الأربعاء، 6 مارس 2013

عَزَّ الوفَاءُ

كتبها

صبري الصبري ، في 11 نوفمبر 2012 الساعة: 05:52 ص


قرأت في بريد جريدة الأهرام يوم الجمعة 2 شعبان 1433 الموافق 22 يونيو 2012 رسالة أرملة تقول فيها أنها تزوجت من شاب يكبرها بثمان سنوات وتركها في مصر وسافر وتحملت تربية أولادها وحدها وكان يزورهم كل سنة أو سنتين حتى بلغها خبر وفاته فأغشى عليها من الحزن وذهبت للمطار تستقبل جثمانه ففوجئت بسيدة ترافق الجثمان ومعها وثيقة زواجه منها وطلبت نصيبها من الميراث وهو البيت التي تسكن فيه الزوجة وقطعة أرض وأفادت أن ماله في الغربة أنفقه كله وأنه لم يترك لها أي شيء وتريد نصيبها في ميراثه بمصر .. فتأثرت بتلك الرسالة وكتبت هذه القصيدة
***
عَزَّ الوفَاءُ
شعر
صبري الصبري
عز الوفـاء بدهرنـا وتداعـى
وملا التعالي للـورى الأسماعـا
والغدر أنشب بالقلـوب أظافـرا
وعـدا يمـزق جهـرة أجذاعـا
ووشائجا كانت بعصـر سابـق
تعطي الأنام بعيشهـا الإمتاعـا
وتبيـح للكـل التعافـي والنقـا
فيهم تبث من السـرور سماعـا
ومحاسنا ترتـاح فيهـا مهجـة
ترجو بأكنـاف الحـلال متاعـا
ومكارمـا رقـت وجلـت أينمـا
وجهت وجهك تلتقـي الأشياعـا
والآن حلـت بالأنـام نــوازغ
رامت بأصناف الهوى استمتاعا
فالصدق قَلَّ ولا أقول قد انتهـى
لكنـه ألفـى الغَـرُور مطاعـا
فثوى حزينا في غياهـب نـدرة
يرنو بأصقاع الحيـاة صراعـا
أودي بأيـام الوفـاء صريـعـة
تصلى بنيران السعيـر خِدَاعَـا
وتؤم بالعيـش الكئـود لجاجـة
تغشى التخوم وتأسـر الأرباعـا
يا من لقيتـم بالحيـاة مواقفـا
ضمت مكيـرا بالنـوى خَدَّاعـا
ماذا عليكم لـو أصبتـم وجهـة
فيها وجدتـم عدلهـا لمَّاعـا ؟!
يا زوجة الإخلاص نلت خديعـة
كانت لـزوج بالتـراب شراعـا
في مركب الإتلاف سـن سنانـه
نهبا يلاحـق بالـردى الإبداعـا
قولي له بين القبور : خدعتنـي
قد كنت أرجو أن أقول : وداعـا
قد عشت دهرا بالفراق حبيسـة
بالبعـد أرجـو قربـك الْمَنَّاعـا
أظهرت وجها ذا ابتسام ضاحكـا
يبدي البشاشـة للجميـع قناعـا
وسترت سمتا ذا وجـوم جامـد
سمتـا مريبـا خادعـا جَمَّاعـا
للغدر والإسراف في زيـف بـدا
لما هرعنـا (للمطـار) سراعـا
فلقيت من كانـت لديـك حبيبـة
ترجو التراث وثُمْنَهـا والباعـا
مدَّت بـأوراق الـزواج جريئـة
بجوار صندوق الفنـاء ذراعـا
ما همها الموت المهيب لكي ترى
تأجيـل حـق ترتجيـه مُذاعـا
فالكل أدرك أن ضـرة عيشتـي
نالت بتقسيـم التـراث مَشَاعَـا
وبدت لدينـا بالجنـازة لوعـة
تغشى فـؤادا بالأسـى ملتاعـا
يا من جعلتـم بالحـلال شوائبـا
فيها الحلال بما أفـاض تداعـى
أكثرتم الظلـم الشديـد مسالكـا
وزرعتمُ فيه الجوى استزراعـا
ومزجتمُ الحق الأصيـل بباطـل
يهمـي لديكـم بالنكـاح رقاعـا
وتركتمُ القلب الحزيـن بضربـه
أخماس عـد تضـرب الأرباعـا
ماذا عليكم لـو صدقتـم ليتكـم
كنتـم كرامـا ترتجـون رفاعـا
في ملتقى الإخلاص في جو الوفا
تبـدون لله العلـيْ استرجاعـا
يا ليت من رام التعـدد منهجـا
نلقـاه عبـدا للولـيْ مطواعـا
عبدا صدوقـا ذا وفـاء عـادلا
نضرا جسورا بالصلاح شجاعا !
أما التي كانت بصـدق فؤادهـا
في قصة بثـت لنـا الأوجاعـا
فأقول صبـرا فالإلـه المرتجـى
يعطي الصبورة بالرضا استجماعا
رَبِّي الطفولة والمعيـن بعونـه
يرعاك يبسـط بسطـه أنواعـا
فالله خيـر حافظـا لا تحسبـي
من كان في حفظ له قد ضاعـا !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق