الأربعاء، 5 أبريل 2017

قل للربيع


قل للربيع
***
شعر

صبري الصبري
***
قل للربيع وقد أتاك مُرَجَّبَا
أهلا وسهلا يا ربيعُ ومرحبا

يا عرس روضات البسيطة أينعت
جهرا جمالا بالرحيق مطيبا

بخمائل الدوحات ينساب الشذا
فخما بهيا للقلوب محببا

ورقائق الأزهار فيك تبرجت
أبدت لنا حسن البهاء مسيبا

أرخت لنا ستر الحياء فأمتعت
بالطهر عاشقها العفيف المتعبا

في أيكة الإجلال ألوان زهت
بثت لنا مسك العبير مهذبا

واخضرت الأرجاء ضمت طيرها
غضا دقيقا بالغصون مؤدبا

صحوا يغني صادحا مترنما
شدوا نديا بالعذوبة مطربا

فالجو يسمو في الربيع بمن رجا
بسطا بآفاق الملاحة قد ربا

وازداد بالشوق المديد مُواكبا
لربيع إقبال المواهب موكبا

وبرونق الأزهار زينات بدت
أهدت لنا عبق الأطايب مسهبا

ببدائع التصوير صورها الذي
أعطى الخلائق في حماه المهربا

وأمدهم بنعيمه وبفضله
فيضا نضيجا بالهناء مرطبا

وأفاض من رزق السماء سقاية
فلقت نوى بالساكنات مخصبا

ما بين أشكال وألوان نمت
دوما نموا بالصفاء مرتبا

والأفق يحمل في ثناياه الرضا
يغشى فؤادا كان قبل معذبا

يرضى بفصل ذي هواء منعش
يهب النسيم المخملي مطببا

ومصاحبا ركب الأحبة هامسا
همسا بعشق صَبَّ فيهم مشربا

عذبا هنيا سلسبيلا منبتا
نبتا بديعا ذا حضور أشهبا

ويخط خطا ذو القريحة يرتجي
نصا فصيحا للربيع مصوبا

بيراع بوح عبقري منتقى
فالشعر آنس في شذاه المطلبا

أمت به الأبيات حلو أريجه
ذهبت تلاقي بالجمال المذهبا

فهم الذين تحدثوا عما به
واستغرقوا حتى شعورَهم سبى

فتراهم منذ الكتابة سجلت
فصلا نضيرا بالقصيد مُرَحَّبَا

حتى وإن بلغوا حدودا أمعنوا
فيها القريض في الانبساط تسببا !

و(البحتري) بشعره بث الوفا
نصا صريحا بالنصوص مضببا

صعب علينا والصغار بدهشة
تبقى لديهم بالتخيل مضربا

ضحك الربيع وما أجلَّ سروره
عنا جميعا كان فذا معربا

يا أيها الحسن الجليل المبتغى
شعري إليك مع القصيد تقربا

قل للربيع كتبتها لما أتى
فينا الجميلُ .. أممت فيه المكتبا !

والورد يلقاني برقته كما
يلقى الفؤادُ حبيبه المتغربا

يا زهرة الأحباب تيهي بالمنى
ضمي خيالا بالفضاء تقلبا

وثوى مريدا للغرام مصابرا
حتى به دون الأنام تلقبا !

تهفو جوارحنا المنيرة كلها
لربيعنا المحبوب جاء مرجبا

تخبو الهموم إذا تلاقت بالذي
كسب الأنام إذا أتاها المكسبا

طقس جميل لا يضاهى حسنه
حتى وإن كان الهواء متربا !

تصفو الحياة وما بها يلقى الورى
فصلا حبيبا للأحبة طيبا

فخما بهيا مستقرا ناضرا
حلوا صفيا بالرقائق صيبا

قل للربيع إذا أتاك : قصيدتي
تهديه حبي والوداد الأرحبا

صلى الإله على النبي وآله
ما الودق من بين السحاب تصببا !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق