الاثنين، 4 مارس 2013

العشر الأواخر

كتبها

صبري الصبري ، في 13 أغسطس 2012 الساعة: 11:43 ص


العشر الأواخر
***
شعر
صبري الصبري
***
عشرُ الأواخر أشرقـت بضيـاءِ
مسترسـل مـن ربنـا بعطـاءِ
للصائميـن المخبتيـن بشـائـرٌ
شتى تلـوح بنورهـا الوضـاءِ
وتنيـر أفئـدة الكـرام بنفـحـة
قـدسـيـة الآيـــات والآلاءِ
فالله يعتـق للعـبـاد رقابـهـم
من نـار سعـر لافـح البلـواءِ
ويجيرهم من وحر هول مطبـق
ويذيقهـم بحبوحـة النَّعـمـاءِ
بالعفـو يعفـو ربنـا فبعـفـوه
في العشر ندخل روضة العتقـاءِ
من فضله نحظى ببسـط شاسـع
ونكون ضمن عبـاده السعـداءِ
وننال غفـران الإلـه المرتجـى
مَنَّـا يمـن إلهـنـا بـرضـاءِ
بالعشـر نهفـو كلنـا بتلهـف
للخيـر هَـلَّ بليلـة عصـمـاءِ
هلت لنا فـي قدرهـا ومقامهـا
وجمالهـا وجلالهـا المتـرائـي
(جبريل) ينزل والملائـك حولـه
فيهـا بأمـر مبـرم بقـضـاءِ
فيهـا سـلامٌ للعبـاد ورحمـةٌ
بهدايـة وكـرامـة وصـفـاءِ
وتضاعف في الأجر ليلتها كمـا
ألـف تمـر لأشهـر الآنــاءِ
يا ألف شهـر قـد أتانـا جملـة
فـي ليـلـة مـبـرورة الألاءِ
فيك العطايا أُجملـت مـن ربنـا
بمزيـد وهـب سابـغ وسخـاءِ
فالحمـد لله العظـيـم أمـدنـا
فيها بجـود مشـرق الأضـواءِ
بالعشر أوقـات التهجـد تُجتلـى
فيها المعاني فـي خشـوع أداءِ
ويكون فيها بالعـلاء المرتقـى
بخضـوع قلـب مخبـت بـولاءِ
لله رب العـرش يسمـع دعـوة
لمـن استقـر بدمعـه بدعـاءِ
ويجيبهـم ربـي إجابـة واهـب
فـرد عظيـم مكـرم معـطـاءِ
بالعشر يحلو الإعتكاف بمسجـد
يحـوي عبـادا أمعنـوا بسنـاءِ
عـذب شـذي مستطـاب طيـب
في عشر صوم طاهـر الأرجـاءِ
فيـه انقطـاع للعبـادة حسبمـا
جاء الحديـث لسيـد الشفعـاءِ
وتلاوة القـرآن فيهـا الملتقـى
بالبـر يهطـل بيننـا بشـفـاءِ
وزكاة فطر صاعهـا يعلـو لنـا
بصيامنـا بمحاسـن الإعــلاءِ
فيها التكافـل والتآخـي والعطـا
للكَـلِّ .. للمسكيـن .. للفقـراءِ
رمضان مهـلا لا تفارقنـا بنـا
شـوق لمكثـك بيننـا بنـقـاءِ
أنت المحبـب للقلـوب صديقهـا
ورفيقهـا فـي روضـة فيحـاءِ
ما إن تحل على الوجود بموكـب
فخم تسارع في خطى استقصـاءِ
فكأن شهـرَك ليلـةٌ وصيامَنَـا
يـومٌ بفجـرٍ .. مغـربٍ بنـداءِ
ربـاه إنـا يـا كريـم بعجزنـا
نرجوك جمعـا سيـدي برجـاءِ
فاقبل صيام الصائمين وهب لهـم
جنـات خلـدك مستقـر لـقـاءِ
وأعد علينا شهـر صـوم مقبـل
فـي عـزة وسلامـة ورخـاءِ
صلى الإله علـى النبـي وآلـهِ
ما عشر صوم شعشعت بضياءِ !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق