الاثنين، 25 فبراير 2013

صَدَّقتُ قلبك

صَدَّقتُ قلبك
***
شعر
صبري الصبري
***

صَدَّقت قلبـك حيـن قـال أَحَبَّنِـي
وضممت طيفك بالخيـال وضَمَّنِـي
وبعثت شعري عن هـواي معبـرا
لـك بالبعـاد فباقترابـك موطنـي
وهمست همسي في مسامع وحدتي
حيـن افتقدتـك والظـلام يلفنـي
فإذا ضياؤك في جوانـح مهجتـي
جهـرا يلـوح بـود قلـب مذعـنِ
ما همَّ قلبي أي شـيء مـن عنـا
لكن هجـرك فـي بعـادك هَمَّنـي
لما استقر بـروض حبـك خافقـي
إشـراقُ ودك بالمحبـة عَمَـنَّـي
فإذا جَنَانـي فـي مراتـع شوقـه
وإذا فـؤادي باهتمـام المعتـنـي
يمضي يُغَنِّـى لحـن حبـك هائمـا
بهـوى حبيـب بالـوداد مـدنـدنِ
ويبـث أشـواق الصبابـة ناهـلا
من نبض حبك كـل إغـداق هنـي
ويعيـد عمـري مثـل أول عهـده
بالحب يحيا فـي الربيـع الأحسـنِ
ما كـان بعـدك لاشتياقـي عائقـا
فمـدى اشتياقـك باتصـال مقـرنِ
ومدى هيامي عبـر أميـال النـوى
بك يا حبيبة … ذاك محض تفنني !
أروي القصائد من بحـورٍ شدوهـا
يبدو رقيقـا مـن خـلال الأعيـنِ
ويلـوح جهـرا للأحبـة تستقـي
منـه المـودة فـي ألـذ تَمَـعُّـنِ
فيضـي بحبـك فالقوافـي أنـهـر
فاضت كمثلك فـي قصيـد مثخـنِ
تنساب تمضي في حـرارة بوحهـا
وتقـص بالأبيـات فـرط تَحَنُّنِـي
وتعيـد ذكراهـا لأجمـل سمتهـا
بجوار غصـن بالنسائـم يَنْحَنِـي
وتطيب فيه مـن الثمـار أطايـبٌ
مالت بها الأفنان .. هيا نجتنـي !
هيا لنحصد مـا نشـاء ونشتهـي
من تلكـم النعمـاء قـدر الممكـنِ
هيـا لنغشـى للجمـال معالـمـا
فيهـا نعيـش بروضهـا بتمكـنِ
ما جـف نبـعٌ فيـه حـبٌّ دافـقٌ
أو غيض شوقٌ يا حبيبةُ فاسكنـي
قلبي وروحي في حشاشة مهجتـي
يا مـن فـؤادك بالـوداد أحبنـي
يا مـن أراهـا مـن بعيـد هاهنـا
كعبيـر روض بالحنـان يضمنـي
كم ذا عشقتـك والقلـوب بعشقهـا
تهوى اتصـالات بأحسـن مأمـنِ
هيـا لنلقـى بالوصـال رقائـقـا
هيـا بحبـك بالـغـرام تحنـنـي
لنحقـق الأحـلام حـال وقوعهـا
نهنا بقرب فـي سعـادة محصـنِ
يا شعرُ عطِّـر بالبحـور قصيدتـي
يا كـل أبيـات القريـض تزيَّنـي
فأنا سأسطر بالسطـور مشاعـري
تُشْدا بلحن مـن عظيـم مُلَّحِـنِ !
فكفـى فـؤادي بالهجيـر تشتتـا
وكفـاه مـا عانـي ببعـد مزمـنِ
قد حان مـا نهـوى فهيـا للوفـا
هيـا فطيفـك بالحنيـن يشـدنـي
هيا فروحك فـي خيالـي مرتعـي
ورحاب قلبك في الحقيقة مسكنـي!
لن تذكـر الأيـام سيـرة عاشـق
إلا بشـعـر للخـلائـق مُعـلـنِ
في طيه الأشواق حـرَّى أضمـرت
نيران حـبٍّ فـي قصيـدٍ مُتْقَـنِ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق