الخميس، 28 فبراير 2013

مذكراتُ هامان

كتبها

صبري الصبري ، في 5 يونيو 2011 الساعة: 09:07 ص



مذكراتُ هامان
***
شعر
صبري الصبري
***





(هامـانُ) عـاد لمـن أراد وزيـرا
ومُـدَوَّنـا ومفـكِّـرا نـحـريـرا
ومؤرخـا فــذا كبـيـرا كاتـبـا
مـن كـل ألـوان الفجـور نوائبـا
فانضم (للنـت) السريـع مسارعـا
وبـدا وقـورا بالمـواقـع طائـعـا
يروي الحكايـة والروايـة للـورى
ويذيـع سـرا للجميـع مُـصَـوَّرا
ويضـخ خبرتـه إلــى الحـكَّـامِ
كالمستـشـار الـوافـر الإلـمـامِ
بالقهـر والتعـذيـب والسـجـونِ
والبـقـر بالـحـراب للـبـطـونِ
والفـتـك بالجـسـوم والعـقـولِ
والضبـط والإحـضـار والمـثـولِ
والضـرب بالعـصـيِّ والسـيـاطِ
والقـطـع للـرقـاب والـنـيـاطِ
والسـلـب للحـقـول والبـيـوتِ
والنهـب للحقـوق .. بالسـكـوتِ
فالشعـب يحيـا فـي أسـى مبيـنِ
بالخوف يخشـى سطـوة المجنـونِ
فرعون في زهـو وفـي استعـلاءِ
بالقسـر يرجـو خالـص الــولاءِ
ظـن البرايـا بـالـدروب عبـيـدا
بسلاسـل .. مـلَّ الأنـام حديـدا !
واختال مغـرورا بأصنـاف الهـوى
بفظاظة الذئـب الخطيـر إذا عـوى
مـا بيـن حاشيـة لـه بخـضـوعِ
بصنـوف غـي مفجـع مطـبـوعِ
بالقصـر يخطـب خطبـة الكـذَّابِ
بالشعـب يسمـع تُرَّهَـاتِ خطـابِ
ويقـول إنـي راســخ الأوتــادِ
أهديكـمُ جمـعـا سبـيـل رشــادِ
فأنـا (إلــه) سـاكـن بأعـالـي
(يـا ويحـه مـن كافـر محتـالِ) !
(هامـان) دوَّن مسرعـا مـا فاتـا
وأشـار فضـلا شاهـدوه رفـاتـا
هيـا إليـه بمتـحـف التحـريـرِ
لنرى الغريقَ علـى وثيـر سريـرِ
موميـاء فـظ بالهـوى قـد كـانـا
بالظلـم أغـرى هاهـنـا إنسـانـا
ليكـون فرعونـا جديـدا فـاجـرا
يحيـا بأحـلام الشعـوب متاجـرا !
فاختـار أن يحيـا كمـا الفرعـونِ
يطغى يعربـد فـي رحـاب الكـونِ
وأبـاح مصـر الخيـر للَّـصـوصِ
فبها الجواهر فـي بهـاء فصـوصِ
وبها النفائسُ فـي صفـاء الجوهـرِ
بجمـال حسـن مستطـاب المنظـرِ
فرعـون قـرر أن أعـود مُجَـدَّدا
لأكون (هامـان) الرهيـب الأسـودا
بالبغـي أُنهـي ثــورة الجـيـاع
والصفـوة الأخـيـار والـرعـاعِ
وأبـث فيهـم أخـبـث العـيـونِ
وفواحـشـا بخـلاعـةٍ لـفـنـونِ
والإعتـقـال بـأسـوء التعـذيـبِ
والإختطـاف بأبـشـع الترهـيـبِ
فأنـا المهـاب الألمعـي اللوذعـي
(يا خيبة الوغد الكذوب الْمُدَّعـي) !
ولقـد ولعـت بمنهـج التدلـيـسِ
منذ انخراطي في خطى (رمسيـسِ)
كهّـان فرعـون المتـوج عــادوا
عن عصر فرعون الأوائـل زادوا !
حـازوا جميعـا ثــروة البـنـوك
فثـوت بفقـر المدقـع المنـهـوكِ
باعوا بمصـر مصانعـا وصروحـا
والشعب أضحـى صوتـه مبحوحـا
مـا بيـن سكـان بجـوف مقابـرِ
وزحـام شعـب مستنيـر صـابـرِ
شعـبٍ أصيـل طـيـب مـوهـوبِ
يحيـا حزينـا فـي شـتـات دروبِ
عانى وقوفـا فـي طويـل صفـوفِ
لينـال قرصـا مـن رديء رغيـفِ
عانـي وعـانـي نــدرة للـغـازِ
ولـديـه آبــارٌ مــن الألـغـازِ
شعـب عريـق بالـبـلاء يعـانـي
ظلمـا مـن الفرعـون والأعـوانِ
ظنـوه شعبـا بالممـات صريـعـا
فـإذاه يحسـن بالنهـوض صنيعـا
يجتاز مـن أجـل الحبيبـة مصـره
أغـلال فرعـون الجديـد بعصـره
فـأزال عنـهـا قـسـوة لطـغـاةِ
وأعـادهـا لمـبـاهـج لـحـيـاةِ
وأنالـهـا بحبـوحـة استنـشـاقِ
لعبـيـر روض مبـهـر رقــراقِ
يا سعدها مصـر الجديـدة بالهـدى
تهدي شعوب الأرض حبات النـدى
تعطـي الـدروس لسائـر الأقـوامِ
يـا مصرنـا يـا مصـدر الإلهـامِ
إنــي أراكِ بمحـكـم التـرتـيـلِ
أيضـا وفـي التـوراة والإنجـيـلِ
قـدر رفيـع فـي أعــز فـخـارِ
في مصـر يسمـو طاهـر الأنـوارِ
شعـب الكنانـة دمــر البهتـانـا
وأزال عـنـه الظـلـم والأوثـانـا
بينايـر فــي ثــورة الأبـطـالِ
دكـوا الحصـون لعصبـة الأنـذالِ
واسترجعوا مصـر الحبيبـة كلهـا
من زمـرة ظنـت حبيبتنـا لهـا !
فاستغرقـت فـي غمـرة لفـسـادِ
بوسائـل شتـى مــن الإفـسـادِ
فرعـون غـادر قصـره مخلوعـا
للشعب أبـدى بالصغـار خضوعـا
قـد خـر سقـف للمظالـم هاهنـا
ونمـا قـضـاءٌ بالعـدالـة بينـنـا
والجيش قـرر أن يكـون مسانـدا
للشعـب كفـا مستـعـدا واحــدا
فهـم الأشـاوس صفـوة الأجنـادِ
وهـم الكـرام علـى مـدى الآمـادِ
جيشٌ حمى مصر الجمـال وشعبَهـا
فتراه جيشا فـي المحاسـن والبَهـا
جيـش بمصـر برحمـة وســلامِ
جيـش (هنـاك) بمنتهـى الإجـرامِ
فالشعـب عانـي سطـوة الإرهـابِ
من جيشه الآتـي بزحـف خـرابِ
يا ليته مـن جيـش مصـر تعلمَّـا
لينـال مجـدا فـي عـلاه مُتَمَّـمـا
لكـن فرعـون المكـيـر العـاتـي
أيضـا هنـاك بسطـوة الـقـواتِ
ولديـه أيضـا بالهـوى (هامـانُ)
فاختـل فيهـم بالعـنـا المـيـزانُ
فيهـم ضحايـا الفتـك بــالآلافِ
دون اعتبـار الشـرع والأعـرافِ
فالجيـش قـرر أن يكـون مواكبـا
فرعـون مرتكبـا هنـاك مصائبـا
هذا وإنـي قـد سطـرت بصفحتـي
ما قـد رأيـت بدمعتـي وبفرحتـي
بالذكريـات قـد استبـان الملتقـى
وبها سطرت من السطـور المنتقـى
بقصيـد شعـر مسهـب الأبـيـاتِ
مـذكـرات مسيـرتـي وحيـاتـي
إني سأرحـل عـن حماكـم آسفـا
فأنا فقدت بـأرض مصـر وظائفـا
ولسـوف أنشـر راغبـا إعـلانـا
ب(النـت) أرجـو أن أنـال مكانـا
فـي أي قطـر عـنـده فـرعـونُ
يأتيـه منـي بالخطـوبِ الـعـونُ
فأنـا القريـنُ الماهـرُ الشيـطـانُ
إبليسُ .. أدعى في الورى (هامانُ) !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق