الأربعاء، 3 أبريل 2013

عشقتها

 
عشقتها
***
شعر
صبري الصبري
***


اخــتـــرتُ مــصـــر حـبـيـبــةً لـــفـــؤادي
وحــفــفـــتـــهـــا بــمـــحـــبـــتـــي وودادي
وضمـمـتـهـا ضــــم الـشـغــوف بــرقـــة
مــمـــزوجـــة بــالـــشـــوق والإنــــشـــــادِ
بقـصـائـد الأشـعــار أشــــدو حـسـنـهـا
وجـــمـــالـــهــــا بــــتــــدفـــــق مـــــــــــــزدادِ
وأخـصـهــا بـالـبــوح أهــداهــا الـمــنــى
بـــغــــرام قـــلــــب بـالـجـمــيــع يـــنــــادي
يــــا مــــن أحــــب حـبـيـبـة مـثــلــي ألا
ضـمــخــتــهــا بـــأطـــايــــب الإرغــــــــــادِ
عـطـرتـهــا بـالـعـشــق أرســـــى فـلــكــه
فــيــهــا بــشــاطــئ رفـــعــــة الأمـــجــــادِ
وفـديـتـهــا بــالـــروح تــزكـــو عــنــدهــا
بـــالـــنــــفــــس والأهـــــلـــــيـــــن والأولادِ
وحميـتـهـا مـــن كـــل خـصــم مــحــدق
بـــالـــشــــر والأهـــــــــــواء والأحـــــقــــــادِ
وجـعـلـتـهـا نـصــبــا لأعـــيـــن يــقــظــة
مــــمــــا يــــحــــاك بــحــلــكــة وســـــــــوادِ
وسـتـرتـهــا لــمـــا الــرعـــاع بـخـبـثـهـم
عـــــــرُّوا الـمــفــاتــن غــيــلـــة بـــرمــــادِ
واسـتـمــرءوا غــــي الـمـهـالـك جــهـــرة
وتـــفـــاخـــروا بـــمـــســــاوئ وفـــــســـــادِ
واسـتـعـمــروهــا بــالــهـــوان تــمـــزقـــت
مــــا بــيــن أحــبــاب وبــيــن أعـــــادي
مـــا كـــدت أعــــرف مـنـقــذا مـتـجــردا
يـــأتـــي لـــهـــا بــالــغــوث بـاســتــعــدادِ
لــلـــذود عـنــهــا مـخـلـصــا مـسـتـغـرقـا
مـســتــســلــمــا لـــلــــواحــــد الــــــجــــــوَّادِ
أعـطــى الحبـيـبـة نـيـلـهـا وريـاضـهــا
وغـراســهــا فـــــي خـــضـــرة الأعــــــوادِ
ونــضـــارة الأفــنـــان تـحــمــل خـيــرهــا
إغــداقــهـــا فــــــــي بــســـطـــه لــعـــبـــادِ
ورحـابــهــا يـــزهـــو بــــــوارف فـيـئــهــا
بــــأرائــــك قـــــــــد مــــهـــــدت بـــمـــهـــادِ
أتـقــول جـنــة ربـنــا فــــي أرضــــه ؟!
قـل مــا تـشـاء بشأنـهـا يــا حــادي !
وامـخـر عـبـاب البـحـر وانـثـر قـدرهــا
نـــثــــرا وكــــــــرر ذكــــرهــــا بــتـــهـــادي
واسـبـق رفـيــق الـبــر سـجــل فـخـرهـا
بــســجـــل فـــضــــل راســـــــخ بــــمــــدادِ
وامــــــلأ قــــــراب تـــشـــوق لأريــجــهــا
مـهــمــا تــكـــن بــحــواضــر وبــــــوادي
فــهــي الــتــي بـالـقـلـب تـحــيــا إنــهـــا
أم لــــدنـــــيـــــا حُــــبـــــبـــــت لـــــــبــــــــلادِ
وتـوســطــت أرض الإلــــــه بـفـضــلــه
أعـــطــــى الـحـبــيــبــة أكــــــــرم الأورادِ
وأنـالـهــا الـخــيــرات تــتـــرا كـــــم لــهـــا
فـــي الـعــز مـــن رغــــد ومــــن إيــــرادِ
حـتـى استـبـاح الظالـمـون حيـاضـهـا
فـتـقـلـبــت فــــــي الـــعـــوز والإفـــســــادِ
وتـغــيــرت فـيــهــا الأمــــــور تــبــدلــت
وتـحــولــت ســـــوح الـــنـــدى لــجــمــادِ
وتــلــبــد الـــجـــو الـمـنــيــر عــواصــفــا
بــغـــبـــارهـــا بـجــحــيــمــهــا الــــــوقــــــادِ
بـمـفــاتــن شـــتـــى ألـــمـــت بـــالـــورى
فــيـــهـــا أثــــــــارت ويــلـــهـــا بــــحــــدادِ
وتـخـاصــم الــنــاس اسـتـعــدوا لـلـفـنــا
بـالـكـيــر يــنــفــخ نــفــخــة الـــحـــدادِ !
قلـت اتركـوهـا بـالأمـان .. تصالـحـوا
وتــــذكــــروا عــيـــشـــا بــــهــــا بــــتــــوادِ
وتـــذاكــــروا درســـــــا لـــهــــا بــدفــاتـــر
كـــانـــت بـــلـــم الــشــمــل بـاسـتــرشــادِ
بالفتح حل بأرضها (عمرو) الهدى
بـصـحـابـة الــنــور الـنــبــي الــهـــادي
وتــدبـــروا شـــــرع الإلـــــه الـمـرتــجــى
بــــوئــــام أمــــــــن تــــراحــــم وســـــــــدادِ
لا تـجـعــلــوهــا بــالــخــصــام أســــيـــــرة
لــــتــــحــــزب ولــــفــــرقـــــة وكــــــســـــــادِ
لا تـغـرقــوهــا فــــــي مـــجـــاري لـــوثـــة
تـــــــودي بــــهــــا لــتــفــطــر الأكــــبــــادِ
لا تحـبـسـوهـا فــــي إطـــــار جـمــاعــة
تــمــضـــي بــفــكـــر تــحــكـــم الآحـــــــادِ
حـسـبـت حبيبـتـنـا غـنـيـمـة صـوتـهــا
يــــــوم انــتــخـــاب مــبــهـــم الأعـــــــدادِ
فـيــه الـصــراع عـلــى أشـــد تـلاعــب
بــتــنــافــس الأشــــبــــاح والأضـــــــــدادِ
ظـنـوا الصـنـاديـق الـصـكـوك لبيـعـهـا
لــهــمُ عــلــى مــــرأى مــــن الأشــهـــادِ
كـــــــلا فــــــــإن الـنـاخــبــيــن تــطــلــعــوا
لـلـخــدمــة الـمـثــلــى مـــــــن الأنـــــــدادِ
لـــــم يـمـنـحـوكـم صـوتــهــم لـتـحــولــوا
مـــصــــر الـحـبـيــبــة كــلـــهـــا لــــمــــزادِ
أو أن تـكــون بقـضـهـا وقضـيـضـهـا
لـــكــــمُ بـتـغـيــيــر الــنــهـــى بــتــمـــادي
فــي كـبــت أصـــوات الأنـــام وزجـهــم
إن عــارضـــوا بـالـســجــن بـــالإرعـــادِ
مــصــر الحـبـيـبـة للـجـمـيـع تـراجــعــوا
عــــن نــهـــج شــرذمـــة لــهـــا بـعــنــادِ
اخـتــرت مـصــر حـكـايـتـي وروايــتــي
وحـبـيــبــتــي وقــصــيــدتــي .. زوَّادي
ونـسـجـتـهــا ثـــوبـــا أنــيــقــا أرتــــــدي
فـــــي قـربــتــي ومـسـيـرتــي بـبــعــادي
وجـعـلـتـهـا تـــاجـــا بـــرأســـي أرتـــقـــي
فــيـــه الأعــالـــي فـــــي ربــيـــع شــــــادِ
بـجـمــالــهــا وبــهــائــهـــا وصــفــائــهـــا
ونـــقـــائـــهــــا بـــمـــنـــائــــر الآمـــــــــــــادِ
وشــــدوت رفـعـتـهـا قــريــض مـحــبــة
لـمـن استـقـرت فـــي صـمـيـم فـــؤادي
ونـــشــــرت ذلـــــــك لــلأحــبـــة كــلــهـــم
بـالــمــنــتــدى ومـــحـــافــــل لـــــنـــــوادي
اخـتــرتــهــا بـــــــدرا مــنــيـــرا ســاطــعـــا
بــــمــــســــرة كــــمــــســـــرة الأعــــــيـــــــادِ
بــشــريــعـــة لله ربـــــــــي الــمــرتـــجـــى
رب الــوجـــود الــســرمــدي الـــهـــادي
صــلــى الإلــــه عــلــى الـنــبــي وآلـــــه
طـــــه الـشـفـيــع مـطــهــر الأجـــــدادِ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق