الأحد، 30 يونيو 2013

حبيب قلبي

قصيدة رثاء شقيقي الأكبر الأستاذ / محمد الصبري الذي انتقل إلى جوار ربه فجر الخميس 18 شعبان عام 1434هـ الموافق 27 يونيو عام 2013 عن عمر يناهز أربعة وستون عاما يرحمه الله رحمة واسعة







***
حبيب قلبي
***
شعر
صبري الصبري
***





أرثـــيـــك حِـــبِّـــي بـــالأســـى الــهــتـــانِ
وبـــكـــاء قـــلــــب مـــضــــرم الأحـــــــزانِ
وبـــدمــــع بـــــــث بـالــخــفــاء وجـــهــــرة
سـحـتـه فـــي نـــوح الــجــوى الـعـيـنـانِ
وبـشــعــر بــحـــر لـلـمــواجــع أجـــجـــت
مــــا فــيـــه مـــــن بـــــوح ومـــــن أوزانِ
أبــكــيـــك بـــــــدرا بـــالأفــــول تــتــبــعــت
روحـــي أفــولــك يــــا حــشــا وجــدانــي
يـا نـبـض قلـبـي يــا حبـيـب جوانـحـي
يــا شــوق عـمـري يـــا سـنــا أزمـانــي
قـــد كـنــت حـقــا يـــا (مـحـمـد) ركـنـنــا
فــــي كــــل شـــــيء شــامـــخ الـبـنـيــانِ
فــيـــنـــا كــبـــيـــرا مـسـتــطــابــا وارفـــــــــا
فــــــــــذا مـــهــــابــــا وارف الــبـــســـتـــانِ
بـحــكــيــم قـــــــول مـسـتــنــيــر ثــــاقــــب
بـــرجـــوح فـــكـــر مــتــقـــن الــرجــحـــانِ
نــأتــي إلــيــك إذا الأمـــــور تـعــســرت
فـــنــــراك يـــســــرا دافــــــــق الــتــحــنــانِ
ونـــــرى لــديـــك بـشــاشــة وســمــاحــة
فــاضـــت بـخــيــر واكـــــف الـفـيـضــانِ
ونــــــراك والـــدنـــا بــســمــت شـقـيـقـنــا
(قـد مـات والـدنـا الحبـيـب الثـانـي) !
قـــد مـــات مـــن كـنــا لـديــه بـحـضـنـه
مـهــمــا كـبــرنــا فـــــي أحــــــن حـــنـــانِ
يـأتــي لـيـسـأل عـــن دقـائــق عيـشـنـا
ويـــعـــود بـــعـــد وشـــائـــج اطـمــئــنــانِ
وبــهــاتـــف دومـــــــا يـــحــــدث إخـــــــوة
لــــهــــم لــــديــــه مــــعــــزَّةُ الــــولــــدانِ !
ويــنــيــر أســـرتـــه الـكـبــيــرة ســاطــعــا
بـــــوضـــــاءة مــنـــبـــثـــة الإحـــــســــــانِ
يـمــضــي وَصَـــــولا مـحـسـنــا مـتـألــقــا
بــيـــن الـجـمـيــع بــأجــمــل اسـتـيــقــانِ
بــــدروب نــفــع كــنــت فـيــنــا جـامــعــا
تـسـعــى بـــــدأب شـقـيـقـنـا الـمـتـفـانِـي
تـسـخـو .. تـجــود بـكــل بــــر غــامــر
مــســتــرســل بــنــقــائـــك الإنـــســـانـــي
لـــمــــا تــــوفــــي والــــــــدي زاد الــعـــنـــا
فـمـسـحــت عــنـــا دمــعـــة الأشـــجـــانِ
ورفـــعـــت رايـــتـــه الـجـلـيــلــة عــالــيـــا
بـالــعــز تــخــفــق أنـــضـــر الـخـفــقــانِ
وتـضــمــنــا تـــحــــت الـــلــــواء بـــرأفــــة
ومــــحــــبـــــة ورعـــــــايـــــــة وأمــــــــــــــانِ
وتــضــيء وجـهـتـنـا بـأصـفــى واحـــــة
فـــــــي دوحـــــــة مــعـــمـــورة الأفــــنــــانِ
بـفـصـاحـة الأقـــــوال تـنــطــق مـنـطـقــا
حــــلــــوا بــديـــعـــا مــتـــقـــن الــتــبــيـــانِ
تـــدعـــو لـــديــــن الله جـــــــل جـــلالــــه
بـخــطــابــة فــــــــي جــمـــعـــة بــلـــســـانِ
عــــــذب فــصــيــح دافــــــق بـنــفــائــس
شـــتــــى مـــــــن الآيـــــــات بـالــفــرقــانِ
وبـسـنــة الــهــادي الـبـشـيـر تــــلألأت
بـحـديــث طــــه المـصـطـفـى الـعـدنــانِ
وبـصـلـح ذات الـبـيــن كــنــت مـوفـقــا
فــــي رأب صــــدع الأهــــل والإخــــوانِ
إن جـئـت وَلَّــى هـاربـا عــن جمـعـهـم
كــيـــد الْــمَــرِيــد الــمــجــرم الـشـيــطــانِ
ويــحــل بـالـنــاس الــوئـــام بـصـلـحـهـم
مـــــن بَـــعـــد ذاك الــبُــعــد والــهــجــرانِ
كـنــســيــم جـــــــو مــنــعـــش بـحـيــاتــنــا
يــســـري بـلــطــف طـــيـــب الــســريــانِ
كــربــيـــع روض مــثـــمـــر مُـسْـتَــثْــمَــرٍ
مــــــن كــــــل قـــلــــب بــالأطــايـــب دانِ
أنــــا لا أبــالــغ إن ذكـــــرت مـحـاسـنــا
فـــــيــــــك اســـتــــمــــرت درة بـــــزمــــــانِ
قــــد عـشــتــه حــتـــى أتـــــاك قــضـــاؤه
ســبــحــان ربـــــــي الـــواحــــد الـــديــــانِ
يُـــحــــي يــمــيـــت بـــقــــدرة ومـشــيــئــة
جــلـــت عـــــن الـتـمــديــد والـنـقــصــانِ
آجـــالـــنـــا تــــأتـــــي فـــــــــلا رد لـــــهـــــا
أنــــــرد أمــــــر الـــواجـــد الــرحــمـــن ؟!
نــحـــن الـعــبــاد الـخـاضـعــون لأمـــــره
فـــــــــي ذلـــــنـــــا لــلــمــنــعــم الـــمـــنــــانِ
مـــن نـطـفـة الأمـشــاج كــنــا مـضـغــة
حـــتــــى عــمــرنـــا أرضــــــــه بــمـــكـــانِ
فـــيـــه انـطـلـقـنــا بـالــحــيــاة بـسـعـيــنــا
أطـــــــوار جـــســــم بـالـمــقــابــر فــــــــانِ
والـــــروح تـبــقــى بـالـصـعــود لـــبـــارئ
لـــمــــا يــحـــيـــن قــــضــــاؤه الــربـــانـــي
فــاجــعـــل إلـــهــــي روحـــــــه بــمــكــانــة
مــثــلـــى لـــديــــك بــرحــمـــة الــحـــنَّـــانِ
وافسـح لـه فـي القبـر فسـحـة مُسْـعَـدٍ
فــــي روضـــــة مـخــضــرة الأغــصـــانِ
آنــــــس إلـــهـــي بـــرزخـــا ل(مــحــمــد)
بــضــيـــاء أنـــــــس تـــــــلاوة الــــقــــرآنِ
وبــشــارة الــفــوز الـمـبـيـن الـمـرتـجـى
لـلـعـبـد عــبــدك يــــا هــــدى الـحــيــرانِ
يــا فــرد يـــا قـــدوس يـــا رب الـــورى
يــــــا خـــالــــق الإنـــســــان والأكـــــــوانِ
إنـــي دعــــوت بــدمــع عــيــن هــاطــل
ربـــــي الـمـهـيـمــن واســــــع الــغــفــرانِ
فاغـفـر ذنــوب (مـحـمـد) واجـعــل لـــه
فــــردوس خــلــدك مـسـتـطـاب جــنـــانِ
زوجــه حــور الـعـيـن يـحـظـى بالـهـنـا
بـقـصــور عــــدن واهـــــبَ الــرضـــوانِ
وارحــــــم أبــــــي .. أمــــــي .. أخـــــــي
وجــمــيــع مــوتــانـــا بــبــســـط هـــانــــي
وجميع موتى المسلمين على المدى
يـحــظــون مــنـــك بـفـضـلــك الــهــتــانِ
وارحـــم (عُـبَـيْـدَك) إن أتـــاك مـحـمــلا
بـــــالـــــوزر والآثــــــــــام والــعـــصـــيـــانِ
صــلــى الإلــــه عــلـــى الـنــبــي وآلـــــه
ما الصبر صاحب صادق الإيمـانِ !

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

فلسطين

سمعت مقطعا في مقابلة تلفزيونية لتوفيق عكاشة زعم فيه أن فلسطين يهودية وأن المسلمين ليس لهم إلا القدس فقط وكذب .. ففلسطين من البر للبحر إسلامية ولو كره الكارهون

***
فلسطين
***
شعر
صبري الصبري
***


 
أرض الـعـروبــة روضــــة الإســــلامِ
فــخـــر الـبـطـولــة طــيــلــة الأعــــــوامِ
عـــز لأمـــة (أحـمــد) خـيــر الـــورى
عـنـهــا حــديــث صـــــادق لـتـهـامــي
أســـرى بـــه الـرحـمـن لـيــلا نـحـوهـا
فــــــي لــيــلـــة الإســـــــراء والإكـــــــرامِ
مـنـهــا بـمـعــراج الـسـمــاء صــعــوده
لــلــســدرة الـعـصــمــا بـــقـــدر ســــــامِ
فــهـــي الـحـبـيـبـة لـلـقـلــوب ديــارنـــا
فـيـهـا فلـسـطـيـن الـمـنــى .. بــغــرامِ
بالـحـب نعـشـق أرضـهــا فبعشـقـهـا
نــحــيـــا بـــشــــوق عـــــــارم وهـــيــــامِ
ونـحــنُّ لـــلأرض الـطـهـورة طـالـمــا
عــاشـــت بـــمـــخ فـــؤادنـــا وعـــظـــامِ
والله طــيــبــهـــا وأعــــلـــــى قـــــدرهـــــا
وأعـــــزهـــــا بـــخـــوافــــق الأعـــــــــــلامِ
بـالـفـضـل بــــارك حـولـهــا وديــارهــا
وأمــــــدهــــــا بــــمــــكــــارم الإنــــــعــــــامِ
وأنـالــهــا بــســـط الـعــطــاء مــمــهــدا
عــذبـــا جــمــيــلا مـــشـــرق الآكــــــامِ
وبـهــا ل(مـريــم) والمـسـيـح إقــامــة
مـــــن بــعـــد مـــيـــلاد لــــــه مــتــســامِ
فـبـبـيــت لــحـــم كـــــان مــيـــلاد بــــــه
إعـــجـــاز ربــــــي الـــواحـــد الـــعــــلامِ
عـاش الجمـيـع بأرضـهـا فــي ألـفـة
وســـمـــاحــــة بـــعـــدالــــة الأحـــــكـــــامِ
حـتــى تــآمــرت الـيـهــود وخـطـطــت
لــجـــريـــمـــة نـــــكــــــراء بــــــالإجــــــرامِ
سـلـبـوا ديـــارا فــــي أمــــان حـيـاتـهـا
كــــانــــت لــــنــــا بـــمـــســـرة بـــمـــقـــامِ
وتـشـرد الأحـبـاب فــي أرض الـعـنـا
وتـــحـــولـــت دور لـــــنـــــا لـــحـــطــــامِ
يـا ويــح مــن قــال المقـالـة خاسـئـا
يـــهـــدي الــيــهــود هـــديـــة بـــكــــلامِ
ويـقـر قطـعـان الـلـصـوص بنهـبـهـم
أرضـــــا لــنـــا فـــــي حـلــكــة لـــظـــلامِ
ويــســيء تـرتـيــل الـكـتــاب مـــــؤولا
آيــــــاتــــــه بـــلـــجـــاجـــة الأفــــــهـــــــامِ
مـــه ! فـالـعـقـول تـأفـفــت وتـألـمــت
مـــــمــــــا بـــــــــــدا بــــمــــواجــــع الآلامِ
اصـمـت وراجــع كــل حـــرف قبـلـمـا
تـحــكــي حـكــايــة ســالـــف الأقــــــوامِ
هـي أرضنـا هـي عزنـا هـي مجـدنـا
هـــــي دار إســـــلام مـــــدى الأيــــــامِ
سـتــعــود يــومـــا فـاسـتـعــدوا كــلــكــم
بـعـمـوم مــــا لـلـزحــف مــــن إحــكــامِ
سـتـزول إسـرائـيـل تـفـنـى ينـقـضـي
دهــــــر لـــهـــا بـنـهــايــة اســتــســـلامِ
وإذا تـــــوارى مـنــهــمُ شـــخـــص ورا
صـخــر سـتـنـطـق صــخــرة الإيــــلامِ
تـنـبـي وتـخـبـر مسـلـمـا عــــن ثــلــة
ولَّــــــت تـــفـــر كــمــهـــرب الأنـــعــــامِ
فـالـوعــد وعــــد الله صــدقــا جــاءنــا
بالنـصـر فــي (الإســراء) بـالإعــلامِ
وحديث طه المصطفى نور الهدى
نــبـــراس حـــــق فـــــي أجـــــل مــــــرامِ
بـــــرا وبـــحـــرا أرضـــنـــا لا يـنـتــهــي
حــــــــق لــــنــــا بــمــقــولـــة الأقـــــــــزامِ
والله ربـــــي الـمـسـتـعـان الـمـرتـجــى
مـــنــــه الـمــعــونــة دائــــمــــا لــــكــــرامِ
صـلــى الإلـــه عــلــى الـنـبــي وآلــــه
مـــا هـــلَّ شــهــر قــــادم بـصـيــامِ !!

الأحد، 23 يونيو 2013

(عساف)

(عساف)
***
شعر
صبري الصبري
***

 
(عـســاف) فــــاز فـهـنـئـوا (عـسـافــا)
هــــيـــــا نــــقـــــدم للهمــــــــــام قـــطـــافــــا
ونــنــمــق الأبـــيــــات شـــعــــرا وارفـــــــا
عـــذبــــا جــمــيـــلا بـالــمــنــى طــــوافــــا
فـلـقــد أفــــاض الــفــذُّ مـــــن إغــداقـــه
صـــوتــــا جـــديــــدا لــلــمـــلا إســعـــافـــا
كــدنــا نــكــون بــــلا غــنـــاء فـجــاءنــا
(عــســاف) يـحـمــل لـلـغـنــا أصــدافـــا
ويـصـفــق الـشـعــب الـكـبـيــر لـفــرقــة
نـــالــــت بـتــصــويــت لــــــــه إســــرافــــا
حـــتــــى تـــقــــدم لــلــصـــدارة نــاجــحـــا
فــــــاق الـجـمــيــع وجـــــــاوز الآلافـــــــا
والـنــاس تـهـتـف بـانـطـلاق حـنـاجــر
هـــيــــا نــــوثــــق لــلــفــتــى الأحــــلافــــا
لــيـــفـــوز فــــــــوزا مـسـتــحــقــا إنـــــــــه
بـــــز الـخــصــوم ومــــــزق الأســـلافـــا
والــقــدس يـقـبــع بـالـشـجـون مُـمَـزَّقَــا
يـلـقـى الـطـعـون يـصـاحــب الإتــلافــا
وعـدونــا المـشـتـاق للـسُّـكْـر انـتـشــى
حـــــقـــــا وهـــــنـــــأ فـــــارســـــا وقَّـــــافـــــا
بــجــوار (نـانـســي) والــذيــن تـزيــنــوا
بـالــعــري جــهـــرا بـالـفــضــاء خــفــافــا
وصـنــوف نـــاس واصـلــت إسفـافـهـا
يــــا لـلـفــوارس تـعـشــق الإسـفــافــا !
صــرنــا نـتـابــع لـلـمـجــون شـؤونــهــا
ونــروم مـــن خـمــر الـهــوى أصـنـافـا
بــتــنــا نــطــالــع بـاشــتــيــاق قـلــوبــنــا
عــــهــــرا يــــبــــث بــــدورنــــا إرجــــافــــا
جـهــرا شـخـصـنـا بـالـولــوع مـشـاهــدا
ضـمـت لعـوبـا .. مجـرمـا .. خـطَّـافـا
بـتـسـارع الـفـتــن الـشـديــدة أطـبـقــت
غـــــــدرا عـلــيــنــا تُــحــكـــم الإشــــرافــــا
نـمــت الـفـواحـش بالـخـنـوع وأيـنـعــت
فــيـــنـــا فــــروعــــا بــالــنــهــى ألــفـــافـــا
بــقـــيـــود آلام الـــمـــآســـي عـــطـــلَّـــت
أفـــكـــارنــــا بــحــيــاتــنـــا اســتــخــفــافـــا
أبــــــدت مـسـاويــهــا جـــهـــارا بـيــنــنــا
شَـعــرا .. سـفــورا كـامــلا .. أردافــــا
والـعــيــب فـيــهــم أمـعــنــوا بـفـجـورهــم
والــعــيـــب فــيــنـــا نــتــبـــع الأجــــلافــــا
بــقــنــاع زيــــــف أزعـــجـــوا أجـيــالــنــا
حـــتـــى ارتـفـقــنــا بــالــظــلام مــخــافـــا
هــيـــا نـهــنــئ نـجـمـنــا الآتـــــي هــنـــا
لـــيـــنـــال مـــــنـــــا كـــلـــنــــا إتـــــرافـــــا !
فــعــدونــا الـمـلــعــون هـــنـــأ مــســعـــدا
نــجــم الـنـجــوم بـجـونــا (عـســافــا) !
مــن ذا يـربــي نـشـأنـا فـــي عـصـرنـا
صـــــاروا لــذئـــب الـمـهـلـكـات خــرافـــا
بـالـفـتـك يـنـهــش لـحـمـهــا بـفـظـاعــة
والجـلـد يـدبـغ .. يـغـزل الأصـوافــا !
والـقـدس فـــي قـيــد الـيـهـود محـطـمـا
يـرنــو الـربــوع ويـشـخـص الأعـطـافـا
ويـــقــــول قـــــــولا صــالــحـــا بـعــتــابــه
لقـلـوبـنـا طــــول الــمـــدى اسـتـعـطـافـا
أيـحــرر الـقــدس الـسـلـيـب غـنـاءكــم
كـالـسـم يـســري بالـسـمـاع زعـافــا ؟!
حــقـــا أسـفــنــا لـلـضـيــاع تـضــوعــت
مــنــه الـنــفــوس بـسـقـمـهـا إضـعــافــا
حــتــى تــداعــت بـالـدمــار جـيـوشـهـم
جـــهـــرا عـلـيــنــا تـبـتــغــي اسـتــنــزافــا
طـــــورا بـمــدفــع قـصـفـهــم بــقــذائــف
طــــــورا بـــصـــوت نـــاعـــم يـتــجــافــى
عــن زحــف تـحـريـر لـقــدس مـثـخـن
بــالــجــرح يـــأمـــل بــالــرجــا إنــصــافــا
ويــــروم مــــن كـــــل الـكــمــاة مـواقــفــا
مـــنـــهـــا بـــإنـــقـــاذ لــــــــــه يــتــعـــافـــى
فــــــي يــــــم إغــــــراق عــمــيــق كــلــنــا
نــمــنــا فــقــدنـــا الــفــلـــك والـمــجــدافــا
وإذا بـــصـــوت (عــبــقـــري) جـــاءنــــا
يـلــقــى عـيــانــا بـالــهــوى اسـتـلـطـافـا
ومــهــازل الأشــيــاء تـنـخــر عـظـمـنـا
نـمـضــي بــــدرب الـسـائـريــن جــزافـــا
نُـــغْـــزَى بـــكـــل الـمـوبــقــات تــدفــقــت
بـالـخـبـث ألــقـــت فـحـشـهــا أضـعــافــا
والـنــاس تـضـحـك بانـتـشـاء قـلـوبـهـا
تــرجــو الـمـزيــد وأهـمـلــت (أعــرافـــا)
و(التين والزيتون) و(النصر) الذي
قـــد جـــاء أيـضــا جـانـبـت (أحـقـافــا)
وبسـورة (الإسـراء) مـسـرى (أحـمـد)
نـــــــورٌ أضـــــــاء بـــعــــزه اسـتــشــرافــا
إنـــــــا نـســيــنــا بـالــكــتــاب ضـــيــــاءه
فـمـتـى الـفـتـون وأهـلـهـا نـتـلافــى ؟!
هــــذا الـمـصــاب بــأمــة كــانــت لــهـــا
أمجادهـا عـانـت بـأهـوال بـهـا إيقـافـا
والله أســـــــال أن يـــجــــود بــفــضــلــه
جـــــودا يـحــقــق بــالــهــدى الإيـــلافـــا
أغــــدق عـلـيـنــا يـــــا إلــهـــي رحــمـــة
فــيــهــا نـــلاقـــي ســـيـــدي الألــطــافـــا
صــلــى الإلــــه عــلــى الـنــبــي وآلـــــه
مــــا الــزحــف أمَّ لـمـقــدس أكـنــافــا !