الأربعاء، 26 مارس 2014

يا لقومي !

يالقومي !
***
شعر
صبري الصبري
***


 

يـالـقـومــي غـــابـــوا
بـالـهـوى وانـسـابــوا
واسـتــووا بـمـلاهــي
فــي حـمـاهـا ذابـــوا
وانـتـشـوا بــكــؤوس
خـمــرهــا مــنــســابُ
مـحـتــواهــا سُـــكْــــر
لـلـجــمــوع شــــــرابُ
يـعـتـريـهــا خـــبــــث
مــشــهــر وخــــــرابُ
فالـعِـدَا قـــد صـالــوا
فـــي ربـانــا جــابــوا
كــــل شــــيء فـيـنــا
فـابـتــدت أنــصـــابُ
فـــي دجـاهــا ويــــل
لـــلـــورى وعـــــــذابُ
قــــد دهــانــا هــــول
مــفــجـــع وذئـــــــابُ
يــا لقـومـي صــاروا
فـــي فـتــون هـابــوا
خصمـهـم بخـطـوب
وانـتــهــت أحــقـــابُ
إن قــومـــي فــيــهــا
لــلــدنـــى أقــــطــــابُ
ســــــــادة أمــــجـــــاد
ســـادهـــم إجــــــدابُ
قـحـط أرض بـــارت
كيف مات ترابُ ؟!
ظــــل دهــــرا يـنـمــو
فـــي ثـــراه سـحــابُ
غـــرســـه بــحــقــول
مـلــؤهــا الأعـــنـــابُ
والــــمــــلا بــــذكــــاء
بــالــهــدى ألـــبــــابُ
أشــرقـــت بـضــيــاء
بـالـصــدور كــتـــابُ
قـــد نـســوا تـاريـخـا
ناصـعـا فـارتـابـوا !
واخـتــفــوا بــخــفــاء
فاحـتـفـى الأغــــرابُ
وارتـــقــــوا أطـــــــلالا
شـانــهــا الإرهـــــابُ
كـــم تــلالــى فـيـهــا
لـلـنـســاء حـــجـــابُ
أصـبـحـت بـسـفــور
لـيــس فـيــه ثـيــابُ
مـــرقـــص وغـــنـــاء
مــــرتـــــع وثَّــــــــــابُ
ليـت قـومـي عــادوا
لـيـت قـومـي ثـابــوا
لـلـضــيــا بـــوثــــوق
بــالإنـــابـــة آبــــــــوا
فــــي مــتــاب حــــق
لـلـمـهـيـمـن تـــابـــوا
إن ربـــــــــي فـــــــــرد
واحــــــــــد تـــــــــــوابُ
رازق مــــــعــــــبــــــود
غــــافـــــر وهـــــــــابُ
لـلــمــقــدر لــــطــــف
بالقضـا .. أسبـابُ
فــاعــبــدوا ســـتــــارا
فـالــضــلال تـــبـــابُ
والـشـريــعــة فــــــوز
والـفـســوق حــــرابُ
فــتــكــهــا تــفــكــيــك
ثـــم بــعــد حــســابُ
والـــمــــآل جــحــيـــم
أســــــود وضـــبـــابُ
فاستقـيـمـوا قـومــي
فـالـمـجـون ســــرابُ
أيـن قــوم كـانـوا ؟!
ضـمـهـم مـحــرابُ !
فـيـه نـــور صـافــي
لــلـــكـــرام رحـــــــــابُ
فـاعـمـروه بــصــدق
إنــــــــه جـــــــــذابُ !

الاثنين، 17 مارس 2014

ذكرى رشيد

انتصر المصريون يوم 21 مارس 1807م بقيادة محافظها الهمام (علي بك السلانكي) والشيخ المجاهد (حسن كريت) في معركة رشيد على الحملة الإنجليزية بقيادة (فريزر) و(ويكوب)

***
ذكرى (رشيد)
***
شعر
صبري الصبري
***


 

واذكـــر كـذلــك بالـفـخـار (رشـيــدا)
بــثــت رشــــادا بـالـقـلــوب مـجــيــدا
وتــبـــوأت بـالــعــز مـــوقـــع رفـــعـــة
يـــزهـــو مــنــيــرا طـــارفــــا وتــلــيـــدا
وتـمـيــزت بـالـنـصـر فــــوزا دافــعـــا
خـصـمـا بـأصـنـاف الـبــلاء لـــدودا
ظــن الحبيـبـة مصـرنـا دانـــت لـــه
فـمـضـى إلـيـهـا بـالـغــرور عـنـيــدا
وثـــوى بحمـلـتـه المـريـبـة شــاهــرا
فــي وجــه مـصـر صـلافـة وقـيـودا
يـعــدو (فـريــزر) باخـتـيـال ســافــر
يرجـو احتـلالا عـن مـنـاه بعـيـدا !
يهتـز ذيـل الكلـب جـهـرا شاخـصـا
صـيـدا ثمـيـنـا فـــي حـمــاه جـديــدا
ورأى ب(ويـكـوب) المحـنـك خـبــرة
تغـتـال فــي أرض الـعــلا صـنـديـدا
بمجـونـه المحـتـال خـطــط لـلــردى
فـاجـتـث قـائـدنــا الـهـمــام جــنــودا
فـمـحـافــظ الإنــجـــاز رد جــحــافــلا
رامـــت بـروضــات الـنـعـيـم قــعــودا
ألـفــت (عـلـيـا) والـفــوارس حـولــه
أُســـــدا تــمـــزق نــدهـــا الـعـربــيــدا
صــــاروا شـتـاتــا بـالـفــرار تـفــرقــوا
بــالأرض فانـظـر بـالـدروب قــرودا
أنعـم بإقـدام (السلانـكـي) شامـخـا
يـخـطــو مـهـابــا بـالـوقــار ســديــدا
ويــدمــر الــعــدوان جــــاء مـدجـجــا
بـالـكـبــر خــــــر بــعــجــزه مــــــردودا
بــــأذان حـــــق بـالــمــآذن حــاربـــوا
جـيـشــا يــهــدد مـصــرنــا تـهــديــدا
الله أكـــبــــر بـالــجــهــاد تـتــابــعــت
بـالـجــو طــهــرا بـالـفـضـاء فــريـــدا
والأرض تذخـر بالـذيـن استبسـلـوا
ب(رشيـد) تنـظـر بالفـخـار رشـيـدا
نــــال انـتـصــارا سـاطــعــا مـتـألـقــا
أو صار في أرض الضياء شهيدا
أكــــرم بـتـخـطـيـط مـكــيــن مـتــقــن
ل(كـريــت) شـيــد مـجـدنـا تشـيـيـدا
شــيــخ جـلـيــل بـالـثـغـور مـجـاهــد
يــدعــو الإلــــه الــواحــد الـمـعـبـودا
يــأبـــى لـغــيــر الله جـــــل جـــلالـــه
سبحـان ربـي ذي العطـاء سجـودا
يا لحظة التكبيـر فـي دهـر مضـى
إنـــــا نـــــروم مـــــن الأذان مــزيـــدا
بجهـادنـا الـمـبـرور حـتــى ننـتـقـي
بالعـز فــي ســوح الـعـلاء حصـيـدا
ونــعـــود لـلأمــجــاد مــثـــل أوائــــــل
صــاروا بـــأوزان الـبـحـور قـصـيـدا
هتفـت بـهـم أجـيـال أمتـنـا ضـحـى
بـجــمــال إكـــــرام الــكـــرام نــشــيــدا
ولـــت لـيــال الإنـتـصـار تـصـحـرت
فـيـنــا الأمــانــي تـسـتـحـب الـبـيــدا
وتقيم بالإحباط فـي ضنـك الدجـى
تلـقـى بـأكـنـاف الـجـحـود حـســودا
أغــرى بـنــا الآلام تـنـخـر عظـمـنـا
نـخــرا بـأصـنــاف الــخــواء عــديــدا
مـاذا جــرى للـنـاس أمـسـى فكـرهـا
بـمـرائـهــا بالـمـلـهـيـات قـعــيــدا ؟!
وتشعبـت فيهـا الشكـوك تعصـبـت
ترجـو مـن العقـم الشـديـد ولـيـدا !
وتـخـبــطــت بـســفــاهــة بـقـتـالــهــا
بـــات الــعــدو بــمــا يــــراه سـعـيــدا
ودمـوع مصـر بحزنهـا سالـت بهـا
أمسـت نواصيـنـا المضيـئـة ســودا
يـا مـن تخلـى عــن حمـاهـا أينـمـا
وجهت وجهـك لـن تنـال وجـودا !
هـي قلعـة الأبطـال حـصـن أمانـنـا
فاهجر سريعا لو سمحـت جحـودا
لتـنـال مـصــر رخـاءهــا وسـلامـهـا
عـيــشــا بـأفــيــاء الــوفـــاء رغــيـــدا
واقـــرأ سـجــلات الـفـخـار لمـصـرنـا
وامــــــلأ ثـــراهـــا بـالـجــمــال ورودا
واسطـر بشـعـرك أو بنـثـرك لمـحـة
لـلـنـاس واذكـــر لـلأنــام (رشــيــدا)
صـلــى الإلـــه عـلــى الـنـبـي وآلـــه
مــا مــس طـيـر للـبـراعـم عـــودا !

الثلاثاء، 11 مارس 2014

على خطى كعب

حظي الصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنه شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم بإعجاب الحبيب صلى الله عليه وسلم لبيته الشعري الذي قال فيه :
(زعمت سخينةُ أن ستغلب ربها)
(وَلَيُغْلَبَنَ مُغَــــالبُ الغَلاَّبِ)
وقال له صلى الله عليه وسلم : ‏ ‏"‏ لقد شكرك الله يا كعب على قولك هذا ‏"
و(سخينة) إسم لقريش كانت تُعَيَّر به في الجاهلية
فغبطت كعبا وسرت على خطاه

***
على خُطى (كعب)
***
شعر
صبري الصبري
***


 
(زعمـت سخينـةُ أن ستغلـب ربهـا)
(وَلَـيُـغْــلَــبَــنَ مُــغَـــالـــبُ الــــغَــــلاَّبِ)
وَلَــيُــهْــزَمَــنَ مُـــكَـــابـــرٌ مـســتــكــبــرٌ
ولَــتُــدْحَــضَــنَ مــــزاعــــمُ الــــكَـــــذَّابِ
ولـيـخــســأن مــجــاهـــرٌ مـتــجــاســرٌ
مـسـتــرســلٌ فــــــي غـــيـــه بـــحـــرابِ
ولـيــقــهــرن مـــجــــادلٌ مـســتــغــرقٌ
بـجــدالــه فـــــي بــغــيــه الـمـنــســابِ
ظـــــن الـشـريـعــة مـرتــعــا لــهــرائــه
فـعــتــا بـجــهــل خــائــضــا بــكــتــابِ
مـــن وحـــي ربـــك عـامــرٍ بضـيـائـه
سـبـحــانــه مــــــن بـــاســـط وَهَّــــــابِ
وهـــــب الـمــواهــب كـلــهــا لــعــبــاده
تـــتـــرا بـــكـــل بـســيــطــة ورحـــــــابِ
يــا مـــن يـحــارب ربـــه حـربــا بـهــا
كـــفـــرٌ يــبــجِّــل جــمــلــة الأربـــــــابِ
مــن ذا تـكـون وأنــت عـبـدٌ خـاضـعٌ
لله رغــمــا ضــمــن كــــل رقـــــابِ ؟!
تـحـتــاج رزقــــا مــــن لــدنــه بــأمــره
يــأتـــي إلــيـــك بــأيــســر اســتــتــابِ
وكــذا الـهـواء مــن الفـضـاء ميـسـرا
لـتـعـيـش عـيـشــة هــائــم بـشــعــابِ
والــمــاء يــجــري بـالـعـذوبـة أيـنــمــا
وجـهــت وجــهــك طــائــرا بـسـحــابِ
يـنـسـاب بالـغـيـث الجـمـيـل مـهـيـئـا
لـلـنــاس جـمــعــا هــاطـــلا بــشـــرابِ
والأرض تُخْـرِجُ مــن زورعٍ تُشْتَـهَـى
بالـخـيـر مـــن تـمــر ومـــن أعــنــابِ
سبحـان مـن خلـق الحيـاة بفضـلـه
أعــطــى الأنــــامَ كــرامــة الأنــســابِ
شـــــرع الـــــزواج بـطــهــره ونــقــائــه
لـلـنــاس جـمـعــا وجــهــة لــصـــوابِ
خــلـــق الـخـلـيـقـة لـلـعـبــادة كـلــهــم
كـــي يخـضـعـوا بـضـراعــة ومــتــابِ
وغـــوى الْـمَـريـدُ عـصـابــة مـفـتـونـة
تـــهـــوي بـــجـــرمٍ ســـائـــل كــلــعــابِ
تـحـيـا بـلـهـوٍ فـــي ذنــــوب عُـتُـوِّهَــا
تَـجْــتَــرُّ وهـــــمَ مــلاعـــب الألـــعـــابِ
يـا مــن تَـهَـاوى فــي مفـاتـن شـقـوة
أصبحت تمشي في خطى الأغـرابِ
أضحيت تمضـي فـي مسالـك فتنـة
فـيــهــا تـــلامـــس لــمــعــةً لـــســـرابِ
أمسيـت تلهـث فـي محـارق شعـلـة
أنــــت الـشـقــي بـقـبـضـة الـحـطَّــابِ
ماذا استفدت مـن المـروق بوجهـة
لــلــشـــر إلاَّ شِـــــــدَّة بــحـــســـابِ ؟!
يـــــوم الـقـيـامــة لا تــغـــادر كـــربـــة
بـالـغـم تـحـيـا فـــي لـهـيــب عــــذابِ
وكــــــذا بــدنــيــاك الــبــلايـــا كــلــهـــا
تـأتـيــك جـمـعــا تـصـطـلـي بـعــقــابِ
زعــم الـذيـن استـمـرؤوا وهـمـا لـهــم
نــصـــرا يــؤجـــج حـــرقـــة الألـــبـــابِ
فـــي نـــار درب الإنــحــلال فـيـالـهـم
مــــــن زمــــــرة بـنـبـاحــهــا كـــكــــلابِ
نبحت وحسبـت فـي النبـاح بلاغـة
تــســـري بــصـــوت مـتــقــن لــذئـــابِ
نــشــرت رذائـلـهــا المـقـيـتـة جــهــرة
تــحــوي عـفـونــة عـهـرهــم بــذبـــابِ
يطغـى عـلـى فــرش البـغـاة تـجـردوا
مــــن ســتــرة كــانــت لــهــم وثــيــابِ
حـسـبـوا الـتَّـعَــري لـلـعـصـاة تـقـدمــا
وتــحــضــرا فــــــي هــيــئــة ولُـــبَــــابِ
وكذا (سخينـة) بالعصـور جميعهـا
بــثــت فـظـاعــة إفـكــهــا بـصــحــابِ
صحـبـوا المفـاتـن بالـدهـور فكـلـهـم
بـالإثـم تـاهـوا فــي لـظــى وضـبــابِ
وَلَـتُـغْـلَـبَـنَ(سـخـيــنــةٌ) ورفــــاقــــهــــا
ولــتــلــعـــقـــن مــــــذلــــــة بــــــتــــــرابِ
ولــتــقــبــعــن كـــعـــبــــرة بــمـــهـــانـــة
فــــــي وهــنــهـــا بــكــآبـــة وخـــــــرابِ
ولــيــنــصــرن الله ديــــنــــا خــــالـــــدا
نــصـــرا مـبـيـنــا بـــاهـــر الأســـبـــابِ
يا (كعب) تلك قصيدتي أرجـو بهـا
عـــفـــو الإلــــــه الـــواحــــد الـــتــــوابِ
صـلــى الإلـــه عـلــى الـنـبــي وآلــــه
ما انساب دمع العين بالمحرابِ !!
السخينة: لقب لقريش تُعَيَّر به؛ لأَنها كانت تُعاب بأَكْل السَّخينة، وهي شىء يعمل من دقيق وسمن، كانوا يولعون به ويتخذونه عند غلاء السعر وعجف المال.