الاثنين، 2 مايو 2016

شذا الإسراء


شذا الإسراء
***
شعر
صبري الصبري
***
شذا الإسراء بالأرجاء فاحا
وعمَّ بعطره الوافي البطاحا

ولاح بنوره الصافي جليا
يبث بأنفس الناس الصلاحا

وينشر هديه المرغوب نشرا
جميلا طيبا عذبا مباحا 

لكل المؤمنين به اعتبارٌ
لأفئدة قد استحلت رباحا

ورامت سنة الهادي سبيلا
جليلا يمنح القلب ارتياحا

بعام الحزن أشجانٌ تولت
زماما ضم أتراحا جماحا

لفقد (خديجةٍ) كانت وكانت
وفقد العم فامتشقوا السلاحا

لإيذاء الحبيب النور طه
ورام الكفرُ للدين اجتياحا

فآواه الإلهُ بجو حفظ
فسيح فيه قد ركب الرياحا

براقُ النصر مفتخرا سعيدا
إلى الأقصى وقد بسط الجناحا

وأمَّ المصطفى رسلا  كراما
ونال برفعة العز الوشاحا

ويرقى المصطفى طه رقيا
مع المعراج يخترق الفساحا

سموات الإله لها حنينٌ
لـ(أحمد) نال بالكون انفتاحا

بسدرة منتهى المختار يخطو
إلى الرحمن يحبوه السماحا

يمن بمَنِّهِ الوافي عليه
صلاة تمنح الخلق الفلاحا

وشاهد (أحمدٌ) آيات حق
تضم العلم والشرح المتاحا

فـ(جبريلُ) الأمينُ رفيق درب
برحلته وقد أمَّ البراحا

مجالات  مسافات تجلى
بها الهادي بحضرتها وساحا

فبالجنات ما أحلى نعيمٌ
لمن فيها بروضتها استراحا

وبالتعذيب في نار حشودٌ
بحرق .. كان عيشُهُمُ سفاحا

ومن قهر اليتيم بأكل مال
وعنَّفَهُ وَتِرْكَتَهُ  استباحا

ومن عشق الحرامَ وعاش فيه
مقيتا رام بالبغي النجاحا !

ومن جافى الحلال وخان عهدا
وبالغدر الصريح الفظ باحا

ومن خدع الأنام بقول زور
ومنه الإفكُ بالكفران فاحا

ومن هجر الكتاب النور عمدا
وعمَّق بالخطيئات الجراحا

ومن ترك الصلاة بلا اكتراث
فلاقى في لظى السعر  القراحا

ومن ظلم الخلائق مستبيحا
حقوقهمُ وبالأهوا  تلاحى

ومن بالفسق قد لاقى بغي
مع الأدواء بالقلب انشراحا

ومن بالشرك في الويلات يحيا
مع السوءات ينبطح انبطاحا

وكان المصطفى يصغي لشرح
يضم بدقة الوصف اصطلاحا

وعاد المصطفى ليلا ليروي
عجائب ليلة الإسرا  صباحا

ليلقى من لدن فظ كفور
كلاما ينثر الإفك اجتراحا

وصدقه (أبو بكر) بحزم
يرد لعصبة الكفر الرماحا

فكم بالصدق آزره بحب
(أبو بكر) غُدُوَّا أو رواحا

وواصل بالهدى نصرا ودعما
لـ(أحمد) باذلا جهرا كفاحا

تظل بنورها الإسراءُ  فينا
منارا  يمنح الناس اتضاحا

بمعراج لنا بالروح ترقى
تلاقي في هدى النور افتتاحا

وتحصد أمةُ الإسلام دوما
بوحدتها انتصارا واكتساحا

صلاة  الله ربي كل وقت
على من ينضح الطيب انتضاحا

نبيِّ الله هادينا وآل
 وصحب ما سنا الأنوار لاحا !