الاثنين، 4 مارس 2013

رثاء أبي

قصيدة كتبتها في الذكرى العشرين لوفاة والدي الشيخ أحمد محمد الصبري
يرحمه الله تعالى رحمة واسعة الذي توفي بمكة المكرمة ودُفِنَ بها
يوم الخميس 5 رمضان 1411 هـ الموافق 21 مارس 1991م
بعد حياة حافلة بالعطاء في خدمة كتاب الله عز وجل في مصر وفي مكة المكرمة
***
رثاء أبي
***
شعر
صبري الصبري
***
عشرون عاما في أسـى الأحـزانِ
أحيـا حياتـي فـي جـوى الأشجـانِ

من بعد موتك في الشجون أعاني
يا شمس عمري يا ضياء جَنَانـي

يا روض دهري يا نضارة مهجتي
يـا روح قلبـي يــا سـنـا وجـدانـي

منذ ارتحلت إلـى جـوار المرتجـى
رب الــوجــود الــواحــد الــديــانِ

بـث الفـؤاد علـى الــدوام دعــاءه
لله يــرجـــو رحــمـــة الـرحــمــنِ

ويقـول يـا ربَ الخلائـق : والـدي
أدخـلـه فـــردوس الـهـنـا بـجـنـانِ

وأنلـه فـي روض النعـيـم مـنـازلا
بجـوار ( أحمـد ) أكـرم الجـيـرانِ

وجــوار أم المؤمنـيـن (خديـجـة)
وجــوار زهــرا التـبـر والعـقـيـانِ

في عز روضـات السـلام برغدهـا
يحـيـا بـهـا الـكـرارُ و(الحسـنـانِ)

والأم (عائشـة) الضـيـاء بنـضـرة
بالخلـد يهـنـى فــي صـفـا وأمــانِ

عشرون عامـا يـا أبـي فـي طيهـا
عـشـتُ الـفـراقَ تضـمـك العيـنـانِ

والقلـبُ والوجـدان والـروح التـي
تـهـفـو لطـيـفـك طـيـلـةَ الأزمـــانِ

وتبوح بالوجد الدفين ومـا حـوت
نـفـســي مــــن الآلام والأحــــزانِ

وتــؤم بسـتـان الـتَّـذكـر مـــا أرى
إلا ضــيــاءك مـشـرقــا بـكـيـانــي

وحـديـث ذكـــراك الجلـيـلـة كـلــه
يحكي المآثـر فـي الـورى بلسـانِ

ونفيـس جوهـرك البديـع تــلألأت
أنــــواره فــــي لـمـعــة لـجــمــانِ

بجمالـه فــي الأرض ينـبـت نبـتـه
بـيـن الـمـروج بنـضـرة البسـتـانِ

كـم ذا رأيـت مـن البهـاء مشاهـدا
لاحـــت لعـيـنـي فـــي أرق بـيــانِ

كم فـي حياتـك قـد صحبتـك هانئـا
بـرسـوخ صــرح شـامـخ البنـيـانِ

تنـسـاب فيـهـا بالفضـائـل باسـطـا
كـفَّ المعونـة بالسـخـا الإنسـانـي

وتعيـن مـن يرجـو المعونـة بـاذلا
مشكـور جـهـدك يــا أبــي بحـنـانِ

كـنـت التـقـي المستعـيـن بـخـالـقٍ
لـلـكـون ربـــك صـــادق الإيـمــانِ

ولــه تـوجـه قلـبـك الصـافـي بـــه
مرقـى الوصـول لـذروة الإحسـانِ

وخـدمـت قـرآنــا كـريـمـا خـدمــة
مثـلـى تـلالـت فــي سـنـا الـقــرآنِ

طــلاب عـلـم بالـضـيـاء تتـلـمـذوا
جمـعـا لـديـك بـروضــة الـفـرقـانِ

مـن كـل أصقـاع البسيـطـة كلـهـم
جـــاءوا لـمـكــة بــلــدة الـحـنَّــانِ

للفـوز بالبيـت الشريـف ومــا بــه
للدارسـيـن عـلـى مــدى الأزمــانِ

قـد كنـت أستـاذا .. مديـرا ناجحـا
لـلـعـلــم بــالــقــرآن بـاسـتـيـقــانِ

فـزتــم جمـيـعـا بالـنـعـيـم بـكـعـبـة
شـعـت جـمــالَ بهـائـهـا الـربَّـانـي

عشرون عاما مذ فقدتك شاخصـا
وجـهـا تــلألأ بالـسـنـا الـنـورانـي

غيـضـا أراك إذا ظـفـرت بـرؤيــة
في النـوم كالبـدر الجميـل الهانـي

فالروح تسبح في الضياء وتلقـي
أحـبـابــهــا بـمـشـيـئــة الــمــنــانِ

فامـنـن إلـهـي يــا كـريـم برحـمـة
تـغـشـاه فـــي خـلــد لـــه بـجـنـانِ

وأنله جيرة (أحمـد) خيـر الـورى
فــي روضــة مـخـضـرة الأفـنــانِ

وارحــم أحبتـنـا بـعـفـوك سـيــدي
ورضاك يـا ذا الجـود والرضـوانِ

واغفـر ذنـوب الميتـيـن جميعـهـم
يــا مــن يـمــن بنـعـمـة الـغـفـرانِ

صـلـى الإلــه عـلـى النـبـي وآلـــه
طه الحبيب المصطفى العدنانـي !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق