الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

شوق القلوب


شوق القلوب
***
شعر
صبري الصبري
***

لــحـــج الـبــيــت تـشــتــاق الـقــلــوبُ
وتـــهــــوي نــــحــــو كــعــبــتــه تــــــــؤوبُ
وتــقـــصـــد مــــكــــة الأنــــــــوار فـــيـــهـــا
بـــفــــضــــل الله تُــغـــتـــفـــر الـــــذنــــــوبُ
وتسـمـو الــروح فــي مـرقـى عـلاهــا
صـــفـــاءَ نــقــائـــه الــبــاهـــي تـــجــــوبُ
وتــــأتــــي تــرتـــجـــي حــــجــــا جــلـــيـــلا
بـــــــــه بــــســـــطٌ وإغـــــــــداق رحــــيـــــبُ
وتــــنـــــقـــــيـــــةٌ وتــــــرقـــــــيـــــــةٌ وفــــــــــــــــــــوزٌ
وأفـضــالٌ يـهــا يـسـخـو الحـسـيـبُ
مــــن الآفــــاق قـــــد جـــــاءوا لـبــيــت
لـــــــه تُــفــضـــي بـلـهـفـتـهــا الـــــــدروبُ
بـــفــــج ضـــــــارب بـالــبــعــد تــمــضـــي
وفـــــودٌ سـمـتــهــا ســـمـــت قــشــيــبُ
بـــإحـــرام طـــهـــور الـــثــــوب تـــهــــوي
قــــلـــــوبٌ فــــــــــي إنــابــتـــهـــا تـــــثـــــوبُ
تــروم وصـولَـهَـا المـحـمـودَ طـــارت
بـأجــنــحــة بـــهــــا شــــــــوقٌ عــجـــيـــبُ
وطـــافـــت حــــــول كـعـبــتــه بـــــــدأبٍ
بــأعــيـــنـــهـــا ومــقـــلـــتـــهـــا نــــحـــــيـــــبُ
غــــــــرامٌ يــــرتــــدي طــــهــــرا وحــســـنـــا
بــــــدا وانـــســـاب وجــــــدان مــنــيــبُ
لـــــرب الــعـــرش جـمـعـهــم جــمــوعــا
ضــيــوفـــا فـــــــي ضــيــافــتــه تــطـــيـــبُ
وطـــابـــت فــــــي مـنـاسـكـهــم مـــزايـــا
ونــــارت فــــي وضـاءتــهــا ضـــــروبُ
ولــبـــت فــــــي جــوارحــهــم ســجــايــا
لـــهـــا يــســخــو بـمـنـحــتــه الــقــريـــبُ
تـــعــــالــــى الله أعـــطــــاهــــم عــــطــــايــــا
بـــــحـــــج فـــــيــــــه أفـــــئــــــدة تـــــــــــذوبُ
بـــنـــور مــشــاعــر الإخـــبـــات مــنــهـــا
يـفـيــض الـطـهــر أجــــراه الـمـجـيــبُ
ولــــبــــى بـــــــــارئَ الأكـــــــــوان فـــيـــهـــا
مُــــجِـــــدٌّ خــــاشـــــعٌ نـــــضـــــرٌ لـــبـــيــــبُ
بـــــمـــــوقـــــف قــــــــربــــــــة لله يــــــــرجــــــــو
نــجـــاة إن أتـــــى الــيـــوم الـعـصــيــبُ
ويــحــثــو ربـــنــــا الــشــافـــي عـلــيــهــم
شــــفـــــاء يــنــتــهـــي فــــيـــــه الـــلـــغـــوبُ
ويـحـظـى مـــن أتــــى لـلـحــج جــهــرا
بــــمــــيـــــلاد بـــــــــــــه روض رطــــــيـــــــبُ
بــــمــــيــــلاد بـــــــــــــه عــــــمـــــــرٌ مــــــديـــــــدٌ
وإن لاحت تجاعيدٌ .. مَشِيبُ !
وجــــنــــات الــنــعــيـــم لـــــــــه تـــــــــراءت
بــهــا الـنـعـمـاءُ والـعـيــش الــطـــروبُ
وخـيـمــات لــهــم مــــن حــــور عــيـــن
بـحــســن زاد بـالـحـسـنـى نــصــيــبُ
مـــواهـــب ربـــنـــا الــرحــمــن جـــلــــت
بـــهــــا يــحــلـــو بـــروضــــات وثـــــــوبُ
بـــــحــــــج الـــبــــيــــت آلاءٌ حــــــســــــانٌ
لــحـــجـــاج بــــهــــا جـــــــــاد الـــرقـــيـــبُ
بــجــمـــع أشـــرقــــت بــالـــنـــور لــــيــــلا
لـــــــوفــــــــد الله إن لاح الـــــــغــــــــروبُ
مشاة في حمى الساحات جاءوا
كـــمـــا يــحــلــو لـبـاحـتـهــا الـــركـــوبُ
ورمــــي الـجـمــر فــــي يــســر وبــشــر
نـــمــــت لــلــكـــل أذكــــــــار وطــــيــــبُ
ويـــــوم الـنــحــر فـــــي عـــيـــد ســعــيــد
بـــــه والله فـــــي الأضــحـــى نــطــيــبُ
ومــــــــعــــــــدودات أيــــــــــــــــام كــــــــــــــــرام
بـــــــــهــــــــــا لله بــــــارئـــــــنـــــــا نــــــــــتــــــــــوبُ
طــــــــواف إفــــاضــــة فــيـــهـــا عـــتـــيـــقٌ
لــــــــه تــــهــــوي بـلـهـفـتــهــا الـــقـــلـــوبُ
وداع دامـــــــــع الــــوجـــــدان يـــبـــكـــي
لــــفــــرقــــتــــه بــــمــــركــــبــــه الـــــغـــــريــــــبُ
ولا غــــربـــــاء فـــــــــي حـــــــــج لـــبـــيـــت
لـــــه قـــــد حـــــج حــجــتــه الـحـبــيــبُ
(مــحــمـــد) ســــيــــد الأبــــــــرار طــــــــرا
إمــــــام الـــرســـل ســيــدنـــا الـطــبــيــبُ
زيـــارتــــه بـــحــــب الــقــلـــب تــســمـــو
بــــنـــــا فـــالـــقـــدر مــــقـــــدار مـــهـــيـــبُ
شــفــاعــتــه بــــيــــوم الــحـــشـــر غُــــنْــــمٌ
لـــمــــن لاقــــــــاه حــســـبـــانٌ رهــــيــــبُ
وأيـــقـــن بـالـشــقــا بـالــعــســر يـــبــــدو
بسحنـتـه مـــع الـخـسـر الـشـحـوبُ
لـــــــه الإنـــقــــاذ مــــــــن نــــــــار وســــعــــر
بـــيــــوم فـــيــــه تـنــكــشــف الــغـــيـــوبُ
فـجــد يــــا رب بـالـفــردوس فــضــلا
فــأنـــت الله ذو الــجـــود الــوهـــوبُ
وأبــــلــــغ ســــيــــدي طـــــــــه صــــلاتـــــي
وآلا الـبـيــت مــــا طــابــت حُــبـــوبُ
وهـــبــــت لـلــصــبــا الـفــيــحــا ريــــــــاحٌ
لــنـــا يـحــلــو بـحـجـتـنـا الــهــبــوبُ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق