الأحد، 24 فبراير 2013

الأندلس

الأندلس
**
شعر
صبري الصبري
**
 
تعب الفؤاد من الهوى فاستغفرا
وأرادَ أن يأتي إليك فأدبرا
واحتلَّت الوجدان آهاتُ الجوى
كالدسكر المحزون لاقى العسكرا
يا للحبيبة ما تقادم عهدها
أزداد عشقا للحبيبة والذرى
كانت هناك وهل أوافيها هنا
تأتي إليَ مع النسيم إذا سرى
بعبير مسك شفَّه حبٌّ ثوى
بين الضلوع إذا نسيت تذكرا
ليلى وما ليلى بفردوس الهنا
ألا الجمال على الربوع تبخترا
قولي بربك هل بقايا مجدنا
يا أرض ليلى في المدائن والقرى ؟!
لازال يشهد أن حبي ساطعٌ
كالشمس تشرق بالمهابة في الورى ؟!
أم أن ذلك يا حبيبة خافقي
أضحى كذكرى في خيالات الكرى؟!
قالت لي الغراء (قرطبة) المنى
ماذا لديكم؟! قلت أسطر أسطرا !!
في حبكم هام الفؤاد مجلجلا
بالشوق يزداد الفؤاد تأثرا
قالت لديكم بالكلام مواعظٌ
قلت الكلام عن المشاعر عَبَّرا
يزداد شوقي بالحبيبة كلما
ذُكرت أمامي سال دمعي أنهرا
أهفو إليها أستقر بروضها
كالبلبل الشادي يجوب الأعصرا
ويحط في عش الجميلة برهة
فيها يغني للأحبة ما يرى
ويجوب في الفردوس تاريخا له
ينساب في مهج الأنام معطرا
لا أستريح إذا ذُكِرْتِ بمجلس
إلا إذا همس القصيد مُذَكِّرا
يا أيها الأحباب ليلى ها هنا
في القلب تحيا في تراحيب القِرَى!!
يزداد عشق العاشقين لأرضها
لاقت حنينا كالسحائب ممطرا
ما إن تلاقى الصقر صقر دخولنا
حتى تلاقي للحقيقة منبرا
وتقوم تخطب في الخلائق حرة
بين المروج زها مناها مثمرا
يا من تسمَّع قولها حين ابتدا
ذاك الرحيل : ألا بكيت تأثرا ؟!
ضاعت حبيبة قلبنا وتشتت
أهداب روض كان غضَّا أخضرا
حزني ولهفي كيف هان عليهم
هذا الجمال وكيف وَلِّى مدبرا
تركوا الجهاد ولاح خزي جدالهم
كالنار تأكل مجد أرباب الْمِرا
يا درة الأمجاد يا سوح الصفا
مهما استباحوا نحو روضك معبرا
سأظل أهتف في الفوارس ثائرا:
يا (طارق بن زياد) جدد ما جرى
يا (طارق بن زياد) أقبل مسرعا
يا (طارق بن زياد) أُخرج من ثرى
يا (طارق بن زياد) احشر عسكرا
يا (طارق بن زياد) أنشا مخفرا
لازلت أذكر يا حبيبة خافقي
دهرا تقادم فيه بت مُحَيَّرا
فالحاضر المأسور في قيد العنا
هتك الستور وفض عزا أكبرا
يا أرض أندلس الجمال تذكري
قلبا أحبك في الأنام موقرا
واختار حبك كي يكون قصيدة
تنساب تعبر للحبيبة أبحرا !!


هناك تعليق واحد:

  1. حنين قال:
    يناير 8th, 2011 at 12:01 م
    كلما ذكر أمامي أسمها فاضت عيناي من الدموع
    هكذا أنا كلما سمعت أو قرأت تلك الحروف الخمس
    ( أندلس ) أبكي ولا ادري كيف

    وبت في حيرة من أمري .!

    فمن نبكي أخي ..؟

    فلسطين , أندلسي , تركيا ,أم أمة التوحيد كلها

    والله لا أدري ..!

    كعادتك أستاذنا يراع مميز وفيض نقي , أجبرني على البكاء فعذراً منك أستاذنا

    ردحذف