السبت، 4 يوليو 2015

من ربع قرن




قصيدة بمناسبة مرور ربع قرن على وفاة والدي الشيخ أحمد محمد الصبري رحمه الله تعالى المتوفى يوم الخميس 5 رمضان 1411هـ الموافق 21 مارس 1991 م ودفن رحمه الله تعالى في مكة المكرمة

***
من ربع قرن
***
شعر
صبري الصبري
***

ذكراكَ في طهر الشذا تلقاني
بأريج عطر عبيرها الهتانِ

في كل شيء منذ موتك لمحة
مما تركت من السنا الريانِ

وتعم روحي من ضيائك نفحة
تنساب في أنس اللقا بكياني

وتعود أعوام تولت وانقضت
وتحل أيام الهنا بِجَنَاني

كنا جميعا في أتم سعادة
بوجودك الصافي البهيج الحاني

كالشمس تسطع في سماء حياتنا
بالنور نرفل في أعز حنانِ

مستأنسين بروضة مبررة
معمورة بأطايب الفرقانِ

لازلت في مهج رأتك بعينها
في صحبة ميمونة الأفنانِ

ما إن ذُكرت بمجلس أو موقف
يلقاك قول طيب بلسانِ

يحكي عن الفذ المبجل سيرة
فيحاء من روح ومن ريحانِ

بوفائهم يروون عنك رواية
محفوظة من سالف الأزمانِ

بشهادة القسطاس عمن قد مضى
بمشيئة للواحد الديانِ

فالكل يلهج بالثناء على الذي
قد كان فينا مرهف الوجدانِ

نضرا كريما محسنا متبتلا
متضرعا للواجد الرحمنِ

يحيا حياة الطيبين بحكمة
وكياسة بسماحة الإيمانِ

من ربع قرن والفراق يهزني
هزا بوجد دامع الأحزانِ

وأراك حيا رغم موتك بالنقا
تبدو أمامي وارف البستانِ

وتهل بالحسنى مهابا باسما
متألقا يا خادم القرآنِ

قد كنت أستاذا جليلا فاضلا
بالخير تسعى مشرق البرهانِ

بالصلح بين الناس كنت موفقا
بتواصل الأرحام والخلانِ

فبنيِّة الإصلاح تمضي واثقا
برعاية للقادر المنانِ

تدعو إلى الله المهيمن خاشعا
بمنابر بالمنهج الرباني

وتطيب منك مجالسٌ ومرابعٌ
إن كنت فيها بالقطيف الداني

عذبا بشوشا ناصحا متألقا
مستبشرا ببشائر الرضوانِ

متفائلا بالخير دوما واجدا
ما ترتجي في أحسن اطمئنانِ

بمعية الرحمن تمضي ضارعا
متوكلا بعزيمة الإحسانِ

وبحب طه المصطفى مترنما
بمديحه بتودد وتفاني

تهفو إليه بشوق قلب عاشق
للهاشمي المجتبى العدناني

نبراس عين المغرمين بـ (أحمد)
كنت المميز في أجل مكانِ

وبطيبة الخيرات حين زيارة
يزداد مدح العاشق الولهانِ

في صحبة الأنوار كنتُ برفقة
لك بالجوار بلهفة اللهفانِ

أنساب في سوح الفتوح وأرتقي
ما بالعلاء الحق من عرفانِ

بمحاسن الأذكار نحصد ما سما
من مكرمات العفو والغفرانِ

إن كنت مت فلن تموت مآثر
(فالذكر للإنسان عمر ثاني) !

وصحائف الأخيار يبقى نشرها
طول الزمان بحكمة وبيانِ

أنا لا أزكي والدي لكنني
بالشعر تسطر طِيبَه أوزاني

والله يرحم بالتراب أحبة
سكنوا الثرى بلفائف الأكفانِ

يعطيهمُ ربي بيوم نشورهم
خلدا ببسط واسع بِجِنَانِ

صلى الإله على النبي وآله
ما حان وقتٌ لارتفاع أذانِ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق