الأربعاء، 6 مارس 2013

شرف عظيم

كتبها

صبري الصبري ، في 14 أغسطس 2012 الساعة: 10:36 ص

قصيدة رثاء المهندس رشاد الحملي الذي تشرف بالعمل في عمارة الحرمين الشريفين قرابة الستين عاما وتوفي إلى رحمة الله يوم الخميس21 رمضان 1433
الموافق 9 أغسطس2012 ودفن بمكة المكرمة
 
****
 
شرف عظيم
***
شعر
صبري الصبري

***

ستون عامـا فـي أجـل عمـادِ
فـي خدمـة مـبـرورة الأورادِ
مكـيـة مدنـيـة محـفـوفـة
بضيـاء بسـط الواحـد الجـوادِ
أولاك فضلا مـن لدنـه مباركـا
سحـا غزيـرا واسـع الإمـدادِ
فبنصف قـرن أو يزيـد تألقـت
فيك المزايا أشرقـت ب(رشـادِ)
وجـه منيـر ناضـر مستمـتـع
بنعيـم كعبـة عـزة الأمـجـادِ
بعمـوم خدمتـه الأنيقـة يعتنـي
بحنـان قلـب مشفـق وفــؤادِ
بالصدق والإخبـات كـان موفقـا
للخيـر فـي نـور لـه وقَّــادِ
وبجوف كعبة كان يحسن صنعـة
وبـحـجـرة نـبـويـة للهادي
شرف عظيم للفقيد على المـدى
فيـه المواقـف كلهـا بـسـدادِ
فالله وفـقـه بتوفـيـق بـــه
نال المحبـة مـن عمـوم عبـادِ
عرفـوه شهمـا طيبـا ذا نخـوة
عذبـا بشوشـا باسمـا بـودادِ
بالصبح بالحرم الشريف بعزمـه
يمضي جسورا شامـخ الأعـوادِ
والليل في بدء المسـاء بمجلـس
للعلـم يشهـد أجمـل الأشهـادِ
أحباب طه المصطفى خير الورى
بمحـبـة المـتـودد الـمـزدادِ
من نور (أحمد) ذي الجمال فيالـه
مـن دأب قلـب فائـق الإيـرادِ
ولـه هدايـا ذات عبـق يجتبـي
فيهـا الأحبـة بالعطـاء النَّـادي
فيها المسابـح باخضـرار يانـع
للذكر تضحـى مستطـاب مـرادِ
ونفائس الأذكار فـي جيـب لـه
يعطي المحـبَّ ببشـره المعتـادِ
بالود يسأل عـن حبيـب غائـب
حتـى يـراه بلهفـة وتـهـادي
يا من رحلت وبالأواخـر عتقنـا
من نار سعر .. والصيام الحـادي
بشراك فردوس الجنـان دعاؤنـا
لك يا (رشادُ) بأحسـن الإرغـادِ
رباه عبدك في رحابك .. نرتجـي
فضـلا لـه بمحاسـن الإرفــادِ
فامنـن عليـه بروضـة قدسيـة
بجـوار طــه سـيـد العُـبَّـادِ
وجـوار أم المؤمنيـن (خديجـة)
والـزهـرة الـزهـراء والأولادِ
من آل بيت المجتبى نور الهـدى
خيـر الأنـام مطهـر الأجــدادِ
وجميع موتانـا ببسطـك سيـدي
يلقون جودك فـي أجـل عمـادِ
صلى الإله على النبي المصطفـى
ما الصوم جاء على مدى الآمادِ !!

هناك تعليق واحد:

  1. صبري الصبري قال:
    أغسطس 14th, 2012 at 10:46 ص
    في وداع عامل عابد

    أسامة فضل البار

    * ودعت مكة المكرمة فجر الجمعة المهندس رشاد سيد أحمد الحملي ــ مصري الجنسية ــ بعد خدمة قاربت الستة عقود قضاها في خدمة إعمار الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة.
    * قدم المهندس رشاد إلى المملكة عام 1373هـ للعمل مع المعلم محمد بن لادن ــ يرحمه الله ــ في مشروع قصور الناصرية بالرياض وذلك في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز ــ يرحمه الله ــ وقضى في ذلك العمل ثلاث سنوات حتى عام 1375هـ، وعندما أطلق الملك سعود المشروع الأول لتوسعة المسجد الحرام من التوسعات السعودية العظيمة حيث كان البدء بتوسعة مشعر المسعى وتحويله من سوق إلى مشعر عام 1375هـ كان المهندس رشاد من أوائل العاملين به.
    * ومنذ عام 1375هـ وهو يتقلب بين مشاريع التوسعة والصيانة للمسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاريع المتعلقة بهما حيث كان مديرا لمصنع الحجر الصناعي ومشرفا على عمليات الصيانة والترميم وغيرها.
    * ربما كانت أسعد اللحظات في مسيرة عمل المهندس رشاد حينما شرفه الله بالعمل في مشروع ترميم الحجرات النبوية والكعبة المشرفة على فترات متباعدة من الثمانينيات الهجرية وحتى مشروع الترميم الشامل للكعبة المشرفة عام 1417هـ والذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ وكان آنذاك ولياً للعهد ــ غرة شهر شعبان 1417هـ.
    * كان أحد الشهود الذين وثقت شهادتهم أمام لجنة قضائية ضمت كلا من معالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين ــ شفاه الله ــ ومعالي الشيخ عبدالله بن منيع ومعالي الشيخ عبدالله المطلق، وسجلت بسجل المحكمة العامة بمكة كأحد المعاصرين لتوسعة المسعى الأولى عام 1375هـ وما جاء بعدها من مشاريع.
    * كثيرون هم العاملون في هذه البلاد المقدسة من أبناء الدول الإسلامية والعربية الشقيقة ممن سعدوا بالعمل والإقامة وجمعوا بين شرف المكان وشرف المقصد والخصوصية في صاحبنا لكون العمل يتعلق بأطهر البقاع ــ المسجد الحرام والمسجد النبوي ــ وهي خصوصية لم تتح لكثيرين وأحسب أنه لم يعد من قدامى العاملين ممن حظوا بهذه الخدمة إلا قلة تعد على أصابع اليد.
    * تعودت على معايدته بقدوم شهر رمضان المبارك في الليلة الأولى وهو الأمر الذي لم يحدث هذا العام حتى طلب مني بعض من أحبابه بالتوسط لنقله إلى مستشفى تخصصي عقب إصابته بجلطة مفاجئة يوم الأحد السابع عشر من رمضان وكان الأوفياء من أبناء المعلم محمد بن لادن ــ المهندس بكر وإخوانه أسبق مني في عرض نقله لأي مستشفى خاص بجدة أو مكة إلا أن حالته الصحية لم تسمح ليلقى وجه ربه قبيل مغرب الخميس الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك ويصلي عليه مئات الألوف من المصلين فجر يوم الجمعة.
    * رحم الله المهندس رشاد بن سيد الحملي فقد كان عاملا عابدا مخلصا ــ نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.
    * باحث في تاريخ وعمارة الحرمين الشريفين
    ــ أمين العاصمة المقدسة


    ردحذف