الثلاثاء، 11 مارس 2014

على خطى كعب

حظي الصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنه شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم بإعجاب الحبيب صلى الله عليه وسلم لبيته الشعري الذي قال فيه :
(زعمت سخينةُ أن ستغلب ربها)
(وَلَيُغْلَبَنَ مُغَــــالبُ الغَلاَّبِ)
وقال له صلى الله عليه وسلم : ‏ ‏"‏ لقد شكرك الله يا كعب على قولك هذا ‏"
و(سخينة) إسم لقريش كانت تُعَيَّر به في الجاهلية
فغبطت كعبا وسرت على خطاه

***
على خُطى (كعب)
***
شعر
صبري الصبري
***


 
(زعمـت سخينـةُ أن ستغلـب ربهـا)
(وَلَـيُـغْــلَــبَــنَ مُــغَـــالـــبُ الــــغَــــلاَّبِ)
وَلَــيُــهْــزَمَــنَ مُـــكَـــابـــرٌ مـســتــكــبــرٌ
ولَــتُــدْحَــضَــنَ مــــزاعــــمُ الــــكَـــــذَّابِ
ولـيـخــســأن مــجــاهـــرٌ مـتــجــاســرٌ
مـسـتــرســلٌ فــــــي غـــيـــه بـــحـــرابِ
ولـيــقــهــرن مـــجــــادلٌ مـســتــغــرقٌ
بـجــدالــه فـــــي بــغــيــه الـمـنــســابِ
ظـــــن الـشـريـعــة مـرتــعــا لــهــرائــه
فـعــتــا بـجــهــل خــائــضــا بــكــتــابِ
مـــن وحـــي ربـــك عـامــرٍ بضـيـائـه
سـبـحــانــه مــــــن بـــاســـط وَهَّــــــابِ
وهـــــب الـمــواهــب كـلــهــا لــعــبــاده
تـــتـــرا بـــكـــل بـســيــطــة ورحـــــــابِ
يــا مـــن يـحــارب ربـــه حـربــا بـهــا
كـــفـــرٌ يــبــجِّــل جــمــلــة الأربـــــــابِ
مــن ذا تـكـون وأنــت عـبـدٌ خـاضـعٌ
لله رغــمــا ضــمــن كــــل رقـــــابِ ؟!
تـحـتــاج رزقــــا مــــن لــدنــه بــأمــره
يــأتـــي إلــيـــك بــأيــســر اســتــتــابِ
وكــذا الـهـواء مــن الفـضـاء ميـسـرا
لـتـعـيـش عـيـشــة هــائــم بـشــعــابِ
والــمــاء يــجــري بـالـعـذوبـة أيـنــمــا
وجـهــت وجــهــك طــائــرا بـسـحــابِ
يـنـسـاب بالـغـيـث الجـمـيـل مـهـيـئـا
لـلـنــاس جـمــعــا هــاطـــلا بــشـــرابِ
والأرض تُخْـرِجُ مــن زورعٍ تُشْتَـهَـى
بالـخـيـر مـــن تـمــر ومـــن أعــنــابِ
سبحـان مـن خلـق الحيـاة بفضـلـه
أعــطــى الأنــــامَ كــرامــة الأنــســابِ
شـــــرع الـــــزواج بـطــهــره ونــقــائــه
لـلـنــاس جـمـعــا وجــهــة لــصـــوابِ
خــلـــق الـخـلـيـقـة لـلـعـبــادة كـلــهــم
كـــي يخـضـعـوا بـضـراعــة ومــتــابِ
وغـــوى الْـمَـريـدُ عـصـابــة مـفـتـونـة
تـــهـــوي بـــجـــرمٍ ســـائـــل كــلــعــابِ
تـحـيـا بـلـهـوٍ فـــي ذنــــوب عُـتُـوِّهَــا
تَـجْــتَــرُّ وهـــــمَ مــلاعـــب الألـــعـــابِ
يـا مــن تَـهَـاوى فــي مفـاتـن شـقـوة
أصبحت تمشي في خطى الأغـرابِ
أضحيت تمضـي فـي مسالـك فتنـة
فـيــهــا تـــلامـــس لــمــعــةً لـــســـرابِ
أمسيـت تلهـث فـي محـارق شعـلـة
أنــــت الـشـقــي بـقـبـضـة الـحـطَّــابِ
ماذا استفدت مـن المـروق بوجهـة
لــلــشـــر إلاَّ شِـــــــدَّة بــحـــســـابِ ؟!
يـــــوم الـقـيـامــة لا تــغـــادر كـــربـــة
بـالـغـم تـحـيـا فـــي لـهـيــب عــــذابِ
وكــــــذا بــدنــيــاك الــبــلايـــا كــلــهـــا
تـأتـيــك جـمـعــا تـصـطـلـي بـعــقــابِ
زعــم الـذيـن استـمـرؤوا وهـمـا لـهــم
نــصـــرا يــؤجـــج حـــرقـــة الألـــبـــابِ
فـــي نـــار درب الإنــحــلال فـيـالـهـم
مــــــن زمــــــرة بـنـبـاحــهــا كـــكــــلابِ
نبحت وحسبـت فـي النبـاح بلاغـة
تــســـري بــصـــوت مـتــقــن لــذئـــابِ
نــشــرت رذائـلـهــا المـقـيـتـة جــهــرة
تــحــوي عـفـونــة عـهـرهــم بــذبـــابِ
يطغـى عـلـى فــرش البـغـاة تـجـردوا
مــــن ســتــرة كــانــت لــهــم وثــيــابِ
حـسـبـوا الـتَّـعَــري لـلـعـصـاة تـقـدمــا
وتــحــضــرا فــــــي هــيــئــة ولُـــبَــــابِ
وكذا (سخينـة) بالعصـور جميعهـا
بــثــت فـظـاعــة إفـكــهــا بـصــحــابِ
صحـبـوا المفـاتـن بالـدهـور فكـلـهـم
بـالإثـم تـاهـوا فــي لـظــى وضـبــابِ
وَلَـتُـغْـلَـبَـنَ(سـخـيــنــةٌ) ورفــــاقــــهــــا
ولــتــلــعـــقـــن مــــــذلــــــة بــــــتــــــرابِ
ولــتــقــبــعــن كـــعـــبــــرة بــمـــهـــانـــة
فــــــي وهــنــهـــا بــكــآبـــة وخـــــــرابِ
ولــيــنــصــرن الله ديــــنــــا خــــالـــــدا
نــصـــرا مـبـيـنــا بـــاهـــر الأســـبـــابِ
يا (كعب) تلك قصيدتي أرجـو بهـا
عـــفـــو الإلــــــه الـــواحــــد الـــتــــوابِ
صـلــى الإلـــه عـلــى الـنـبــي وآلــــه
ما انساب دمع العين بالمحرابِ !!
السخينة: لقب لقريش تُعَيَّر به؛ لأَنها كانت تُعاب بأَكْل السَّخينة، وهي شىء يعمل من دقيق وسمن، كانوا يولعون به ويتخذونه عند غلاء السعر وعجف المال. 

هناك تعليق واحد:

  1. حظي الصحابي الجليل كعب بن مالك رضي الله عنه شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم بإعجاب الحبيب صلى الله عليه وسلم لبيته الشعري الذي قال فيه :
    (زعمت سخينةُ أن ستغلب ربها)
    (وَلَيُغْلَبَنَ مُغَــــالبُ الغَلاَّبِ)
    وقال له صلى الله عليه وسلم : ‏ ‏"‏ لقد شكرك الله يا كعب على قولك هذا ‏"
    و(سخينة) إسم لقريش كانت تُعَيَّر به في الجاهلية
    فغبطت كعبا وسرت على خطاه
    ***
    على خُطى (كعب)
    ***
    شعر
    صبري الصبري
    ***
    (زعمت سخينةُ أن ستغلب ربها)
    (وَلَيُغْلَبَـنَ مُغَـالـبُ الـغَـلاَّبِ)

    وَلَيُهْزَمَـنَ مُكَـابـرٌ مستكـبـرٌ
    ولَتُدْحَضَـنَ مزاعـمُ الـكَـذَّابِ

    وليخسـأن مجاهـرٌ متجـاسـرٌ
    مسترسـلٌ فـي غيـه بحـرابِ

    وليقهـرن مجـادلٌ مستـغـرقٌ
    بجدالـه فـي بغيـه المنسـابِ

    ظـن الشريعـة مرتعـا لهرائـه
    فعتـا بجهـل خائضـا بكتـابِ

    من وحي ربـك عامـرٍ بضيائـه
    سبحان ربـي الباسـط الوهَّـابِ

    وهـب المواهـب كلهـا لعبـاده
    تتـرا بكـل بسيطـة ورحــابِ

    يا من يحارب ربـه حربـا بهـا
    كفـرٌ يبجِّـل جملـة الأربــابِ

    من ذا تكون وأنت عبـدٌ خاضـعٌ
    لله رغما ضمـن كـل رقـابِ ؟!

    تحتاج رزقا مـن لدنـه بأمـره
    يأتـي إليـك بأيسـر استتـابِ

    وكذا الهواء من الفضاء ميسـرا
    لتعيش عيشـة هائـم بشعـابِ

    والماء يجـري بالعذوبـة أينمـا
    وجهت وجهك طائـرا بسحـابِ

    ينساب بالغيث الجميـل مهيئـا
    للناس جمعـا هاطـلا بشـرابِ

    والأرض تُخْرِجُ من زورعٍ تُشْتَهَى
    بالخير من تمـر ومـن أعنـابِ

    سبحان من خلق الحياة بفضلـه
    أعطى الأنـامَ كرامـة الأنسـابِ

    شرع الـزواج بطهـره ونقائـه
    للناس جمعـا وجهـة لصـوابِ

    خلـق الخليقـة للعبـادة كلهـم
    كي يخضعوا بضراعـة ومتـابِ

    وغوى الْمَريدُ عصابـة مفتونـة
    تهـوي بجـرمٍ سائـل كلعـابِ

    تحيا بلهوٍ فـي ذنـوب عُتُوِّهَـا
    تَجْتَـرُّ وهـمَ ملاعـب الألعـابِ

    يا من تَهَاوى في مفاتـن شقـوة
    أصبحت تمشي في خطى الأغرابِ

    أضحيت تمضي في مسالك فتنـة
    فيهـا تلامـس لمعـةً لسـرابِ

    أمسيت تلهث في محارق شعلـة
    أنت الشقـي بقبضـة الحطَّـابِ

    ماذا استفدت من المروق بوجهة
    للشـر إلاَّ شِـدَّة بحـسـابِ ؟!

    يـوم القيامـة لا تغـادر كربـة
    بالغم تحيا فـي لهيـب عـذابِ

    وكـذا بدنيـاك البلايـا كلـهـا
    تأتيك جمعـا تصطلـي بعقـابِ

    زعم الذين استمرؤوا وهما لهـم
    نصـرا يؤجـج حرقـة الألبـابِ

    في نـار درب الإنحـلال فيالهـم
    مـن زمـرة بنباحهـا ككـلابِ

    نبحت وحسبت في النباح بلاغـة
    تسري بصـوت متقـن لذئـابِ

    نشرت رذائلها المقيتـة جهـرة
    تحوي عفونـة عهرهـم بذبـابِ

    يطغى على فرش البغاة تجـردوا
    من سترة كانـت لهـم وثيـابِ

    حسبوا التَّعَري للعصـاة تقدمـا
    وتحضـرا فـي هيئـة ولُبَـابِ

    وكذا (سخينة) بالعصور جميعها
    بثـت فظاعـة إفكهـا بصحـابِ

    صحبوا المفاتن بالدهور فكلهـم
    بالإثم تاهوا في لظـى وضبـابِ

    وَلَتُغْلَبَنَ(سخيـنـةٌ) ورفاقـهـا
    ولتلعـقـن مـذلـة بـتــرابِ

    ولتقبـعـن كعـبـرة بمهـانـة
    فـي وهنهـا بكآبـة وخــرابِ

    ولينصـرن الله ديـنـا خـالـدا
    نصـرا مبينـا باهـر الأسبـابِ

    يا (كعب) تلك قصيدتي أرجو بها
    عفـو الإلـه الواحـد الـتـوابِ

    صلى الإله علـى النبـي وآلـه
    ما انساب دمع العين بالمحرابِ !!
    ****

    السخينة: لقب لقريش تُعَيَّر به؛ لأَنها كانت تُعاب بأَكْل السَّخينة، وهي شىء يعمل من دقيق وسمن، كانوا يولعون به ويتخذونه عند غلاء السعر وعجف المال.

    ردحذف