الخميس، 28 فبراير 2013

بئس الضجيع

بئس الضجيع
**** 
شعر
صبري الصبري
***


يـــــا شِــعْـــرُ بــلّـــغ لـلـجـمـيــع مــقــالــي

وأذع عـلـيــهــم مــحــنــة (الــصــومـــالِ)

قـــــــوم جـــيــــاع بـالـفــيــافــي أقــــفــــرت

مـــــا بــيـــن صــخـــر جـــامـــد ورمــــــالِ

وصـــــراخ أطـــفـــال بـــصـــوت خـــافـــت

مـــــن فـــــرط وهــــــن مــطــبــق بــنــكــالِ

وجـــلـــود أجـــســـام تــشــكَّــل سـمـتــهــا

كـــخـــريـــطـــة إنــــســــيــــة الأمــــــيـــــــالِ

وشـخــوص أشـبــاح لـخـلــقٍ أصـبـحــوا

فـــــــي قــبــضـــة جــهـــريـــة الأغــــــــلالِ

بــــعــــراء عـــــــــوز مـــفـــجـــع آلامـــــــــه

نـــادت بـجــوف فـــي الـمـجـاعـة خــــالِ

حـــــل الــهـــلاك فـــــلا مـغــيــث بـنـكـبــة

نــكــبــتـــهـــمُ بـــفـــظـــاعـــة الأهــــــــــــوالِ

شـــح الـغــذاء وإن صـدقــت فـــلا غــــذا

لــــهــــمُ ولا مــــــــاءٌ بــــجــــوف قـــــــــلالِ

جــفـــت مـراعـيـهــم فـــمـــات قـطـيـعـهــم

بـــيـــن الــــــدروب تــوشــحــت بـــكــــلالِ

والــروضــة الـغــنــاء أضــحـــت مـرتــعــا

لــلــدود يـنـهــش مــــن مــضــى لـــــزوالِ

والـطــيــر ولَّـــــى مــــــن مـــراتـــع بـــلـــدة

صـــــــــار خــــرابـــــات بـــــــــلا إظـــــــــلالِ

مــــا عـــــاد يــهـــوى بـالـغـنــاء مـرابــعــا

كـــانــــت بـــــــروض مــثــمـــر وظـــــــلالِ

والــحــرب بــثــت بـالـضـعـاف سـعـيـرهــا

مـــــــا بـــيــــن فـــقــــر مـــدقــــع وقـــتــــالِ

فـكـأنـهــم أســـــرى بــقــيــد خـصـومــهــم

شـــدوهـــمُ فـــــــي هــولــهـــم بــحــبـــالِ !

مــا بـيـن سـنـدان المجـاعـة حـوصــروا

بــمــطــارق شـــتـــى مـــــــن الأعـــطــــالِ

حــتــى تــهــاوى صـرحـهــم فــــي لــجـــة

أودت بــــهــــم بـــمـــســـاوئ الأحـــــــــوالِ

نـهـبــت معـايـشـهـم مــعـــاول هـدمــهــم

لـكــيــان (صــومـــال) هــــــوى بــمــهــالِ

وتــفــرقــت أركــــــان دولــتــهــم عـــــــوت

فــيــهـــا ذئـــــــاب الـــحــــزن والــبــلــبــالِ

وتـخــاصــم الأهـــــل الــذيـــن تـسـلــحــوا

بــالــعــجـــز والــتــخــريـــب والإهـــــمـــــالِ

يا ويح من غرسوا الحراب .. حقولهم

غــلَّــت حــروبــا فــــي نــمــاء خــبـــالِ !

تـــلــــك الــمــآســـي أقــبــلـــت بــــأوارهــــا

بــلــظـــى ســعــيـــر حـــــــارق الأرتـــــــالِ

بــئـــس الـتـنـاحــر لـلـزعــامــة ويــحــكــم

عـــــــودوا لــرشــدكـــمُ بــغـــيـــر جــــــــدالِ

وكـفـاكــمُ الــجــوع الـمـمـيــت لـشـعـبـكـم

نــشـــبـــت أظــــافــــره بــقـــلـــب عــــيــــالِ

وتمـكـنـت مـــن جـســم شـعــب صــابــر

بـالـكـدح يـحـيـا فــــي حــمــى الأطــــلالِ

كـــانـــت لــديــكــم بــالــرخــاء حـــضــــارةٌ

بـــــادت وولـــــت فــــــي بــعــيــد مـــنـــالِ

والآن مــــأســــاة الــــهــــلاك تــــجـــــذرت

فـــيـــكـــم كــــهـــــم هائج الزلزالِ

مـــــا عـــــدت أقـــــدر أن أنـــــام وأنـــتـــمٌ

بــالــجــوع جــــــال بــأبــشــع الــتــجـــوالِ

هــــل يـهـنــئ الـعـيــش الـلـذيــذ وأخــــوة

فـي الديـن فــي هــول بـبـؤس مــآل ؟!

هـــل يــأكــل الإنــســان حــلــوى عــيــده

وهــــمُ ب(صــومــال) بـغـيــر غــــلالِ ؟!

هــل يـضـحـك الـضـاحـي بـمــلأ لـهـاتـه

والــدمـــع يــمـــلأ أعــيـــن الأطـــفـــالِ ؟!

مــاتـــوا بـصــومــال الـمـجـاعــة جــهـــرة

ولــــهــــم أنــــيــــن صـــــــــارخ بــــســـــؤالِ

أيـــــن الــكـــرام الـمـسـلـمـون وغـوثــهــم

أيـــــن الأيـــــادي أقــبــلــت بــالــمــالِ ؟!

أيـــن الـغــذاءُ مـــع الـــدواء وأيــــن مــــا

جـبـلــوا عـلــيــه بـرحــمــة ووصـــــالِ ؟!

أيــــــن الـمـنــابــر بـالـخـطـابــة ذكــــــرت

قــومـــي بــحـــق واجـــــب الإرســـــالِ ؟!

أيـــــن الــذيـــن لـــهـــم ثــــــراء بـالـغــنــى

ولــهـــم رصـــيـــد ذاخــــــر الأمــــــوالِ ؟!

أيــــــن الــقــوافــل بــالإغــاثـــة أنـــقــــذت

مــن كــان حـيـا فــي رؤوس جـبـالِ ؟!

أو بــالــســهــول تــحـــجـــرت ذراتــــهـــــا

بـــعــــد الــجــفـــاف بـــوفــــرة الأســـمــــالِ

بالله قــــومـــــوا مــحــســنــيــن إلـــيـــهــــمُ

مــــدوا إلـيــهــم عـونــكــم فـــــي الــحـــالِ

كـــونـــوا الأطـــبـــة بـالـحـنـانــة طــبــبــوا

لــهـــمُ الـــجـــراح بــأحــســن اسـتـقــبــالِ

كــونـــوا طــهـــاة مـطـعـمـيـن بـطـونــهــم

ف(الجـوع كافـر) يـا أولــي الأعـمـالِ !

يـــا مـــن جـعـلـتـم بـالـحـيـاة قـصـوركــم

أبــهـــى الــزخـــارف فـــــي أتــــــم نــــــوال

يــــا مــــن حـسـبـتـم للـسـبـائـك وزنــهــا

تــــبـــــرا تـــكـــاثـــر بــيــنــكـــم بـــــحـــــلالِ

يــا مــن ضربـتـم فــي التـكـافـل لـلــورى

بــالـــبـــذل أجــــمــــل أســــــــوة ومــــثــــالِ

يــــا مــــن أغـثـتــم بـالإغـاثــة مـسـلـمــا

يـهــفــو إلـيــكــم يـــــا أحــــــن رجــــــالِ !

هـــيــــا إلــيـــهـــم مــســرعــيــن فــإنـــهـــم

أضــحـــوا بـــنـــاب الـــجـــوع كـالـغــربــالِ

بئس الضجيـع ضجيعهـم فـي بؤسهـم

فـــقــــر الــجـــيـــاع بــأثـــقـــل الأثــــقــــالِ

وتــنــوعـــت فــيــهـــم شـــدائــــد كــــربــــة

تـســري بــــداء فــــي الـعـظــام عــضــالِ

هــــل تـتـركـوهـم لـلـفـنـاء ؟! وإن يــكــن

سـيـكــون عــــارا فــــي نــهــى الأجــيــالِ

ومـــراحــــل الــتــاريـــخ تــشــهـــد أنــــنــــا

أهــــــل الـتــكــافــل مــعــشـــر الأبـــطــــالِ

لأخــــــــوة الإســــــــلام حـــــــــق مــــلـــــزم

بـــزكـــاتـــكـــم لــلــمــعـــســـر الــــمــــيَّـــــالِ

للمحـسـن الـزاكـي الـهـصـور المعـتـنـي

نضـر السماحـة ذي الـنـدى المفـضـالِ

يــا شـعـر حـــرَّك فـــي الـقـلـوب عـنـايـة

بــــهــــم بــــنــــص صــــــــادق الأقــــــــوالِ

وأذع لــكــل الــنــاس نــبـــض قـصــيــدة

لامـــــيـــــة ب(الـــكــــامــــل) الـــمــــنــــوالِ

فـلــعــل قـــومـــي بـاسـتــمــاعٍ مــنــصــت

لـــحــــروف شـــعــــر دامــــــــع الــــمــــوالِ

ولــعــلــنــا جــمـــعـــا نــــهــــب بـــنـــجـــدة

لــــهـــــم بـــــعـــــزم مـــــســـــرع مـــــتـــــوالِ

وجــــزاكـــــمُ الله الـمــهــيــمــن فـــضـــلـــه

يـــــا مـــــن بـذلــتــم واســـــع الأفـــضـــالِ

صـلـى الإلــه عـلـى النـبـي المصـطـفـى

طــــــــــه (مـــحـــمــــد) (أحـــــمـــــدٍ) والآلِ

والـصـحـب والأزواج مـــا هــبــت صــبــا

بـعــطــاء ربــــــي الـــواحـــد الـمـتــعــالِ !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق