يا أيها العربي
***
***
شعر
صبري الصبري
***
|
لي في سماء المجد ألف حكاية
مروية بقصائد الشعراء
|
هتفوا بها مستعذبين فصولها
وجمالها في روضة غَنَّاءِ
|
قالوا قديما كان دهر زماننا
يشدو لنا إعجابه بِغِناءِ
|
وله حنينٌ باتساق شؤونه
وشجونه بمراتب العلياءِ
|
نادت بملأ فخارها ومنارها
وسرورها في فرحة السعداءِ
|
يا أيها العربي أنت المنتقى
من بين أهل الأرض والأرجاءِ
|
نزلت عليك من السماء رسالةٌ
قدسيةٌ للناس في الأنحاءِ
|
فحملت مشعل نورها وفنارها
وقرارها بجلالها الوضَّاءِ
|
وسموت أسمى رفعة ومكانة
موضونة بالتبر واللألاءِ
|
وفتحت آفاق البلاد تضيئها
بعد الظلام بهيبة وضياءِ
|
تبني بها للعالمين صروحها
وشموخها بمهارة البنَّاءِ
|
حتى استقرت بالربوع شريعةٌ
مبرورة مقرونة بعلاءِ
|
وبها استنار الناس .. إن طريقها
نهج الفلاح الحقِّ للأحياءِ
|
لي في عيون العز آثار العلا
ترقى رقيا باهر الأجواءِ
|
ولدي تاريخٌ مجيدٌ طالما
أودعته بضمائر الشرفاءِ
|
ماذا دهاني ؟! لا أراني مثلما
كنا بماضي الدهر والآناءِ
|
لست الذي كانت قوائم مجده
بالشمس ترفع رأسها بفضاءِ
|
لست الذي بالليل بدر حياته
بتمامه في مشرق الخيلاءِ
|
لست الأبيُّ العبقري المرتقي
عصر التقدم دونما إبطاءِ
|
هجمت علىَّ حجافل الغدر التي
بثت جهالة زيفها ببلاءِ
|
سلبوا الجمال من الربوع فأقفرت
وتشوقت جهرا عيون الماءِ
|
وتسائل الطير الغريد بحزنه
وغديره يهفو إلى الفيحاءِ
|
غرناطة الأمجاد ينعيها لنا
فردوسنا الباكي بحور دماءِ
|
كم كان للعربي فيها صولةٌ
ومهابة بالجنة الخضراءِ
|
كم كان فيها للكرام مكانة
في دولة معلومة الأنباءِ
|
ضعنا وتهنا ياخسارتنا بها
صرنا جميعا قصعة بغذاءِ
|
وتناثر العربيُّ بين مناطق
في الأرض مثل نشارة بهواءِ
|
ضاعت فلسطين الحبيبة وانتهى
عزُّ العروبة واكتوى بكواءِ
|
وتتابع الضيم المزمجر بالعنا
في كل قطر ناضح بخواءِ
|
بالذل ضعنا واستبد عدونا
بالناس في الشهوات والأهواءِ
|
إني أنا العربيُّ أرثي حالنا
ومآلنا بقصيدتي برثائي
|
فلعل أهل عروضنا بقصائد
يرثون مثلي أمة الآلاءِ
|
ولعل فيها نستفيق جميعنا
ونعيد غابر مجدنا المترائي
|
لازال يبعث بالسنين وميضه
فينا يذكرنا على استحياءِ
|
يا أيها العربي أقبل هاهنا
أهل العروبة في أعز إخاءِ
|
سكبوا المشاعر بالسطور ندية
فترقرت بمحبة ووفاءِ
|
ونما لديهم فجرُ آمالٍ به
نورٌ يضيء الدرب بالظلماءِ
|
ستعود أمة عزتي وكرامتي
لصدارة عربية عصماءِ
|
سيعود قدسي عودة محمودة
مبرورة في عزة وإباءِ
|
سأعود أشدو بالخليل قصائدي
بحصون عكا صادحا بغنائي
|
وأصب من شعري نفائس تبره
بين المروج بهية الأصداءِ
|
ترنو لها الأمجاد من عليائها
بجمالها في بهجة وبهاءِ
|
لي في عيون المجد ألف رواية
وحكاية بقصائد الشعراءِ
|
صلى الإله على النبي وآله
طه حبيبي سيد الشفعاءِ !!
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق