الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

هجرة الممدوح

هجرة الممدوح
***
شعر
صبري الصبري
***



يــــا هــجــرة الـمـمــدوح ذي الأنــــوارِ
هيـجـت فــي ســوح الـصـفـا أشـعــاري
فـشـدوت شــدو المادحـيـن ل(أحـمــد)
خـــيــــر الــخــلائـــق مـــنــــة الــغـــفـــارِ
وســطــرت حــبــي بــالـــوداد قـصــيــدة
فيها انبهـرت ب(إذ همـا فـي الغـارِ)
فـكـتـاب ربـــي قـــد أشـــاد بـمــا جـــرى
فــيــهـــا مـــــــن الآيـــــــات والأخــــبــــارِ
لــتــكــون عـــبـــرة ذكـــرهـــا بـعـظـاتـهــا
لــلـــنـــاس بـــالأقـــطـــار والأمــــصـــــارِ
ويـــدوم فــيــض عـطـائـهـا بضـيـائـهـا
بــقــلــوب قـــــــوم بــالــهـــدى أخـــيــــارِ
بـالـحـب للمـحـمـود نـالــوا المـشـتـهـى
مــــــن طـــيـــب آلاء ومـــــــن أســـــــرارِ
والإتــبــاع ل(أحــمــد) نـــــور الــهـــدى
فــــي صــــدق مـسـعــى ثــلــة الأبـــــرارِ
فـالـهـجــرة الـفـيـحــاء فـــــاح أريـجــهــا
بــجــمــيــل روض بــــاهــــر الأزهــــــــارِ
رغــم المصـاعـب قــد أنـاخــت ركـبـهـا
بـطــريــق طـــــه مــــــن لــــــدن كـــفـــارِ
شــنـــوا عـلــيــه بــكـــل درب حــربــهــم
بـــحـــراب غــــــدر أحـــدقــــت بـــالــــدارِ
فــغــدو كـخُـشْــب بـالـخــلاء تـجـمــدت
فـيــهــم جـمـيـعــا حـــاســـةُ الإبـــصـــارِ
ومــضــى الـحـبـيـب لــغــاره وصـديـقــه
يــخــشــى عــلــيــه مــكــائــد الــفــجـــارِ
مـــا ظــنــك اثـنـيــن الإلــــه الـمـرتـجـى
ثـالــثــهــمــا ؟! بـــرعـــايـــة الـــجـــبــــارِ
كـــانــــا بــحــفـــظ لـلـحــفــيــظ بــــقــــدرة
ومـشــيــئــة مــــــــن ربــــنــــا الــقـــهـــارِ
بـجــنــود نــصـــر لـلـحـبـيــب تـــوافـــدوا
فــــي بــــاب غــــار غــائـــر الأحــجـــارِ
عـــش الحـمـامـة بـالـوداعـة بـيـضـهـا
يـعـمــي بـصــائــر عـصــبــة الأشـــــرارِ
وخـيــوط بـيــت العنـكـبـوت تـشـابـكـت
بــمــهـــارة مـــــــن نـــاســــج الأوتــــــــارِ
فــارتــد جــيــش الـمـجـرمـيـن بـخـيـبــة
فــــــــي ذلــــــــة ومــهـــانـــة وصَــــغَــــارِ
ومـضــى الحـبـيـب لطـيـبـة فـــي عـــزة
وصــديــقــه الــصــديـــق بـاسـتـبــشــارِ
تحمـيـه مــن قـيــظ الهـجـيـر سـحـابـة
مـخـصـوصــة فـــــي ظـلــهــا الــمـــدرارِ
حــتـــى تـــبـــدى بـالـنـفـيــر (ســـراقـــةٌ)
فــــــــي مــــكــــره بــتــلــهــف الـــخـــتَّـــارِ
أرداه طــــه فــــي الــرمـــال فـأمـسـكــت
هـــــذا الأثـــيـــم بـقـبــضــة الإعـــســـارِ
وثـــــوى أســيـــرا بـالـمـهـالــك ســـائـــلا
طــــــه فــكــاكــا مــــــن ألـــيــــم دمـــــــارِ
أعطى ابن (جعشم) بالأمـان سلامـة
خــيـــرُ الــخــلائــق ســـيـــدُ الأطـــهـــارِ
ومـضـى لطيـبـة فـــي طـريــق وعـــورة
مــــا بــيـــن جـــــدب ســابـــغ بـمــســارِ
حــتــى تــــراءت (أمُّ مـعـبــد) وحــدهـــا
فـــــي خــيــمــة والـــشـــاةُ بــالإضــمــارِ
تـشـكـو الــهــزال بـجـوعـهـا وقـبـوعـهـا
بـشــديــد مـسـغـبــة كــمـــا الإعــصـــارِ
فـمــرى علـيـهـا المصـطـفـى فـتـدفـقـت
ألــــبـــــانـــــهـــــا بــــمـــــنـــــابـــــع الإدرارِ
شـربــوا جمـيـعـا مــــن مــواهــب ربــنــا
لــحــبــيـــبـــه ونــــبــــيــــه الـــمـــخـــتـــارِ
ورووا ل(عاتكـة) الفصاحـة وصفـهـا
بـــــــدرَ الـــبــــدور وأقـــمــــرَ الأقــــمــــارِ
ومـضــى (مـحـمـد) للمـديـنـة شـامـخـا
يــلــقــى نــشــيــد الـــحـــب لــلأنــصـــارِ
حــــــب تــتــابـــع بـــالأريــــج جـــــــذوره
بـالـقـلــب فـــــاض بـأطــهــر الأنــهـــارِ
تـجــري بـحــب للـحـبـيـب المـصـطـفـى
بـيــقــيــن خــــفــــاق مــــــــع الأذكــــــــارِ
فيها الصلاة على المشفع في الورى
فــــــي دأب ذكـــــــر دائـــــــم الــتــذكـــارِ
يـــا هــجــرة الـمـحـمـود طــــه أشــرقــت
فـيــنــا الـمـحـبــة كـالـضـحــى بــنــهــارِ
بـالـعــز عــــزت أمــــة الــهـــادي بــهـــا
صــــدق الـتـمــاس شـريـعــة الـســتــارِ
هــيـــا نــعـــود إلـــــى شــريــعــة ربـــنـــا
يـــــــــا أمـــــــــة خـــيـــريـــة الـــمـــقــــدارِ
فـامـنـن بـذلــك يـــا إلـهــي هــــب لــنــا
قــربــا ل(أحــمــد) فــــي أعـــــز جـــــوارِ
صــلــى الإلــــه عــلــى الـنــبــي وآلـــــه
مــــا حــــن طــيــر الأيــــك لــلأوكــارِ !
هجرة الممدوح
***
شعر
صبري الصبري
***
يا هجـرة الممـدوح ذي الأنـوارِ
هيجت في سوح الصفـا أشعـاري

فشدوت شدو المادحيـن ل(أحمـد)
خيـر الخلائـق مـنـة الغـفـارِ

وسطرت حبـي بالـوداد قصيـدة
فيها انبهرت ب(إذ هما في الغـارِ)

فكتاب ربي قد أشـاد بمـا جـرى
فيهـا مـن الآيـات والأخـبـارِ

لتكـون عبـرة ذكرهـا بعظاتهـا
للنـاس بالأقـطـار والأمـصـارِ

ويدوم فيـض عطائهـا بضيائهـا
بقلـوب قـوم بالهـدى أخـيـارِ

بالحب للمحمود نالـوا المشتهـى
مـن طيـب آلاء ومـن أســرارِ

والإتباع ل(أحمـد) نـور الهـدى
في صـدق مسعـى ثلـة الأبـرارِ

فالهجرة الفيحـاء فـاح أريجهـا
بجميـل روض باهـر الأزهــارِ

رغم المصاعب قد أناخـت ركبهـا
بطريـق طـه مـن لـدن كفـارِ

شنـوا عليـه بكـل درب حربهـم
بحـراب غـدر أحدقـت بـالـدارِ

فغدو كخُشْـب بالخـلاء تجمـدت
فيهـم جميعـا حاسـةُ الإبصـارِ

ومضى الحبيب لغـاره وصديقـه
يخشـى عليـه مكائـد الفـجـارِ

ما ظنـك اثنيـن الإلـه المرتجـى
ثالثهمـا ؟! برعـايـة الجـبـارِ

كانـا بحفـظ للحفـيـظ بـقـدرة
ومشيئـة مـن ربـنـا القـهـارِ

بجنـود نصـر للحبيـب توافـدوا
في بـاب غـار غائـر الأحجـارِ

عش الحمامة بالوداعـة بيضهـا
يعمي بصائـر عصبـة الأشـرارِ

وخيوط بيت العنكبـوت تشابكـت
بمهـارة مـن ناسـج الأوتــارِ

فارتد جيـش المجرميـن بخيبـة
فـي ذلـة ومهـانـة وصَـغَـارِ

ومضى الحبيب لطيبة فـي عـزة
وصديقـه الصديـق باستبـشـارِ

تحميه من قيـظ الهجيـر سحابـة
مخصوصـة فـي ظلهـا المـدرارِ

حتـى تبـدى بالنفيـر (سراقـةٌ)
فـي مكـره بتلـهـف الخـتَّـارِ

أرداه طه فـي الرمـال فأمسكـت
هـذا الأثيـم بقبضـة الإعـسـارِ

وثـوى أسيـرا بالمهالـك سائـلا
طـه فكاكـا مـن أليـم دمــارِ

أعطى ابن (جعشم) بالأمان سلامة
خيـرُ الخلائـق سيـدُ الأطـهـارِ

ومضى لطيبة في طريـق وعـورة
مـا بيـن جـدب سابـغ بمسـارِ

حتى تـراءت (أمُّ معبـد) وحدهـا
فـي خيمـة والشـاةُ بالإضمـارِ

تشكو الهزال بجوعهـا وقبوعهـا
بشديـد مسغبـة كمـا الإعصـارِ

فمرى عليها المصطفـى فتدفقـت
ألبـانـهـا بـمـنـابـع الإدرارِ

شربوا جميعا مـن مواهـب ربنـا
لحبيـبـه ونبـيـه المـخـتـارِ

ورووا ل(عاتكة) الفصاحة وصفها
بـدرَ البـدور وأقمـرَ الأقـمـارِ

ومضى (محمد) للمدينـة شامخـا
يلقـى نشيـد الحـب للأنـصـارِ

حـب تتابـع بالأريـج جــذوره
بالقلـب فـاض بأطهـر الأنهـارِ

تجري بحب للحبيـب المصطفـى
بيقيـن خفـاق مــع الأذكــارِ

فيها الصلاة على المشفع في الورى
فـي دأب ذكـر دائـم التـذكـارِ

يا هجرة المحمـود طـه أشرقـت
فينـا المحبـة كالضحـى بنهـارِ

بالعز عـزت أمـة الهـادي بهـا
صدق التمـاس شريعـة الستـارِ

هيـا نعـود إلـى شريعـة ربنـا
يـا أمــة خيـريـة المـقـدارِ

فامنن بذلك يـا إلهـي هـب لنـا
قربا ل(أحمـد) فـي أعـز جـوارِ

صلى الإلـه علـى النبـي وآلـه
ما حـن طيـر الأيـك للأوكـارِ ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق