الاثنين، 11 مايو 2020

المقام المحمدي *** قبس من سيرته وشمائله (صلى الله عليه وسلم)

المقام المحمدي
***
قبس من سيرته وشمائله
(صلى الله عليه وسلم)

***
شعر
صبري الصبري
***
ونــحـــب طـــــه الـمـصـطـفـى الـعـدنــانــي
حـــبـــا صـــدوقـــا راســـخــــا بِــجَــنَـــانِ

لــمـــراد رب الـــعـــرش جــــــل جـــلالـــه
أســــــداه طـــهـــر الـــســـر والإعـــــــلانِ

واخــتـــار ربـــــك لـلـرســالــة (أحـــمـــدا)
بـــرقــــي بـعــثــتــه بـــأرفــــع شــــــــانِ

بـالـمــدح نــــال مــــن الـعـظـيـم مـدائــحــا
في ( نون) و(الأعراف) والفرقان)

وبـــنـــور آيــــــات الــكــتـــاب مــبــجـــلا
طــــــه بــطــيــب أطـــايـــب اسـتـحــســانِ

بـالــحــب نــمـــدح شـعــرنــا ب(مـحــمــد)
نـمــضــي بـــــدرب أمــيــرنــا (حـــســـانِ)

فــكــمــال إيـــمــــان الــمــوحـــد حـــبــــه
لـحــبــيــبــه الــمــخــتـــار بـاســتــيــقــانِ

وكـــــلام (فــــــاروقٍ) يـــوضـــح ذلـــكـــم
لـلــنــاس فــــــي الأمـــصـــار والــبــلــدانِ

حـتــى يـكــون أحــــب مــــن نــفــس لــنــا
فـــبـــذا كـــمــــال مـــراتــــب الإيـــمــــانِ

ونــحــبـــه نـــــــورا أتـــانــــا ســاطــعـــا
مـــــــن عـــنــــد رب مــنــعـــم ديــــــــانِ

يــهـــدي الـخــلائــق لـلــرشــاد ولـلـتــقــى
ولـــكــــل خــــيــــر طــــيــــب هــــتــــانِ

وصــــلاح حــــال والــفـــلاح بـــــه كــمـــا
هــــــلَّ الــضــيــاء بـحـكــمــة ومــعــانـــي

فـــهـــو الــــــذي أولاه ربــــــي حـــظـــوة
وحــــبــــاه ذروة قــــمـــــة الإحــــســـــانِ

أعـــطــــاه رب الـعـالــمــيــن مــحــاســنــا
وفــضـــائـــلا بـكــمــالــهــا الإنـــســـانـــي

وشـمــائــلا عــظــمــى تــــــلألأ سـمـتــهــا
مــــن وهــــب ربــــي الــراحــم الـرحـمــنِ

فــامــتــاز بـــالأخـــلاق تـمــمــهــا لـــنــــا
بــمــكــارم شـــتــــى مـــــــن الــعــرفـــانِ

وســمـــا ســـمـــوا لا يــضــاهــى أيــنــمــا
وجــهــت وجــهــك فــــي ركــــاب زمــــانِ

فـهــو الـخـيــار مــــن الـخـيــار المـجـتـبـى
خـــيــــر الــبــرايـــا مــــنــــة الــمـــنـــانِ

مـــــــازال طـــــــه مـــنــــذ آدم ســاكــنـــا
طـــهـــر الــبــطــون مــطــهــر الـبـنــيــانِ

حــتـــى أتــانـــا عـــــام فــيـــل مــشــرقــا
بـالـحـســن مـــولـــودا مــــــن الـــولـــدانِ

مـــن صــلــب (عــبــد الله) والــــده الــــذي
بــــــزواج (آمـــنــــة) بــبــيـــت أمـــــــانِ

فـأضــاء نـــور المـصـطـفـى شــامــا كــمــا
قــــد جــــاء فــــي شــــرح لــنــا وبــيــانِ

وبــفـــارس الـنــيــران تـخــبــو عــنــدهــا
(كــســـرى) يـبــيــت مــصـــدع الإيـــــوانِ

و(بــســـاوة) غـيــضــت مــيـــاه بــحــيــرة
صــــــارت بـــمـــاء حـــاســـر الــشــطــآنِ

قــــد أرضـعـتــه (حـلـيـمـة) يــــا سـعـدهــا
نـــالـــت مــفــاخــر رفـــعـــة الــنــســـوانِ

وبــــه يــشــب الـحـســن غــضــا وارفـــــا
عـــذبـــا جــمــيــلا واضــــــح الــبــرهــانِ

شــهــمـــا كــريــمـــا طــيــبـــا مـتــألــقــا
فــــــي نــــــوره بــنــضـــارة الـغــلــمــانِ

ونـــشـــا بــمــكــة طـــاهـــرا مـتــطــهــرا
فــــــذا جـــســــورا صـــادقــــا مــتــفـــانِ

فــــي الـخـيــر يـنـثــر بـالـصــلاح نـفـائـسـا
بـقـريــش كــانــت فــــي حــمــى الأوثــــانِ

بـشـبــابــه الــصــافــي يـــهـــل هـــلالــــه
كـالــبــدر يـشــخــص صــوبـــه الــثــقــلانِ

بـالــعــزم يـبــنــي كـعــبــة فـــــي هـــمـــة
بــحـــجـــارة الأركــــــــانِ والــــجـــــدران

واخــتـــارت الأقــطـــابُ صـادقَــهــم لــــــه
ســـبـــق الـــصـــدارة دائـــمـــا بــمــكـــانِ

بـالـركـن يـرســي (أســـودا) فـــي مـوضــع
لـلـكــعــبــة الــعــظــمـــى بـالاطــمــئــنــانِ

درأ الـخـصــامَ الـمـجـتـبـى فـــــي حـكــمــة
وكـــيـــاســـة بـــتـــآلــــف الإخــــــــــوانِ

ورعــى الحـبـيـب المصـطـفـى فـــي صـبــره
أغــنــامــهـــم بــمــســالـــك الــــوديـــــانِ

يــمــضــي بـــعـــزم ثـــاقـــب بــدروبــهـــا
كــــي مــــا يــســوس قــوافــل الـقـطـعــانِ

بـالـيـتــم كـــــان مُـؤَانَــسَــا مـــــن ربـــــه
واســـــاه حــــــزن الــيــتــم والأشـــجـــانِ

ورعـــــاه رب الــعـــرش جـــــم رعـــايـــة
وحــمــاه مــــن لــهــو ومـــــن عـصــيــانِ

ربَّــــــاه تــربــيـــة تــســامـــت بــالــعـــلا
لــيــكــون مـبـعــوثــا إلـــــــى الأكـــــــوانِ

يــدعـــو الـخـلـيـقـة للهدايــــــة والــتــقــى
والــــبــــر والــمـــعـــروف والإتــــقـــــانِ

وتــــزوج الــهــادي الـبـشـيــر (خـديــجــة)
خـــيـــر الــنــســاء بـبـهــجــة وتــهــانــي

فــهـــي الـحـبـيـبـة لـلـحـبـيــب (مــحــمــد)
بـخــشــوع قــلـــب ضــــــارع الـخـفــقــانِ

لله رب الـــعــــرش أســـداهــــا الـــهــــدى
بــــــزواج طــــــه أجـــمـــل الــعــرســانِ!

بـــحـــراء يــمــكــث ذاكـــــــرا مـتــرقــبــا
مـسـتــبــصــرا بــتـــشـــوق الــــوجــــدانِ

يــرجـــو الإلـــــه الـمـسـتـعــان بـفـضــلــه
(جـبــريــل) يــنـــزل صــــــادق الـتـبــيــانِ

(اقـــــرأ) بــــــإذن الله يـــقـــرأ (أحـــمـــدٌ)
وحــــــي الإلـــــــه بـــدايــــة الــفــرقـــانِ

قــــــد دثـــرتـــه (خــديــجــةٌ) بــدثــارهـــا
قـــــــد زمــلــتـــه بــــرأفــــة وحــــنــــانِ

ودعـــــا قــريــشــا لـلـضــيــاء فـأعـلــنــت
حـــربـــا عــلــيــه بــمــعــول الــكــفـــرانِ

بـالـشِّـعـب يــدخــل والــذيــن اسـتـضـعـفـوا
بــحــصــار ظـــلـــم واكــــــف الـطـغــيــانِ

يـحــيــون بـالـضـنــك الـشــديــد بـقـلـبـهــم
صـــبـــرٌ جــمــيــلٌ نـــاضـــر الـبــســتــانِ

حــتـــى تــلاشـــى كـربــهــم وحـصــارهــم
وانــــــزاح لـــيـــل الإثـــــــم والـبــهــتــانِ

فـــي طـائــفٍ نــــال الـحـبـيـب المـصـطـفـى
إيــــــذاء قـــــــوم بــالــدجـــى عــمــيـــانِ

ورمـــــوه بـالـصـخــر الأثـــيـــم فـيـالــهــم
مــــــن آثــمــيــن بـمــنــهــج شـيــطــانــي

وبـــرغـــم ذلــــــك فـالـنــبــي (مــحــمــد)
كـالـنـهــر يـمــضــي طــاهـــر الــســريــانِ

يــأبـــى الـــهـــلاك لـخـصــمــه وعــــــدوه
يـــدعـــو لـــهـــم لــلــرشــد والإذعـــــــانِ

لــيــكــون جـــيـــلٌ قـــــــادم مـسـتـبــصــر
بـالــنــور يـســطــع مـــشـــرق الأزمــــــانِ

وحــبـــاه رب الــعـــرش أعــظـــم قـــربـــة
فــــــي رحـــلـــة بـعـطـائــهــا الــربــانـــي

في ليلة الإســـــــــــــــــــــــــراء طاب أريجها
وتضوعت برقائق الرضـــــــــــــــــــــــــوانِ

بالقدس أمَّ المرســـــــــــــــــــــــــــــلين فإنه
لهم الأمير مبجل الديـــــــــــــــــــــــــــوان

وبمصــــــــــــــــــــــــعد المعراج نال كرامة
في ســــــــــــــــــــــــــــدرة قدسية الأركانِ

وأتى لأمته بأســـــــــــــــــــــــــــــنى منحة
وفريضة باللطف والغفـــــــــــــــــــــــرانِ

تلك الصـــــــــــــــــــــلاة عماد دين شامخ
متضمخ بالطيب والريحــــــــــــــــــــــانِ

وانشق بدر بالفضــــــــــــــــــاء لـ(أحمد)
جهرا تراه بمكة العينــــــــــــــــــــــــانِ

يلقى السلام من الحجــــــــــــــارة أقبلت
بالحب تحظى بالوداد الحــــــــــــــــــاني

وتظلل الهــــــــــــــــــادي النذير غمامة
مخصوصــــــــــــــــــة ممدودة الأفنانِ

تأتيه أشـــــــــــــــــــــجار دعاها عنده
تحظى بقرب الســـــــــوق والأغصانِ

وبرغم ذلك كذبــــــــــــــــــوه فويلهم
أهل الضـــــــــــلال مطية الشيطانِ!

فهم العتــــــــــــاة المجرمون بغيهم
عاشوا بويل الفســـــق والخسرانِ

وبهجرة الخيــــــــــرات كانت طيبة
بنشيدها المتـــــــــــــــألق الألحانِ

تهفو لـ(أحمد) سيـدي خير الورى
نور البصــــــــــائر موئل اللهفانِ

وبها تأسســـــت الشريعة رسخت
بالأرض دولة شـــــــرعة القرآنِ

في ظلها عدل الإله وبســـــــــطه
بالحق يصدح بيننــــــــــا بأذانِ

نبراســها حب الحبيب المصطفى
بالإتباع الصـــــــــــادق اليقظانِ

بالبئــــــــــر يتفل تفلة في ملحه
يضحى بنبع الســــلسبيل الآني

تُطْوى له الأميـــــــــــال طيا إنه
يحظى ببســــــــط فائق الإمكانِ

وروى بنبع المــــاء من كف له
جيشا كبير الجند والفرســـــانِ

والقصــعة الملأى بفضل طعامه
تكفي لســــد غوائل الجوعانِ

والسمن يبقى بالزيـــــــادة رابيا
في عكة مبروكــــــــ،ة الإيذانِ

و(عكاشـــــة) يحظى بسيف باتر
بجريد عود في وغى الشجعانِ

والشــاة درت من ضروع أينعت
بعد الهزال ســـــــــــخية الألبانِ

وأبى الجبـــال تكون تبرا خالصا
في ملك دنيا بالنعيــــــــم الفاني

وسما لفردوس الخلود بروضة
برفيق أعلى رفعة بجِنَــــــــــانِ

فشــــــمائل المحبوب طه لم تزل
تزهو لنا بمحاســــــــــن الألوانِ

وتنير أبصـــــــار الكرام بروضة
مخضرة ببشــــــــــــائر لأماني

فهو الشـــفيع بيوم حشر عندما
يخشــــــى الأنام مواقد النيرانِ

وله لواء الحمد تحت ظـــــــلاله
رســــــــل الإله الواحد الحَنَّانِ

وجميع من فازوا بفوز وجودهم
تحت اللواء بنضـــــرة التيجانِ

وله فسيـــح الحوض عذب ماؤه
مثل النجـــــــــــوم تعدد الكيزانِ

أحلى من الشــهد المصفى أبيض
يسقي الســـــــعيد سقاية الريانِ

وهو الشــــــفيق بكل عبد مؤمن
يوم اللقـــــــــــاء برقة التحنانِ

يحنو علينا بالشـــــــفاعة سائلا
عتقــــــــا لنا من ربقة الأحزانِ

يُرضِى الحبيــــبَ بعفوه عن أمة
خيرية في صـــــــدقها الإيماني

فامنن بقرب من حبيبــك يوم ما
بالحشـــــــــر ننفض لفة الأكفانِ

ونقوم ربي للحســــــــاب بخجلة
من فرط تفريط بضــــعف هوانِ

بصحــــــافنا الأثقال تثقل ظهرنا
بذنوب أفعال ولغو لســــــــــانِ

فاغفر إلهي يا كريم ذنوبنــــــا
وامح الخطايا عن مسيء جانِ

واصفح وســـامح يا رحيم فإننا
في وهننا بتلفت الحيــــــــــرانِ

وائذن ببسط شفاعة للمصطفى
والناس في هول الزحام تعاني

يوم التغابن والقيـــــــــام لربنا
لحســـــــابنا بالقسط والميزانِ

صــــــــــلى الإله على النبي وآله
طه الحبيب المصطفى العدناني!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق