الأحد، 28 أبريل 2013

إيداع


إيداع
**
شعر
صبري الصبري
***







أســتـــودع الله الـعـظـيــم الـمـرتــجــى

مـصـر الحبيـبـة .. دائـمـا بـدعـائـي

أدعــــو لــهــا رب الأنــــام بـدمـعـتــي

وبـخـشـيـتـي وضـراعــتــي ورجــائـــي

فالحال صعب ... والخطـوب كثيـرة

والــنــاس فـــــي كـــــرب وفـــــي أدواءِ

والإقتـصـاد عـلـى شـفــا جـــرف بـــه

إفـــلاســــنــــا بــالـــفـــقـــر والـــبــــلــــواءِ

والإكـتــئــاب قـــــد اســتـــراح ركـــابُـــهُ

بــنــفــوســنـــا بــتـــمـــكـــن ودهــــــــــــاءِ

والـكـل فــي فـوضـى تـعـاظـم شـأنـهـا

حــتــى اسـتـقــرت مـصــرنــا بــالـــداءِ

تـطـغــى الـهـمــوم بـأهـلـهـا وبـنـيـلـهـا

وتــــعــــم فــيـــهـــا كــــافــــة الأرجــــــــاءِ

وتـبــيــت أحـــــزانٌ جــســـامٌ عــنــدهــا

وتـــدوم فـــي صــبــح لــهــا ومــســاءِ

مــا مــن بصـيـص لـلأمـانـي عـمـهـا

بـالـبـشْــر شـــــع شـعــاعــه بـضــيــاءِ

أو مـسـتــقــر بــالــهـــدوء بــأرضــهـــا

مـــن بــعــد دهــــر مـعـاشـهـا بـهـنــاءِ

دب الشـقـاق وكــان شـمـل حيـاتـهـا

كـالـعــقــد زيَّـــــــن جــيــدهـــا بــبــهـــاءِ

شـبـت بـهـا النـيـران تـحـرق أمـنـهـا

هـل مـن جــريء مطـفـئ وضــاءِ ؟!

فــدخـــان حـرقـتـهــا تــخــلــل أنــفــســا

تـــاقـــت لــســابــق بــهــجــة ونـــقــــاءِ

كـــم مـــن تـربــص مـحــدق مـتـأهــب

لـلــنــيــل مــنـــهـــا شــــاهــــرا لــــبــــلاءِ

كـم مـن جهـول يمتطـي ظهـر الغبـا

لــيــدوس مــصـــر وأهـلــهــا بــحـــذاءِ

كــــم مــــن حــقــود حــاســد مـتـسـلـح

بـــالـــســـوء والإجـــــــــرام والأهــــــــــواءِ

بـالـداخــل الـمـنـهـوب جــهــرا مـنـهــمُ

بـــتـــبـــجـــح وتــــــجــــــرئ وخــــــفــــــاءِ

زادت مـعـانــاة الـجـمـيـع وأصـبــحــت

مــصــر الأمـــــان مـخــافــة الـغــربــاءِ

قــلَّــت سـيـاحــة سـائـحـيــن تــعـــودوا

فيـهـا الـســلام عـلــى مـــدى الآنـــاءِ

وتـحـدثــت أصـــــوات ذكــراهـــم لــهـــا

مــــــــن بُــعـــدهـــم بــتـــأثـــر وبــــكـــــاءِ

وتـســاءلــوا عـنــهــا وأخـــبـــار بـــهـــا

بــــصــــدارة الأحـــــــــداث والأنــــبـــــاءِ

مـــاذا جـــرى لـلأنْــس فـيـهـا والـهـنـا

ومـقـامــنــا بـالـجــنــة الــخــضـــراءِ ؟!

مـاذا دهانـا ليـت شعـري مــا انـبـرى

فـيـنـا مـــن الأوبـــاش والـجـهـلاءِ ؟!

كيـف اتخذتـم نـهـب مـصـر وسيـلـة

لـلـحــكــم والـتـلـفـيــق والإقـــصـــاءِ ؟!

كـيـف انسجمـتـم بالمظـالـم وانـتـهـى

عصر العدالـة فـي رسـوخ قضـاءِ؟!

كـيـف استبحـتـم كــل شــيء هـاهـنـا

يـــــا مـــــن ظـنـنـتــم ظـنــكــم بـــخـــواءِ

خـبــتــم وأفـلـســتــم وضــعــتــم كــلــكــم

يـــا مـــن صـحـبـتـم زمــــرة الأعــــداءِ

يـا مــن قصـدتـم وئــد نــور شريـعـة

قـــدســـيــــة وســـطــــيــــة ســـمــــحــــاءِ

مصـر الفضيلـة بالضيـاء تسربـلـت

واسـتـمـسـكـت بـمـجـامــع الأضــــــواءِ

لا تــرتــدي ثــــوب الـتـشــدد مـطـلـقـا

إن الــتــنــطـــع وجـــــهـــــة لـــشـــقــــاءِ

حـاصـوا بـهـا حـيـصـا وزادوا كـربـهـا

كـــربــــا جـــديــــدا صـــارخــــا بــعــنـــاءِ

فـــي كـــل صــبــح أو بـلـيــل نـرتـئــي

فـيــهــا الـمــآســي أطـبــقــت بــجـــلاءِ

لا رأس فـيــهــا أو حـكــيــم نـرتــجــي

بــحــديـــثـــه إطـــــلالـــــة الــحـــكـــمـــاءِ

فـمــراء قـومــي قــــد تـعـالــى فـحـشــه

حــتــى اسـتــقــر بـفـكـرنــا الـمـسـتــاءِ

أقـــــوال قــــــذف تـسـتــفــز مـسـامــعــا

أصــغـــت لـــهـــا مـبـثــوثــة بــفــضــاءِ

والــكـــل يـعـتـقــد الــصـــواب لـنـفـســه

بـــغــــرور رأي صـــائــــح الــخـــيـــلاءِ

هوت الحبيبة في الشرور وساءها

مـــــا عـمــهــا مـــــن قــســـوة ومـــــراءِ

وإســـــــــــاءة بـــتـــقـــاتـــل وتــــــدابــــــر

وتـخــاصــم فـــــي حــلــكــة الـظـلــمــاءِ

فــمــتــى نــفــيــق لأجــلــهــا بــبــراعــة

ومــــحــــبــــة وتــــــوافــــــق ووفــــــــــــاءِ

لا تـســتــبــد جــمـــاعـــة بـمـصــيــرهــا

فــهــي الــتــي تــجــري بــنـــا بــدمـــاءِ

أبـنــاء مـصــر المخلـصـيـن تـقـدمــوا

مـــــــن أجــلــهـــا بــجـــســـارة وإبــــــــاءِ

لا تـتـركــوهــا لـلــغــريــب الـمــعــتــدي

أو لـــلـــقــــريــــب مــــشـــــتـــــت الآراءِ

أو للتـجـارب مــن جـهــات أعـتـمـت

وجـــــه الـحـقـيـقـة بـارتــيــاب شـــــراءِ

أو لـلـتـبــاحــث والـتــخــابــر خــفـــيـــة

مـــــع مــــــن يــــــروم إزالــــــة لــبــنــاءِ

كــونــوا لــهــا جـمـعــا جــنـــودا إنــهـــا

تـحـتـاجـكــم يــــــا مــعــشــر الأبـــنــــاءِ

لا تــنــتــمــوا إلا لــــهــــا ولأرضــــهـــــا

بــكــيــاســـة الـــعـــقــــلاء والــنــبـــهـــاءِ

لا تــفـــخـــروا إلا بــــهــــا وبــنـــورهـــا

وبـــأزهــــر فـــــــي روضـــــــة زهـــــــراءِ

لا تـسـمــعــوا إلا حـــديــــث فـــؤادهــــا

فـــهـــي الــصــدوقـــة نـــضــــرة الآلاءِ

وهـي الجميلـة ذات بهـجـة غرسـهـا

كـعــروس طـهــر مــلاحــة عـصـمــاءِ

فـلــهــا دعـــــوت الله جــــــل جـــلالـــه

بالـحـفـظ فــــي ســتــر لــهــا ورخــــاءِ

والــطـــف إلــهـــي دائــمـــا بـلـطــائــف

مـــــبـــــرورة بـــســـلامــــة وصـــــفـــــاءِ

وبــلـــوغ مــصـــر أمــانــهــا ورقــيــهــا

بـمــهــابــة فـــــــي الـــعــــز بـالـعــلــيــاءِ

(نسـتـودع الله المهـيـمـن مـصـرنـا)

قـــــولـــــوا مـــــعـــــي بــمــحـــبـــة وولاءِ

صـلــى الإلــــه عــلــى الـنـبــي وآلــــه

مـــا ضـــم نـيــلٌ سلسـبـيـل الــمــاءِ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق