السبت، 18 أغسطس 2018

للحج

للحج
***
شعر
صبري الصبري
***
للحج في قلب الكرام هيامُ
وتلهف وتشبث وغرامُ

ومحبة عظمى بصدق تشوق
للحج فيه العزُّ والإكرامُ

ومواهب الله العظيم لخلقه
من كان منهم دينه الإسلامُ !

طافوا طوافهم الجميل بكعبة
لله ... فيهم بالهدى استسلامُ

وسعوا بمسعاهم كـ (هاجرٍ) إذ سعت
لهفى .. وفيها والصغيرُ أوامُ

قد فاض (زمزمُ) بالشراب لأجلهم
وبه لأضياف الإله طعامُ

وصفاؤهم ومرامهم وشفاؤهم
قد زال عنهم بالرحاب سُقامُ

و(منى) الجليلة والحجيج بأرضها
بـ(الخيف) فيها للضيوف هيامُ

(عرفات) تزهو باتساق نقائها
كالدر لاح بنوره الإحرامُ

لهم الكرامة والمهابة والسنا
والفخر والخيرات والإتمامُ

وبـ(جمع) باتوا ليلة مشهودة
فيها بأفياء الوئام منامُ

وبيوم نحر كان عيدٌ أكبرٌ
نُحرت به في عيدنا الأنعامُ

أيام تشريق تجلت في (منى)
فيها لكل الطيبين وئامُ

ورموا الجمار بهمة وعزيمة
ولهم بطاعات الإله مرامُ

وعدوُّهم (إبليس) خَرَّ بخزيه
يلقاه ذلٌّ مطبقٌ ورَّغَامُ

طافوا الإفاضة بالبشائر أشرقت
فهم وفود للإله كرامُ

وزيارة المختار (أحمد) سيدي
فهو الذي للمرسلين إمامُ

فالحج ميقات عظيم للهدى
فرض به للمتقين قيامُ

وبه الخروج من الذنوب جميعها
وبه تلاشت كلُّها الآثامُ

فالله يعفو عن كبائرهم كما
يُمْحَى كذلك كُلُّه الإلمامُ

ويعود حجاجٌ لبدء معيشة
بصحائف فيها لهم إنعامُ

بجديد ميلاد فَثَمَّ حياتهم
تصفو بموفور الهناء أقاموا

ولهم دعاءٌ مستجابٌ نوره
بالباقيات الصالحات تمامُ

مبرور حج بالجنان جزاؤه
حورٌ حسانٌ بالندى وخيامُ

من تحتها الأنهار تجرى عذبة
لهمُ وفيها سعدُهم وسلامُ

فاقبل إلهي حجهم يا ربنا
أنت الكريم المرتجى العلاَّمُ

واحفظ بحفظك أمة خيرية
بالعز تخفق عندها الأعلامُ

صلى الإله على النبي وآله
ما طاب في مدح الحبيب كلامُ !