الخميس، 28 فبراير 2013

اليمن

كتبها

صبري الصبري ، في 1 مايو 2011 الساعة: 05:43 ص



اليمن

***
شعر
صبري الصبري

***



ألا يمـن السـعـادة إنَّ فيـنـا
محبتـك الأكـيـدة تحتويـنـا
نقـول لأجلهـا الأقـوال شعـرا
صدوقـا باهـرا عذبـا متيـنـا
يشنـف سمـع أحبـاب كـرام
فيطربهـم ويشجيهـم قرونـا !
بك الأعـوام تزدهـر ازدهـارا
وتنبـت فيـك إنباتـا مبيـنـا
تجلـى فيـه تبيـانٌ فصـيـحٌ
يحدثنـا حـديـث المعجبيـنـا
ب(بلقيـس) بمملـكـة يغَـنِّـي
لها التاريخ فـي العليـا لحونـا
فتطرب مـن عذوبتهـا الليالـي
تضـم الناظريـن .. السامعينـا
وهدهد قصرها المختـال يرنـو
بمكمنـه وقـد عـدَّ الكميـنـا
يطالع عرشها المشهـور سـرا
ويلقـي فيـه مكتوبـا دفيـنـا
فياللهدهـد الجاسـوس ! أنهـى
بهـا كفـرا بشقوتـه لعيـنـا
وطار العرش بالأجـواء قسـرا
شمالا حلَّ فـي سجـن سجينـا
إلـى أن كـان إسـلامٌ مضـيءٌ
أنـار بقلبهـا الغافـي يقيـنـا
بسبـأ أيّ سبـأ كــان عــزٌّ
بسـبـأ دام منبـتـه سنيـنـا
بجنـات النعيـم ببسـط روض
ودوح ظلـه غطـى المتـونـا
وفاكهـة تطـيـب لمشتهيـهـا
يناغيهـا ويرتقـب الغصـونـا
تلبـي بالسخـا تنهـال فيضـا
غزيـرا ناضـرا سحـا رزينـا
إذا مـا رام ناظـرهـا طعـامـا
أتـى يهـدي لآكلـه الصحونـا
كأن المرء فـي عـدن بعيـش
بـه يحيـا بروضتهـا مصونـا
ويشرب مـن منابعهـا شرابـا
نقيـا يصطفـي فيـه العيـونـا
مـزاج السلسبيـل بـه هنـاءٌ
بكافـور لـه نهـفـو حنيـنـا
ونرتع في حمى الأمطار فاضـت
بيمـن الخيـر طوفانـا أميـنـا
يهدهد محتوى الدوحات يـروي
شمائلهـا ويشتـمـل اليميـنـا
ونذكر سدها المشهـور يحـوي
حيا الأجـواء محفوظـا رهينـا
فماء القطر مـا وافـى حماهـا
يظـل بمسـتـراح مستكيـنـا
ليروي الأرض في يمن التنامـي
ويسقي فـي روابيهـا البطونـا
وصنعـاء التـي مـدت دروبـا
لكل الأرض قـد فتحـت جفونـا
بحكمتهـا .. بقوتهـا تـلاقـت
كليـث صـان بالغـاب العرينـا
تصول إذا أرادت فـي رسـوخ
وتأبـى أن تخـون وأن تهونـا
وتأبـى أن يفارقهـا شـمـوخ
وتصحب في المغازي الفاتحينـا
ل(يشجب) أو ل(يعرب) كم تناهت
مراقي المجـد تجتـذب العيونـا
وتحكي عنهمـا سفـرا طويـلا
وماءً قـد روى للإنـس طينـا
ونسلا دافقـا بـالأرض يمشـي
ويعمرهـا وينتظـم الشـؤونـا
وينسابـوا بأصقـاع بصـبـر
يلازمهـم ويمتـزج الشجـونـا
فهـم أس لأعــراب تـراهـم
بتاريـخ البـرايـا الظاعنيـنـا
هم الأبطال فـي سهـل وجبـل
بكهف الدهر ما رامـوا الكمونـا
وسل عنهـم قبائلهـم ترامـت
وضمـت فـي ركائبهـا البنينـا
مضوا بالدين في شرق وغـرب
رجـالا مسلمـيـن ومؤمنيـنـا
شيوخا فيهـم الإيمـان يزهـو
وحكمتهـم توافـي العالميـنـا
وسل شامـا وبغـدادا ومصـرا
وسل فردوسنا المغـروس فينـا
بأندلـس الجمـال لهـم بريـقٌ
وأخـبـارٌ تـضـم المتقيـنـا
وتروي عـن مآثرهـم صحافـا
تقـص بفخرهـا سـردا مكينـا
ويثبت ما جـرى حقـا وعـدلا
فقـد تركـوا عدوهـمُ ثخيـنـا
وقد بزوا الأعـادي فـي تخـوم
بهـا تأبـى فوارسهـم سكونـا
أذاقـوا الـروم ويـلات جسـام
بها الرومان قد لاقوا الجنونـا !
إذا اليمنـيُّ مـا لاقـى صعابـا
يحطمهـا ويختـرق الحصونـا
يسلّـح نفسـه دومـا بـعـزم
بوعـي ثاقـب يَـدَع المجونـا
ليحيا فـي عـلا الأمجـاد حـرا
أبيـا لا يـرى الـذل المهيـنـا
يعـز بروحـه الإيمـان يحيـا
عزيز القدر لا يخشـى المنونـا
ويرفض لو يلاقي الضيم .. ظلما
ويأنـف أن يكـون المستكينـا
بثـورة شعبـه المقـدام يعلـو
يحقق فيـه بالصـدق الظنونـا
وقد لاحت لهـم بالجـو شمـسٌ
تنيـر طريقهـم شرعـا ودينـا
تعزي أهل مـن ماتـوا كرامـا
تواسي من ثـوى فيهـا حزينـا
وتأسـو كالطبيـب بكـل جـرح
بمجروح سجى عانـى الطعونـا
وتصفو بالصفا رغـم المآسـي
ببسمتهـا لمـن بثـوا الأنينـا
فكونـوا كلكـم صفـا منيـعـا
قويـا لا تهـابـوا المعتديـنـا
بوحدة شعبكـم كونـوا جميعـا
ببنـيـان يـسـر الناظريـنـا
ببستان جميـل الشـدو يزهـو
بنحل الشهد يصطحـب الطنينـا
بحمـد الله قـد قمتـم فـربـي
يحـب القائمـيـن الحامديـنـا
مـن الرحمـن نصركـمُ تجلـى
جليـا فاشكـروا اللهَ الْمُعيـنـا
ولن يجد العبـاد كمثـل عـونٍ
من المعبـود عـان الْمُستعينـا
ألا يمن المسرة صغـت شعـري
لأحبابـي ب(وافـره) حنـونـا
بعشـقٍ ضـم أبياتـا تـلاقـي
بروضـك كـرمَ أعنـاب وتينـا
وفاكهـة الشتـاء بهـا عطـاءٌ
وإيـلافٌ يـضـم المسعديـنـا
وعُـبَّـادا ونُسَّـاكـا كـرامـا
وزُهَّـادا بـصـدقٍ محسنيـنـا
فما أبهـاك مـن يمـن سعيـدٍ
سنعشقه بحـب مـا حيينـا !!

هناك 4 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. ما شاء الله تبارك الله

    ردحذف
  3. صح الله لسانك وبدنك اخي الكريم صبري الصبري

    ردحذف
  4. بارك الله فيكم
    شكرا للحضور الجميل

    ردحذف