السبت، 8 أبريل 2017

خان شيخون


خان شيخون
***
شعر
 صبري الصبري
***
يا (خان) خانك مجرمٌ خوانٌ
فظ كريهٌ بالخسار جبانُ

صب القنابل عامدا متعمدا
فتصدعت  بسمومها الأركانُ

وتلوثت وتفتت وتألمت
فتحيرت مما جرى الأذهانُ

ماذا حصدتم بالجرائم أشعلت
نار الضغينة شنها العدوانُ ؟!

في (خان شيخون) استقر بخيبة
بمصائب  قد صاغها الطغيانُ

وتقلب الوغد الأثيم بحسرة
في منتهاها للبغيض هوانُ

وتتابعت عبر السنين فواجع
فيها العنا والبؤسُ والحرمانُ

جهرا على مرأى الجميع نوازلٌ
منها يضج مع الأسى الثقلانُ

شاهدت أهوالا شدادا أطبقت
بسوادها الآلامُ والأحزانُ

واسترسلت نكباتها بسعيرها
يأسى لها  وجحيمها  الوجدانُ

فالكل فيه بالاحتراق وباللظى
بلهيبه قد أُحرق الولدانُ

ورجالهم ونساؤهم وشيوخهم
وشبابهم والنشأُ  والصبيانُ

يا ويح أهل الشر مازالوا هنا
في الشام فيه الظلمُ والبهتانُ

وبه جرائم حقدهم بسفاهة
فيها الهوى والقتلُ والخسرانُ

من أجل كرسيٍّ لحكم أمعنوا
في الموبقات .. تعاظم الحيوانُ

ليصول صولة مجرم متجبر
منه استقر مع الهلاك طعانُ

والشعب يلقاه العذابُ مصابرا
والشرُّ  والتمزيقُ والخذلانُ

فجحافل الفتك استمرت هاهنا
في حربها وتتابعت صلبانُ

كُلٌّ يريد بفرض سيطرة علا
في شامنا قد مسه  الشيطانُ

في كل قطر لاجئون بعينهم
حزنُ الأسى والذلُّ  والأشجانُ

وسلوا بيم الضائعات من استوى
بالموت جثمانا به (إيلانُ)

والتائهون بكل أرض قطَّبت
لهم الجبين فضاقت الأكوانُ

واليوم (كيماوي) يصب سعيره
فيهم وطار لقتلهم طيرانُ

بأوامر الإجرام شن بحقده
غاراته في نارها الكفرانُ

والعالم (الحرُّ) (الشريفُ) كلامه
شجبٌ وتنديدٌ أتى وبيانُ

وبمجلس (الأمن) المريب لجاجةٌ
في جوفه يتصارع الثيرانُ

لغو ولهو وانسكاب محابر
بوثائق بسطورها (إعلانُ)

يُرمى بسلات القمامة لاحقا
فهمُ ذئاب والورى قطعانُ !

شماعة (الفيتو) تمانع دائما
إجراءهم .. ولتشهد الجدرانُ

هذي منظمة الضياع لمن رجا
فيها الأمان .. فهل أتى اطمئنانُ ؟!

في (خان شيخون) الجريمة أصبحت
بدلالة يبكي لها الإنسانُ

لكن أهل البغي فيهم لجة
بشرورها  يسترسل الطوفانُ

أين الرجالُ الطيبون وجهدهم
بل أين أين القادة الشجعان ؟!

شام تئن ولا مجيب فمن لها؟!
يخبو بها يا ذا الصلاح أذانُ

وطوائف التغريب تغرس مخلبا
في شامنا واسترسل الخوَّانُ

فمتى نفيق قد اعترنا سكرةٌ
في خمرها يتقلب السكرانُ

والشام كان ولا يزال بعلمه
فيه الضيا والفقه والإيمانُ

من قبل (حلب) قد تلاشت وانتهت
والآن (شيخون) بها النيرانُ

ما لي سواك وأنت ربي بارئي
أدعوه أنت الراحم الرحمنُ

صلى الإله على النبي وآله
ما جاء نصرٌ عاجلٌ وأمانُ  !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق