الخميس، 28 فبراير 2013

ابن خلدون


احتفلت أسبانيا يوم الخميس 20 ربيع آخر عام 1427 هـ الموافق 18 مايو عام 2006 م بمرور ستمائة عام على وفاة العالم والمفكر الإسلامي عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الذي ولد بتونس عام 732 هجرية وعاش بالأندلس وساهم فيها مع العلماء المسلمين في النهضة العلمية التي نهلت منها أوربا نهضتها وابن خلدون هو مؤسس علم الإجتماع وهو أشهر علماء المسلمين لدى الغرب ومن أشهر كتبة : مقدمة ابن خلدون ، ترك الأندلس أثناء حروب المائة عام التي أدت فيما بعد لسقوط الأندلس وخروج المسلمين منها ، وعاش في مصر بقية حياته ودرَّس في الأزهر الشريف وتوفي ودفن في مصر في شهر رمضان عام 808 هـ عن عمر يناهز 76 عام ، وقد دعا ملك أسبانيا خوان كارلوس بعض رؤساء الدول العربية لحضور الإحتفال بمدينة إشبيلية وممن حضر هذا الإحتفال عدد من رؤساء ووزراء الدول العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية وكان ذلك شاهدا على إثراء الحضارة الإسلامية للحضارة الغربية


***



الصورة الرابعة
الصورة الخامسة
الصورة التاسعة
ابن خلدون
****
شعر
صبري الصبري

****



بالله قل لي يا ( ابن خلدون) متى
كنا بأندلـس الهـدى غربـاءَ ؟!
نُدْعَـى إليهـا كالغريـب لفتـرةٍ
محـدودةٍ معلـومـة يـتـراءى
فيهـا لماضينـا القديـم تَمَـيُّـزٌ
يختـال يصـدر نحونـا الإيمـاءَ
يـا أيهـا القـوم الذيـن تأثـروا
بالفقـد كنتـم هاهنـا العظـمـاءَ
فلم الرحيل عـن الجمـال تركتـمُ
حيـن ارتحلتـم جنـة خضـراءَ
تحوي بأندلـس الملاحـة موطنـا
عذبا .. هجرتـم روضـة غَنَّـاءَ
مـرَّت عقـودٌ لا يـزال بريقهـا
فينـا نواصـل لوعـة وبـكـاءَ
نبكي على الأطلال كـل صبيحـة
أيضـا ونبكـي بالدمـوع مسـاءَ
لازال دمـع العاشقيـن بحـرقـة
يجـري يبلـل هاهنـا الأنـحـاءَ
يروي ب(قرطبة) الربوع مطالعـا
فيهـا بحـزنٍ قلـعـةً حـمـراءَ
حوت القصور وقد بنتهـا دولـةٌ
أمويـةٌ قـد ضـمـت الخلـفـاءَ
فيهـا تواصـل مـا تقـادم كلنـا
نرنـو بفخـر بينهـا الأمــراءَ
مـن آل داخلهـا الأشـم تمكنـوا
فيهـا وأرسـوا للشمـوخ عـلاءَ
عشنا ثمـانٍ مـن عقـود هاهنـا
فيهـا انطلقنـا رفـعـة وبـنـاءَ
نبنـي نعمِّـر كـل شـيء إننـا
كنـا بحـق لـلـورى العلـمـاءَ
يأتـي إلينـا الراغبـون لينهلـوا
منـا العلـوم ويأخـذون ضيـاءَ
وليشهد التاريـخ كيـف وفودهـم
أمَّــت لديـنـا للهدى نبـهـاءَ
منهـم بعلـم الإجتمـاعِ معـلـمٌ
سبـق العقـول وأخَّـر الحكمـاءَ
بالله قل لي يا (ابن خلدون) متـى
قهـر الصليـبُ رجالهـا ونسـاءَ
حتـى استحلنـا كلنـا بسفـائـنٍ
تجري تشق إلـى البعيـد المـاءَ
ومحاكم التفتيـش هـاج ببطشهـا
حقـدٌ دفيـنٌ ينـشـر الظلـمـاءَ
إن كنـت ترقـد بالكنانـة تاركـا
فردوس روضات الجمـال خَـوَاءَ
فانعم بمرقـدك الجليـل بمصرنـا
ضمـت بحـب عالمـا قـد جـاءَ
من أرض فردوس الحضارة ناشرا
فكـرا تسامـى ناصعـا وضَّــاءَ
أنا لست أبكي في قصيدي ما مضى
بل لست أشكـو لوعـة وشقـاءَ
إنـي بقلبـي لا أزال بأرضـهـا
أغشى بروحي أرضهـا وفضـاءَ
وأطير في جـو السمـاء محلقـا
أنسـاب فيهـا جائـلا أرجــاءَ
أمضـي بأصقـاعٍ تَحَدَّتهـم هنـا
حتى وإن طمسوا بهـا الأسمـاءَ
لازال سمـت القاطنيـن بعجمهـم
عربـا وسـاءل بالعـروق دمـاءَ
ينبيك عن أصل السلالـة هاهنـا
كانـت لعـرب تسكـن الأحيـاءَ
عبروا مضيقا قد خطتـه قـواربٌ
فيهـا الأوائـل رَسَّخُـوا الإنمـاءَ
يبنون بالفـردوس أندلسـا لهـا
حـبٌّ يحـرك بالقصيـد غِـنَـاءَ
أنا عاشق الفردوس شاعره الذي
لازال يعشـق هاهنـا الحسـنـاءَ
لازال يهفـو للجميـلـة نـاظـرا
فيهـا يشـمّ مدائـنـا وهــواءَ
ويصوغ من هذا الهيـام قصائـدا
حـوت المحبـة حاءهـا والبـاءَ
ستٌّ تمـر مـن العقـود لموتـه
سبحان من قَدَرَ الممـات قضـاءَ
مازال ذكرك يا (بن خلدونٍ) هنـا
يدعون فيـه النـاس والرؤسـاءَ
ولقد حضرت الإحتفـالَ مشاهـدا
مثـل الجميـع حفـاوة ولـقـاءَ
ذكراك كانت مثل عنبـر روضـة
بالمسـك حفـت جنـة عصمـاءَ
أنا لست أبكي فقد عالمنـا الـذي
مـلأ الوجـود نجابـة وذكــاءَ
بل دمـع عينـي مستمـرا دائمـا
يبكي رحيـلا مـن هنـا وفنـاءَ
ويسح حزني في فلسطيـن التـي
أضحت لصهيون الهـوى فيحـاءَ
ولشعبنا المقهور في أسـر العـدا
سجنـا وعيشـا قاحـلا وعنـاءَ
طوبى لذكـراك التـي بشجونهـا
هلَّـت فكانـت للشعـوب نـمـاءَ
لتثـور ثورتهـا تحطـم قيـدهـا
جهـرا وتنـذر باللظـى الأعـداءَ
وتعـود عـودة ثائـر متشـبـث
بالحـق يـأبـى للخـصـوم ولاءَ
سنعود للفـردوس مهمـا زيفـوا
حقـا وبثـوا بالصفـوف مـراءَ
فهـي الحبيبـة لا يـزال بريقهـا
بالحسـن يهـدى روحنـا إهـداءَ
وهي الجميلـة للربـوع جمالهـا
بالكـون شــع بصـفـوه الألاءَ
بالله قل لي يا (بن خلدون) متـى
كنـا جميعـا هاهنـا غربـاءَ ؟!
لكنها الأقدار ! نرحـل مـن هنـا
نُدْعى فنأتـي نرقـب الميسـاءَ !
سيظـل علـم الإجتمـاع معلقـا
بكَ يا بن فردوس مضى وتنائى !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق