السبت، 4 يوليو 2015

غزوة الفرقان


غزوة الفرقان
***
شعر
صبري الصبري
***
بدرٌ أضاءت غرة الأزمان
بالنصر جاء بقدرة الرحمنِ

فالغزوة العظمى بشهر صيامنا
كانت بحقٍ غزوة الفرقانِ

فيها علامات حسان أشرقت
وتبينت يوم التقى الجمعانِ

جمع كثيف للأعادي أقبلوا
بغرورهم في صحبة الشيطانِ

وقليل جمع بالحبيب (محمد)
كانوا بقوة كثرة الإيمانِ

والله ينصر من يشاء بفضله
ويمن فضلا بالعطا الرباني

أمر الملائك بالنزول وروحه
(جبريل) فيها جانب العدناني

نصرا لطه المصطفى وصحابه
في يوم (بدر) العز والبرهانِ

أن الرسالة قد حماها ربنا
بكتائب الإمداد والفرسانِ
كان التلاحم والتكاتف بينهم
والمسلمين على خطى استيقانِ

والقائد الأعلى لجيش فخارنا
طه رسول الواحد الديانِ

يدعو بقلب خاشع متضرع
متذلل للواجد المنانِ

فيجيب سئل حبيبه ونبيه
ويذل ربي عصبةَ الكفرانِ

من رافقوا بغيا .. عتوا بالهوى
وتأبطوا شرا بكل مكانِ

فترنحوا وتقهقروا وتذوقوا
كأس الهزيمة جلهم بهوانِ

قتلى بخزي في مهالك شقوة
بقليبهم في الحتف والخسرانِ

أسرى بأغلال القيود بحسرة
وفجيعة بالضعف والإذعانِ

وفوارس الإسلام تبسط بأسها
بمشيئة لله في الأركانِ

الله أكبر قد أتم بفضله
نصرا عزيزا شامخ البنيانِ

في يوم فرقانٍ عظيم المحتوى
ظلت مآثره مدى الأزمانِ
بكتاب ربي منزلا في وحيه
فاقرأ .. تدبر محكم القرآنِ

واعرف تواريخا تحقق نصرنا
فيها بفضل الله في (رمضانِ)

شهر المكارم والمواهب والندى
والنصر والإقدامِ والإحسانِ

والصبر والمعروف والخير الذي
بالصوم يبقى شيمة الإنسانِ

من كان عبدا مخبتا متضرعا
لله يرجو مدخل الريانِ

يا يوم (بدر) ما أجلَّ مآثر
هلت بآيات من التبيانِ

يا غزوة الأمجاد أنت فخارنا
ومنارنا بمسيرة اطمئنانِ

في القلب نبراس الخوافق والنهى
والنفس والأبصار والأذهانِ

ذكراك بهجتنا ومصدر سعدنا
وسرورنا بوشائج الوجدانِ

نشدو بها بمجالس رقراقة
بمحبة للمصطفى بِجَنَانِ

ومدائح فيها حنين قلوبنا
للمجتبى بقصائد الديوانِ

فاجعل إلهي نصرنا طول المدى
في (بدر) يأتي بالقطيف الداني

واهزم أعادينا ودمِّرهم كما
دمَّرت أهل الكفر والعدوانِ

واقبل صيام الصائمين وهب لهم
رباه خلدا في نعيم جِنَانِ

صلى الإله على النبي وآله
ما لاح بدر في علا الأكوانِ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق