــبــوة قــــــد تـــلآلـــت
بـأفـئــدة الــذيــن بــصــدق حـــــبِّ
ل(آمـــنـــة) الـحـبـيـبــةِ أمِّ طـــــــه
و(عــبـــدِ الله) والــــــده الْــمُــحَــبِّ
فـجــد بـالـجـود يـــا ربـــي علـيـنـا
بصـوب نلتقـي الحسنـى وحـدبِ
وهـــــب لـلــكــل غـفــرانــا وســتـــرا
وحـفـظـا سـيــدي فـضــلا بــتــوبِ
وإكــــرامـــــا وإســــعـــــادا إلــــهـــــي
ومـحــوا بالـصـحـاف لـكــل ذنـــبِ
وأبـلـغ سـيـدي الـهـادي صـلاتـي
وآلا مــا جــرى مـــاءُ الـمـصـبِّ !


لآمنة
***
شعر
صبري الصبري
***

ل(آمـنـةَ) الكريـمـةِ بـنــتِ وهـــبِ
تـحــيــاتــي وأشـــواقــــي وحـــبــــي

وإجــلالـــي وتـقــديــري وبـــوحـــي
بـمــدح فـيــه أنـــوارٌ ســـرت بــــي

بـتــحــنــانٍ وتــبــجــيــلٍ وشــــــــدوٍ
لـهـا مـــن شـعــر تـوقـيـر لـصــبِ

فــــــأمُّ الـــنـــور هــاديــنــا بـــقـــدر
جـلـيــل طــيــب الأنــهــار عــــذبِ

نـضــيــرٍ طــاهـــرٍ فـــخـــمٍ جـــلِـــيٍّ
جـمـيــلٍ بــاهــر الـمـقــدار رحــــبِ

خـيـارٌ مـــن خـيــار الـنـسـل طـــه
أتى المحمـودُ مـن طهـر لصلـبِ

ف(عــبــد الله) والـــــدُه الْـمُــفَــدَّى
بحـفـظٍ مـــن إلـــه الـعــرش ربـــي

ووالـــدةُ الحـبـيـب بـأمــن عـيــش
ونـــــور قــــــد تــــــخللها بـــوهـــبِ

مــــن الـرحـمــن بـاريــنــا تـعــالــى
حـبـاهــا بــســط تـكــريــم وقـــــربِ

تَـكَــوَّنَ (أحـمــدٌ) مـنـهــا ونــالــت
بـفــضــل الله أشـــــواقَ الــمــحــبِ

مـــن الأخـيــار بـالـدنـيـا فـهـامــوا
بـهــا والله فــــي شــــرق وغــــربِ

وطـابــت فـــي مـدائـحـهـم مــزايــا
لــهـــا لاحـــــت بـإنــشــاد لــركـــبِ

يـــود زيـــارة (الأبــــواءِ) يـمـضــي
بمـهـجـة مــغــرم بـضـيــاء قــلــبِ

صـدوقٍ نابـض الإيمـان يسـمـو
سـمـوا عاشـقـا بـرحــاب صـحــبِ

لــهـــا لاحــــــت مــآثــرهــا تـــراهـــا
بحـسـن أشـرقــت فـــي كـــل دربِ

وبـالـمـيـلاد قــــد نــــارت قــصــورٌ
لشـام أشـرقـت مــن بُـعْـدِ صــوبِ

و(ساوة) جهرة غيضت وصارت
بـفـارس كـلـهـا فـــي جـــم جـــدبِ

وأمـسـى خـاويـا إيــوان (كـسـرى)
تحطـم وانـزوى فـي بــؤس كــربِ

ف(أحمـد) قـد أتـى الأكـوان بـدرا
منـيـرا يــا ريــاح الخـيـر هُـبِّــي !

خفـيـف الحـمـل (آمـنــةٌ) تـلاقــي
بحـمـل المصطـفـى يـسـرا بـــدأبِ

تــوالــى بـالـهــدى بــســطٌ كـثــيــرٌ
من المعبود ذي الإجلال حسبي

وتـصـبــر أُمُّــــه صــبـــرا جـمــيــلا
لـبــعــد صـــــار تـأريــقــا لــجــنــبِ

بسعـدٍ قـد مضـى عنـهـا رضيـعـا
(حليمة) تجتني روضـات رطـبِ

وتــنــظــر عـيـنُــهــا الألاء تـــتــــرا
بطالعـه السعـيـد كـضـوء شـهـبِ

بشـق الـصـدر قــد كــان اجتـبـاءٌ
وتطهـيـر الحبـيـب بـجـهـر طـــبِ

وعــاد المصطـفـى طـفـلا صغـيـرا
ل(آمنـةَ) الحبيبـةِ بنـتِ (وهــبِ)

تــــربِّــــي إبــنـــهـــا واللهُ يــــرعـــــى
(مـحـمـدَ) نـــال إغـــداقَ الْـمُـرَبِّـي

وأدبَّـــــهُ الإلـــــهُ الــفـــردُ يــعــطــي
لـه الأفضـال فــي بـسـط لسـكـبِ

ومـاتــت أمــــه أضــحــى وحــيــدا
بــيــتــم مــطــبــق الآلام صـــعـــبِ

فـــــآواه الـمـهـيـمـنُ ذو الـعـطـايــا
بـأعــيــنــه الـعــظــيــمُ اللهُ ربـــــــي

تــعــالـــى الله بــاريــنـــا يــــوافــــي
نـبـيـنـا (أحــمــدا) عــــزا بـكــســبِ

غــزيــرٍ طــيــبٍ الآيـــــات ظــلـــت
تـقــيــم بــخــافــق تــحــيــا بـــلـــبِ

يــــؤم مــنــارَه الأحــبـــابُ جـمــعــا
بـكـل الأرض مــن عـجـم وعُــرْبِ

ويــمــدحـــه و(آمـــنــــةً) بـــمــــدح
كـــــــرامٌ بـالــمــديــح الْـمُـسْـتَــحَــبِّ

و(عــبــدَ الله) نـمــدحــه مـديــحــا
مـديــد الـبــوح بـالأبـيـات يًـسْـبـي

فــــإن الــحــبَّ بــرهــانٌ مــضـــيءٌ
لــقــلـــب يـقــتــفــي آلاء جـــــــذبِ

لأنــــــوار الــنــبــوة قــــــد تـــلآلـــت
بـأفـئــدة الــذيــن بــصــدق حـــــبِّ

ل(آمـــنـــة) الـحـبـيـبــةِ أمِّ طـــــــه
و(عــبـــدِ الله) والــــــده الْــمُــحَــبِّ

فـجــد بـالـجـود يـــا ربـــي علـيـنـا
بصـوب نلتقـي الحسنـى وحـدبِ

وهـــــب لـلــكــل غـفــرانــا وســتـــرا
وحـفـظـا سـيــدي فـضــلا بــتــوبِ

وإكــــرامـــــا وإســــعـــــادا إلــــهـــــي
ومـحــوا بالـصـحـاف لـكــل ذنـــبِ

وأبـلـغ سـيـدي الـهـادي صـلاتـي
وآلا مــا جــرى مـــاءُ الـمـصـبِّ !

الخميس، 5 سبتمبر 2013

تقسيم


تقسيم
***
شعر
صبري الصبري
***




قـسَّـمـتَ شـعـبـا ذا صــــلادة واحــــدا

وسنـنـت فــي نــار الفـتـون حـدائـدا

وحـرقـت بالـسـعـر الفـظـيـع أواصـــرا

كــانــت ربــاطــا للـمـفـاصـل جــامــدا

ونـخـرت صـرحـا شـامـخـا ذا هـيـبـة

أمــســى خــرابــا مـسـتـبـاحـا مــائـــدا

جــزأتـــه أجــــــزاء ريــــــح عـــاصـــف

أعطـى الأعـادي فـي الـبـلاد مـوائـدا

فـيــهــا أنــاخـــوا بـالــبــلاء ركـابــهــم

مـنـهــم نــلاقــي بـالــعــذاب مـكــائــدا

كـــنـــا جـمـيــعــا بــاتــحـــاد شـــامــــل

بـالـحــب نـقــهــر مـسـتـبــدا حــاقـــدا

كـــنـــا بـــوحـــدة قـــــــوة فـتـهـشــمــت

أضحـت مشاعـا بالضغائـن سـائـدا

وغـمـرتـنــا بــالــكــره مــــــزق قـلـبــنــا

يــا مــن أقــام لـنـا الخـصـام روافــدا

فـيــه اسـتـبـاح الـظـالـمـون دمـائـنــا

حـــتـــى رأيـــنـــا لـلـقــبــور شـــواهـــدا

إنــي رأيـــت دجـــى الـظــلام مـمـهـدا

لـلــكــل يـكــســر لـلـجـمـيـع قـــواعـــدا

ويـغـيــر الأشــيــاء حــســب مــزاجــه

ويـضـم فـيـنـا مـــا يـشــاء حـصـائـدا

ويعيث فـي الأرض الخصـام بدأبـه

يـمـحـو مـــن الـــود الـقـريـب فـوائــدا

فـتـتــنــا تـفــتــيــت عـــمــــد نــرتــئـــي

فـيــك الـقـريـب المـسـتـبـد الـقـاصــدا

وخدعـتـنـا : مـعـسـول قـــول آنـــف

يـنــســاب فـيــنــا بـالــمــرارة كــاســـدا

وســـرى لـديـنـا مـــن لــدنــك تـبـجــح

يبديـك عـن صــدق التـزامـك حـائـدا

نـسـتـبـدل الــنــار الـقـديـمـة بـالــتــي

شــبـــت لـتــوقــد بـالـجـديــد مــواقـــدا

مــا كــان ذلـــك قـصـدنـا فـــي ثـــورة

ضــلــت لـديـنــا لـلــوفــاقِ مـقــاصــدا

كـــنـــا نــــــروم ســلامــنــا ووئــامــنــا

كـنــا نــــود عــلــى الــــدوام الــراشــدا

لـنـعـيـش عـيـشــة نــضـــرة بـتــآلــف

بـالـحــب نـسـطــر لـلـســلام تـعـاقــدا

ونـحـقــق الآمــــال بــاتــت تـرتــجــي

مـنــا مـــع الـعــزم الـــدءوب تـعـاهـدا

لـكــنــهــا ولـــــــت لـــيــــال ســعـــدنـــا

أمسـت تـواجـه ذا غـمـوض صـائـدا

أيـــن اتـجــاه السـائـريـن بـدربـنـا ؟!

فـالـكـل ألــفــى بـالـطـريـق مـصـائــدا

شـحــت مــــوارد سـعـيـنـا وتـراجـعــت

نــرنـــو بــأوجـــاع الـغــوائــل فـــاقـــدا

وتــلـــوح فـيــنــا مـعــضــلات جـــمـــة

لاقـــــت سـقـيـمــا بـالــقــرار مـعــانــدا

والـكـل يهـتـف فـــي وجـــوه أمـعـنـت

بهـتـافـهـا تـقـلــى الـكـبـيــر الـقــائــدا

كالـغـابـة الـكـبـرى تـضــج صـفـوفـنـا

حـتـى ارتجـيـنـا للـسـمـاء مـصـاعـدا

مـــا هـــذه الأم الـتــي فـــي أرضــهــا

يهـوى الأنــام مــع الـهـدوء وسـائـدا

ضجـت بهـا الأرجـاء تفـتـح عينـهـا

تـنــعــى ائـتــلافــا لـلـخـلائــق رائـــــدا

بـالـحـزن تـــذرف دمـعـهـا بمـنـاطـق

كـــانـــت ربــيــعــا لـلــبــرايــا عـــائــــدا

بــمـــروج حــســـن مـسـتـقــر يـــانـــع

تـعـطـي الأحـبــة بالعـبـيـر مـسـانــدا

فيهـا الأمــان مــع النـضـار حقيـقـة

تصـفـو تـلاقــي فـــي حـمـاهـا رافـــدا

ونـــرى الـكــرام الـزائــرين لـروضـهـا

جــــاءوا ومــــدوا لـلـجـمـال ســواعــدا

الآن نــخــشـــى لـلـحـبـيـبــة فــقــرهـــا

إفـلاسـهـا يـزجــي الـخـنــاق الــوائــدا

يــــا أرض حــبـــي لا أزال بـلـهـفـتـي

أمـضــي أبـــث لـــك الــغــرام الــزائــدا

وأهـيـم فـيـك بـشـوق إجـــلال حـلــى

لـي فـي ربــاك أرى الشـتـاء الـبـاردا

والـصـيـف بـالـحـر اللـطـيـف بــجــوه

أنــــس يــلاقــي بــالـــوداد مـشــاهــدا

أحببـت فيـك الطقـس طــاب لمـغـرم

يـشـدو لــك التحـنـان عـذبـا شـاهـدا

أن الـجـمـيـلــة لا يــــــزال جـمــالــهــا

يـسـبـي مـحـبـا فـــي سـواهــا زاهــــدا

لـكــنــهــا فـــــــي فــتـــنـــة بــمــخــافــة

تخـشـى الـعـدو المسـتـبـد الـحـاسـدا

لـن تنحنـي مـصـر العظيـمـة لـلـذي

يــرجــو لــهـــا الإذلال قــيـــدا وافـــــدا

لا لــــن تــراعــي مـصـرنــا وتــأكــدي

من وعي شعبك سوف يبقي عابدا

لله رب الـــعــــرش جــــــــل جــــلالــــه

يــرجـــو إلــهـــا ذا لـطــائــف واحـــــدا

ويحب طـه المصطفـى خيـر الـورى

بالـطـهـر يـحـيـا مستـقـيـمـا حــامــدا

يـا شعـب مصـر بالانقسـام هلاكنـا

هـــيـــا نــــــؤم بـالالـتــئــام مــحــامــدا

فـيــهــا صـــــلاح حـبـيـبــة بـقـلـوبـنــا

تخـشـى انـدكـاكـا بالمـفـاتـن هـامــدا

صـلــى الإلـــه عـلــى الـنـبــي وآلــــه

مـا الغيـم ضــم الوابـلـي الـراعـدا !!


تقسيم
***
شعر
صبري الصبري
***

قـسَّـمـتَ شـعـبـا ذا صــــلادة واحــــدا
وسنـنـت فــي نــار الفـتـون حـدائـدا

وحـرقـت بالـسـعـر الفـظـيـع أواصـــرا
كــانــت ربــاطــا للـمـفـاصـل جــامــدا

ونـخـرت صـرحـا شـامـخـا ذا هـيـبـة
أمــســى خــرابــا مـسـتـبـاحـا مــائـــدا

جــزأتـــه أجــــــزاء ريــــــح عـــاصـــف
أعطـى الأعـادي فـي الـبـلاد مـوائـدا

فـيــهــا أنــاخـــوا بـالــبــلاء ركـابــهــم
مـنـهــم نــلاقــي بـالــعــذاب مـكــائــدا

كـــنـــا جـمـيــعــا بــاتــحـــاد شـــامــــل
بـالـحــب نـقــهــر مـسـتـبــدا حــاقـــدا

كـــنـــا بـــوحـــدة قـــــــوة فـتـهـشــمــت
أضحـت مشاعـا بالضغائـن سـائـدا

وغـمـرتـنــا بــالــكــره مــــــزق قـلـبــنــا
يــا مــن أقــام لـنـا الخـصـام روافــدا

فـيــه اسـتـبـاح الـظـالـمـون دمـائـنــا
حـــتـــى رأيـــنـــا لـلـقــبــور شـــواهـــدا

إنــي رأيـــت دجـــى الـظــلام مـمـهـدا
لـلــكــل يـكــســر لـلـجـمـيـع قـــواعـــدا

ويـغـيــر الأشــيــاء حــســب مــزاجــه
ويـضـم فـيـنـا مـــا يـشــاء حـصـائـدا

ويعيث فـي الأرض الخصـام بدأبـه
يـمـحـو مـــن الـــود الـقـريـب فـوائــدا

فـتـتــنــا تـفــتــيــت عـــمــــد نــرتــئـــي
فـيــك الـقـريـب المـسـتـبـد الـقـاصــدا

وخدعـتـنـا : مـعـسـول قـــول آنـــف
يـنــســاب فـيــنــا بـالــمــرارة كــاســـدا

وســـرى لـديـنـا مـــن لــدنــك تـبـجــح
يبديـك عـن صــدق التـزامـك حـائـدا

نـسـتـبـدل الــنــار الـقـديـمـة بـالــتــي
شــبـــت لـتــوقــد بـالـجـديــد مــواقـــدا

مــا كــان ذلـــك قـصـدنـا فـــي ثـــورة
ضــلــت لـديـنــا لـلــوفــاقِ مـقــاصــدا

كـــنـــا نــــــروم ســلامــنــا ووئــامــنــا
كـنــا نــــود عــلــى الــــدوام الــراشــدا

لـنـعـيـش عـيـشــة نــضـــرة بـتــآلــف
بـالـحــب نـسـطــر لـلـســلام تـعـاقــدا

ونـحـقــق الآمــــال بــاتــت تـرتــجــي
مـنــا مـــع الـعــزم الـــدءوب تـعـاهـدا

لـكــنــهــا ولـــــــت لـــيــــال ســعـــدنـــا
أمسـت تـواجـه ذا غـمـوض صـائـدا

أيـــن اتـجــاه السـائـريـن بـدربـنـا ؟!
فـالـكـل ألــفــى بـالـطـريـق مـصـائــدا

شـحــت مــــوارد سـعـيـنـا وتـراجـعــت
نــرنـــو بــأوجـــاع الـغــوائــل فـــاقـــدا

وتــلـــوح فـيــنــا مـعــضــلات جـــمـــة
لاقـــــت سـقـيـمــا بـالــقــرار مـعــانــدا

والـكـل يهـتـف فـــي وجـــوه أمـعـنـت
بهـتـافـهـا تـقـلــى الـكـبـيــر الـقــائــدا

كالـغـابـة الـكـبـرى تـضــج صـفـوفـنـا
حـتـى ارتجـيـنـا للـسـمـاء مـصـاعـدا

مـــا هـــذه الأم الـتــي فـــي أرضــهــا
يهـوى الأنــام مــع الـهـدوء وسـائـدا

ضجـت بهـا الأرجـاء تفـتـح عينـهـا
تـنــعــى ائـتــلافــا لـلـخـلائــق رائـــــدا

بـالـحـزن تـــذرف دمـعـهـا بمـنـاطـق
كـــانـــت ربــيــعــا لـلــبــرايــا عـــائــــدا

بــمـــروج حــســـن مـسـتـقــر يـــانـــع
تـعـطـي الأحـبــة بالعـبـيـر مـسـانــدا

فيهـا الأمــان مــع النـضـار حقيـقـة
تصـفـو تـلاقــي فـــي حـمـاهـا رافـــدا

ونـــرى الـكــرام الـزائـريــن لـروضـهــا
جــــاءوا ومــــدوا لـلـجـمـال ســواعــدا

الآن نــخــشـــى لـلـحـبـيـبــة فــقــرهـــا
إفـلاسـهـا يـزجــي الـخـنــاق الــوائــدا

يــــا أرض حــبـــي لا أزال بـلـهـفـتـي
أمـضــي أبـــث لـــك الــغــرام الــزائــدا

وأهـيـم فـيـك بـشـوق إجـــلال حـلــى
لـي فـي ربــاك أرى الشـتـاء الـبـاردا

والـصـيـف بـالـحـر اللـطـيـف بــجــوه
أنــــس يــلاقــي بــالـــوداد مـشــاهــدا

أحببـت فيـك الطقـس طــاب لمـغـرم
يـشـدو لــك التحـنـان عـذبـا شـاهـدا

أن الـجـمـيـلــة لا يــــــزال جـمــالــهــا
يـسـبـي مـحـبـا فـــي سـواهــا زاهــــدا

لـكــنــهــا فـــــــي فــتـــنـــة بــمــخــافــة
تخـشـى الـعـدو المسـتـبـد الـحـاسـدا

لـن تنحنـي مـصـر العظيـمـة لـلـذي
يــرجــو لــهـــا الإذلال قــيـــدا وافـــــدا

لا لــــن تــراعــي مـصـرنــا وتــأكــدي
من وعي شعبك سوف يبقي عابدا

لله رب الـــعــــرش جــــــــل جــــلالــــه
يــرجـــو إلــهـــا ذا لـطــائــف واحـــــدا

ويحب طـه المصطفـى خيـر الـورى
بالـطـهـر يـحـيـا مستـقـيـمـا حــامــدا

يـا شعـب مصـر بالانقسـام هلاكنـا
هـــيـــا نــــــؤم بـالالـتــئــام مــحــامــدا

فـيــهــا صـــــلاح حـبـيـبــة بـقـلـوبـنــا
تخـشـى انـدكـاكـا بالمـفـاتـن هـامــدا

صـلــى الإلـــه عـلــى الـنـبــي وآلــــه
مـا الغيـم ضــم الوابـلـي الـراعـدا !!