الخميس، 18 سبتمبر 2014

خميلة الْحُسْن



خميلة الْحُسْن

***
شعر
صبري الصبري
***

لــجــمـــال مـــكــــة أســتـــحـــث ركــــابــــي
صـــــبـــــا شـــغـــوفــــا لالـــــتـــــزام الـــــبـــــابِ
ولــقُــبــلــة الــــركــــن الــمــنــيــر بـلــهــفــتــي
ولــحــجـــر (إسـمــاعــيــل) والــمــيـــزابِ
ومــــقــــام (إبــراهـــيـــم) جــــــــد حـبـيــبــنــا
طـــــــه الــــرســــول مــطـــهـــر الأنــــســــابِ
فــــأنـــــا الــمــتــيـــم بـالـحـبــيــبــة قــبــلــتـــي
أم الـــقــــرى ذات الــســنـــا الـــخــــلاَّبِ
بـــجـــلال بـــكـــة نــضــرتــي وســعــادتـــي
وســـمـــو روحـــــــي واتـــجــــاه صـــوابــــي
هــــي دار أنــســي مـسـتـقـر بـشـاشـتــي
وهـــــــدوء نــفــســـي مـلــتــقــى أحــبــابـــي
وفـصـيــح نــثــري واسـتـفـاقــة أحــرفـــي
يـحـلـو الـحـديـث الــعــذب لـلألـبــابِ
ويـــــــرق قـــولــــي فـــــــي مــزايــاهـــا هـــنــــا
لأحـــبــــتــــي ومــــعــــارفــــي وصــــحــــابــــي
وبــريـــق شـــعـــري بـانـتــشــاء قـريـحــتــي
وبــلــيــغ قـــولـــي وانـــطــــلاق خــطــابـــي
ووثــيـــر بــوحـــي فـــــي مـبـاهـجـهــا أرى
فــيـــهـــا الــحـــبـــور بــســعــيـــه الــــوثـــــابِ
وصـــــدوق إلــهــامــي وعــــــزة خــافــقــي
بــالــمـــدح يـــزهــــو بـالــصــفــا إطــنــابـــي
وخميـلـة الـحـسـن الـرقـيـق بمهـجـتـي
يـــصـــفــــو إلـــيــــهــــا بــالـــهـــيـــام إيـــــابــــــي
ويــشـــب شــوقـــي لـلـبـقــاع تــقــدســت
وأبـــث فـــي مــتــن الـقـصـائـد مــــا بــــي
فـــزمــــان عـــمــــري لا يُــــعَــــد بــبــعــدهــا
فـالــبــعــد عــنـــهـــا مــنــتــهــى أوصــــابــــي
ويـــزيـــد هـــمـــي إن مــكــثــت بـغــيــرهــا
وأرى الحـيـاة وقــد بـــدت كـســرابِ
حــــتـــــى أعـــــــــود لأســـتـــقـــر بـــأرضـــهـــا
فــــيـــــزول غــــمـــــي بــانــتــهـــاء غـــيـــابــــي
تخـضـر بالـبـيـت الأمـيــن حـصـائـدي
ويـزول مـا فـي النـفـس مــن إجــدابِ
وأقــــيـــــم فـــيـــهـــا بــارتــيــاحـــي وارفــــــــــا
بـغــرام عـشــق فـــي الـضـلــوع مــــذابِ
بـســتــان روحـــــي تـسـتــلــذ جـــوارحـــي
أربــــاعــــهــــا بــضــيــائـــهـــا الـــمـــنـــســـابِ
مــهـــمـــا أســــافـــــر إنــــهـــــا بــجــوانــحـــي
حــــتـــــى أعـــــــــود لـبــيــتــهــا الــــجـــــذابِ
وأطــوف بـالـشـوق الـقــدومَ لأرضـهــا
بحـنـيـن قـلـبـي فـــي ســنــا الـمـحــرابِ
وأقـــبّـــل الــحــجـــر الأشـــــــم بـلـهـفــتــي
بــــســــرور لـــقـــيـــا أطــــهـــــر الأعــــتـــــابِ
هــــــي مـــكـــة الـــنـــور الـمــبــيــن وبـــكــــة
فــــيــــهــــا الــــمــــنــــى لـــلـــمـــغـــرم الأوَّابِ
تــهـــوي الـقــلــوب لأرضــهـــا بـتــضــرع
وتــــــــذلــــــــل لـــــلــــــواحــــــد الــــــــوهـــــــــابِ
ويــنــال فـيــهــا الـمـسـعــدون مــرادهـــم
فـــــــــي حـــجـــهـــم وبـــعـــمــــرة بـــمـــتــــابِ
وجــــوارهــــا عـــــــــز الــــجـــــوار فــيــالــهـــا
مـــــــــن جــــيـــــرة مـــــبـــــرورة الإيـــــجـــــابِ
بتضاعـف الحسنـات يحـظـى طـائـع
لله يـــــفـــــتــــــح واســــــــــــــــع الأبــــــــــــــــوابِ
ويــــــبـــــــارك الله الـــعـــظـــيــــم بـــفـــضـــلــــه
لــلـــمـــتـــقـــيـــن بــــمــــنــــحـــــة وثـــــــــــــــــوابِ
وبــــهــــا الأمــــــــان مــرســـخـــا بــرحــابــهــا
بــــجــــلال قــــــــدر بــــاهـــــر الأســــبـــــابِ
وبـــــهـــــا بــتــيــســيــر الإلــــــــــه فـــضـــائــــل
فـــيــــحــــاء دون تـــعــــســــر وصـــــعــــــابِ
بـتـضـاعـف الأجــــر الـمـبــارك نـلـتـقــي
فـــيـــهــــا بـــــأوفــــــى مـــنــــحــــة وقـــــــــــرابِ
فـجـمــيــع مـــــــا فــيــهـــا مــنــيـــر طـــيــــب
يـــزهــــو بــإحــســـان ســــمــــا بــشـــهـــابِ
أهــواكِ يـــا أرض الـضـيـاء قـصـائـدي
شرفـت بمدحـك فارتقـت لسحـابِ
وتــرنــمـــت فـــخــــر انــتــســابــي لــلـــتـــي
فـيـهــا سـكـنــت مــــع ابــتــداء شـبـابــي
حـــتــــى مـشــيــبــي بـابـتــهــالــي لــــلــــذي
خـــلـــق الــخــلائــق أن يــقــيــم ركـــابــــي
فـــــــي أرض مــــكــــة دائــــمــــا بــتـــأدبـــي
وتـــــقــــــربــــــي لـــــلــــــواجــــــد الــــــــتـــــــــوابِ
يــا بهـجـة الـوجــدان يـــا خـيــر الـثــرى
يــــــــا نــــضــــرة الأرجــــــــاء والأهــــــــدابِ
يـــــا جــنـــة الـرحــمــن فـــــي أرض بـــهـــا
غــــــرسٌ لأخــــــرى بــاخــضــرار ثـــيــــابِ
وربـــــــــوع نــــــــــور دافــــــــــق مــســتـــرســـل
مـــــــــــن زمـــــــــــزم مــــتــــدفــــق بــــــشــــــرابِ
يـا أعــذب الأكــواب يــا نـبـع الشـفـا
لــمـــن اسـتــلــذ عــذوبـــة الأكــــــوابِ !
يـا منتهـى الإعـراب عـن سعـد الرجـا
بــفــصـــاحـــة الــتــصـــويـــر والإعــــــــــرابِ
أنـــــــت الـحـبـيــبــة لــلـــكـــرام تــرســـمـــوا
نــهـــجـــا إلــــيـــــك بــلــهــفـــة وصـــــــــوابِ
فـمــنــاهــم الــــحــــرم الــمــنــيــر بــكــعــبــة
مــــن كــــل فــــج فــــي طــهـــور عــبـــابِ
لــــــــك بــالــنــفـــوس مـــهـــابـــة ومـــكـــانـــة
عـظــمــى مـــــن الـتـبـجـيـل والــتــرحــابِ
فــالـــكـــل بــالــبــيــت الــعــتــيـــق مــلــبــيـــا
بــبـــهـــاء وجــــــــه شــــاخـــــص لـــمـــهـــابِ
بــتــراحـــم الأرحــــــــام حــــلــــوا جــلـــهـــم
بــــأخـــــوة حــــلـــــت بـــــوحـــــي كـــــتـــــابِ
وبها المشاعر أشرقت ب(مشاعر)
وشــــعــــائــــر بـــعـــجـــائـــب اســـتـــيـــعـــابِ
بـجـبـالـهــا يـــبــــدو الــشــمـــوخ مـــــــرددا
أصــــــــوات تــلــبــيــة لــــيـــــوم حــــســـــابِ
وسـهـولـهــا ضــمـــت وفـــــود وضــــــاءة
مـــبـــثـــوثــــة بـــمـــســــالــــك وهـــــــضـــــــابِ
بــــــنــــــداء قــــــلــــــب لــــــلإلــــــه بــــدمــــعـــــة
بــدعــاء صــــدق بـالـخـشـوع مــجـــابِ
مـــــيــــــلاد خــــــيــــــر لـــلـــبـــرايـــا هــــاهــــنــــا
بـــســـلــــوك ســـــعـــــي طـــــيــــــب الآدابِ
ومــــــــــن الــحــبــيــبــة مـــــكــــــة لــمـــديـــنـــة
ننـسـاب نمـضـي فــي جلـيـل شـعـابِ
لـــزيـــارة الـمـخــتــار طــــــه الـمـصـطـفــى
خـــيــــر الــبـــريـــة طــــاهــــر الأحــــســــابِ
مـــــــا بـــيــــن مـــكــــة والــمــديــنــة نــعـــمـــة
للـمـؤمـنـيـن عــلـــى مـــــدى الأحــقـــابِ
يــا سـعـد مـــن زار الحـبـيـب مـجــددا
حـــبــــا صـــدوقــــا فــــائــــق الإعــــجــــابِ
بـجـمـال خـيــر المـرسـلـيـن (مـحـمــد)
والآل والأزواج والأصــــــــــــــحـــــــــــــــابِ
ربــــــاه هــــــب لــــــي والأحـــبــــة رحـــمــــة
فــيــهـــا نــنــجـــى مـــــــن ألـــيــــم عـــقــــابِ
ونـنـال فـــي الـفــردوس خـلــدا نـاعـمـا
بــخــيـــام حـــــــور الــعـــيـــن بـاسـتــتــبــابِ
صـــلـــى الإلــــــه عـــلــــى الــنــبـــي وآلـــــــه
مـا طـاب روض التـيـن والأعـنـاب !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق