الخميس، 27 أغسطس 2020

أهذا من يُقَتَّل؟!

 أهذا من يُقَتَّل؟!

***
شعر
صبري الصبري
***
بعاشوراء قد قتلوه ظلما
وقد حملوا بهذا البغي جرما

وكانوا في تحالفهم بغيٍّ
وقد حاموا مع الطغيان حوما

وماجوا في سفاهات توالت
وعاموا في خسيس الفعل عوما

أهذا من يُقَتَّل؟! كم تعاموا
وقد نالوا من التاريخ لوما

فإن الجهل مركبهم لسفك
أكانوا يحسبون الصحو نوما ؟!


بعاشوراء قد قتلوا (الحسينا)
فباءوا باحتقار الشأن دوما

أيعقل ما توالى من فتون؟!
وقد ساموه بالإدماء سوما

وإن عرفوه في قدر وشأن
لَمَا أردوه بالبيداء كوما

وما أسروا الحرائر ! فالسبايا
نساء الطهر قد لاقين ضيما

هم الركب المهيب بهضم حق
وقد لاقوا بهذا اليوم غيما

بصبر في مصابهم جميل
وقد صاموا مع التسليم صوما

هم الآل الكرام لهم مقام
يلاقي في فؤاد الصدق شهما

ويعرف قدرهم صب حبيب
يوافيهم من التقدير قسما

ويرسمهم بصفحته بطهر
وبر في قصيد الشعر رسما

ويأبى من يجافيهم بهجر
كما يأبى مغالاة ودهما

ولطما للخدود وجلد ظهر
وقضم ثوابت الإيمان قضما

فإن الحب للأحباب فيض
رزين يمنح الأحباب نظما

وتنظيما لوجدان وقور
يجافي في حمى الأحزان لطما

يقاوم كل تشتيت وبتر
ويرفض من سعى نقضا وهدما

هي الأعناب في روض ثمير
فلا يحلو وقد سموه كرما !

(حسينٌ) سيد فذ منير
من الأعداء والحساد أسمى !

بجنات النعيم أخوه (حسن)
بـحسن و(الحسين) فضم إسما

لـ(زينب) أختهم بالمدح أيضا
ولا تأبه لموتور وأعمى

و(فاطمة) البتول الأم تزهو
بنورٍ روضةَ الإشراق أنمى

وجدهم الرسول حبيب قلبي
يضم كساؤه الأحباب ضما

وجدتهم (خديجة) في نعيم
فلا تحمل من الأحزان هَمَّا !

ولا تخشى الهموم فحب آل
يبدد في فؤاد الصب غَمَّا

وكل صحابة الهادي عدولٌ
فبث مديحهم كيفا وكمَّا !

صلاة الله أهديها لطه
تدوم دوام (فرقان) و (عَمَّا)

وآل البيت والأصحاب طرا
وتسليم به للناس سِلْما !

الثلاثاء، 25 أغسطس 2020

عاشوراء

 عاشوراء

**
شعر
صبري الصبري
***
بعاشوراء (موسى) بانتصارِ
و(فرعون) الغريق بالاندحارِ

وقد كانت حكايتهم بوقع
عجيب في الوقائع بادِّكارِ

لنا منها عظات قد تجلت
كما فيها دروس بانهمارِ

توالت في تفاصيل بشرح
دقيق قد تتالت باختبارِ

ولاحت في تتابعها بليل
كما حلَّت بآناء النهارِ

وإنا في محبتنا لـ(موسى)
نبي الله مبرور المنارِ

نؤيده بتأييد أكيد
ونفرح للكليم بالانتصارِ

ونرقبه بتابوت أمين
بنهر النيل بالإشراق جاري

إلى أن كان في قصر مشيد
لـ(فرعون) المٌذبِّح للصغارِ

فيحظى عند (آسية) بحب
وتربية ومحمود القرارِ

ويرضع ثدي أم أنجبته
ويحيا في القصور بالاعتبارِ

إلى أن كان ما كان .. استعدوا
عبور البحر في أمن المسارِ

ونجى الله (موسى) في سلام
ومن معه بآلاء اقتدارِ

وأغرق خصمه والقوم جمعا
بإطباق لأمواج كبارِ

ونجى جسمه ليكون درسا
لمن راموا تلابيب اغترارِِ

وصام المصطفى يوما لذكرى
نجاة الفذ (موسى) باشتهارِ

ووصى أن نصوم كذاك يوما
لتاسوعاء في أبهى فنار

مخالفة اليهود .. لهم جنوح
عن الإسلام في خبث الحوارِ

وسل عجلا عن الكفران فيهم
تجلى بالبلاهة في الخوار

و(هارون) الذي بالنور يحيا
بتهديد لقتل من شرارِ

ومازالوا بعدوان وبغي
بحبل من أناس في جوارِ

وإنهم بذلتهم ببؤس
ومسخ في تلابيب الصَّغارِ

وفي (القدس) الشريف لهم فتون
ومكر رغم خوض وانتشارِ

وسيرتهم بقرآن كريم
بتوضيح الطوال كما القصارِ

يكَفِّرُ ربُّنا عنا خطايا
لعام .. بالصيام مع افتقارِ

بحمد الله قد نلنا مزيدا
بعاشوراء من إنعام باري

بسنة (أحمد) فيها العطايا
فهيا نحو صوم باصطبارِ

فشكرا ربنا شكرا جزيلا
فأدخلنا جنانا بالثمارِ

وصلى الله ربي كل وقت
على المختار مبرور الديارِ

وآل البيت والأصحاب طرا
تدوم دوام حج واعتمارِ !!

الأربعاء، 19 أغسطس 2020

هجرة الحبيب

هجرة الحبيب
***
شعر
صبري الصبري
***
كَسَـانـي الـحـبُّ للمحـبـوب نـــورا
وأنـزلـنـي بحـضـرتـه الـقـصــورا

وقـرَّبــنــي بــروضــتــه مــلــيَّــا
فـفـارقـت الأحــبــةَ والـحـضــورا

لأحـظــى فـــي ضيـافـتـه بــرغــدٍ
وأصطـحـب السـعـادةَ والـســرورا

وأدخـلـنــي لـحـجـرتــه حـبـيـبــي
وأهــدانــي الـهـدايــا والـعـطــورا

دعـانــي دعـــوة التـكـريـم طــــه
فشـرفـنـي بـهــا أحــيــا فــخــورا

ولاقــــانــــي بـــتـــرحـــاب وود
تـجـلـى فـــي نـضـارتــه وثــيــرا

جـمـيــلا طـيـبــا عــذبــا بـهــيــا
سـنـيـا نـاعـمــا فـخـمــا وفــيــرا

صــــلاةُ الله يــــا طــــه عـلـيـكـم
وتسـلـيـمٌ بـهــا أدعـــو الـخـبـيـرا

أيـــا مـحـبـوب أمـتـنــا ســلامــي
لــكــم قـلـبــي يــرددهــا كـثـيــرا

أود الـهـجــرة الـفـيـحـاء قــصــدا
ومـنـهـاجــا ونـبــراســا مـنــيــرا

أوافـيـهــا .. تـوافـيـنـي بـبــســط
يوافـيـنـا ... ويعطـيـنـا الـحـبــورا

سـطـرت لأجلـهـا الأشـعـار تـبــرا
وبـحــرا وافـــرا فـــاق الـبـحـورا

يـضــم الـحــب للمـخـتـار ضــمــا
بـديـعـا رائـقــا يــزهــو نـضـيــرا

فبـعـد الـجـهـر بـالـقـرآن شـرعــا
جـلـيـلا طــاهــرا حــقــا وقــــورا

تـداعـى الـكـفـر والـفـجـار صـفــا
أثـيـمــا نـاعـقــا فــظــا عــقــورا

يـلاحــق ثـلــة الأخـيــار يـطـغــى
خبـيـثـا غـــادرا وغــــدا مـكـيــرا

وسـامـوا الـهـادي المخـتـار شــرا
كـذا الأصحـاب قـد لاقـوا الشـرورا

ومــازال الـعـذاب يـسـوم صـحـبـا
لـطـه واجـهـوا الـبـغـي الخـطـيـرا

وجــــاء الأمــــر للهادي بــتـــرك
لمـكـة فابـتـدا الـهــادي المـسـيـرا

لطـيـبـة يـرتـجـي فـيـهـا مـقـامــا
مكـيـنـا آمـنــا يـلـقــى الـنـصـيـرا

ويـعـلـن دولـــة الإســـلام فـيـهــا
ويحـمـي فــي مهابـتـهـا الـثـغـورا

أمـــام الـــدار بـالـعـدوان سَــلُّــوا
سيوفـهـمُ وقـــد مـــدوا الـنـحـورا

وقبضتهـم بـهـا الشيـطـان يمـشـي
مــــع الـفــجــار بـهـتـانــا وزورا

وخيـر الخلـق ذو الأنــوار يغـشـى
جموعـهـم وقـــد لاقـــوا الـثـبـورا

ووقَّـرهــم تـــرابَ الأرض رغـمــا
ليجـعـلـهـم لـنـومـهــم حـصــيــرا

ونـــام الـفَــذُّ فـارسـنــا (عــلــيٌ)
مـكـان الـنــور مـقـدامـا جـســورا

فحـيـوا فــي سـنـا الأنـــوار فـــذا
شجـاعـا حـيــدرا لـيـثـا هـصــورا

ويخطو المصطفـى المبـرورُ جهـرا
إلــى الصـديـق يـرتـقـب الأمـــورا

فهـلَّـل مـشـرق التـرحـاب : أهـــلا
وسـهــلا بـالـهـدى بـــث العـبـيـرا

وأســـرع بــــاذلا أهــــلا ومــــالا
فـكــم أهـــدى لـدعـوتـه الـدثــورا

و(أسـمـاء) الـتـي شـقَّــت نـطـاقـا
لتـحـمـل زادهـــا لـهـمـا طـهــورا

إلــى غـــارٍ بـثــورٍ فـــي هـــدوء
بهجـرتـه ثــوى الـهــادي قـريــرا

وصـديــق الـمـآثـر كـــان صـنــوا
لـطــه فــــي مـسـيـرتـه وزيــــرا

يـســد بـثـوبـه الأحـجــار وافــــى
شقوقا واكـبـت فيـهـا الصـخـورا

وبالـبـاب الحمـامـة فــوق بـيــض
بـعــش قـشــه يــأبــى الــمــرورا

وبيـت العنـكـب المشـتـاق أضـحـى
لأيـكـتـهـا وروضـتـهــا ســريـــرا

تكـاتـف والقـشـور لـهــا وعـــشٌ
رقـيــقٌ شـامــخٌ صَـــدَّ الـكَـفُــورا

وأصبـح فــي وصـيـد الـغـار ســدا
منيـعـا بـاهـرا .. حـصـنـا مـثـيـرا

يغـالـب فــي ذرا الإعـجـاز شـركـا
ويمـنـعـه إلــــى طــــه الـعـبــورا

وجـيـش الكـفـر مـحـتـارا يـلاقــي
بـبـاب الـغــار بالـخـسـران بـــورا

يـولِّـي خائـبـا بـالـخـزي يـمـضـي
كئـيـبـا محـطـبـا فــظــا حـسـيــرا

وطــه المجتـبـى بـالأمــن يـخـطـو
نـديــا واثــقــا يــدعــو الـقـديــرا

وصـدِّيــق الـهـدايـة كـــان يـرنــو
بـعــيــدا يـرتــجــي الله الـكـبـيــرا

يخـاف علـى الحبيـب عـيـون بـيـد
ويخشـى خصمـه الـوغـد المكـيـرا

يـصـون بحـبـه الـهــادي يـفــادي
(محـمـد) سـيـدَ الخـلـق الهـجـيـرا

و(أحـمــد) سـيــد الأكـــوان بـــدرٌ
مـنـيـرٌ نـــوره ضــــاء الــبــدورا

وبـالـوهـم البـهـيـم رأتـــه عـيــنٌ
يداعـب سُكْرُهـا الضافـي الخمـورا

يـروم (سـراقـةُ) الأمــوالَ يـهـوى
بـهـا الإثــراء مصطحـبـا غـــرورا

فيهوي في الثرى والصخـر يعـوي
كـذئـب قــد ثــوى يـبـكـي أسـيــرا

يـلاقــي قـبـضـة الأغـــلال قـهــرا
وذلا قــاحـــلا صـعــبــا مــريـــرا

يـكــاد الـمــوت يخـطـفـه بـحـتـفٍ
بــه يلـقـى مــع الـهـول الـقـبـورا

فـأنـقــذه الْـمُـشَـفَّــعُ .. إنَّ طـــــه
رءوفٌ .. فامدحوا الهادي النذيرا !

وأعـطـاه الأســـاور وعـــد حـــق
بـه (كسـرى) سيخسـرهـا كسـيـرا

تلقَّـاهـا (ابــنُ مـالـك) مــن أمـيـرٍ
فَحَـيُّـوا فـــارسَ الـعــدلِ الأمـيــرا

هـو الفـاروق مــن أضـحـى مـثـالا
لـعــدل ضـــم سـيـدنـا الـفـقـيـرا !

وبـالـبـيـداء خيـمـتُـهـا تـــــراءت
بوحدتـهـا وقـــد ظـلــت شـهــورا

تغـالـب وَحْـــرَ صَـحْــرَاءٍ تـنـامـى
بـهـا الإجــداب يخـتـرق الجـحـورا

ويـطـغـى جـــم طـغـيـان يـعـانــي
بــه الأحـيـاءُ عيـشـهـم العـسـيـرا

بـكـرب العـيـش (عاتـكـةٌ) تـلاقــي
حـبـيــب الله يـحـبـوهـا الـغــديــرا

بـشـاة الـوهـن قـــد درت شـرابــا
مـريـعـا طـيـبـا غــدقــا شـهـيــرا

وصـاغـت وصفـهـا وصـفـا بليـغـا
لطه المصطفـى ... صعبـا يسيـرا !

فـمــا أبـهــاكِ بالـتـاريـخ يـــروي
ل(عاتـكـة) الـتـي حــازت ظـهـورا

وبـالأحـبــاب شـوقــهــمُ تـجــلَّــى
إلــى المخـتـار يـدعـون الشـكـورا
وقـد تـركـوا المديـنـةَ فــي حنـيـنٍ
لــطــه يـحــتــوي نــاســـا ودورا

ولـمــا هــلَّــت الأنــــوار طــلَّــت
ب(أحمـد) يلتـقـي الجـمـع الغفـيـرا

لــه بالـحـب قـــد حـمـلـوا قـلـوبـا
تـرافــق فـــي أكـفـهـم الــزهــورا

وبـثــوا حـبـهـم جـمـعــا نـشـيــدا
جـمـيـلا خــالــدا عــذبــا نـمـيــرا

فـأغـدق لـلـورى صـدحــا بـمــدحٍ
لـطـه والـتـقـوا الـنــور البـشـيـرا

بهـجـرتـه الـتــي كــانــت لـديـنــا
ستـبـقـى بيـنـنـا غـيـثــا مـطـيــرا

ونبـراسـا جـلـيـل الـنــور يـزهــو
ويمـحـو ليـلـنـا الـغـافـي النـكـيـرا

فـلــن نـنـسـى تفـاصـيـلا حـسـانـا
ولـن ننـسـى مــن الـذكـرى نقـيـرا

سطـرت لأجلـهـا الأشـعـار رامــت
ضيـاء المصطفـى وافـى الشـعـورا

فـهـجـرة (أحـمــد) فـيـنـا تـلالــت
أنـــارت أمـــة تـرجــو الـنـشـورا

وتــأمــل قــائــدا فــــذا حـكـيـمــا
بسـنـة (أحـمـد) يـسـمـو مـشـيـرا

لنـنـهـض نـهـضـة فـيـهـا عـــلاءٌ
ونـدحـر خصمـنـا العـاتـي دحــورا

ونصـفـو بـالـهـدى نـرقــي رقـيــا
لنلقـى فــي عــلا العلـيـا الأجــورا

وننجـو مـن ردى الـخـذلان جمـعـا
نجانـب فـي لظـى الأخـرى سعـيـرا

ونغشـى فـي سنـا الفـردوس عــزا
ومـجـدا نـرتــدي فـيــه الـحـريـرا

ونسكـن خيمـة الروضـات ضـمـت
بحسـن فراشهـا المرغـوب حــورا

ستبقـى هـجـرة المحـبـوب حصـنـا
وصـوتـا صـادحـا فـيـنـا جـهــورا

أفـيـضـي أمـــة الإســـلام عـلـمــا
ولـبــا نـابــه الـفـحــوى ذَكُــــورا

وداوِ بـالـتــقــى الأدواء فــيــهـــا
نعـالـج بالـهـدى فـيـنـا الـقـصـورا

وأبـلــغ ربـنــا فــضــلا صــلاتــي
إمــامــا شـافـعــا بــــدرا مـنـيــرا

بـشـيــرا طـيـبــا هــــادٍ رءوفــــا
رحيـمـا طـاهـرا .. دومــا مَــزُورا

وآلَ الـبـيـت يصحـبـهـا ســلامــي
تـبـث بمهجـتـي أُنْـسَـاً ونـــورا !!

 

الثلاثاء، 18 أغسطس 2020

هِجْرَةُ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم

 هِجْرَةُ الرَّسُول

صلى الله عليه وسلم
***
شعر
صبري الصبري
***
بهجرة طه رأينا الجمالا
نظرنا الضياء الذي قد تلالى

وعاين دهر الهدى ذكريات
تجلَّت وبثت جلالا توالى

بفخر وعز ومجد تليد
جديد فريد وأضحت مثالا

رسولٌ نبيٌ يلاقي عدَاءً
بـ(مكة) ضمت نساء رجالا

بقبضة كفر تمادى بِغَيٍّ
وعَذَّب جهرا وسرا (بلالا)

(سُمَيَّة) .. (ياسرَ) .. خلقا كثيرا
يلاقي بـ(مكة) بغيا تتالى

بصبر وعزم لصحب كرام
حصار بشعب يضم ابتهالا

لرب كريم سميع بصير
بلطف تجلى لربي تعالى

وحان انتقالٌ لطيبة كانت
لصحب النبي الرسول المآلا

وكفرٌ ترصَّد طه ببيت
تجمَّع شركٌ يود اقتتالا

لتقتل طه قبائلُ غدر
فلاقوا جميعا بخسر خبالا

وغارٌ بـ(ثور) يضم بشوق
رسولا .. حبيبا يشد الرحالا

وصِدِّيق صدق بقلب صدوق
يقدِّم دعما .. عيالا ومالا

(أبو بكر) أسخى صديق وأحنى
فؤاد وأقوى لديه احتمالا

ويخشى عليه الطغاة بباب
لغار يضم بعش ظلالا

حمامة غار وعنكب بيت
خيوط وبيض يهز الجبالا

يحيِّر كفرا تجلى ببطش
غباء لديه يلاقي المحالا

وحزنٌ بجوف لغار وصوت
لطه يطمئن فيه انشغالا

وثاني اثنين بوحي شريف
بـ(توبة) يُتْلى فنجني الغلالا

وحفظ لرب حفيظ تولى
حماية طه فنال النوالا

لطيبة يمضي مهابا أبيَّا
ويلقى (سراقة) رام المنالا

ومالا ونوقا ليأسر طه
فأضحى أسيرا يسف الرمالا

ويلقى سوارا لـ(كسرى) بوعد
لـ(أحمدَ) أعطاه كنزا مهالا

ويمضي بهجرة خير ورشد
لطيبة رامت لطه الوصالا

بخيمة بيد بقيظ تراءت
لـ(معبد) أمٌّ تلاقي الجمالا

بركن لديها تعاني شاة
بجدب وضعف وسقم هزالا

فيمسح طه عليها فتهمي
بدَر ٍّ لريٍّ شرابا زلالا

بوصف دقيق رقيق فصيح
لـ(أحمد) قالت بحق مقالا

لطيبة تلقى بشوق حبيبا
وتشدو نشيدا صدوقا تعالى

ثنيات لقيا بمطلع بدر
ينير بحسن الجمال المجالا

ستبقى بهجرة طه المعاني
تضيء الطريق تجيب السؤالا

صلاة سلام دواما عليه
تضم الصحابة جمعا وآلا !!

هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

 

الأحد، 16 أغسطس 2020

للقدس

 

للقدس

للقدس
***
شعر
صبري الصبري
***
للقدس شدوي دائما بفخاري
مهما ادلهمت ظلمة الأغيارِ

مهما استمرت محبطات كوارث
شبت علينا باللظى والنارِ

مهما استفزت بالغباء مواقف
نمَّت عن الأهواء والأخطارِ

كم من بلايا أمعنت في زحفها
وعدت علينا بالهلاك الضاري

واستعمرت فكر الذين استسلموا
للإفك والتطبيع والأضرارِ

لكنَّ وعي العارفين بقدسنا
سيظل شعلة يقظة الأفكارِ

فالقدس ليس (تكية) إهداؤها
لعدونا نوع من الإيثار !

أو دار شيخ عروبة إسكانها
للضيف تمليك له بقرار !

فالقدس أعلى من ظنون عقولهم
طهر به مستودع الأطهارِ

مسرى الحبيب (محمد) نور الهدى
خير الأنام المصطفى المختارِ

معراجه سبعا طباقا للعلا
للمنتهى في سدرة الأنوارِ

في سورة (الإسراء) ذلك كله
و(النجم) ضمت أكرم الزوّارِ

بالعرش يسجد بالخضوع لربه
يدعوه دعوة خاشع للباري

يا قدس فيك الأنبياء تجمعوا
خلف الحبيب المجتبى بوقارِ

يا قدس فاروق العدالة قد أتى
لتكون ضمن الخير والأخيارِ

يا قدس فيك (صلاحنا) وفلاحنا
بالزحف للتحرير للأسوارِ

وبقيت فينا بالسلام معززا
ومكرما بسماحة الإكبارِ

حتى أتوا من دنسوا أرضا هنا
في غفلة منا بطفح مرارِ

فبدت بذلك حسرة ومهانة
فينا توالت بالهوى والعار

لا تحزنوا فالقدس يبقى شامخا
في عزة بالبسط والإعمارِ

فالله يحفظ قدسنا وتخومه
أكنافه بلطائف الجبارِ

لا تقنطوا فالمؤمنون برفعة
وكرامة بإرادة القهارِ

صلى الإله على النبي وآله
ما ضم ليلٌ ساطع الأقمارِ !

الاثنين، 10 أغسطس 2020

نابليون

 نابليون

***
شعر
صبري الصبري
***
أبصرت الماضي قد جاءَ
بالحاضر بث الأنباءَ

ورأيت الأحداث بوقع
يهدينا الفوضى إهداءَ

بالبحر الحملة بسفين
يحمل بالموج الأعداءَ

ومراكب زحف بحري
يحتل الشاطئ والماءَ

ومدافع تصنيع عاتي
قد دكت فينا الأنحاءَ

وولي الأمر .. خليفتنا
قد لاقى جهرا إعياءَ

والـ(نابليون) بمشرقنا
قد جر مع الفخر رداءَ

و(كليبر) بالخلف و(بونا
بارت) المتقدم قد جاءا

وجنود الحملة في زحف
بالأرض يعم الأرجاءَ

فالحملة رامت بلدانا
أضحت بالفوضى تتراءى

والناس تقاوم عدوانا
بعصيٍّ ردت أنواءَ

(بونابرتة) يمضي مختالا
بالشرق يروم الإعلاءَ

ويصارع خصما عربيدا
قد جافى للص إخاءَ !

فالكل يريد أراضينا
وكنوزا فينا قد شاءَ

وبقينا في القيد سنينا
نجتر بصبر أدواءَ

والعرب جميعا قد صاروا
في تلك البلوى أشلاءَ

أتباع المستعمر يقضي
بالقوة بالناس قضاءَ

وخيانة من خانوا تبدو
جهرا وتبث الأسماءَ

وشجاعة من وقفوا صفا
ليردوا عنا الجهلاءَ

تاريخ فاض بأحداث
ضمت عميانا .. سفهاءَ

والآن بحسرتنا نلقى
عملاءً صبحا ومساءَ

يدعون المحتل ليأتي
ويعيد الكّرَّةَ .. خيلاءَ

يحتل الميناء وأرضا
ليصارع فيها الخصماءَ

وله الأنصار بدولتنا
يسعون وفاءً وولاءَ

(بونابرت) القادم قد أضحى
كالأول مكرا ودهاءَ !

سيساعد فيهم محتاجا
يعطيهم قرضا ودواءَ

وتخيم بالذل خيام
قد ضمت بالحسن نساءَ

وتعود حكايته الأولى
وبـ(عكة) سينال ثناءَ

سينال الإجماع ليأتي
في عرس ضم البلهاءَ

و(كليبر) لن يأتي معه
فاشخص لـ(كليبر) أبناءَ !!

الأربعاء، 5 أغسطس 2020

لبنان


لبنان

هكذا حلل خبراء انفجار بيروت "الغريب" والحاوية الغامضة | فلسطين الآن
تعرض لبنان لانفجارات هائلة مدمرة يوم الثلاثاء 15/12/1441هـ الموافق 4 أغسطس 2020م
***
لبنان
***
شعر
صبري الصبري
***
(لبنانُ) طيبي واسلمي (لبنانُ)
عجت بدهشة فكرها الأذهانُ

ماذا جرى؟! إنَّا بواكف دهشة
بغمارها يتأرجح الميزانُ

وتحل فينا باللواعج حسرةٌ
وتعمنا الآلامُ والأحزانُ

دبت بـ(بيروت) بنار سعيرها
وأزيزها وحريقها الأشجانُ

فتألم الأحباب من مأساتها
وثوى بنازف بثه الوجدانُ

هل بعض ناس خزنوا في أرضها
متفجرات؟! فابتدت نيرانُ !

أم أن (إسرائيل) شنت قصفها
فتتابع التدمير والطغيانُ ؟!

لغز بسر المبهمات تمزقت
منها بقسوة وقعها الأبدانُ

قد دُمرت منها البيوت تفتت
وهوى سريعا بالردى البنيانُ

وترنح الأمن المديد بعيشهم
ما عاد فيها بالحياة أمانُ

مكر الأعادي يستمر بغدرهم
وبجرمهم يسترسل العدوانُ

يا للرزايا تستمر بوخزها
ويلوح منها الضر والبهتانُ

فوضى هي الأحداث في إشعالها
بلوى توالت بالجوى وسنانُ

نهشت بمحض الفتك (أَرزا) فاخرا
ونمت بأزهار الربي الأدرانُ

وهي التي كانت وكانت ليتها
دامت .. ليبقى الورد والبستانُ

والأرض فيها بالبهاء جميلة
وبها بروضات السناء جنانُ

ولها حضور رغم نزف جراحها
وبها يهيم العاشق الولهانُ

تلك المشاهد ذكرتنا بالذي
قد كان حين استسلمت (يابانُ)

لما استحالت (هورشيما) بالفنا
أرضا بها بتصاعد الدخانُ

وعجائب الفسفور تبدو هاهنا
بالجو يبصر سمته الإنسانُ

هل أمست الأكوان غابات بها
تعلو الوحوش ويزدهي الحيوانُ؟!

هل أصبح العُرْب الكرام أذلة
وهوت كرامتهم وضاع الشانُ

في قصعة الأعداء باتوا أكلة
فيها يدب الكاسر الجوعانُ

تلك المصائب لاتزال بوقعها
منها تضج بهولها الأزمانُ

(لبنان) صبرا فالعروبة زُلزلت
فعدا عليها بالبلاء جبانُ

(لبنان) شعري قد تدفق حزنه
وتوشحت بهمومها الأوزان

قد قدمت لكم الرثاء قصيدتي
ليضمها بسجله الديوان !

(لبنان) تصحبك السلامة دائما
(لبنانُ) طيبي واسلمي (لبنانُ) !

الأحد، 2 أغسطس 2020

سماحة المحبة

سماحة المحبة
***
شعر
صبري الصبري
***
حبي لآل البيت صنو محبتي
لجميع أصحاب الرسول الهادي

ولأمهات المؤمنين قصائدي
ولهن مدحي بالوفا وودادي

يصفو الفؤاد بحبهم بسلامة
من زيغ بلوى الغل والأحقادِ

فازوا بصحبة (أحمد) خير الورى
نالوا فخار العز والأمجادِ !

أنعم وأكرم بالصحابة جلهم
فهم النجوم على مدى الآمادِ

واذكر (أبا بكر ) خليفة (أحمد)
بحروب ردة .. خاضها بجهادِ

وكذا بهجرته بأعظم صحبه
لحبيبنا المختار بالإمدادِ

بالغار مذكور بسورة (توبة)
بالوحي جاء برحمة الجوادِ

وكذلك الفاروق نال مكانة
مبرورة مشهودة الأشهادِ

والوحي جاء مؤيدا أقواله
بمواقف محفوفة برشادِ

وكذا لذي النورين (عثمان) الذي
هو صهر طه المستطاب النادي

من كان للجيش الكبير مجهزا
في يوم عسرة بالندى والزادِ

أما (علي) فزوج (فاطمة) له
ميزاته في العلم والإرشادِ

أكرم بحيدرة الشجاع ب(خيبر)
قد كان فذا قاهرا لأعادي

و(خديجة) الأنوار لاح ضياؤها
بالمشرقين بنورها الوقادِ

نالت سلام إلهها وبشارة
بحياتها في جنة بخلادِ

ولأم عبد الله (عائشة) الهدى
فقه أنار بصائرا لعبادِ

أنعم بها زوج الحبيب المصطفى
زين النساء بهية الأورادِ

ولآل بيت المجتبى حب سما
بمدائحي في مهجتي وفؤادي !

حب الأكارم دافق مسترسل
في طهره للمتقين الحادي

بتوافق الود الصدوق .. فكلهم
أهل الهدى والخير للمرتادِ

فانهل محبتهم بصادق نية
واكتب مدائحهم بفخر مدادِ

بسماحة الحب استقروا هاهنا
في الروح كلهم لهم إنشادي !

صلى الإله على النبي وآله
ما بلبل غنى على الأعوادِ !