الثلاثاء، 14 أبريل 2015

بلبل المدح


قصيدة رثاء السيد عباس مالكي رحمه الله رحمة واسعة الذي توفي فجر الثلاثاء
25جمادي الآخرة عام 1436هـ الموافق 14 إبريل عام 2015م ودفن بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة
***


بلبل المدح
***
شعر
صبري الصبري
***


 

بـــرأ الـقـديــرُ مــــن الــثــرى  أحــيــاءَ
وقـضـى عليـهـم ذو الـجــلال فـنــاءَ
محـيـي ممـيـتُ هــو العظـيـمُ إلـهُـنَـا
تمـضـي البـرايـا حـيــث ربـــي شـــاءَ
أعـمــار خـلــق فـــي كــتــاب عــنــده
يـحـصــي لــنــا رب الــعـــلا  الآنـــــاءَ
حــتــى يــتــم بـقـاؤنــا فــــي  عـيـشــة
فــــي هــــذه الـدنـيــا نــــرى  الإفــنــاءَ
ونحـل فـي الأجـداث كانـت روضــة
مــــن جــنــة نـلـقــى بــهــا  الـنَّـعـمـاءَ
أو حـفــرة مـــن نـــار ســعــر  لافــــح
تـحــوى الـلـظـى والـحُـلَّـةَ الــســوداءَ
فاجـعـل إلــه الـعـرش فـردوســا لـنــا
بــبــرازخ نُـكْـســى الـضـيــاء  كِــسَــاءَ
حـتــى نـقــوم بـيــوم حـشــر نـلـتـقـي
بـحـبـيـبــنــا طــــــــه نـــــــــؤم  لـــــــــواءَ
نُسقى بكف المصطفى من حوضه
يـــــا ربــنـــا يـــــوم الــجـــزاء  سِــقَـــاءَ
نلـقـى الـنـبـيَّ الهـاشـمـيَّ المجـتـبـى
و(خــديــجـــةً) والـــزهــــرة  الـــزهــــراءَ
يــــزداد شــوقــا للـحـبـيـب (مـحـمــد)
مــن عــاش يـشـدو للـرسـول ثَـنَــاءَ
في حـب (أحمـد) كـان بلبـلُ مدحـه
قـــد ذاب عـشـقـا خـالـصــا  ووفــــاءَ
يـشـفــي الـغـلـيـلَ مـديـحُــهُ بـرقـائــق
تــروي القـلـوبَ مـــن الـصـفـا إرواءَ
والآن يصـمـت بـعـد أبـهــى خـدمــة
في المـدح ! فـاذرف يـا فـؤادُ بكـاءَ
يـا عيـن سحـي بالشجـون مدامـعـا
تــرثـــي الـمــغــردَّ بـالـجـمــال  رثــــــاءَ
(عباسَ علوي مالكي) مِـنْ صوتـه
حـــقـــا سـمـعــنــا الــحــســـنَ  والآلاءَ
صدحـتَ بواطِـنُـه المحـبـةُ صدحـهـا
لـحــبــيــبــه نـــــثـــــرت لـــــنـــــا  الألاءَ
مـن سـر صـدق بالصبابـة أظهـرت
فـيــنــا بـجــهــر الـمـلـتـقـى  أضـــــواءَ
فنزيـد فـي حــب النـبـي المصطـفـى
طــه الحـبـيـب المجـتـبـى الإصـغــاءَ
(عـبـاسُ) أســس للـمـديـح قـواعــدا
شــاعـــت وكـــانـــت للهمــــــوم  دواءَ
مــا إن يـغــرد ذو النـجـابـة تنـجـلـي
عــنــا الــكـــروبُ .. نـــــودع الأدواءَ
فـمـديـح خـيــر المرسـلـيـن غـنـيـمـة
ضــمــت لــكــل السـامـعـيـن شــفـــاءَ
وكــذا ل(عـبــاس) المـنـيـر شـمـائـل
بـالـعـلــم أهـــــدت لـلـعـقــول  نـــمـــاءَ
فـأبـوه (عـلـوي) كــم تـلالـى درسُـــهُ
بـالـبـيــت يــرنـــو الـكـعــبــةَ  الـــغَـــرَّاءَ
وأخـــوه بالـفـقـه الـغـزيــر  (مـحـمــدٌ)
بــــــث الــعــلــومَ وَكَـــــــرَّمَ  الـعــلــمــاءَ
وابنُ الشقيق له الفضائـل (أحمـدٌ)
فـــــي مـــكـــة أمِّ الـــقـــرى  يـــتـــراءى
والإبنُ (علـوي) بالـدروس مواصـلا
لـلـعــلــم صـــرحـــا شــامــخــا  بـــنَّـــاءَ
مـن آل بيـت المصطفـى أنعـم بهـم
نــالـــوا مـقــامــا ســاطــعــا  وضَّــــــاءَ
حـــازوا مـحـبـةَ كـــلِّ قــلــب  مــؤمــن
أكــرم بـهــم قـــد جـــاوزوا  الـجــوزاءَ
هـم أنـجـم الخـيـر الطـهـور بحبـهـم
نــســمـــو نــطـــالـــع ذروةُ  عــلـــيـــاءَ
فــــأدم عـلـيـنـا حـبـهــم يــــا  بــارئـــي
وأفــــض إلـيـنــا يــــا كــريــمُ عَــطَــاءَ
واجعـل ل(عبـاس) القصـور مـنـازلا
يـــا ذا الـسـخـا والـجـنــةَ الـخـضــراءَ
يشـدو أمــام المصطـفـى مـدحـا لــه
فـي الخلـد يلقـى مـن لـدنـه رضــاءَ
بحضـور أحبـاب الحبيـب المجتبـى
بـالــحــب أســعـــد ربُّــنَـــا  الـســعــداءَ
وارحــــم أحـبـتـنـا بـأطــبــاق  الــثـــرى
واغـفـر لـهـم يــا سـيــدي الأخـطــاءَ
وارحـــم إلـهــي عـجـزنـا إن جــاءنــا
مـوتٌ .. مليـكـي فـارحـم الضعـفـاءَ
صلـى الإلـه عـلـى النـبـي (محـمـد)
مـــــا زمـــــزمٌ مــجـــت بـبــئــر  مــــــاءَ
والآل والأصـحــاب طـــرا مــــا شــــدا
طـيـر الغـصـون وطـيَّـبَ الأجــواءَ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق