الاثنين، 14 مارس 2016

الكلمة

الكلمة
***
شعر
 صبري الصبري
***
الكلمة تهوي للقاع
بالقائل في سوء دواعي

إن كانت لفظا متسخا
بوساخة خدش الأسماعِ

تتصف بأوصاف غباءٍ
أو جهل أو خبث مراعي

أو قصد محتقر الفحوى 
ولجاجة خسر وضياعِ

ومجال تناحر أفكار 
بشرور جدال وصراعِ

أو غضب ممجوج أعمى
بوسائل مكر وخداع

بخبال نوايا ومطايا  
لبلوغ بعيد الأصقاعِ

أو شطت عن عرف كانت
بمساس ثوابت إجماعِ

تتناثر كرصاص حروب 
بدروب ضعاف وجياعِ

بوسائل إعلام صارت 
كمراتع جدب وصداعِ

تتشدق أفواهٌ جهرا
بمزيد بلايا الأوجاعِ

فتسب وتشتم بسخاء
بلسان ذلق الإيقاع

بالخصم القابع في قصف
بمدافع فتك وسماعِ

جعلوه بكلم مهترئ
ببذيء حروف المنصاعِ

لجهول يكتب كلمات
من وحي الشيطان الراعي

إبليس يلحن أغنية
بمجون جنون الإرضاعِ

من ثدي الأهواء تجلت
للناس بأرجاء  بقاعِ

لاقوها بالرقص وساحوا
بخمور  بلاء متداعِ

بتلاطم أمواج بحور
بعواصف أودت بشراعِ
مهجتهم أضحت بخواء
منبث بضرام وقاعِ

وتمزق وعي منخرم
بخروم خواء الأجذاعِ

فالكلمة تاهت وانحطت
وانحصرت وسط الأطماعِ

وتجرأ قائلها عمدا
بسفاهة بغي الإخضاعِ

شاشات تنشر آفات
وخلاعة صوت المذياعِ

وفتون شتى تتوالى
بمصائب سعي الإسراعِ

بفحيح ثعابين دهاء
وعقارب لدغ وأفاعي

أقنعة وجوه تتماهى
بقبيح خصال وطباعِ

حتى إن غرست ريحانا
بجوار نبات النعناعِ

فـ(النجم) كحرباء تبدو
ببشاعة صوت الجعجاعِ

 و(النجمة) بسفورِ خبايا
تنتشر لحد الإشباعِ

وتلوّن أشكال تزهو
بمكائد شر استمتاعِ

فالناس ضحايا عاهات
تتصدر كل الأرباعِ

ونساء من غير حياءٍ
تتحدث عن عري جماعِ

واختلط الحابل بالنابل
في خبث سلوك لرعاعِ

تاهت خطوتنا يا ويل
للتائه بعماء الساعي

يهذي بحروف بعثرها
كحراب من غير دفاعِ

حاصره الأعداء وشنوا
حربهمُ بشنيع مساعي

إن قال (النجدة) أتبعها
باليأس بخوف الإفزاعِ

بجهنم يهوي صاحبها
سبعين خريفا بالقاعِ

أما إن طابت كلمتنا
فضياء جمال الإمتاعِ

نرتفع لأخلاق تسمو
للحق الباهي اللماعِ

نتطهر جمعا من رجس
بطهور لسان ويراعِ

نحيا في أمن وسلام
بصلاح الإنسان الواعي

وصلاة الله على طه
مبعوث الله لنا الداعِ

والآل وأصحاب حبيب
ما هلت شمس بشعاعِ

وكذلك أزواج الهادي
   بمحبة كل الأتباعِ !    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق