الثلاثاء، 26 فبراير 2013

فخامة السيد الرئيس

- تعليق:مهندس استشاري : صبري الصبري تاريخ: 08/12/2010 - 08:11
فخامة السيد رئيس الحي ذهبت يوما لمقابلة رئيس حي من أحياء مدينة نصر وذلك لإطلاعه على ما يجري في الحي من خدمات وما بها من سلبيات فربما لم تصل لسعادته تقارير من يجب أن يرفعوا له تقارير الأداء ، رغم أنني ليس لدي وقت لمثل هذه الإيجابية التي يجب أن يتحلى بها الجميع …. وقلت في نفسي : طالما لا نحظى بمقابله سعادة رئيس الحي في الشارع في جولاته التي يجب أن تكون منتظمه يوميه أو شبه يوميه على أن يكون هناك تناوب من كبار مسئولي الحي لمراقبة العمل بالحي ….أذهب أنا للقائته كفاعل خير لا أكثر ولا أقل … المهم ذهبت فطالعني مكتبه الوثير ولافتة وارفة مكتب عليها الآتي : السطر الأول ::: لواء أركان حرب //// السطر الثاني ::: وكيل أول وزارة //// السطر الثالث ::: مهندس //// السطر الرابع ::: رئيس حي ( … ) مدينة نصر !!!! تأملت اللوحة لكي أرى بقية معلوماته لعلي أجد سيرته الذاتية كاملة ولونه المفضل وبرجه ومن يشجع :: الأهلي أم الزمالك أم الإسماعيلي ؟ وهل ؟ وماذا ؟ ولم ؟ وكيف ؟ وبم ؟ وعما ؟ ولمــَّا ؟! … ولما أفقت من دهشتي دلفت مدخل المكتب فاستقبلتني فتاة حسناء تحمل في يديها ورقة بيضاء وقلما وسألتني في لطف عن سبب حضوري لمقابلة سعادة رئيس الحي فأجبتها :: ليس لي طلب خاص ولكنها طلبات عامة للحي .. كتبت إسمي في الورقة وقالت خمسة وثمانون … ولما نظرت للصالة المتاخمة لمكتب فخامة الرئيس (رئيس الحي) علمت أن رقمي هو 85 وأنني سأحظى بلقاء فخامته بعد أربعة وثمانون مواطن سيقابلونه … جلست دقائق متأملا المواطن المصري والمسئول المصري والخدمات العامة في أحياء مصر وطالعت من مفعدي لافته فخامة الرئيس (رئيس الحي) بسطورها البراقة وسألت نفسي لم كل ذلك ؟ لماذا يضع أمامنا كل هذه الرتب والمناصب هل ليرهب المواطن الذي يطلب لقاءه ؟ أم ليحيا هيلمانا سلطانيا فاخرا ؟ أم إنها حكاية ( القلل والزير ) أم ليكون حجابا بينه وبين الناس رغم أن حيثيات منصبه تحتم بقاءه خارج هذا القصر المنيف ليسهر على راحة المواطنين والخدمات المقدمة لهم … فالنظافة متردية والمرور مشلول الحركة والمطاعم تطعم المواطن ما تشاء بلا رقابة صحية وصحة البيئة في تدهور مستمر .. والتلوث يضرب أطنابه في كل شيء … و …. و …. و …. و …. و …. و …. و …. و …. و …. و …. و …. و …. أفقت من تأملي ونظرت رفاقي الأربع والثمانون المنتظرين أمام مكتب فخامة الرئيس ( رئيس الحي ) ونهضت قاصدا السكرتيرة الحسناء وأعطيتها الورقة الصغيرة التي منحتني إياها بها رقمي 85 وقلت لها في هدوء :: تفضلي يا أستاذة إنني قررت التبرع بدوري للأخ الأستاذ رقم 86 .. وانصرفت حزينا .. وقلت في نفسي : في يوم ما سأكتب ذلك حتى يعلم السيد عبد العظيم وزير والسيد عبد السلام محجوب والسيد الدكتور أحمد نظيف ما حدث في محاولتي للقاء السيد الرئيس ( رئيس الحي ) !!


هناك تعليق واحد:

  1. 1 - تعليق:مهندس استشاري : صبري الصبري تاريخ: 08/12/2010 - 08:11
    فخامة السيد رئيس الحي
    ذهبت يوما لمقابلة رئيس حي من أحياء مدينة نصر وذلك لإطلاعه على ما يجري في الحي من خدمات وما بها من سلبيات فربما لم تصل لسعادته تقارير من يجب أن يرفعوا له تقارير الأداء ، رغم أنني ليس لدي وقت لمثل هذه الإيجابية التي يجب أن يتحلى بها الجميع …. وقلت في نفسي : طالما لا نحظى بمقابله سعادة رئيس الحي في الشارع في جولاته التي يجب أن تكون منتظمه يوميه أو شبه يوميه على أن يكون هناك تناوب من كبار مسئولي الحي لمراقبة العمل بالحي ….أذهب أنا للقائته كفاعل خير لا أكثر ولا أقل … المهم ذهبت فطالعني مكتبه الوثير ولافتة وارفة مكتب عليها الآتي : السطر الأول ::: لواء أركان حرب //// السطر الثاني ::: وكيل أول وزارة //// السطر الثالث ::: مهندس //// السطر الرابع ::: رئيس حي ( … ) مدينة نصر !!!! تأملت اللوحة لكي أرى بقية معلوماته لعلي أجد سيرته الذاتية كاملة ولونه المفضل وبرجه ومن يشجع :: الأهلي أم الزمالك أم الإسماعيلي ؟ وهل ؟ وماذا ؟ ولم ؟ وكيف ؟ وبم ؟ وعما ؟ ولمــَّا ؟! … ولما أفقت من دهشتي دلفت مدخل المكتب فاستقبلتني فتاة حسناء تحمل في يديها ورقة بيضاء وقلما وسألتني في لطف عن سبب حضوري لمقابلة سعادة رئيس الحي فأجبتها :: ليس لي طلب خاص ولكنها طلبات عامة للحي .. كتبت إسمي في الورقة وقالت خمسة وثمانون … ولما نظرت للصالة المتاخمة لمكتب فخامة الرئيس (رئيس الحي) علمت أن رقمي هو 85 وأنني سأحظى بلقاء فخامته بعد أربعة وثمانون مواطن سيقابلونه … جلست دقائق متأملا المواطن المصري والمسئول المصري والخدمات العامة في أحياء مصر وطالعت من مفعدي لافته فخامة الرئيس (رئيس الحي) بسطورها البراقة وسألت نفسي لم كل ذلك ؟ لماذا يضع أمامنا كل هذه الرتب والمناصب هل ليرهب المواطن الذي يطلب لقاءه ؟ أم ليحيا هيلمانا سلطانيا فاخرا ؟ أم إنها حكاية ( القلل والزير ) أم ليكون حجابا بينه وبين الناس رغم أن حيثيات منصبه تحتم بقاءه خارج هذا القصر المنيف ليسهر على راحة المواطنين والخدمات المقدمة لهم … فالنظافة متردية والمرور مشلول الحركة والمطاعم تطعم المواطن ما تشاء بلا رقابة صحية وصحة البيئة في تدهور مستمر .. والتلوث يضرب أطنابه في كل شيء … و …. و …. و …. و …. و …. و …. و …. و …. و …. و …. و …. و …. أفقت من تأملي ونظرت رفاقي الأربع والثمانون المنتظرين أمام مكتب فخامة الرئيس ( رئيس الحي ) ونهضت قاصدا السكرتيرة الحسناء وأعطيتها الورقة الصغيرة التي منحتني إياها بها رقمي 85 وقلت لها في هدوء :: تفضلي يا أستاذة إنني قررت التبرع بدوري للأخ الأستاذ رقم 86 .. وانصرفت حزينا .. وقلت في نفسي : في يوم ما سأكتب ذلك حتى يعلم السيد عبد العظيم وزير والسيد عبد السلام محجوب والسيد الدكتور أحمد نظيف ما حدث في محاولتي للقاء السيد الرئيس ( رئيس الحي ) !!

    صبري الصبري قال:
    ديسمبر 8th, 2010 at 7:54 ص
    هذا نموذج يصلح للتطبيق في مصر كلها … ولكن ؟! هل تم تشغيل المشروع وتطبيقه على أرض الواقع أم أنها أمنيات وأحلام جميلة تداعب عيون رئيس مدينة السادات ؟! أتمنى أن تكون الإجابة : نعم تم تشغيل المشروع بنسبة 100% … وحينها سأطلب من المهندس أشرف عبد الرحمن رئيس جهاز مدينة السادات أن يتم تعميم تجربته الجميلة على مصر كلها لأننا بحاجة فعلا لذك المشروع الذي يخلصنا من مياه الصرف الصحي بمعالجة ثنائية تجعلها تروي الأشجار وتحارب التصحر وتساهم في تحقيق بيئة نظيفة صحية نفية بدلا من الواقع المرير الذي تحياه القاهرة الكبرى وما حولها في مصر المحروسة .

    ردحذف