الخميس، 28 فبراير 2013

كُفُّوا أذاكم

كُفُّوا أذاكم
***
شعر
صبري الصبري
***

 
كُفُّـوا أذاكـم عـن ثرانـا الليبـي
ودعـوه يحيـا دونـمـا تخـريـبِ
كُفُّوا البوارج عـن حمـاه وأوقفـوا
قصفـا بويـل كالجحـيـم رهـيـبِ
كُفُّوا القنابل عـن رجـالٍ .. نسـوةٍ
عانـوا بـلاء الفتـك والتعـذيـبِ
وعـن الطفولـة مزَّقـت روعاتهـا
أهـوال عـدوان بسـعـر لهـيـبِ
وعـن البيـوت تصدعـت أركانهـا
بوبـال هـدم فـائـق التصـويـبِ
وعن الـدروب تضـررت وتقطعـت
مـا بيـن سهـل قاحـل وكثـيـبِ
فُضُّوا التحالـف لـن أصـدق أنكـم
جئتـم بقلـب مخـلـص وحبـيـبِ
وبأنكـم أهـلٌ لـعـدل .. طالـمـا
كنتـم جميعـا معـشـر التنقـيـبِ
عن بئـر بتـرول بجـوف ترابنـا
عثتـم فسـادا فـي سلـوك مريـبِ
لا مرحبـا بكـمُ جميـعـا هاهـنـا
لا لـن نقـوم بواجـب الترحـيـبِ
لا لـن تلاقـوا بالعروبـة موضعـا
لكـمُ يـكـون ببـاقـة الترجـيـبِ
لا لن يشنـف سمعنـا مـن أجلكـم
صوتُ انبهـار فـي بيـان خطيـبِ
لا لـن يسطـر بالمديـح يراعـنـا
بكـتـاب نـثـر شـيـق لأديــبِ
لن تسمعـوا منـا القصيـد مهلـلا
لكـمُ بشـعـر كالربـيـع قشـيـبِ
فلأنتـمُ أهــل الـدمـار وأنـتـمُ
بئـس الذئـاب بجهـرة وغـيـوبِ
لن تمنـع النـار اشتعـال حرائـق
شبَّـت هنـاك بلوعـة التثـريـبِ
لن يطفـئ البـارود بنزينـا حـوى
هـذا الجحيـم بقبضـة الترهـيـبِ
فالشعب عانى مـن (معمّـر) آنفـا
والآن عانـى مـن سعـار صليـبِ
حقد دفين .. باسـم نصـر عاجـل
للشعب .. يغلي فـي قـدور قلـوبِ
رايـات فتـك بالعروبـة رفـرفـت
بالبحـر تمخـر موجـه بالـحـوبِ
ونسور جـو حلَّقـت فـي زهوهـا
بخبـال مكـر سـيـئ الترغـيـبِ
يهوي علـى ليبيـا بقسوتـه يـرى
فيهـا الخـراب غنيمـة لـحـروبِ
شنوا بهـا العـدوان نهجـا سافـرا
مترسمـيـن منـاهـج التغـريـبِ
إني لأعجـب مـن رجـال صوَّتـوا
ببرود أعصـاب لدعـم غريـبِ !!
ليقـوم بالضـرب المبـرح جهـرة
للشعـب ولَّـى فـي شتـات دروبِ
إني لأعجب مـن (معمّـر) يرتضـي
ذلا لشعـب كـالأسـود غـضـوبِ
مـازال يعطـي للـعـدو مـبـررا
للغـزو فـي يـوم هنـاك عصيـبِ
إن الشعـوب تحـررت مـن ربقـة
للظلـم تأبـى عيشـهـا بـكـروبِ
وتريـد أن تحيـا بأعلـى هـامـة
بعـلاء عـز بالفـخـار رحـيـبِ
فكفـاك وهمـا يـا عقيـد بثـورة
كانـت بفـكـر مثـخـن بعـيـوبِ
جرَّت عل ليبيـا التخلَّـفَ .. ليتهـا
كانـت بنـور سـاطـع لمجـيـبِ
كانـت بتطبيـق لـشـرع طـاهـر
لله تنهـل مــن كـتـاب قـريـبِ
يا ويح من ظـن التخبـط والهـوى
شرعـا بسمـت بالغبـاء عجـيـبِ
إنـي لأرجـو أن يكـف المعـتـدي
قصفـا بمنطـق بغيـه المقـلـوبِ
ظـن التدخـل بالجيـوش وسيـلـة
للغـزو يخطـو فـي ثيـاب طبيـبِ
وبأن فحـش عفونـة فـي جسمـه
زهـر المـروج تضمخـت بالطِّيـبِ
وهـو العـدوُّ الجاهـلـيُّ بزحـفـه
فسـق البـلاء بحجـة التطبـيـبِ
كالثعلـب المـكـار دبــر حيـلـة
لينـال مـأرب مـكـره بخـطـوبِ
بمكائـد الـغـدَّار يُحْـكِـم أمــره
فينـا بخبـث محـكـم الترتـيـبِ
مـا الحـل إلا عدلـنـا وسلامـنـا
وصلاحنـا فـي حكـمـة للبـيـبِ
والصلح بيـن شعوبنـا .. حكامنـا
بالرشـد والقسطـاس والتقـريـبِ
والأمـر بالمعـروف فيمـا بينـنـا
ليـزول عنـا مستطيـر شـحـوبِ
وتعـود ألفـة عيشـنـا بوئامـنـا
دون انـزلاق فـي سحيـق ثقـوبِ
والوعي كل الوعـي حتـى لا نـرى
سلمـا يولِّـي فـي بعيـد هـروبِ
يا شعـب ليبيـا إننـي بقصائـدي
أهفـو لنصـرك فـي أليـم كـروبِ
أنا ضـد (قذافـي) وضـد مجالـس
شنَّـت عليـك لهيبـهـا بلـغـوبِ
يا (عمرو موسى) قد رضيت بقصفهم
بصريـح قـول سـيـئ التعقـيـبِ
والآن تشجب ! قد سمحت لهـم بـه
يا ريح (عمرو) أدبـري بهبـوبِ !
حقـا خسـرت وكنـت قبـلا كيَّسـا
بسيـاق فكـر طـيـب التهـذيـبِ
أف لساستنـا تـهـاوى شأنـهـم
بيـن الـدروب بخافـق مـجـذوبِ
لعدونـا الملعـون أحـكـم قـيـده
فيكـم بأسـر مغـلـق مـضـروبِ
حتـى أعدتـم للحـيـاة مصيـبـة
(قابيـل) يلـقـي خـلـه بقلـيـبِ
عجـت بنـا الآلام حتـى أضرمـت
نيـران لفحـة حزنهـا بشـعـوبِ
ستظـل آمـال التـحـرر غايـتـي
وغديـر كـأس طيـب مـشـروبِ
ومنار شعـري وانبجـاس قريحتـي
ومسار روحي في عظيـم ضـروبِ
ومجـال سعيـي بالحيـاة وسيلتـي
للبحـث عـن عـز لنـا مسلـوبِ
ولذا أقول بمـلء شعـري صادحـا
كفـوا أذاكـم عـن حمانـا الليبـي
صلـى الإلـه علـى النبـي وآلـه
طه الرسول المصطفى المحبـوبِ !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق