الاثنين، 20 أكتوبر 2014

قبس المعجزات




قبس المعجزات
***
شعر
صبري الصبري
***


مــلـــؤوا  الأوانــــــــي سـلــســبــيــلا نـــابـــعـــا
مـــن كـــف (أحــمــد) مسـتـطـابـا يـانـعــا
عـــــذبــــــا رطـــيــــبــــا طــــــاهــــــرا مـــتـــدفـــقـــا
يـــجــــري يــعــانـــق لـلـحـبــيــب أصــابـــعـــا
والـجــيــش يُـــــروى مــــــن إنــــــاء ضـــيـــق
أضــحـــى بـمـعـجــزة الـمـشـفــع واســـعـــا
فالله أعــــــطــــــاه الــــمــــواهـــــب جــــلــــهـــــا
أســــــــداه بــســـطـــا ذا بــــهـــــاء شـــاســـعـــا
وحـــبـــاه مـــوفــــور الــمــكـــارم والـــنــــدى
فــيـــضـــا جــلـــيـــلا لـلـفــضــائــل جـــامـــعـــا
و(حليمة) السعداء ضمت (أحمدا)
طـــفـــلا فـــجـــازت بــالــرجــوع مــراضــعــا
وبـلــيــلــة الإســــــــراء حــــــــاز الـمـجــتــبــى
طـــــــــــــه ســــــمـــــــوا لــــلأعــــالـــــي رافـــــــعـــــــا
وبــــســـــدرة الأنـــــــــوار حــــــــــل مـــبـــجــــلا
وســـــــواه يــلــقـــى بــالـــدخـــول الــمــانــعــا
والــــضــــب كــلـــمـــه جــــهــــارا شــــاهـــــدا
بــرســالـــة الــمــخــتــار أســــمــــع ســامـــعـــا
والــعــود أضــحــى ســيـــف غـــــزو بــاتـــر
بــــيــــمــيـــن طـــــــــــــه مــســـتـــنـــيـــرا لامـــــــعـــــــا
يــهـــوي عــلـــى جــيـــش لـكــفــر مـثـخـنــا
لــــــرقــــــاب أعــــــــــــداءٍ لــــــئــــــام قــــاطــــعـــــا
وشـــكـــا الـبـعــيــر ل(أحـــمــــد) أحـــزانــــه
يــبـــكـــي .. بــــطـــــه مـسـتـعــيــنــا دامــــعـــــا
ويــبـــث هـــمـــا لـلـحـبـيــب الـمـصـطـفــى
يـحـنــو عـلـيــه لــــدى الـمـوالــي شـافــعــا
وغـــزالـــة الــبــيــداء رامـــــــت (أحـــمــــدا)
جــهــرا ضـمـيـنـا كـــــي تــرضِّـــع راضــعـــا
والــــبــــئـــــر فـــــــــــــاض بـــتـــفـــلــــة لــنــبـــيـــنـــا
أضـــــحــــــى زلالا بــالــمــنـــابـــع طــــالــــعــــا
والسـيـف يـسـقـط مـــن عـــدو كـاشــح
لــيــكـــون خــصــمـــا لــلــمُــنَّــور ضــــارعــــا
ومــســيـــرة الأشـــجــــار نـــحــــو حـبـيـبــنــا
تــمــضـــي تـــــــؤم إلـــــــى حـــمــــاه مــرابـــعـــا
وســحــابــة ظـــلـــت تــظــلـــل (أحـــمــــدا)
إن راح أو كــــــــان الْــمُــظَــلَّــل راجــــعـــــا
والــعُــكَّــة ُالـفـيــحــاء ضـــمـــت سـمــنــهــا
دهـــــــــرا طــــويـــــلا بـالــمــطــاعــم نـــافـــعــــا
والـكــفــر فــــــي (ثــــــور) يـــلاقـــي غــــــاره
بــالــبـــأس مــحــروســـا يــــضــــم مــدافـــعـــا
والـفــارس المـشـتـاق نــوقــا قــــد ثــــوى
بـــالـــرمـــل مـــحـــتـــارا حـــســـيــــرا قـــابـــعــــا
والــــشــــاة أقــعـــدهـــا الــــهــــزالُ بــمـــســـه
درت شـــــرابــــــا بـــالـــهـــواجـــر نــــاصــــعــــا
والـعـيـن فـــي وجـــه الـجـريــح (قــتــادةٍ)
لاقــــــــــت طــبــيـــبـــا لــلــبــصــائــر بـــــارعـــــا
عـــــــادت أصـــــــح الـنــاظــريــن بــصـــحـــة
وســـــلامــــــة عـــــمــــــت مــــحــــبــــا تــــابــــعــــا
والــصــخــر يــقــريــه الـــســــلامَ إذا بـــــــدا
طــــــــــه وحــــــــــازى لــلــمُــسَــلِّــم شـــــارعـــــا
(أُحُـــدٌ) يـحــب المصـطـفـى وصـحـابـه
يـــهـــتــــز شـــــوقـــــا بــالـــجـــوانـــح والـــــعــــــا
تـغـشــاه مـــــن أمـــــر الـحـبـيــب سـكـيـنــةٌ
مـسـتـأنـسـا صـــحـــوا ســعــيــدا خــاشــعــا
ومــــواضـــــع الــــقـــــوم الـــلـــئــــام بـــــغـــــزوة
كـــــانــــــت بـــــحــــــق للهلاك مـــواضــــعــــا
كــــــــم مـــعـــجـــزات لا يـــــــــزال بــريــقــهـــا
يــجــتــاز فـــــــي دنـــيــــا الأنـــــــام مــواقــعـــا
إخــــبـــــار طـــــــــه عـــــــــن أمـــــــــور تُــــرتـــــأى
فــيــهــم تــثــيــر مــــــع الـحـنــيــن دوافـــعــــا
فــــيــــهــــا عــــــلامــــــات تــــــؤكــــــد كــــلــــهــــا
صــــدقــــا بـــإعـــجـــاز الـــنـــبـــوة ضـــالـــعـــا
بـــــزت مـعـارضـهــا الـجــهــول ومـــزقـــت
خـصـمــا عــلــى مـــــر الـعــصــور مـنــازعــا
ومـضـت بـأنـوار الحقـيـقـة قـــد هـــدت
قـــلــــبــــا ســلـــيـــمـــا لــلــمــهـــيـــمن طــــائــــعــــا
فـــبــــكــــل مـــعــــجــــزة بــــــيــــــان لــــــلــــــورى
تـــحـــوي بـتـفـصـيــل الأمـــــــور جــوامــعـــا
مـــــــرت ولازالـــــــت بــأصـــقـــاع الــــدُّنــــى
تــــــــــروى تـــــضــــــم روائـــــعــــــا ومــنـــافـــعـــا
مــنـــهـــا اتــــصــــال بـالـحــبــيــب قــلــوبــنـــا
تـــهـــفـــو تــــفـــــارق بــالــحــيـــاة مـــواجـــعــــا
تُــشـــفـــى بــفـــضـــل الله جــــــــل جــــلالـــــه
تُـــــهـــــدى ســـيــــاقــــا لــلــمــحــبـــة رائـــــعــــــا
وبــشــرعـــة الـــقــــرآن مــعــجـــزة حــــــــوت
لـــلـــنـــاس نـــــــــورا بـالـبــســيــطــة شـــائـــعــــا
فــمــن اسـتـفــاد بـحـكـمـه نــــال الـمــنــى
أو كـــان فـــي جـهــل يــكــون الـضـائـعـا
فــاجــعـــل إلـــهــــي حــبـــنـــا لـلـمـصـطــفــى
بــقــلــوبــنـــا غــــــرســــــا نــــضــــيــــرا يــــافــــعــــا
واجعل قصيدي في مديـح المجتبـى
يــــشــــدو بــــصــــدق الإتــــبـــــاع روائــــعـــــا
صـــلــــى الإلـــــــه عــــلــــى الــنـــبـــي وآلــــــــه
مــا الــودق لاقــى بـالـدروب مَـزارعـا !

هناك تعليق واحد:

  1. قبس المعجزات
    ***
    شعر
    صبري الصبري
    ***
    ملؤوا الأواني سلسبيـلا نابعـا
    من كف (أحمد) مستطابا يانعـا

    عذبـا رطيبـا طاهـرا متدفقـا
    يجري يعانق للحبيـب أصابعـا

    والجيش يُروى من إناء ضيـق
    أضحى بمعجزة المشفع واسعـا

    فالله أعطـاه المواهـب جلـهـا
    أسداه بسطـا ذا بهـاء شاسعـا

    وحباه موفور المكـارم والنـدى
    فيضا جليـلا للفضائـل جامعـا

    و(حليمة) السعداء ضمت (أحمدا)
    طفلا فجازت بالرجوع مراضعـا

    وبليلة الإسراء حـاز المجتبـى
    طـه سمـوا للأعالـي رافـعـا

    وبسدرة الأنـوار حـل مبجـلا
    وسواه يلقى بالدخـول المانعـا

    والضب كلمـه جهـارا شاهـدا
    برسالة المختار أسمـع سامعـا

    والعود أضحى سيف غزو باتـر
    بيمـين طـه مستنيـرا لامـعـا

    يهوي على جيش لكفـر مثخنـا
    لرقـاب أعـداءٍ لئـام قاطـعـا

    وشكا البعير ل(أحمـد) أحزانـه
    يبكي .. بطـه مستعينـا دامعـا

    ويبث هما للحبيـب المصطفـى
    يحنو عليه لدى الموالي شافعـا

    وغزالة البيداء رامـت (أحمـدا)
    جهرا ضمينا كي ترضِّع راضعـا

    والبئـر فـاض بتفلـة لنبينـا
    أضحـى زلالا بالمنابـع طالعـا

    والسيف يسقط من عدو كاشـح
    ليكون خصما للمُنَّـور ضارعـا

    ومسيرة الأشجار نحـو حبيبنـا
    تمضي تؤم إلى حمـاه مرابعـا

    وسحابة ظلت تظلـل (أحمـدا)
    إن راح أو كان الْمُظَلَّـل راجعـا

    والعُكَّة ُالفيحاء ضمـت سمنهـا
    دهرا طويـلا بالمطاعـم نافعـا

    والكفر في (ثور) يلاقـي غـاره
    بالبأس محروسا يضـم مدافعـا

    والفارس المشتاق نوقا قد ثـوى
    بالرمل محتـارا حسيـرا قابعـا

    والشاة أقعدهـا الهـزالُ بمسـه
    درت شرابا بالهواجـر ناصعـا

    والعين في وجه الجريح (قتـادةٍ)
    لاقت طبيبـا للبصائـر بارعـا

    عادت أصح الناظريـن بصحـة
    وسلامـة عمـت محبـا تابعـا

    والصخر يقريه السـلامَ إذا بـدا
    طه وحـازى للمُسَلِّـم شارعـا

    (أُحُدٌ) يحب المصطفى وصحابـه
    يهتز شوقـا بالجوانـح والعـا

    تغشاه من أمر الحبيـب سكينـةٌ
    مستأنسا صحوا سعيدا خاشعـا

    ومواضع القـوم اللئـام بغـزوة
    كانـت بحـق للهلاك مواضعـا

    كم معجـزات لا يـزال بريقهـا
    يجتاز في دنيـا الأنـام مواقعـا

    إخبار طه عـن أمـور تُرتـأى
    فيهم تثير مع الحنيـن دوافعـا

    فيهـا علامـات تؤكـد كلـهـا
    صدقا بإعجـاز النبـوة ضالعـا

    بزت معارضها الجهول ومزقـت
    خصما على مر العصور منازعـا

    ومضت بأنوار الحقيقة قد هـدت
    قلبـا سليمـا للمهيـمن طائعـا

    فبكـل معجـزة بيـان للـورى
    تحوي بتفصيل الأمور جوامعـا

    مرت ولازالت بأصقـاع الدُّنـى
    تروى تضـم روائعـا ومنافعـا

    منها اتصـال بالحبيـب قلوبنـا
    تهفو تفـارق بالحيـاة مواجعـا

    تُشفى بفضـل الله جـل جلالـه
    تُهـدى سياقـا للمحبـة رائعـا

    وبشرعة القرآن معجـزة حـوت
    للناس نورا بالبسيطـة شائعـا

    فمن استفاد بحكمه نـال المنـى
    أو كان في جهل يكون الضائعـا

    فاجعل إلهـي حبنـا للمصطفـى
    بقلوبنا غرسـا نضيـرا يافعـا

    واجعل قصيدي في مديح المجتبى
    يشدو بصـدق الإتبـاع روائعـا

    صلى الإله علـى النبـي وآلـه
    ما الودق لاقى بالدروب مَزارعا !

    ردحذف