الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

التديّن


التديّن
***
شعر
صبري الصبري
***

ســـمـــت الــتــديــن لــحــيــة  وثـــيـــابُ
أو بــالــنــســاء تــحـــجـــب  ونــــقــــابُ
والبعـض بالـغ فـي المظاهـر دونـمـا
فـــــقــــــه بـــــــــــه تـــتــــرســــخ  الآدابُ
إن الــتــديــن كــــــل ذلـــــــك  بــعــدمـــا
تصـفـو الـقـلـوب وتـخـضـع الألـبــابُ
لله رب الــــعــــرش جــــــــل  جــــلالـــــه
فــــلــــه تــعـــالـــى لــــلأنــــام  كــــتــــابُ
قــــــرآن نـــــــور الـمـتـقــيــن  لــربــهـــم
فــهـــو الــكــريــم الـــواحـــد  الـــوهـــابُ
وهــو العظـيـم المسـتـعـان المـرتـجـى
وهـــــو الـحـكــيــم الـــواجـــد  الـــتـــوابُ
يعطـي ويمنـع مـن يـشـاء لــه الـعـلا
ويـــحــــل فـــــــي نــــــــور لــــــــه  أوَّابُ
يسـتـغـفـر الـرحـمــن دومــــا إن  بــــدا
فــي الـشـر بـغــي بـالـهـوى مـنـسـابُ
ويـــعـــود لـلـمــنــان يــطــلــب  عـــفـــوه
فـــلـــه تــعــالــى يــخــضــع  الـــطـــلابُ
بـخــشــوع أفــئـــدة وصـــــدق  إنـــابـــة
لــهـــم بـــصـــدق الـتـائـبـيــن  مـــتـــابُ
بـشـريـعـة الــديـــان أســنـــى  رحــمـــة
لــلــنــاس فــيــهــا رأفـــــــة  وصـــــــوابُ
بـتـراحــم الأرحــــام صــفـــو  عــلائـــق
بـيــن الجـمـيـع فــهــم بــهــا  أحــبــابُ
بتـعـامـل الــرفــق الـلـطـيـف  ســلامــة
وعـــنــــايــــة ورعـــــايــــــة  وثـــــــــــوابُ
بالـجـوهـر الـمـصـداق نـبــض تـديــن
فـــبـــه انـــطــــلاق لـلــتــقــى  وثـــــــابُ
وبمظـهـر الإنـسـان سـمــت فـضـائـل
فــيـــهـــا رداءٌ بـــالـــهـــدى  وثــــيـــــابُ
فـــي بـســط وجـــه بابـتـسـام  رقـائــق
وجــــــوارح فــيــهــا زهــــــا  الـجـلــبــابُ
فـالـديــن إتــقــان الـتـعـامـل  بـالـصـفـا
والــحـــب تــرقـــى بــالــوفــا  أســـبـــابُ
فـيـهـا الـوئــام والائـتــلاف بــــلا أذى
إن الــخــصــام مــصــائــب  وخـــــــرابُ
وبـــلاء قــــوم قــــد أســــاءوا وجــهــة
لـلــحــق زاغـــــوا بـالـفـتــون  وغــابـــوا
بـغـيـاهـب الإســفــاف بــثــوا زيـفــهــم
بـمـجــون ألــفــاظ الـسـفـاهـة عــابــوا
وبمـجـمـل الأشـيــاء ضــلــت خــطــوة
لــهـــمُ بــلــجــة جـهـلــهــم  وانــســابــوا
بتـلاطـم الأمــواج فــي بـحـر الـهــوى
يـعـلــو بـفـحــش الـزاعـقـيـن  ســبـــابُ
بـظــلام إجـحــاف بـغـيـض نصـطـلـي
نــــار اقـتـتــال .. والــظـــلام عـــــذابُ
فــيــه الأراجــيــف الــغــلاظ  تـأجـجــت
وتقـطـعـت بــيــن الــــورى  الأنــســابُ
وبـبـعــض قــومــي لـحــيــة  بـأزيــزهــا
تـقــســو وفــيــهــا لــلــحــراب  جِــــــرَابُ
وســــلــــوكُ وأد لــلـــوفـــاق  وشـــــــــدةٌ
وتـــجـــهــــمٌ وتـــهـــجــــمٌ  وصـــــعـــــابُ
بــاســـم الـتــديــن والـتــديــن  رحـــمـــة
وســـلامــــة وتــصـــالـــح  وحــــســــابُ
وتــنــاصـــح وتــصــالـــح  وتــصــافـــح
ووشــــائـــــج وتـــــراحـــــم  وعـــــتـــــابُ
يــا مــن تـديـن كــن رســـول تـقــارب
بــالــحــب تُـــمـــلأ بـــالــــوداد  قِـــــــرَابُ
واجــعــل تـديـنــك الـجـمـيــل عــلامـــة
لـلـخــيــر فـــيـــه تــجــلــت  الأعـــتـــابُ
بـــســـلام مـجــتــمــع يـــــــود  أمـــانــــه
حــتــى يــولــي عــــن حــمــاه  تــبـــابُ
كـــن كالسـحـابـة بالهـجـيـر تـظـلـلـت
مـنـهـا الـــرؤوسُ فـزالــت الأوصـــابُ
وتقـهـقـرت عـنــا المـفـاتـن والــجــوى
والــحــقـــد والـتــخــريــب  والأغــــــــرابُ
وتــقــدم الــصــف الـطـويــل بـحـكـمــة
فـيـهــا صــــدوق بـالـصــلاح مــهــابُ
يــا مـصـر كـونــي بالـسـلامـة دائـمــا
عــنـــا يـــولـــي بـــالـــدروب  ضـــبـــابُ
لـــن يـفـلـح الــقــوم الــذيــن  تـشـتـتـوا
بـالـظـلــم فـيــهــم بـالـقـلــوب  ســـــرابُ
وتــفــرقـــوا دون ادكـــــــار  بــالــدجـــى
ولــهـــم بـأصــنــاف الـــبـــلا  إرهــــــابُ
إنــــــي لأرجــــــو أن يـــعــــم  بـــلادنــــا
ســـلـــمٌ وأمــــــن بـالـجـمـيــع  مُـــــــذابُ
فـالأمـر مـشـتـرك لأصـحــاب الـنـهـى
فــبــشــرع ربـــــــي للهدايـــــــة  بـــــــابُ
صـلــى الإلــــه عــلــى الـنـبــي وآلــــه
ما لاح في الجو الفسيح سحابُ !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق