الخميس، 28 فبراير 2013

الأبله

الأبله
***
شعر
صبري الصبري
***
 
شاهدت يومـا أبلـه الإعـلام
بغطيـط لـب وافـر الأوهـامِ
يهذي بأقوال تشتـت شملهـا
بين الـدروب بحلكـة لظـلامِ
بلسان لغو مستمـر لا يـرى
حـدا لقـولٍ أعـرج الأقـدامِ
ويظل يدفع بالحروف تدفقـت
كحصى غليظ في خضم ركـامِ
يرمي به الآذان رميا مفجعـا
بفجاجـة وصفـاقـة للـئـامِ
فتراه طورا فـي أتـم تخلـف
بثياب إنسـيٍّ بغيـر زمـامِ !
وتراه طورا في إطار حظيـرة
كبهيمة هاجت بـدون لجـامِ !
وتراه شيطانا تلبَّـس هيكـلا
مستغرقا في همسه الإجرامـي
وتراه أحيانـا بسمـت تخبـط
بين الربوع كضالـة الأغنـامِ
كالذاهل المجنون بث جنونـه
بسياق لوثة قبضـة الأسقـامِ
يختال مزهوا ببعـض مسائـل
يبنـي عليهـا فكـرة لعـوامِ
شخصوا إليه إذا تحدث شارحا
أفكار جهل الأبله الضرغامِ !!
يمتاز بالإصرار في سعي لـه
بمسار ثرثـار بحشـد زحـامِ
ظنوه باللغو الكثيـف مفكـرا
فـذا يبـث حقائقـا لأنــامِ
فَمَوَاطِن التدليس فيه تعـددت
وتكاثرت في عتمـة الإظـلامِ
ومناطق العمران منه تأثـرت
أضحت خرائب رقعـة بحطـامِ
ما أخسأ الجهال ساء حديثهـم
وكلامهـم بوسائـل الإعـلامِ
زمن الرويبضة اللئام تكلمـوا
في كل شـيء دونمـا إلمـامِ
فتراهمُ بالحادثـات تصـدروا
وتشدقـوا بدقائـق ومهمـامِ
كخنافس الأطيان بثـت قيئهـا
بـالأرض دون تقيـد بنظـامِ
يا أبله التفكيـر إنـك قاصـر
مهما كبـرت بهيئـة وقـوامِ
مثل الحمار .. وللحمير فوائـد
شتى تدوم على مدى الأعـوامِ
عذرا لأصناف الحميـر فإنهـا
خير من البلهـاء والأقـزامِ !
والعذر أيضـا للبغـال فإنهـا
بالنفـع تحيـا بيننـا بوئـامِ
إن البلاهة يـا عتيـد بلاهـة
داء العقول تخضبـت بسقـامِ
وهي الخلايا بالتخلف أُعطبـت
بسواد نكبتها بسـوء تعامـي
وهي التخلص من نفائس حكمة
وهي الولـوع بقسمـة الأزلامِ
وهي السقوط بلوثـة عقليـة
بين الفتـون خبيثـة الأنغـامِ
وهي الحياة بعيشـة همجيـة
بحقول جدب ناضـر الألغـامِ
يا من تخبط بالبلاهـة ساءنـا
منك الحديث بلغوك المتنامـي
إنا سئمنا مـن لدنـك لجاجـة
بثـت إليـنـا قـسـوة الآلامِ
فاصمت فصمتك منتهى إسعادنا
كيما نعيـش براحـة وسـلامِ
فجوارح الإنسان تسمو عندما
تبقى بحفظٍ من سخيف كلامِ !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق