الاثنين، 4 مارس 2013

الراية

كتبها

صبري الصبري ، في 18 يوليو 2012 الساعة: 05:47 ص




شاهدت راية الجيش الإسلامي بالأندلس (الفردوس المفقود) يوم معركة العقاب والتي انهزم فيها المسلمون وغنم الصليبيون تلك الراية وما زال الأسبان يحتفظون بها إلى يومنا هذا ويحتفلون بتلك الذكرى لأنها كانت البداية لنهاية الاندلس

***الراية
***
شعر
صبري الصبري
***
شاهـدت رايـة عـزة الـفـردوسِ
وغرستها رغم الأسـى فـي نفسـي
واستغرقـت روحـي بــآلام بـهـا
زادت نداءات الجـوى مـن أمسـي
كنـا هنـاك ولـم تــزل آثـارنـا
بين الربـوع علـى امتـداد الغـرسِ
كـنـا الكـمـاة بـقـوة وشكيـمـة
وعزيـمـة وإرادة فــي الـبـأسِ
فــي روضــة أرضـيـة دريــة
محميـة بجنـودنـا مــن رجــسِ
مزروعـة مغـروسـة محـروسـة
محروثـة بيـن الـنـدى بالـفـأسِ
فيها الأشاوس في صفـوف جهادهـم
بالسيـف بالرمـح القـوي والتـرسِ
راياتـهـم بالـجـو أعـلــى ذروة
بصقورهـا فـي زحفهـا المـنـدسِ
فيها الجمـال مـع الجـلال تـلألأت
بالنصر تزهـو فـي عـلاء الـرأسِ
والخصم بالخفـض المهيـن لرأسـه
بقـيـود إذلال لـــه بـالـيـأسِ
ماذا جرى ؟! قولوا بصـدق مقالكـم
هُنَّـا وهانـت رايــة بالـهـرسِ !
وكأنهـا مـن خبئهـا تـأتـي لـنـا
لتقول : أيـن أشـاوس الفـردوسِ؟!
أيـن الكـرام الفاتحـون تراجـعـوا
لحثـالـة معـدومـة مــن حــسِ
بمـراقـص ومـعـازف وتـمـايـل
بيـن الغوانـي جـردت مـن لبـسِ
بيـن الطبـول لأجـل دنيـا بعـدمـا
كانـت طبـول فـي العـدا بالدعـسِ
أمَّت لنـا الأنحـاء صـوب تخومهـم
فتكدسـوا بقيودهـم فـي الحـبـسِ
يا ويـح قـوم ضيعـوا مجـدا لهـم
وتـلـذذوا بثرائـهـم بالـهـمـسِ
بالخمر في كـأس السفيـه بسكرهـم
تعسـا لهـم كـم أقفـروا بالتـعـسِ
كـم أجدبـوا كـم عمَّـروا ذلا لهـم
كـم خربـوا عـزا لهـم بالـدهـسِ
كـم مزقـوا تاريخـهـم بفسـادهـم
كـم أُحرقـوا بيـن الثـرى بالنَّعـسِ
كـم فرقـوا صفـا لهـم بخلافـهـم
وصراعهـم بجدالـهـم كالـخـرسِ
كـم أمعنـوا فـي ضعفهـم بجهالـة
كانت لهم فوضـى الـردى والطمـسِ
بمفاتـن الأهـواء بـيـن مـراتـع
فيحـاء ضاعـت كلـهـا بالهـلـسِ
تاريخنـا الصـدَّاح أعلـن صمـتـه
لـمـا رآهــم كلـهـم بالـرمـسِ
مازلـت أنظـر بـالأيـادي رايــة
فيهـا المعانـي أشرقـت كالشمـسِ
الله ! مـا أحلـى الخيـوط ونسجهـا
وتناسـق الألـوان حيـن الـجـسِ
وفخامـة الترتيـب فـي تحبيكـهـا
بنضارهـا بنعومـة فــي اللـمـسِ
كم أشعلـت نـور الحماسـة بينهـم
كـم لاحقـت لـص الثـرا بالخلـسِ
كم جندلت خصمـا لنـا فـي حفـرة
بالمـوت أو بالخسـف أو بالـمـسِ
والقامـة العصمـاء نامـت بينـهـم
فهـي الأسيـرة وجههـا بالعـبـسِ
كانـت بكـف المجـد مـن فرساننـا
من (عبس) من (ذبيان) أو من (قيسِ)
حلت بهـا الأشجـان لمـا أصبحـت
في قبضة (الأسبـان) يـوم النحـسِ
حزنا على الأعـوام مـرت وانتهـى
عصـر المهابـة فـي شمـوخ الأسِ
يا نضـرة الأزمـان عـودي ليتنـي
أعلو وأسمو فـي سمـاء (القـدسِ)
حتـى أعـود إلـى ديـاري هاهنـا
بقصـور صقـر جالـس بالكرسـي
في روضة الحمراء يشخـص دامعـا
للرايـة انماعـت بـكـف الـقـسِ
يبكي علـى الأمجـاد ضاعـت كلهـا
هـل مـن كمـيٍّ ثاقـب للحلـسِ ؟!
من سالـف الأزمـان وثبـة داخـل
فــذ جــريء قــادم بـالـرسِ
بشمـوخ أجــداد كــرام مـزقـوا
رومـان .. بـزوا دولـة للـفـرسِ
دارت بنـا الموجـات دورة خسرنـا
وبهـا ثوينـا فـي عميـق الغطـسِ
تهفـو لهـا الأرواح ليـت مكانـهـا
يصفـو لنـا فـي عيشنـا بالطـوسِ
من زحـف ويـلات تكاثـر بيضهـا
فينـا بـآفـات الـهـوى بالفـقـسِ
وغيـوم أهــوال تتـابـع ودقـهـا
بيـن البرايـا فـي مسـاوئ طقـسِ
يا راية الإسـلام فـي أرض النـوى
خلع الصـدارة مثـل خلـع الضـرسِ
إنـي بشعـري بالشجـون تحفـنـي
أدواء فقـدك يـا سَكِيـنـة نفـسـي
سأظـل للفـردوس شاعرهـا الـذي
يشتاق وصـلا فـي مباهـج عـرسِ
قومـوا لـرايـة مجـدنـا بتحـيـة
فهـي الجميلـة وقـرت بالحـبـسِ
قومـوا إليـهـا بجّلـوهـا كلـكـم
ولتجعلـوهـا حـصـة بـالــدرسِ
قـولـوا لأجـيـال لديـنـا إنـهـا
رمـز الفـخـار مـسـرة للنـفـسِ
والمـلـك لله العظـيـم قـضــاؤه
يقضـي علـى جـن بـه والإنــسِ
صلـى الإلـه علـى النبـي وآلــه
من حُبُّـه نـورٌ بفيـض الأنـسِ !!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق