الجمعة، 29 أبريل 2011

اليمن :: شعر :: صبري الصبري


اليمن

***
شعر
صبري الصبري

***

 
 
ألا يـــمــــن الــســـعـــادة إنَّ فــيـــنـــا
مــحــبــتـــك الأكــــيـــــدة تـحــتــويــنــا
نــقـــول لأجـلــهــا الأقــــــوال شـــعـــرا
صـــدوقـــا بـــاهـــرا عـــذبـــا مـتـيــنــا
يــشــنــف ســـمـــع أحـــبـــاب كــــــرام
فـيـطـربـهـم ويـشـجـيـهــم قـــرونـــا !
بـــــك الأعـــــوام تــزدهـــر ازدهــــــارا
وتــنــبــت فـــيــــك إنــبــاتـــا مـبــيــنــا
تــجــلــى فـــيـــه تــبــيـــانٌ فــصــيـــحٌ
يــحــدثــنــا حــــديــــث الـمـعـجـبـيــنــا
ب(بـلــقــيــس) بـمـمــلــكــة يــغَـــنِّـــي
لـهــا الـتـاريـخ فـــي العـلـيـا لـحـونـا
فـتـطـرب مــــن عـذوبـتـهـا الـلـيـالـي
تــضـــم الـنـاظـريــن .. السـامـعـيـنـا
وهـدهــد قـصـرهـا الـمـخـتـال يــرنــو
بـمـكـمـنــه وقــــــد عـــــــدَّ الـكـمـيــنــا
يـطـالـع عـرشـهـا الـمـشـهـور ســــرا
ويــلــقــي فـــيـــه مـكــتــوبــا دفــيــنـــا
فـيـالـهـدهـد الـجــاســوس ! أنــهـــى
بـــهــــا كـــفــــرا بــشــقــوتــه لــعــيــنــا
وطــــار الــعــرش بــالأجــواء قــســرا
شـمــالا حـــلَّ فـــي سـجــن سجـيـنـا
إلــــى أن كــــان إســـــلامٌ مــضـــيءٌ
أنــــــار بـقـلـبـهــا الــغــافــي يـقــيــنــا
بــســبـــأ أيّ ســـبــــأ كـــــــان عـــــــزٌّ
بـــســـبــــأ دام مــنــبـــتـــه ســنــيـــنـــا
بـجــنــات الـنـعــيــم بــبــســط روض
ودوح ظــــلــــه غــــطــــى الــمــتــونــا
وفــاكــهـــة تــطـــيـــب لـمـشـتـهـيـهــا
يـنـاغـيــهــا ويــرتــقـــب الــغــصــونــا
تـلــبــي بـالـسـخــا تـنــهــال فــيــضــا
غـــزيـــرا نـــاضـــرا ســـحـــا رزيـــنــــا
إذا مــــــــا رام نــاظـــرهـــا طـــعـــامـــا
أتـــــى يــهـــدي لآكــلـــه الـصـحـونــا
كـــأن الـمــرء فــــي عــــدن بـعـيــش
بـــــه يـحــيــا بـروضـتـهــا مــصــونــا
ويــشـــرب مـــــن مـنـابـعـهـا شــرابـــا
نـقــيــا يـصـطــفــي فـــيـــه الـعـيــونــا
مــــــزاج الـسـلـسـبـيـل بــــــه هـــنـــاءٌ
بــكــافـــور لـــــــه نــهــفـــو حــنــيــنــا
ونرتـع فـي حمـى الأمطـار فـاضـت
بـيــمــن الــخــيــر طــوفــانــا أمــيــنــا
يهـدهـد محـتـوى الـدوحـات يـــروي
شـمـائــلــهــا ويــشــتــمــل الـيـمــيــنــا
ونـذكـر سـدهــا المـشـهـور يـحــوي
حــيــا الأجـــــواء مـحـفـوظــا رهـيــنــا
فـمــاء الـقـطـر مـــا وافـــى حـمـاهــا
يــــظـــــل بــمــســتـــراح مـسـتــكــيــنــا
ليـروي الأرض فـي يـمـن التنـامـي
ويـسـقــي فــــي روابـيـهــا الـبـطـونــا
وصـنــعــاء الــتـــي مـــــدت دروبــــــا
لـكــل الأرض قـــد فـتـحــت جـفـونــا
بـحـكـمـتـهـا .. بـقــوتــهــا تـــلاقــــت
كـلـيــث صـــــان بـالــغــاب الـعـريـنــا
تــصـــول إذا أرادت فــــــي رســــــوخ
وتــأبـــى أن تـــخـــون وأن تــهــونــا
وتـــأبــــى أن يــفــارقــهــا شــــمــــوخ
وتصـحـب فــي المـغـازي الفاتحيـنـا
ل(يشجب) أو ل(يعرب) كم تناهت
مـراقــي الـمـجــد تـجـتــذب الـعـيـونـا
وتـحـكــي عـنـهـمــا ســفـــرا طــويـــلا
ومــــاءً قــــد روى لــلإنـــس طـيــنــا
ونـســلا دافــقــا بــــالأرض يـمـشــي
ويــعــمــرهــا ويــنــتــظــم الــشـــؤونـــا
ويــنــســابــوا بــأصـــقـــاع بــصـــبـــر
يــلازمــهـــم ويــمــتـــزج الــشــجــونــا
فــــهـــــم أس لأعــــــــــراب تـــــراهـــــم
بــتـــاريـــخ الـــبـــرايـــا الـظـاعـنــيــنــا
هـــم الأبـطــال فـــي ســهــل وجــبــل
بكـهـف الـدهـر مــا رامـــوا الكـمـونـا
وســـــل عـنــهــم قـبـائـلـهـم تــرامـــت
وضــمــت فـــــي ركـائـبـهــا الـبـنـيـنـا
مضـوا بالـديـن فــي شــرق وغــرب
رجــــــــالا مـسـلــمــيــن ومـؤمــنــيــنــا
شـيـوخــا فـيــهــم الإيــمـــان يــزهـــو
وحـكـمـتــهــم تــــوافــــي الـعـالـمـيــنــا
وســـــل شــامـــا وبــغـــدادا ومــصـــرا
وســـل فـردوسـنـا الـمـغـروس فـيـنـا
بـأنــدلــس الـجــمــال لــهـــم بــريـــقٌ
وأخـــــبــــــارٌ تـــــضــــــم الـمــتــقــيــنــا
وتــــروي عــــن مـآثــرهــم صـحــافــا
تــقـــص بـفـخـرهــا ســـــردا مـكـيــنــا
ويـثـبــت مــــا جــــرى حــقــا وعــــدلا
فـــقـــد تـــركـــوا عـــدوهــــمُ ثـخــيــنــا
وقـــد بـــزوا الأعـــادي فـــي تــخــوم
بــهـــا تــأبـــى فــوارســهــم ســكــونــا
أذاقـــــوا الـــــروم ويــــــلات جـــســـام
بهـا الرومـان قــد لاقــوا الجنـونـا !
إذا الـيـمـنــيُّ مـــــا لاقـــــى صـعــابــا
يـحـطـمـهــا ويــخــتــرق الـحـصــونــا
يــســلّــح نــفــســـه دومـــــــا بـــعــــزم
بــوعـــي ثــاقـــب يَــــــدَع الـمـجــونــا
ليـحـيـا فــــي عــــلا الأمــجــاد حــــرا
أبـــيـــا لا يــــــرى الــــــذل الـمـهـيــنــا
يــعـــز بـــروحـــه الإيـــمـــان يــحــيــا
عـزيـز الـقــدر لا يـخـشـى المـنـونـا
ويرفض لو يلاقي الضيم .. ظلمـا
ويــأنـــف أن يـــكـــون المـسـتـكـيـنـا
بــثـــورة شـعــبــه الــمــقــدام يــعــلــو
يـحـقــق فــيــه بـالـصــدق الـظـنـونـا
وقــد لاحـــت لـهــم بـالـجـو شـمــسٌ
تـنــيــر طـريـقـهــم شـــرعـــا وديـــنـــا
تــعــزي أهــــل مــــن مــاتـــوا كــرامـــا
تـواســي مـــن ثـــوى فـيـهـا حـزيـنــا
وتــأســـوا كـالـطـبـيـب بــكـــل جـــــرح
بمـجـروح سـجــى عـانــى الطـعـونـا
وتـصـفـو بالـصـفـا رغــــم الـمـآســي
ببـسـمـتـهـا لـــمـــن بـــثـــوا الأنــيــنــا
فــكــونــوا كــلــكـــم صـــفــــا مـنــيــعــا
قــــويـــــا لا تـــهـــابـــوا الـمـعـتــديــنــا
بــوحــدة شـعـبـكـم كــونـــوا جـمـيـعــا
بــبــنـــيـــان يـــــســـــر الــنــاظــريــنـــا
بـبـسـتـان جـمـيــل الــشـــدو يــزهـــو
بنـحـل الشـهـد يصـطـحـب الطنـيـنـا
بــحــمــد الله قــــــد قــمــتــم فـــربـــي
يــــحــــب الـقـائــمــيــن الـحـامــديــنــا
مـــــن الـرحــمــن نـصــركــمُ تـجــلــى
جــلــيـــا فــاشــكـــروا اللهَ الْـمُـعــيــنــا
ولـــن يـجــد الـعـبـاد كـمـثـل عــــونٍ
مــــن الـمـعـبـود عــــان الْمُستـعـيـنـا
ألا يـمــن الـمـسـرة صـغــت شــعــري
لأحــبـــابـــي ب(وافــــــــره) حــنـــونـــا
بــعــشــقٍ ضــــــم أبــيــاتــا تـــلاقــــي
بــروضـــك كـــــرمَ أعــنـــاب وتــيــنــا
وفـاكــهــة الـشــتــاء بــهـــا عــطـــاءٌ
وإيــــــــلافٌ يــــضـــــم الـمـسـعــديــنــا
وعُـــــبَّــــــادا ونُـــسَّــــاكــــا كــــــرامــــــا
وزُهَّــــــــادا بــــصــــدقٍ مـحـسـنــيــنــا
فــمــا أبــهــاك مــــن يــمــن سـعــيــدٍ
سنـعـشـقـه بــحــب مــــا حـيـيـنــا !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق