الثلاثاء، 6 مايو 2014

غرناطة

غرناطة

***
شعر
صبري الصبري

***

قل ل(الصغير) : تركت روضـا يانعـافـخـمــا مـنـيـعـا ذا بــهـــاءٍ رائــعـــا
نــضــرا بـهـيـجـا سـنـدسـيـا بــاهــراعــذبــا رطـيـبــا مخـمـلـيـا واســعـــا
وتــركــت مــجــدا عـالـمـيـا فــاخــراوفــقــدت عــــزا ذا عــــلاء مـانـعــا
وهـجـرت إرثـــا لا يـضـاهـى مـلـكـهأضـحــى هـبــاء بالـمـرابـع ضـائـعـا
يـا ويـح عجـزك كنـت أنـت عميـدهـاتـحـمـي الـقــلاع لمرتـقـاهـا طـالـعـا
حتـى رضخـت فكـيـف هــان ربيعـهـالتـكـون أنــت بـهـا الخـنـوع البـائـعـا
وتــكــون أنــــت المـسـتـلـذ بـغـفــوةســادت حمـاهـا المستكـيـن القـابـعـا
أرضــيــت ذلا يـسـتـبـيـح حـصـونـنــاوجلسـت وحـدك بالمهانـة خانـعـا ؟!
وجـعـلـت أرضـــك لـلـمـذلـة مـلـعـبـاللاعبـيـن تـــرى الـسـلـوك المـائـعـا
حامـوا ب(حمـرا) حامليـن صليبـهـميـحــوي بــأرتــال الـعـتــاد مـقـامـعـا
أمــســت ديــــار لـلـحـرائـر تُـرتـقــىجـهــرا تـعـانـي المسـتـبـد الـقـامـعـا
مــاذا دهـــاك وقـــد دهـتــك حـمـاقـةكبرى تصم عـن الجهـاد مسامعـا ؟!
و(أبـو قماشـة) بالتفـاوض لـم يــزليـعـطـي الأعـــادي سلسـبـيـلا يـانـعـا
فــي نكـبـة التسـلـيـم كـنــت مـمـزقـاتعطي القصـور حـوت جمـالا ساطعـا
والـنـاس بـالأحـزان تـبـكـي حـســرةتــرنــو بــــآلام الــفــراق جـوامــعــا
ومـنـازلا صــارت كـأحــلام الـكــرىكـانـت لـهـم عـبـر الـزمـان مـراتـعـا
يــا حــزن قلـبـي إن يشـاهـد قسّـهـمبالقـهـر يـدلـف بالصـلـيـب الجـامـعـا
وأذانـنـا الـمـبـرور يـصـمـت ينـتـهـيمــا عــاد يلـقـى بـالـدروب السامـعـا
فمـحـارق التفـتـيـش تحـرقـهـم بـهــاصـــاروا جمـيـعـا للهيـــب مطـامـعـا
كـانــوا رجـــالا واثـقـيـن بـنـصـرهـملـــولاك كـنــت المستـهـيـن المـانـعـا
لـقـوافــل الأحــــرار كــانــوا كـلـهــمصــفــا يــســـد مـنــافــذا ومـواقــعــا
فاخـتـرت سلـمـا والـحـروب بجـنـدنـابـــزت عــــدوا مسـتـطـيـرا طـامـعــا
مــاذا دعــاك لـكــي تـكــون مـهـادنـاترجـو بـأوهـام الـسـلام مُخَـادعـا ؟!
وتــــود أريــــاش الـنـعــام وســائــداوتروم فـي جـوف القصـور مَخَادعـا
تغشى الجواري والجواري إن زهتبثـت بأعصـاب الشـغـوف نـوازعـا !
فتـكـون بـيــن الـزاهــرات مـؤانـسـاصـبـحـا ولـيــلا للـحـريـم مُـضـاجـعـا
وتـقــيــم غــضـــا واهــنـــا بـلــذائــذتـخـشــى بــــآلام الـقـتــال مـواجـعــا
إن كـنــت تـألــم بـالـحـروب فـإنـهــمأيـضـا بـوخـز قــد يـقـض مَضـاجـعـا
أغراك ضعفـك بالخضـوع فواجهـواشخـصـا جـبـانـا بالـشـدائـد خـاضـعـا
بـالـعـزم أمـــك بالـصـمـود بفـخـرهـاتـأبــى الـمـذلـة تـسـتـحـث جـوامـعــا
ورجـال قـصـرك بالجـنـوح لسلمـهـممـالــوا فـلاقــوا بـالـهـوان فـواجـعـا
لــو كـنـت حـقــا بالـشـمـوخ لقلـتـهـاإنــــي سـأطـلــق لـلـجـهـاد مَـدافـعــا
وأكـــون أول مـــن يـقــاوم هـاهـنــاعـنـهـا بـأنـفــاس الـحـيــاة مُـدَافـعــا
(فرنانـد) سحقـا لــن أسـلـم بلـدتـيسـأكــون سـيـفـا لـلأعــادي سـافـعـا
(غرناطـة) الأمـجـاد مـوطـن عـزتـيعـنـهــا أدافـــــع مـسـتـعــدا يـافــعــا
لـكـن قـلـبـك يـــا (صـغـيـر) بنـبـضـهضعـف فصـرت (الأحمـري) الدامعـا
تـــأوي لـقـصـرك تسـتـحـث نـجـائـبـالـخـيـال وهـــم قـــد يـــؤم الـهـاجـعـا
لــولاك مــا ضـاعـت وضعـنـا هـكـذانـدمــي بـآهــات بـالـبـكـاء مـدامـعــا
نهـفـو لـفـردوس الجـمـال ونـرتـجـيفـي روض بستـان الربيـع مـزارعـا
بـيـن الـمــروج بحسـنـهـا وثـمـارهـاتـزهـو تـمـج مــن الـسـقـاء منـابـعـا
يــا زهــر أنـدلـس المـلاحـة شوقـنـايــزداد يشـخـص للـصـفـاء مطـالـعـا
كـنـت الربـيـع حـضــارة مـثـلـى لـنــاشـعــت بــآفــاق الـنـضــار طـوالـعــا
كـانــت لـنــا الآثــــار تـشـهــد أنــنــاكــنــا نــصـــد مـكــابــرا ومـنــازعــا
دانـت لـنـا الأنـحـاء جـزلـى أشـرقـتبـالـنــور نـعـطــي لــلأنــام طـوابـعــا
فـالـكـل أذعـــن للـعـروبـة صـاغــرابالـعـدل يـأخـذ مـــن سـنـاهـا طـابـعـا
وتــــرق فـيـهــم لـلـفــلاح مـنــاهــجعظمـى تـعـم لــدى الجمـيـع طبائـعـا
أيـــن الــقــرون تـحـدثــت أطـلالـهــاتـروي عـن المجـد التليـد مقاطعـا ؟!
وتـبــث فـيـنــا بـالـفـضـاء مـشـاهــداتـمـضـي تـصـافـح بـالإبــاء مُمَـانـعـا
يـشـتـاق آفـــاق الـعــلاء ويـسـتـقـينبـع الجـدود إلـى الـحـدود مسـارعـا
هـل أصـبـح التـاريـخ مـحـض تـذكّـريغشى مع الصبر المرير مسامعا ؟!
(غرنـاطـة) الإجــلال تـلـك قصيـدتـيجـالــت وأمـــت بالـبـعـاد شــوارعــا
زارت بحـمـراء الحـضـارة قصـرهـاورنـت سفينـا عــن حمـاهـا شـارعـا
يحـوي (الصغـيـر) وأمــه قـالـت لــه(بالدمع تبكـي كالنسـاء مرابعـا) ؟!
أشــكـــوك لله الـمـهـيـمـن قــائـــلا :(ربـاه حاسـب مــن أضــاع ودائـعـا)
واخـتـار أن يجـثـو أمــام خصـومـنـايـحـبـو ضعـيـفـا لـلأعــادي خـاشـعــا
أهدي الصـلاة مـع السـلام (محمـدا)طــه الـرسـول الهـاشـمـي الشـافـعـا
والآل والصـحـب الـكــرام جـهـادهـمبالـحـق كــان السمـهـري البـارعـا !


هناك تعليق واحد:

  1. غرناطة
    ***
    شعر
    صبري الصبري
    ***
    قل ل(الصغير) : تركت روضا يانعا
    فخمـا منيعـا ذا بهـاءٍ رائـعـا
    نضـرا بهيجـا سندسيـا باهـرا
    عذبـا رطيبـا مخمليـا واسعـا
    وتركـت مجـدا عالميـا فاخـرا
    وفقـدت عـزا ذا عـلاء مانـعـا
    وهجرت إرثـا لا يضاهـى ملكـه
    أضحى هبـاء بالمرابـع ضائعـا
    يا ويح عجزك كنت أنت عميدهـا
    تحمي القـلاع لمرتقاهـا طالعـا
    حتى رضخت فكيف هان ربيعهـا
    لتكون أنت بها الخنـوع البائعـا
    وتكـون أنـت المستلـذ بغفـوة
    سادت حماها المستكيـن القابعـا
    أرضيـت ذلا يستبيـح حصوننـا
    وجلست وحدك بالمهانة خانعا ؟!
    وجعلـت أرضـك للمذلـة ملعبـا
    للاعبين تـرى السلـوك المائعـا
    حاموا ب(حمرا) حاملين صليبهـم
    يحـوي بأرتـال العتـاد مقامعـا
    أمسـت ديـار للحرائـر تُرتقـى
    جهرا تعانـي المستبـد القامعـا
    ماذا دهـاك وقـد دهتـك حماقـة
    كبرى تصم عن الجهاد مسامعا ؟!
    و(أبو قماشة) بالتفاوض لم يـزل
    يعطي الأعـادي سلسبيـلا يانعـا
    في نكبة التسليـم كنـت ممزقـا
    تعطي القصور حوت جمالا ساطعا
    والناس بالأحزان تبكـي حسـرة
    ترنـو بـآلام الفـراق جوامـعـا
    ومنازلا صـارت كأحـلام الكـرى
    كانت لهم عبـر الزمـان مراتعـا
    يا حزن قلبي إن يشاهـد قسّهـم
    بالقهر يدلف بالصليـب الجامعـا
    وأذاننا المبرور يصمـت ينتهـي
    ما عاد يلقى بالـدروب السامعـا
    فمحارق التفتيـش تحرقهـم بهـا
    صاروا جميعـا للهيـب مطامعـا
    كانوا رجـالا واثقيـن بنصرهـم
    لولاك كنـت المستهيـن المانعـا
    لقوافـل الأحـرار كانـوا كلهـم
    صفـا يسـد منافـذا ومواقـعـا
    فاخترت سلما والحـروب بجندنـا
    بـزت عـدوا مستطيـرا طامعـا
    ماذا دعاك لكـي تكـون مهادنـا
    ترجو بأوهام السلام مُخَادعـا ؟!
    وتـود أريـاش النعـام وسائـدا
    وتروم في جوف القصور مَخَادعـا
    تغشى الجواري والجواري إن زهت
    بثت بأعصاب الشغوف نوازعـا !
    فتكون بيـن الزاهـرات مؤانسـا
    صبحا وليـلا للحريـم مُضاجعـا
    وتقيـم غضـا واهنـا بلـذائـذ
    تخشـى بـآلام القتـال مواجعـا
    إن كنت تألـم بالحـروب فإنهـم
    أيضا بوخز قد يقـض مَضاجعـا
    أغراك ضعفك بالخضوع فواجهـوا
    شخصا جبانا بالشدائـد خاضعـا
    بالعزم أمـك بالصمـود بفخرهـا
    تأبى المذلـة تستحـث جوامعـا
    ورجال قصرك بالجنوح لسلمهـم
    مالوا فلاقـوا بالهـوان فواجعـا
    لو كنت حقـا بالشمـوخ لقلتهـا
    إنـي سأطلـق للجهـاد مَدافعـا
    وأكـون أول مـن يقـاوم هاهنـا
    عنهـا بأنفـاس الحيـاة مُدَافعـا
    (فرناند) سحقا لن أسلـم بلدتـي
    سأكون سيفـا للأعـادي سافعـا
    (غرناطة) الأمجاد موطن عزتـي
    عنهـا أدافـع مستعـدا يافـعـا
    لكن قلبك يـا (صغيـر) بنبضـه
    ضعف فصرت (الأحمري) الدامعـا
    تأوي لقصـرك تستحـث نجائبـا
    لخيال وهـم قـد يـؤم الهاجعـا
    لولاك ما ضاعت وضعنـا هكـذا
    ندمـي بآهـات بالبكـاء مدامعـا
    نهفو لفردوس الجمـال ونرتجـي
    في روض بستان الربيع مزارعـا
    بين المـروج بحسنهـا وثمارهـا
    تزهو تمج مـن السقـاء منابعـا
    يا زهر أندلـس الملاحـة شوقنـا
    يزداد يشخص للصفـاء مطالعـا
    كنت الربيع حضـارة مثلـى لنـا
    شعـت بآفـاق النضـار طوالعـا
    كانـت لنـا الآثـار تشهـد أننـا
    كنـا نصـد مكابـرا ومنـازعـا
    دانت لنا الأنحاء جزلـى أشرقـت
    بالنـور نعطـي للأنـام طوابعـا
    فالكل أذعـن للعروبـة صاغـرا
    بالعدل يأخذ مـن سناهـا طابعـا
    وتـرق فيهـم للفـلاح منـاهـج
    عظمى تعم لدى الجميـع طبائعـا
    أيـن القـرون تحدثـت أطلالهـا
    تروي عن المجد التليد مقاطعا ؟!
    وتبـث فينـا بالفضـاء مشاهـدا
    تمضي تصافـح بالإبـاء مُمَانعـا
    يشتاق آفـاق العـلاء ويستقـي
    نبع الجدود إلى الحـدود مسارعـا
    هل أصبح التاريخ محـض تذكّـر
    يغشى مع الصبر المرير مسامعا ؟!
    (غرناطة) الإجلال تلـك قصيدتـي
    جالت وأمـت بالبعـاد شوارعـا
    زارت بحمراء الحضـارة قصرهـا
    ورنت سفينا عن حماهـا شارعـا
    يحوي (الصغير) وأمه قالـت لـه
    (بالدمع تبكي كالنساء مرابعـا) ؟!
    أشكـوك لله المهيمـن قـائـلا :
    (رباه حاسب من أضـاع ودائعـا)
    واختار أن يجثو أمـام خصومنـا
    يحبو ضعيفـا للأعـادي خاشعـا
    أهدي الصلاة مع السلام (محمـدا)
    طه الرسـول الهاشمـي الشافعـا
    والآل والصحب الكـرام جهادهـم
    بالحق كان السمهـري البارعـا !

    ردحذف