الاثنين، 25 فبراير 2013

يأيها العربي

يا أيها العربي
***

شعر
صبري الصبري
***
لي في سماء المجد ألف حكاية
مروية بقصائد الشعراء
هتفوا بها مستعذبين فصولها
وجمالها في روضة غَنَّاءِ
قالوا قديما كان دهر زماننا
يشدو لنا إعجابه بِغِناءِ
وله حنينٌ باتساق شؤونه
وشجونه بمراتب العلياءِ
نادت بملأ فخارها ومنارها
وسرورها في فرحة السعداءِ
يا أيها العربي أنت المنتقى
من بين أهل الأرض والأرجاءِ
نزلت عليك من السماء رسالةٌ
قدسيةٌ للناس في الأنحاءِ
فحملت مشعل نورها وفنارها
وقرارها بجلالها الوضَّاءِ
وسموت أسمى رفعة ومكانة
موضونة بالتبر واللألاءِ
وفتحت آفاق البلاد تضيئها
بعد الظلام بهيبة وضياءِ
تبني بها للعالمين صروحها
وشموخها بمهارة البنَّاءِ
حتى استقرت بالربوع شريعةٌ
مبرورة مقرونة بعلاءِ
وبها استنار الناس .. إن طريقها
نهج الفلاح الحقِّ للأحياءِ
لي في عيون العز آثار العلا
ترقى رقيا باهر الأجواءِ
ولدي تاريخٌ مجيدٌ طالما
أودعته بضمائر الشرفاءِ
ماذا دهاني ؟! لا أراني مثلما
كنا بماضي الدهر والآناءِ
لست الذي كانت قوائم مجده
بالشمس ترفع رأسها بفضاءِ
لست الذي بالليل بدر حياته
بتمامه في مشرق الخيلاءِ
لست الأبيُّ العبقري المرتقي
عصر التقدم دونما إبطاءِ
هجمت علىَّ حجافل الغدر التي
بثت جهالة زيفها ببلاءِ
سلبوا الجمال من الربوع فأقفرت
وتشوقت جهرا عيون الماءِ
وتسائل الطير الغريد بحزنه
وغديره يهفو إلى الفيحاءِ
غرناطة الأمجاد ينعيها لنا
فردوسنا الباكي بحور دماءِ
كم كان للعربي فيها صولةٌ
ومهابة بالجنة الخضراءِ
كم كان فيها للكرام مكانة
في دولة معلومة الأنباءِ
ضعنا وتهنا ياخسارتنا بها
صرنا جميعا قصعة بغذاءِ
وتناثر العربيُّ بين مناطق
في الأرض مثل نشارة بهواءِ
ضاعت فلسطين الحبيبة وانتهى
عزُّ العروبة واكتوى بكواءِ
وتتابع الضيم المزمجر بالعنا
في كل قطر ناضح بخواءِ
بالذل ضعنا واستبد عدونا
بالناس في الشهوات والأهواءِ
إني أنا العربيُّ أرثي حالنا
ومآلنا بقصيدتي برثائي
فلعل أهل عروضنا بقصائد
يرثون مثلي أمة الآلاءِ
ولعل فيها نستفيق جميعنا
ونعيد غابر مجدنا المترائي
لازال يبعث بالسنين وميضه
فينا يذكرنا على استحياءِ
يا أيها العربي أقبل هاهنا
أهل العروبة في أعز إخاءِ
سكبوا المشاعر بالسطور ندية
فترقرت بمحبة ووفاءِ
ونما لديهم فجرُ آمالٍ به
نورٌ يضيء الدرب بالظلماءِ
ستعود أمة عزتي وكرامتي
لصدارة عربية عصماءِ
سيعود قدسي عودة محمودة
مبرورة في عزة وإباءِ
سأعود أشدو بالخليل قصائدي
بحصون عكا صادحا بغنائي
وأصب من شعري نفائس تبره
بين المروج بهية الأصداءِ
ترنو لها الأمجاد من عليائها
بجمالها في بهجة وبهاءِ
لي في عيون المجد ألف رواية
وحكاية بقصائد الشعراءِ
صلى الإله على النبي وآله
طه حبيبي سيد الشفعاءِ !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق