الخميس، 23 أكتوبر 2014

تأملات الهجرة


تأملات الهجرة
***
شعر
صبري الصبري
***
أنــــــظــــــر تــــــأمــــــل هــــــجـــــــرة فــــيــــحـــــاءَ
وارقـــــــب شــــذاهــــا عــــطَّــــر الأجــــــــواءَ
واذكــــر تـفـاصـيـل الـدقـائــق سـجـلــت
أحـــــداثــــــهــــــا والــــــــغـــــــــار والأنـــــــــبـــــــــاءَ
واكـــتــــب قــصــيـــدة هـــجــــرة مـيــمــونــة
فــيــهـــا تــســابـــق بــالـــهـــدى الــشـــعـــراءَ
بـالـنــثــر عــنــهــا فــــــي بـــيــــان فــصــاحـــة
صـــاحـــب بـــهـــا بـالـمـنـتــدى الأدبـــــــاءَ
واسمـع .. تـحـدث للحـضـور بـنـدوة
تـــحـــوي الـــكــــرام الـــســــادة الـعــلــمــاءَ
فـالـهـجــرة الـعـصـمــاء شـــعـــت نـــورهـــا
لــلــنـــاس تــغـــشـــى بــالــســنــا الأرجــــــــاءَ
بـــجـــمـــال إشــــــــــراق بـــــديـــــع طـــــيـــــب
تعطي الجميع على المدى الأضواءَ
جــــــاءت بـــآيـــات الــكــتــاب بـوحــيــهــا
نــــــصــــــر مــــبــــيــــن مـــــــــــــزق الأعـــــــــــــداءَ
والغـار يحتضـن الحبيـب المصطفـى
وصـــديــــقــــه الـــصــــديــــق والأصـــــــــــداءَ
وأمـــامــــه عـــــــش الــحــمــامــة يــحـــتـــوي
بـــيــــضــــا رقـــيــــقــــا حـــــيَّــــــر الــــجــــهــــلاءَ
وخـــيـــوط بـــيـــت الـعـنـكـبــوت يـــشـــده
شـــــــــــــــدا يـــــشـــــتــــــت لـــــلـــــمــــــلا الآراءَ
فـــتـــفـــرقـــوا وتــــحــــســــروا وتـــقـــهـــقــــروا
وتــــرقـــــبـــــوا الـــــــخــــــــذلان والأنـــــــــــــــواءَ
مــهــمــا أعــــــدوا مــــــن مــكــائــد شـــقـــوة
كــانـــت لــهـــم فـــــي الـعـالـمـيـن شــقـــاءَ
إبــلــيـــس ضـيَّــعــهــم بــنـــصـــح مــكـــابـــر
يــــلــــقــــى الــــــهــــــوان ويــــلــــعـــــق الأدواءَ
وتـــــــــــراب ذلـــــهــــــم تـــنــــاثــــر فـــوقــــهــــم
بـغــطــيــطــهــم وخـــســــارهــــم يــــــتــــــراءى
وبـــجــــوف (ثـــــــور) غــــــــارُه بــجـــســـارة
بـالــحــب يـــرقـــب بــالــثــرى (أســـمـــاءَ)
ذات الـنـطـاقـيــن الـكـريــمــة ســجَّــلــت
تـــــاريـــــخـــــهـــــا مـــــتـــــألـــــقــــــا وضـــــــــــــــــــــاءَ
و(سـراقـة) المـخـتـال بالـخـيـل الـــذي
بــالـــبـــيـــد يـــــرمــــــح بــــــكــــــرة ومــــــســــــاءَ
رام الــــثـــــراء بــنــوقــهـــم فــاســتــرســلــت
أوهـــــــامـــــــه تـــســــتــــعــــذب الـــــخـــــيـــــلاءَ
فــــثــــوى بــأكـــنـــاف الــــرمـــــال مـــقـــيـــدا
مـسـتـعـطـفــا طـــــــه .. يـــريــــد نــــجــــاءَ !
فنـجـا الأسـيـرُ مــن الـهــلاك مـشـاهـدا
لــــحــــبـــــيـــــبـــــنـــــا ورســـــــــولـــــــــنــــــــــا الآلاءَ
ستـنـال يـومـا يـــا بـــن (مـالــك) جـهــرة
بـــســــوار كـــســــرى بـالــحــيــاة ثـــــــراءَ !
وعـــــــدُ الــنــبـــيِّ الـهــاشــمــي تــحــقــقــت
أقـــــــــوالُـــــــــه تــــســــتـــــشـــــرف الآنــــــــــــــــــاءَ
فهو الحبيب المصطفى نور الهـدى
مـــن نـــال فـــي ســــوح الــعــلا الإســــراءَ
وهــو الــذي قــد حــاز فـضـلا شاسـعـا
مــــــــــن ربــــــــــه نــــــــــال الـــنــــبــــيَّ عـــــطــــــاءَ
وانـظــر مـسـيـرةَ (أحـمــد) فـــي هـجــرة
وصــــديــــقـــــهَ الــــصــــديـــــقَ والــــبـــــيـــــداءَ
وارقــــب (أبــــا بــكــر) بـســيــر مـشــفــق
حـــــــول الـــرســــول يـــراقــــب الأنــــحــــاءَ
وادخــــــــل بــــحـــــر للهواجـــــــــر خـــيـــمـــة
فـيــهــا (أمُّ مــعــبــد) تــنــظــر الــصــحــراءَ
والــشــاة عــانـــت بـالــهــزال كـســادهــا
تـلــقــى بـــكـــف الـمـصـطـفــى الإحـــيـــاءَ
درت شـــــــرابــــــــا وافــــــــــــــــرا مــــتــــدفــــقــــا
عـــــذبــــــا شـــهــــيــــا لــلــجــمـــيـــع هــــــنــــــاءَ
بـبــهــاء مـعــجــزة الـحـبـيــب (مــحــمــد)
نـــــــالــــــــوا بـــخــــيــــمــــة جـــــدبـــــهــــــا إرواءَ
يـا سعـد (عاتـكـة) بـوصـف المجتـبـى
حــــــــازت بــحـــســـن بــيــانــهــا الــعــلــيـــاءَ
وســــمــــت لآفــــــــاق الــبـــلاغـــة كـــلـــهـــا
ورقــــــــت رقــــيـــــا يـــســـبـــق الــفــصــحـــاءَ
ومـضــى الحـبـيـب لطـيـبـة فـتـضـوعـت
بـــــقـــــدوم طــــــــــه الــهــاشـــمـــي صـــــفــــــاءَ
مـــســـكـــا وريـــحـــانـــا وعـــــطـــــرا طـــيـــبــــا
يـــســــري يــصــاحـــب لــلــمـــروج نـــمــــاءَ
بــمــديــنـــة هــــبـــــت لــلــقــيـــا (أحـــــمـــــد)
بــــنــــشــــيـــــد حـــــــــــــــــب لــــــهــــــفــــــة وولاءَ
شـــــوقـــــا إلـــــيـــــه تـــرنــــمــــوا بـــــودادهــــــم
لازال يـــــلــــــقــــــى بـــــالــــــربــــــوع ثــــــــنـــــــــاءَ
وثــــوى الـحـبـيـب بـطـيـبـة يــدعــو بــهـــا
بــــشــــريــــعــــة الله الــــعــــظــــيــــم دعــــــــــــــــاءَ
بــالـــحـــق لــــلإســـــلام قــــامـــــت دولـــــــــة
عـــظـــمـــى تـــحـــقـــق لـلــجــمــيــع نـــــقـــــاءَ
وتُـــقــــدم الإحـــســــان نــهـــجـــا صــائـــبـــا
لــــلـــــنـــــاس تـــــــرجـــــــو لـــلــــســــقــــام دواءَ
هــــــذا هــــــو الإســـــــلام ديـــــــن شــريــعـــة
ضـــــمـــــت لـــــنـــــا وســـطـــيــــة ســـمـــحــــاءَ
بـالــهــجــرة الـــرغــــداء أيــــنــــع روضــــنــــا
ظــــــــلا يــظـــلـــل بـــالـــهـــدى الـــســـعـــداءَ
فــبــهـــا دروس لــــــــو تـعـلــمــهــا الــــــــذي
قــــــد زاغ نـــــــال مـــــــع الــضــيـــاء لـــقــــاءَ
يـــــــــا أمـــــــــة الإســــــــــلام هـــــيـــــا لـــلـــعــــلا
كـــــنـــــا نـــعـــانــــق بــالــشـــمـــوخ ســـــمــــــاءَ
بـالـعـز كـنــا لــيــت شــعــري مــــا جــــرى
لــنـــكـــون لــلـــقـــوم الــلـــئـــام غــــــــذاءَ ؟!
لـــــــمـــــــا تــــركـــــنـــــا شـــــــرعـــــــة مـــــــبــــــــرورة
صــرنـــا مـــــع الـســيــل الـعـنـيــف غـــثـــاءَ
صـــلــــى الإلـــــــه عـــلــــى الــنــبـــي وآلــــــــه
مــــــا ســــــح غـــيـــمٌ بـالـفــضــاء الـــمـــاءَ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق