الأربعاء، 23 أبريل 2014

تصاريف المتايا

قصيدة رثاء لشقيقي الحبيب أبو الفتوح أحمد الصبري الذي انتقل إلى جوار ربه وهو في ريعان شبابه يوم الأحد 18 ذو العقدة 1416هـ الموافق 7/4/1996 م فارحمه اللهم رحمة واسعة

***
تصاريف المنايا
***
شعر
صبري الصبري
***


 
بوجدانـي الحزيـن (أبــا الفـتـوحِ)
رثـــائـــي بـالـمــواجــع والـــجــــروحِ
وآهـــاتـــي وأشــجــانــي ودمـــعـــي
وحــزن جـــاب بـالأتــراح روحـــي
وقـلــب مُـتـعــب الأركــــان يـبـكــي
بمـهـجـة فـائــق الـبـلــوى طــريــحِ
كـســيــر مـســهــد يــرنـــو خــيـــالا
ســرى للـحِـبِّ بالـشـوق الجَـمـوحِ
وأشـعــل بالـضـيـا فـكــري لأرثــــي
شقيقي الناضر الصحو الصبيحِ
حبيبـي مشـرق الخفـاق صـنـوي
رفيـق مسيـرتـي عـالـي الـصـروحِ
تــرعــرع بـالـصـفـا غــضــا رقـيـقــا
بـــــروض تــألـــق فــخـــم نـجــيــحِ
وكــــان مـوفـقــا فــــي كــــل أمـــــر
بـمـسـعـى هــمـــة الــفـــذ الـربــيــحِ
كــأصــغــر أخــــــوة يــلــقــى بــــــود
مــزيــد مـحـبــة الـقـلــب الـجـريــحِ
لـفـقـد حـضــوره الـمـرغـوب فـيـنــا
بــأنــس فـــــي جـوارحــنــا مــريـــحِ
مـــضـــت أيــــــام لـقـيــانــا بــــــدار
تـقـول مـقـالـة الـحــزن الفـصـيـحِ
أحــــن بـلـوعـتــي جــهـــرا حـنـيـنــا
لـــــــه أرنـــــــو لآثـــــــار الــمــلــيــحِ
فــهـــذا مـقــعــد بـالــركــن يــحــلــو
بـجـلـسـتـه بـتـفـصـيــلِ الـــشـــروحِ
وهــــــذا ثـــوبـــه والــطــيــب فـــيـــه
ســــرى أضــحــى بــآفــاق وريــــحِ
وهــــذا خــطـــه بـالـسـطــر يـبــقــى
بـحــرف تـفــاؤلٍ عــــذب صــــدوحِ
وهـــذي ذكـريــات الـعـمــر تـخـبــو
وتـصـحــو بـالأنــيــن المـسـتـبـيـحِ
يــمــر الــدهـــر بـالـدنـيــا سـريــعــا
بـأفــئــدة بــهـــا نـــــزف الـســفــوحِ
بمـهـجـتـنـا تــصــاريــف الـمـنــايــا
بــإمــســـاك الأعـــنــــة لــلــجــنــوحِ
لتسلـيـم لــرب الـعــرش .. نـحـيـا
بـــه فـــي صـبــر خـفــاق نـصــوحِ
مـــنـــيـــب مـــســـلـــم لله دومــــــــــا
بتسـلـيـم الـجــوارح ... بالـمـنـوحِ
مــــن الـرحــمــن تـأتـيـنــا بـبــســط
لـوجـدان مـــع الحـسـنـى صـفــوحِ
قضـاؤك يـا إلــه الـكـون يمـضـي
بـــأمـــرك بـانـقــبــاض أو فـــتـــوحِ
ب(كُـــــن) نـلــقــى إرادات لـــربـــي
بــهـــا نـبــقــى بـتـكـويــن كـســيــحِ
مشـيـئـتـه لــهــا الـتـقـديـر دومـــــا
فـفـيـهــا كـــــل آمــــــال الــطــمــوحِ
بـطـاعـتـه الجـمـيـلـة كــــل خــيـــر
وكـــل الـشــر فـــي فـعــل الـقـبـيـحِ
فـــإنــــا لـــلإلــــه عــبــيـــد خـــلــــق
ثـوت بالفقـر فـي بطـن الضـريـحِ
فــــداو جـرحـنــا بـالـعـفــو فــضـــلا
وضــمــد ســيــدي كـــــل الــقـــروحِ
شقـيـقـي بـارئــي بـالـخـلـد يـلـقــى
خيـام الحـور بـالـروض الفسـيـحِ
بـجـيــرة (أحــمــد) طـــــه بـعــطــف
وقــــرب شفـيـعـنـا إبـــــن الـذبــيــحِ
وعــوضــه الـشـبــاب لــــه نـعـيـمـا
بـفــردوس مـــع الـنــور الـسـمـيـحِ
(مـحــمــد) ســيـــد الأبـــــرار طـــــرا
و(موسى) وابن (متَّى) والمسيحِ
دعـائـي بالخـشـوع بـدمـع عيـنـي
بوجداني الحزين (لابي الفتـوحِ)
وصــلــى الله ربـــــي كـــــل وقـــــت
على من جـاء بالقـول الصحيـحِ
وآل الـبـيـت والأصــحــاب جـمـعــا
نــجــوم نـبـيـنـا طــــه الـنـصـيـحِ !

هناك تعليق واحد:

  1. قصيدة رثاء لشقيقي الحبيب أبو الفتوح أحمد الصبري الذي انتقل إلى جوار ربه وهو في ريعان شبابه يوم الأحد 18 ذو العقدة 1416هـ الموافق 7/4/1996 م فارحمه اللهم رحمة واسعة

    ***
    تصاريف المنايا
    ***
    شعر
    صبري الصبري
    ***
    بوجداني الحزين (أبا الفتـوحِ)
    رثائـي بالمواجـع والجـروحِ

    وآهاتـي وأشجانـي ودمعـي
    وحزن جاب بالأتـراح روحـي

    وقلب مُتعـب الأركـان يبكـي
    بمهجة فائـق البلـوى طريـحِ

    كسيـر مسهـد يرنـو خيـالا
    سرى للحِبِّ بالشوق الجَمـوحِ

    وأشعل بالضيا فكـري لأرثـي
    شقيقي الناضر الصحو الصبيحِ

    حبيبي مشرق الخفاق صنـوي
    رفيق مسيرتي عالي الصـروحِ

    ترعرع بالصفا غضـا رقيقـا
    بـروض تألـق فخـم نجيـحِ

    وكان موفقـا فـي كـل أمـر
    بمسعـى همـة الفـذ الربيـحِ

    كأصغـر أخـوة يلقـى بــود
    مزيد محبـة القلـب الجريـحِ

    لفقد حضوره المرغـوب فينـا
    بأنس فـي جوارحنـا مريـحِ

    مضـت أيـام لقيانـا بــدار
    تقول مقالة الحـزن الفصيـحِ

    أحن بلوعتـي جهـرا حنينـا
    لـه أرنـو لآثــار الملـيـحِ

    فهـذا مقعـد بالركـن يحلـو
    بجلستـه بتفصيـلِ الشـروحِ

    وهـذا ثوبـه والطيـب فيـه
    سرى أضحـى بآفـاق وريـحِ

    وهـذا خطـه بالسطـر يبقـى
    بحرف تفـاؤلٍ عـذب صـدوحِ

    وهذي ذكريـات العمـر تخبـو
    وتصحـو بالأنيـن المستبيـحِ

    يمـر الدهـر بالدنيـا سريعـا
    بأفئـدة بهـا نـزف السفـوحِ

    بمهجتنـا تصاريـف المنايـا
    بإمسـاك الأعنـة للجـنـوحِ

    لتسليم لرب العـرش .. نحيـا
    به في صبـر خفـاق نصـوحِ

    منـيـب مسـلـم لله دومــا
    بتسليـم الجـوارح والمنـوحِ

    مـن الرحمـن تأتينـا ببسـط
    لوجدان مع الحسنـى صفـوحِ

    قضاؤك يا إله الكـون يمضـي
    بأمـرك بانقبـاض أو فتـوحِ

    ب(كُـن) نلقـى إرادات لربـي
    بهـا نبقـى بتكويـن كسيـحِ

    مشيئتـه لهـا التقديـر دومـا
    ففيهـا كـل آمـال الطمـوحِ

    بطاعتـه الجميلـة كـل خيـر
    وكل الشر فـي فعـل القبيـحِ

    فإنـا للإلـه عبـيـد خـلـق
    ثوت بالفقر في بطن الضريـحِ

    فداو جرحنـا بالعفـو فضـلا
    وضمد سيـدي كـل القـروحِ

    شقيقي بارئـي بالخلـد يلقـى
    خيام الحور بالروض الفسيـحِ

    بجيرة (أحمـد) طـه بعطـف
    وقرب شفيعنـا إبـن الذبيـحِ

    وعوضه الشبـاب لـه نعيمـا
    بفردوس مع النـور السميـحِ

    (محمـد) سيـد الأبـرار طـرا
    و(موسى) وابن (متَّى) والمسيحِ

    دعائي بالخشوع بدمع عينـي
    بوجداني الحزين (لابي الفتوحِ)

    وصلـى الله ربـي كـل وقـت
    على من جاء بالقول الصحيـحِ

    وآل البيت والأصحـاب جمعـا
    نجوم نبينـا طـه النصيـحِ !

    ردحذف