الاثنين، 17 مارس 2014

ذكرى رشيد

انتصر المصريون يوم 21 مارس 1807م بقيادة محافظها الهمام (علي بك السلانكي) والشيخ المجاهد (حسن كريت) في معركة رشيد على الحملة الإنجليزية بقيادة (فريزر) و(ويكوب)

***
ذكرى (رشيد)
***
شعر
صبري الصبري
***


 

واذكـــر كـذلــك بالـفـخـار (رشـيــدا)
بــثــت رشــــادا بـالـقـلــوب مـجــيــدا
وتــبـــوأت بـالــعــز مـــوقـــع رفـــعـــة
يـــزهـــو مــنــيــرا طـــارفــــا وتــلــيـــدا
وتـمـيــزت بـالـنـصـر فــــوزا دافــعـــا
خـصـمـا بـأصـنـاف الـبــلاء لـــدودا
ظــن الحبيـبـة مصـرنـا دانـــت لـــه
فـمـضـى إلـيـهـا بـالـغــرور عـنـيــدا
وثـــوى بحمـلـتـه المـريـبـة شــاهــرا
فــي وجــه مـصـر صـلافـة وقـيـودا
يـعــدو (فـريــزر) باخـتـيـال ســافــر
يرجـو احتـلالا عـن مـنـاه بعـيـدا !
يهتـز ذيـل الكلـب جـهـرا شاخـصـا
صـيـدا ثمـيـنـا فـــي حـمــاه جـديــدا
ورأى ب(ويـكـوب) المحـنـك خـبــرة
تغـتـال فــي أرض الـعــلا صـنـديـدا
بمجـونـه المحـتـال خـطــط لـلــردى
فـاجـتـث قـائـدنــا الـهـمــام جــنــودا
فـمـحـافــظ الإنــجـــاز رد جــحــافــلا
رامـــت بـروضــات الـنـعـيـم قــعــودا
ألـفــت (عـلـيـا) والـفــوارس حـولــه
أُســـــدا تــمـــزق نــدهـــا الـعـربــيــدا
صــــاروا شـتـاتــا بـالـفــرار تـفــرقــوا
بــالأرض فانـظـر بـالـدروب قــرودا
أنعـم بإقـدام (السلانـكـي) شامـخـا
يـخـطــو مـهـابــا بـالـوقــار ســديــدا
ويــدمــر الــعــدوان جــــاء مـدجـجــا
بـالـكـبــر خــــــر بــعــجــزه مــــــردودا
بــــأذان حـــــق بـالــمــآذن حــاربـــوا
جـيـشــا يــهــدد مـصــرنــا تـهــديــدا
الله أكـــبــــر بـالــجــهــاد تـتــابــعــت
بـالـجــو طــهــرا بـالـفـضـاء فــريـــدا
والأرض تذخـر بالـذيـن استبسـلـوا
ب(رشيـد) تنـظـر بالفـخـار رشـيـدا
نــــال انـتـصــارا سـاطــعــا مـتـألـقــا
أو صار في أرض الضياء شهيدا
أكــــرم بـتـخـطـيـط مـكــيــن مـتــقــن
ل(كـريــت) شـيــد مـجـدنـا تشـيـيـدا
شــيــخ جـلـيــل بـالـثـغـور مـجـاهــد
يــدعــو الإلــــه الــواحــد الـمـعـبـودا
يــأبـــى لـغــيــر الله جـــــل جـــلالـــه
سبحـان ربـي ذي العطـاء سجـودا
يا لحظة التكبيـر فـي دهـر مضـى
إنـــــا نـــــروم مـــــن الأذان مــزيـــدا
بجهـادنـا الـمـبـرور حـتــى ننـتـقـي
بالعـز فــي ســوح الـعـلاء حصـيـدا
ونــعـــود لـلأمــجــاد مــثـــل أوائــــــل
صــاروا بـــأوزان الـبـحـور قـصـيـدا
هتفـت بـهـم أجـيـال أمتـنـا ضـحـى
بـجــمــال إكـــــرام الــكـــرام نــشــيــدا
ولـــت لـيــال الإنـتـصـار تـصـحـرت
فـيـنــا الأمــانــي تـسـتـحـب الـبـيــدا
وتقيم بالإحباط فـي ضنـك الدجـى
تلـقـى بـأكـنـاف الـجـحـود حـســودا
أغــرى بـنــا الآلام تـنـخـر عظـمـنـا
نـخــرا بـأصـنــاف الــخــواء عــديــدا
مـاذا جــرى للـنـاس أمـسـى فكـرهـا
بـمـرائـهــا بالـمـلـهـيـات قـعــيــدا ؟!
وتشعبـت فيهـا الشكـوك تعصـبـت
ترجـو مـن العقـم الشـديـد ولـيـدا !
وتـخـبــطــت بـســفــاهــة بـقـتـالــهــا
بـــات الــعــدو بــمــا يــــراه سـعـيــدا
ودمـوع مصـر بحزنهـا سالـت بهـا
أمسـت نواصيـنـا المضيـئـة ســودا
يـا مـن تخلـى عــن حمـاهـا أينـمـا
وجهت وجهـك لـن تنـال وجـودا !
هـي قلعـة الأبطـال حـصـن أمانـنـا
فاهجر سريعا لو سمحـت جحـودا
لتـنـال مـصــر رخـاءهــا وسـلامـهـا
عـيــشــا بـأفــيــاء الــوفـــاء رغــيـــدا
واقـــرأ سـجــلات الـفـخـار لمـصـرنـا
وامــــــلأ ثـــراهـــا بـالـجــمــال ورودا
واسطـر بشـعـرك أو بنـثـرك لمـحـة
لـلـنـاس واذكـــر لـلأنــام (رشــيــدا)
صـلــى الإلـــه عـلــى الـنـبـي وآلـــه
مــا مــس طـيـر للـبـراعـم عـــودا !

هناك تعليقان (2):

  1. حملة فريزر
    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
    حملة فريزر أو الحرب الإنجليزية المصرية الأولى هي حرب دارت رحاها بين أعوام (1807-1809) بين قوات محمد علي باشا والقوات البريطانية وكانت جزء من الحرب الإنجليزية العثمانية، بعد تعاون كان بين الدولة العثمانية مع بريطانيا كجزء من تداعيات الحروب النابليونية.
    معركة رشيد
    في 21 مارس 1807 م، تصدى أهالي رشيد بقيادة محافظها علي بك السلانكي للحملة الإنجليزية بقيادة الجنرال فريزر، بعد عامين على تولي محمد علي حكم مصر. وكان الإنجليز قد انتهزوا الصراع بين الوالي محمد علي والمماليك وضعف الجبهة الداخلية، فاتفقوا مع محمد بك الألفي زعيم المماليك على أن يؤيد الحملة البريطانية، في مقابل أن تكفل إنجلترا للمماليك الاستيلاء على مقاليد البلاد. إلا أن الألفي مات قبل وصول هذه الحملة إلى مصر.
    كانت الخطة أن يزحف المماليك إلى القاهرة ليحتلوها، والإنجليز يحتلون بأسطولهم موانيء مصر، وبعدها يزحفون إلى الدلتا ويحتلون القاهرة لإسقاط حكم محمد علي، على أن يعاونهم المماليك عملاؤهم في مصر ولاسيما جبهة الألفي بك. كان الجنرال فريزر في الإسكندرية، قد تلقي تقريرًا من قنصل إنجلترا في رشيد عن حالة مصر وما بها من قوات مما جعله يزحف برًا إلى رشيد لاحتلالها، واتخاذها قاعدة حربية لقواته، وكلف القائد "ويكوب" بهذه المهمة العسكرية.
    تحرك ويكوب في 1600 جندي من الإسكندرية إلى رشيد. عزم محافظ إقليم رشيد علي بك السلانكي وقواته الـ ‏700‏ جندي، على مقاومة عساكر الإنجليز، واستنفر الشيخ حسن كريت الأهالي للمقاومة الشعبية، فأمر بإبعاد المراكب المصرية من أمام شاطيء النيل برشيد إلى البر الشرقي المقابل عند الجزيرة الخضراء وبرج مغيزل بمركز مطوبس، لمنع الأهالي من ركوبها والفرار من المدينة، حتى لا يجد رجال حاميته وسيلة للارتداد أو الاستسلام أو الانسحاب، كما فعلت حامية الإسكندرية من قبل. أصبحت الحامية بين الأهالي متوارية بالمنازل داخل مدينة رشيد، لا مناص أمامهم إلا القتال والمقاومة، وأمرهم بعدم التحرك أو إطلاق النار إلا بعد صدور إشارة متفق عليها، فتقدم الإنجليز ولم يجدوا أي مقاومة، فاعتقدوا أن المدينة ستستسلم كما فعلت حامية الإسكندرية، فدخلوا شوارع المدينة مطمئنين، وأخذوا يستريحون بعد السير في الرمال من الإسكندرية إلى رشيد، وانتشروا في شوارع المدينة والأسواق للعثور على أماكن يلجئون إليها ويستريحون فيها. وما كادوا يستريحون، حتى انطلق نداء الآذان بأمر السلانكي من فوق مئذنة مسجد سيدي زغلول مرددًا: الله أكبر، حي على الجهاد. فانهالت النيران من الأهالي وأفراد حامية رشيد من نوافذ المنازل وأسطحها‏،‏ فقتل جنود وضباط من الحملة، وهرب من بقي حيًا.
    بلغ خسائر الإنجليز 185 قتيلاً و282 جريحًا و‏120‏ أسيرًا لدي حامية رشيد‏،‏ وأتي محمد علي بقواته بعدما انسحب الإنجليز للإسكندرية، وفاوض محمد علي الجنرال فريزر على الانسحاب من مصر التي غادرها مع قواته، وأحبط أهالي رشيد المشروع البريطاني لاحتلال مصر، وأصبح يوم 19 سبتمبر عيدًا قوميًا لمحافظة البحيرة.

    ردحذف
  2. انتصر المصريون يوم 21 مارس 1807م بقيادة محافظها الهمام (علي بك السلانكي) والشيخ المجاهد (حسن كريت) في معركة رشيد على الحملة الإنجليزية بقيادة (فريزر) و(ويكوب)
    ***
    ذكرى (رشيد)
    ***
    شعر
    صبري الصبري
    ***
    واذكر كذلك بالفخـار (رشيـدا)
    بثت رشـادا بالقلـوب مجيـدا

    وتبوأت بالعـز موقـع رفعـة
    يزهـو منيـرا طارفـا وتليـدا

    وتميزت بالنصـر فـوزا دافعـا
    خصما بأصناف البـلاء لـدودا

    ظن الحبيبة مصرنا دانـت لـه
    فمضى إليهـا بالغـرور عنيـدا

    وثوى بحملته المريبـة شاهـرا
    في وجه مصر صلافة وقيـودا

    يعدو (فريزر) باختيـال سافـر
    يرجو احتلالا عن مناه بعيـدا !

    يهتز ذيل الكلب جهرا شاخصـا
    صيدا ثمينا فـي حمـاه جديـدا

    ورأى ب(ويكوب) المحنك خبرة
    تغتال في أرض العـلا صنديـدا

    بمجونه المحتال خطط للـردى
    فاجتث قائدنـا الهمـام جنـودا

    فمحافـظ الإنجـاز رد جحافـلا
    رامت بروضات النعيـم قعـودا

    ألفت (عليا) والفوارس حولـه
    أُسـدا تمـزق ندهـا العربيـدا

    صاروا شتاتا بالفـرار تفرقـوا
    بالأرض فانظر بالدروب قـرودا

    أنعم بإقدام (السلانكي) شامخـا
    يخطو مهابـا بالوقـار سديـدا

    ويدمر العـدوان جـاء مدججـا
    بالكبـر خـر بعجـزه مـردودا

    بأذان حـق بالمـآذن حاربـوا
    جيشا يهـدد مصرنـا تهديـدا

    الله أكبـر بالجهـاد تتابـعـت
    بالجو طهـرا بالفضـاء فريـدا

    والأرض تذخر بالذين استبسلوا
    ب(رشيد) تنظر بالفخار رشيـدا

    نال انتصـارا ساطعـا متألقـا
    أو صار في أرض الضياء شهيدا

    أكرم بتخطيـط مكيـن متقـن
    ل(كريت) شيد مجدنـا تشييـدا

    شيخ جليـل بالثغـور مجاهـد
    يدعو الإلـه الواحـد المعبـودا

    يأبـى لغيـر الله جـل جلالـه
    سبحان ربي ذي العطاء سجودا

    يا لحظة التكبير في دهر مضـى
    إنـا نـروم مـن الأذان مزيـدا

    بجهادنا المبرور حتـى ننتقـي
    بالعز في سوح العلاء حصيـدا

    ونعـود للأمجـاد مثـل أوائـل
    صاروا بأوزان البحور قصيـدا

    هتفت بهم أجيال أمتنـا ضحـى
    بجمال إكـرام الكـرام نشيـدا

    ولت ليال الإنتصـار تصحـرت
    فينا الأمانـي تستحـب البيـدا

    وتقيم بالإحباط في ضنك الدجى
    تلقى بأكناف الجحـود حسـودا

    أغرى بنا الآلام تنخـر عظمنـا
    نخرا بأصناف الخـواء عديـدا

    ماذا جرى للناس أمسى فكرهـا
    بمرائهـا بالملهيـات قعيـدا ؟!

    وتشعبت فيها الشكوك تعصبـت
    ترجو من العقم الشديد وليـدا !

    وتخبطـت بسفاهـة بقتالـهـا
    بات العدو بمـا يـراه سعيـدا

    ودموع مصر بحزنها سالت بها
    أمست نواصينا المضيئة سـودا

    يا من تخلى عن حماهـا أينمـا
    وجهت وجهك لن تنال وجودا !

    هي قلعة الأبطال حصن أماننـا
    فاهجر سريعا لو سمحت جحودا

    لتنال مصر رخاءهـا وسلامهـا
    عيشا بأفيـاء الوفـاء رغيـدا

    واقرأ سجلات الفخار لمصرنـا
    وامـلأ ثراهـا بالجمـال ورودا

    واسطر بشعرك أو بنثرك لمحة
    للناس واذكر للأنـام (رشيـدا)

    صلى الإله علـى النبـي وآلـه
    ما مس طير للبراعـم عـودا !

    ردحذف