الأربعاء، 4 يوليو 2012

أحببت

أحببت
***
شعر
صبري الصبري
***
أحببت فاتنـة ثـوت بكيانـي
بالحل والترحال في الوجـدانِ
أهفو إليها إن نأيت وأشتهـي
وصلا لأحيا دونمـا هجـرانِ
وأبث تحناني ومحض تشوقي
عبر الأثير بصبـوة اللهفـانِ
وأروم فيضا من رقائق حسنها
بين الخمائل بالقطيف الدانـي
أهدي لها الأشعار حبا صادقـا
مسترسلا من بحره الإنسانـي
بمشاعر الملهوف أجج عشقها
محض انشغالي بالندى الهتانِ
من صبح وجه للحبيبة عندمـا
تبدي ملامح وجههـا الفتَّـانِ
والطير يسرح بالربوع رواحه
فيها بديـع واكـف الطيـرانِ
بين الحقول وما حوته مراتـع
نهنى بها بنضـارة البستـانِ
والنيل يمضي بالعذوبة راسخا
بحماه أرقب بهجـة الشطـآنِ
والبرتقال فصوصه بفروعـه
تدنو بطلـع عبقـري هانـي
والتين والزيتون والنخل الذي
يعلـو بتمـر باهـر الألـوانِ
بالظهر والعصر البديع أصيلـه
فيها بشمس مغيبها المتدانـي
من صفحة النهر الطهور بمائه
يجري بمجرى خيره الريـانِ
أحببت ليلك باستتـار جمالـه
وسكونه في مهجـة الولهـانِ
وكمونه فـي مستقـر بدائـع
شتى تلـوح بمستقـر بيـانِ
يشدو نقاء البوح بين مروجها
ناي الصبابـة نيِّـر الألحـانِ
أنغام أشواق تواصل عشقهـا
دون انقطاع طيلـة الأزمـانِ
فالحب في نبض القلوب لأجلها
يحيـا بولهـان بهـا ظمـآنِ
لكؤوس ماء من منابع نيلهـا
يأتي سعيد الموج والسريـانِ
إني عشقتك عشق صب معجب
بجمال حسن صفائك الربانـي
من فضل ربي كل شيء هاهنا
من بسطه من جـوده الهتـانِ
أعطاك يا روح الفؤاد مكانـة
عظمى بفيض وافر الفيضـانِ
وحباك خيرات الحياة جزيلـة
في الأرض والآلاء والإنسـانِ
فنداه يزهو بالمواهـب جلهـا
بين الحقول وسائـر الأركـانِ
أهداك حب الناس يا ذات السنا
بملاحـة تـأوي لكـل كيـانِ
ومودة بالروح تدلـف للحشـا
بغرام عشق دونمـا استئـذانِ
إن كان شعري للحبيبة مسرفا
في مدحهـا متألـق الديـوانِ
فلقد تلوت السابقين قصيدهـم
ترنوه في كل الدنـى العينـانِ
ويضمه ضم النقـاء سجلهـا
يزهـو بـه بتجلـة العرفـانِ
وتحفه أزهار روضـة أنسهـا
بوشاح فخر مشـرق بمعانـي
وتؤمه الأحـلام لاح مدارهـا
برحاب ما بالأفق من أكـوانِ
تاقت لأرض الخير ترجو قربها
كم فيك من أهل ومن جيرانِ !
يا من نظرتك بالبعـاد قريبـة
مني وإن عانيت من حرمانـي
طالت ليال الهجر أنَّ بجوفهـا
قلبي لهـا بمدامـع التحنـانِ
فمتى أراك وبالجوانح لهفتـي
ومتى أشم مراتـع الريحـانِ
ومتى أشاهد بالربيع ربوعهـا
بنفائس شتـى مـن العقيـانِ
ومتى يعود هدوؤها وسلامهـا
برسوخ إنعـام بهـا وأمـانِ
بالله كونـوا للحبيبـة كلـكـم
بالرفق .. هذا للكـرام بيانـي
صلى الإله على النبـي وآلـه
خير الأنام المصطفى العدنانِ !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق